حروب الفضاء القادمة ليست عسكرية فقط ولكنها صراعات علم وطاقة وسياحة

مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا
(Magdy Abdel Hamid Elsayed)

الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 03:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

منذ أن شعرت الولايات المتحدة بتقدم الصين تقدما كبيرا فى مجال الفضاء صدر قرار بمنع تعاون وكالة ناسا مع الصين عام 2011 وتم منع تواجد الصين على المحطات الفضائية الدولية ، إن أسرار الفضاء كبيرة بعضها يتعلق بالطاقة التى يمكن الوصول إليها من الفضاء وخاصة من القمر الذى ربما يحتوى على عناصر ونظائر نادرة مثل الهيدروجين الثقيل (النظير 3) أو التريتيوم T الذى يتحلل ويعطى طاقة ويستخدم فى عمليات الاندماج النووى أو ربما الوصول إلى المعادن النادرة ونظائرها الأكثر ندرة على الأرض لاستخدامها أيضا فى مجال الطاقة النووية . إذن فهناك أسرار أيضا لا يمكن البوح بها لوجودها فى الجانب الخفى عنا من القمر ، لإن القمر يظهر نصفه أو أكثر قليلا لسكان الأرض بصورة دائمة ولكن هناك نصف آخر لا يظهر للأرض ولا تصل إليه التليسكوبات ولكن تصل إليه سفن الفضاء فقط والمعلومات عنه غاية فى السرية وهو ليس مظلما كما يتوقع البعض بل يصل إليه ضوء الشمس بلا عوائق . ومنذ عام 2012 تبين صدق التوقعات الأمريكية بوجود برنامج فضائى قوى جدا للصين يخطط بدقة للوصول للقمر ثم الوصول للمريخ وقد حدث ذلك بالفعل وتحركت مركبة صينية صغيرة تحمل كاميرات دقيقة ومعمل تحاليل على سطح المريخ لتصبح الثانية بعد مركبة الولايات المتحدة ، وقد صدقت التوقعات أيضا بأن هناك تعاونا كبيرا بين الصين وروسيا فى مجال الفضاء وسيمتد هذا التعاون حتى عام 2030 لبناء محطة كاملة فى الفضاء مع وجود صواريخ فضاء صينية تم إنتاجها بالفعل ستحمل البشر للقمر . إن صراع الولايات المتحدة والصين وروسيا على الفضاء جعل كل من أوروبا والهند تتأخر عن الوصول للفضاء بالصورة المتسارعة التى تسير بها الصين ولا يمكن لأحد أن يحدد سبب إنفاق تلك المليارات على الفضاء حتى أن الصين أطلقت صواريخ للفضاء تتجاوز كل دول العالم منذ عام 2019 بل إنها أعلنت منذ أيام عن التخطيط لبناء قاعدة (سفينة فضاء) يتجاوز طولها كيلومتر وربما يصل طولها إلى ميل لتكون أكبر سفينة فى الفضاء وربما تدار ذاتيا بالطاقة الناتجة من الشمس أو الطاقة المتجددة وهذا الأمر يحتاج إلى مليارات الدولارات ومئات العلماء ورحلات غير عادية لتصل الأجزاء ببعضها لتصل إلى سفينة الفضاء التى تخيلتها السينما الأمريكية منذ خمسين عاما ولم يتم تنفيذها بالصورة الكاملة . إن الحلم الصينى فى الفضاء يتجاوز مرحلة حرب النجوم والطاقة ليصل أيضا إلى مرحلة البيزنيس والسياحة بالتعاون مع الملياردير الشغوف بالفضاء إلون ماسك الذى يتعاون بصورة كبيرة مع الصين فى مجال السيارات الكهربية وتريده الصين أن يطور رحلات الفضاء ليصل إلى ثمانين ألف مسافر للفضاء والقمر بحلول عام 2040 لتكون الرحلة من الأرض للقمر خلال ثلاثة أيام فقط . إن الصين فى ذلك الصراع تريد التفوق على الولايات المتحدة ببناء الجيل السادس من الاتصالات 6G الذى سيحقق نقل بيانات بين الأقمار الصناعية والفضاء والأرض بسرعة رهيبة أضعاف سرعة الجيل الخامس 5G المطبق فى الصين الآن والمستخدم فى الاتصالات ونقل البيانات عبر الفضاء وفى العمليات التجارية (العملة الرقمية) وكل ما يتطلب سرعة نقل بيانات .
إنه صراع غريب على الفضاء بين الولايات المتحدة من جهة والصين وروسيا من جهة أخرى بينما تقف دول أوروبا والهند واليابان على الحياد من تريليونات الدولارات التى أنفقتها وتنفقها وستنفقها تلك الأطراف على استكشاف الفضاء.
لقد علمتنا تجارب التاريخ أن الولايات المتحدة وروسيا والصين لا يمكن أن تنفق تلك الاموال الطائلة هباء ولكنها ستعود بالفائدة الكبيرة على تلك الدول فى مجالات متعددة مجهولة لنا وربما تنزع عنها السرية خلال الأعوام القادمة .

#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات