أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - بين العلم والبيزنيس














المزيد.....

بين العلم والبيزنيس


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7055 - 2021 / 10 / 23 - 02:03
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


من مميزات العولمة انتشار العلم والمعرفة بصورة كبيرة حول العالم مما أدى بالفعل إلى الرفاهية وتطوير العلوم التطبيقية فى شتى مجالات البحث العلمى فى معظم دول العالم فأفادت البشر كثيرا فى مجالات الصحة والصناعة والزراعة . ولكن العولمة تعتمد أولا وأخيرا على الشركات المتعددة الجنسيات وعلى البيزنيس العالمى الذى امتد إلى العلم وربما تحكم فى مقدراته بصورة كبيرة ، فالكثير من البحوث التطبيقية أصبحت تعتمد على ممولين من شركات ورجال أعمال لهم مصالح أيضا ومطامع فى المكاسب عبر احتكار الإبداع مما جعل بعض مكاسب بيزنيس العلم قد تصل إلى أن يكسب الدولار الواحد 140 دولارا وهو أعلى مكسب فى التاريخ خاصة فى قطاعات أصبحت رئيسية مثل قطاع الأدوية والمستحضرات والمستلزمات الطبية وكذلك قطاع الذكاء الاصطناعى وحتى فى القطاعات غير القانونية مثل تجارة المخدرات ، فجميع تلك القطاعات موادها الخام منخفضة التكلفة ولكنها مرتفعة الملكية الفكرية.
لقد حاولت العولمة شيئا فشيئا تحييد بحوث العلوم البحتة والعلوم الإنسانية غير المتعلقة بالمال لصالح بحوث العلوم التطبيقية التى يمكن أن تدر مالا عن طريق الشركات الممولة للبحوث مما أدى بالفعل إلى تراجع مكانة معظم العلوم الإنسانية مثل التاريخ والفلسفة والاجتماع التى لا يستطيع البيزنيس استخدامها بسهولة ، بل وأدى أيضا إلى تصاعد بعض العلوم التطبيقية للقمة فى أوقات معينة جين يرتفع البيزنيس الخاص بها كما يحدث الآن مع علوم البيولوجية الجزيئية وأجهزة القياس الطبية فى أوقات بيزنيس الفيروسات مثل الانفلوانزا وكورونا وغيرها . لقد استطاعت الشركات اختراق الجامعات ومراكز البحوث والمستشفيات والمعامل لتسيطر بصورة واضحة على العلم وتغير مساره لصالح تلك الشركات ورجال الأعمال الذين يستخدمون أحيانا أدوات العولمة مثل الانترنت والإعلام لتنفيذ مآربهم وتسويق منتجاتهم العلمية أيضا وقد يكون ذلك فى صالح رفاهية الإنسان ولكنه أحيانا لا يهتم بالإنسان كما حدث مع شركة فيسبوك التى تم اتهامها بأنها تسوق معلومات تؤثر على الأطفال والشباب وقد تضر المجتمع مستخدمة خوازميات تقنية سرية لتعظيم المكاسب , وربما تفعل ذلك معظم مواقع التواصل الاجتماعى التى لا تهتم بالأخلاقيات كثيرا وتكسب معظم مكاسبها من إعلانات الشركات . إن تدخل البيزنيس فى العلم يبدو واضحا فى مجال الطب والصيدلة والمستحضرات والمستلزمات الطبية حيث أن مكاسب شركات الأدوية وما يتعلق بها كبيرة جدا قد تجعل البعض منهم يلجأ لمختلف أنواع الفساد بل ورشوة الأطباء فى دول العالم الثالث لتسويق الأدوية والمنتجات المختلفة حتى لو كانت أقل فاعلية أو أعلى سعرا بل قد يصل الأمر إلى التغطية على الآثار الجانبية لبعض الأدوية وطمس أى بحوث علمية تؤثر على المكاسب ومساعدة البحوث التى تدعم المكاسب لمنتجات معينة مثلما حدث سابقا مع الشوكولاته التى تضاربت البحوث العلمية حول فوائدها وأضرارها بما يشبه الفوضى العلمية نتيجة تدخل الشركات فى البحوث العلمية.
وبالطبع شهدت الكثير من دول العالم فى ظل عولمة العلم إنتاج مركبات كيميائية وبيولوجية متعددة تصل إلى العالم وكائناته الحية بإنسانه وحيوانه ونباته فى صورة أدوية و مبيدات ومضافات غذائية وزراعات نباتات معدلة جينيا GM ومركبات نانوتكنولوجية غير معروف تأثيرها السرطانى على المدى البعيد ولكنها بأبحاثها وإنتاجها وتسويقها تجد تمويلا كبيرا من الشركات العالمية التى تعمل فى تلك المجالات .
إن عصر العولمة قد جعل الشركات العالمية هى التى تتحكم فى العالم بصورة غير مباشرة وليس الحكومات ، فهى التى تستحوذ على معظم ما يستخدمه ويتداوله البشر حول العالم سواءً فى الغذاء و الدواء والأجهزة المختلفة بل وتسيطر على أذرع العولمة المتمثلة فى الانترنت والفضائيات والإعلام ووصلت إلى العلم والبحث العلمى أيضا .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الملابس ثقافة ؟
- هل نحن مغيبون ؟
- هل يعتمد التفاعل مع التكنولوجيا والعولمة على السن ؟
- هل ستطلب طالبان محاكمة الولايات المتحدة مستعينة بالصين وروسي ...
- حروب الفضاء القادمة ليست عسكرية فقط ولكنها صراعات علم وطاقة ...
- جانب آخر مهمل لأحداث 11 سبتمبر 2001
- الصراعات الدولية من منظور عولمة المواد الخام والعناصر النادر ...
- هل ستغير العولمة مفهوم النخبة ؟
- الواقع بين الماضى والمستقبل فى عصر العولمة
- هل الافكار الاسلامية القادمة ستكون ذات صبغة شرق آسيوية ؟
- إتساع النظرة الإنسانية خارج إطار الدين هل غير العالم ؟
- أخيرا يتحقق حلم الون ماسك وحلم الجيل فى سياحة الفضاء
- التاريخ بين الملوك والعامة فى هجوم هيرودوت على مصر
- هل تقلد الولايات المتحدة وغيرها الصين ؟
- هل ستعيد العولمة إحياء الاشتراكية والشيوعية
- الحرب الباردة الثانية Cold War II هل هى تكنولوجية ؟
- صدام الحضارات بين الكراهية للإسلام والكراهية للصين
- العالم الثالث بين ديموقراطية رجال الأعمال وديكتاتورية الصين
- العولمة غير الاقتصادية تطور قدرات البشر الإبداعية بطريقة مذه ...
- مستقبل الدولار فى العولمة الجديدة وما بعد كورونا


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - بين العلم والبيزنيس