أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - مستقبل المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات فى عصر العولمة الجديدة














المزيد.....

مستقبل المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات فى عصر العولمة الجديدة


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 22:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


مع جائحة كورونا يعتقد بعض المفكرين أن العالم يمر بمرحلة جديدة من العولمة يسميها البعض العولمة الثانية (الأولى منذ مطلع التسعينيات حتى نهاية عام 2019) وهى العولمة التى أصبح فيها العالم ذا قطبين بين الولايات المتحدة والصين وربما تستمر تلك المرحلة بصورة انتقالية حتى عام 2049 وهو العام المتوقع للقطب الواحد الصينى. والعولمة بصورتها المبسطة تعنى " تبادل وانتشار المنتجات والثقافات والتكنولوجيات والمعلومات والوظائف والأفكار والابتكارات بين شعوب دول العالم دون تمييز من أى نوع بين البشر" ، ولها أدوات ترتكز عليها تنتشر من خلالها وأهمها الاقتصاد بصورة أساسية ثم العلم والتكنولوجيا والاتصالات والانترنت والفضائيات. إذن نحن أمام عولمة نفعية براجماتية تطبيقية تقدس الابتكار والإبداع أينما كان ودينها التكنولوجيا والاتصالات لإن مجال العولمة هو كل العالم وليس المجتمع المحلى فقط . لقد طورت التكنولوجيا والاتصالات بالفعل كل القطاعات منذ مطلع الألفية الجديدة ، وشمل التطور كل أوجه الحياة سواءً التعليم أو الصحة أو الزراعة أو الصناعة أو التجارة والاستيراد والتصدير وحتى الادارة والمبيعات والتسويق والموارد البشرية الذين أصبحوا يعتمدون جميعا بصورة كبيرة على الاتصالات والتكنولوجيا ، ومن بين ما حاولت العولمة تطويره المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات وحتى المسارح والسينما ولكن التطوير لم يكن بنفس قوة تطوير الأنشطة الأخرى التى تفاعلت مع التكنولوجيات والاتصالات والعلوم التطبيقية والأجهزة المختلفة والبحوث العلمية ، لإن تلك المراكز خارج إطار أهداف العولمة الرئيسية ولإنها ما تزال تسير بطريقة كلاسيكية تحتاج إلى الزائر الحقيقى الذى لم يعد موجودا لانشغاله بصورة كبيرة مع تطورات العولمة فى المهن المختلفة ، لإن العولمة لها جانب سلبى فى جعل الإنسان يلهث وراء الحياة لسرعة وجود تطوير يمس حياته ويحتاج لتكلفة أعلى يحاول تغطيتها ولا يهتم كثيرا باقتطاع جزء من وقته يخصصه لتلك المراكز . فى حالة دراسة تأثير العولمة على تلك المراكز يمكن اختيار المكتبات كمثال ، فالمكتبات بجميع أنواعها تأثرت بأدوات العولمة مثل الانترنت والاتصالات التى طورت أيضا أهم مادة خام فى المكتبات وهو الكتاب ليتحول إلى الكتاب الإلكترونى الذى تصاعد بصورة غير متوقعة خاصة مع الأجهزة التى ظهرت منذ حوالى 15 عاما فى حجم كف اليد وتستطيع الوصول لملايين الكتب الإلكترونية مثل جهاز Kindle شركة أمازون الذى حاول سحب المادة الخام من المكتبات ليتركها تترنح تحت طائلة عدم وجود زوار حقيقيين لإمكانية الوصول للكتب بطرق أخرى أيسر وأسهل من طرق الزيارة والإعارة .
السؤال الذى يمكن طرحه الآن والذى يمكن تعميمه نوعا ما على معظم المراكز الثقافية والاجتماعية : ما هو مستقبل المكتبات فى عصر العولمة ؟ ، إن المكتبات فقدت المادة الخام المتمثلة فى الزائر وفى الكتب أيضا ولكنها لم تفقد ذلك كليا بل فقدت الصورة القديمة وهو الزائر التقليدى والكتاب الورقى ، ولكن ما يزال هناك الزائر الافتراضى ( الإلكترونى) والكتاب الإلكترونى وهو لم يأخذ حقه فى مجتمع المكتبات الذى تغلب عليه الكلاسيكية والمثالية التى لا تصلح مع عصر العولمة البراجماتى النفعى الذى يقيس كل الأمور بمقياس المنفعة والعائد والمكسب ، لذلك لم تستطع بعض المكتبات إيجاد تمويل لها يجعلها تستمر فلجأت لتقليص العمالة أو تقليص وقت العمل أو التوقف التام الذى حدث للعديد من المكتبات خاصة الصغيرة منها حتى فى الولايات المتحدة ذاتها ، إذ أن حوالى خمس المكتبات قلصت العمالة وأوقات الفتح فى الولايات المتحدة ، وأعلنت بريطانيا أن هناك 100 مكتبة عامة تغلق أبوبها سنويا برغم محاولات محبى المكتبات والمجتمع المدنى لمجابهة الغلق ولكن للأسف لا يمنع الغلق إلا توفر الامكانات المادية وهو أمر أصبح صعبا جدا لخروج المكتبات والمراكز الثقافية عن إطار العولمة النفعى ، وللعلم فإن بعض المكتبات – وكذلك بعض المراكز الثقافية والاجتماعية- غيرت أنشطتها بحيث لم تعد مكتبات بالأساس فتحولت إلى مراكز تدريب وتطوير لتستطيع الاستفادة من التطورات التكنولوجية التى طالت مجال التدريب. إن مستقبل المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات وحتى النشر يكمن بصورة أساسية فى الإبداع التكنولوجى الغائب عن المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات الكلاسيكية المعرضة للإغلاق ، فالإبداع التكنولوجى مربح أيضا فى عصر العولمة ويمكن أن يوفر الكثير من الموارد المالية ، والإبداع التكنولوجى أيضا يخاطب الزائر الافتراضى الالكترونى ويقدم الكتاب الالكترونى والتدريب الالكترونى والدورات الالكترونية والمؤتمرات واللقاءات الالكترونية ويجيب على الاستفسارات الإلكترونية الغير مكلفة نوعا ما مقارنة بغير الالكترونى منها. إن ذراع العولمة فى الاتصالات والانترنت هو أقوى ذراع يمكن استغلاله فى المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات بكافة أنواعها لإنه ذراع المستقبل الذى تعول عليه كل الأنشطة والمهن فى كل مكان فى العالم .
قد يكون من الأنسب أن نبحث عن الابتكارات فى تلك المجالات لإن الابتكار أصبح يفوق الخبرة فى عصر العولمة المتسارع جدا والذى لا تستطيع الخبرة مجاراته ولكن الابتكار والإبداع والاختراع يمكن أن يجعل صاحبه شخصا أو كيانا يلحق بعصر العولمة الجديدة ثنائية القطب .
فى النهاية إن ما يتعلق بمستقبل العولمة فى المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات شبيه بمستقبل معظم الأنشطة التى تحتاج أيضا إلى إعلاء قيمة الابتكار والإبداع لتبقى على قيد الحياة المتسارعة الخطى والتى يومها الآن يشبه عاما فى القرن الماضى.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم القادم بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة
- هل ستغير العولمة المعتقدات الإسلامية والمسيحية والهندوسية ؟
- المستقبل بين الإبداع والخبرة
- حركة التاريخ الموجية : التجربة الصينية درس للشرق الأوسط
- عودة الوعى التاريخى فى عصر العولمة
- بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط
- هل يمكن أن تصبح مبدعا فى فترة قصيرة ؟
- التأثير الاجتماعى لانتشار فيروس كورونا
- معادلة الإله The God Equation بين أينشتين وميشيو كاكو
- هل ستعيد دول آسيا كتابة التاريخ وتغيير الثقافة المعاصرة ؟
- العبيد والإماء قادمون لا محالة
- هل عام 2021 هو عام فارق فى تاريخ العالم الحديث ؟
- بين عولمة الدين ودين العولمة


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - مستقبل المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات فى عصر العولمة الجديدة