أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط














المزيد.....

بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 25 - 08:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يتميز النمر بخفة الحركة والسرعة التى تجعله قويا بينما يتميز الأسد بالقوة الفعلية ، ومع تغير العالم وعصر العولمة بعد عام 2010 ينتقل العالم الآن ما بين مرحلة الأسد التى تخبو ومرحلة النمر التى تنمو. لقد كان العالم قبل 2020 أحادى القطب مع الأسد الأمريكى الذى يأمر فيطاع بالقوة العسكرية المدعومة بالاقتصاد والعلم والتكنولوجيا ، ولكن الأسد لم يستطع الاحتفاظ بقوة سلاسل التوريد العالمية مع بداية جائحة كورونا عام 2020 فلم يمد العالم بما يكفى للقضاء على الفيروس فلجأ إلى التغييب الإعلامى ليجعل العالم يناقش قضية المؤامرات والانتقادات بينما لجأت الصين ومعها كوريا الجنوبية إلى القفز بخفة وسرعة للقضاء على الفيروس دون الدخول فى مهاترات وحروب إعلامية مضللة تعتمد غالبا على الميديا والإعلام أكثر من الاعتماد على الحقائق والبيانات الواقعية ، وبالتالى نجحت الصين ومعها كوريا الجنوبية فى التحكم فى سلاسل إمدادات العالم بأدوات مجابهة فيروس كورونا بنجاح فاق الحدود ، ولأول مرة فى التاريخ تستطيع الصين المشاركة فى أكثر من لقاحين لمجابهة فيروس كورونا ونجحت فعلا مثلما نجحت ألمانيا وانجلترا والولايات المتحدة وروسيا بل وسمحت لبعض الدول بصناعة اللقاح كنوع من التعاون والتكامل العالمى متنازلة عن بعض حقوق الملكية الفكرية لتكسب ود الدول الفقيرة .
إن نجاح الصين فى الهبوط على سطح المريخ كثانى دولة تهبط على الكوكب الأحمر يدل على أن النمر يتحرك فى كل الاتجاهات ليصيد الشارد من الفرائس فى أى مكان فى العالم ولكن بخفة حركة وسرعة انقضاض دول مشاكل واستعراض قوة . لقد نجحت الصين فى الوصول إلى أى مكان تركته الولايات المتحدة منذ عام 2003 مع انشغال الولايات المتحدة بحرب الخليج وانفاق تريليونات الدولارات على الحروب بلا عائد واضح ، وكان نجاح الصين فى أفريقيا وآسيا نجاحا مذهلا بسياسة التكامل والتعامل بخفة وسرعة دون إظهار القوة مما جعل الصين تصبح القوة الثانية عالميا عام 2010 بعد تفوقها على اليابان وسيطرتها على الإبداع والابتكار العالمى خلال السنوات الخمس السابقة . لقد كانت منطقة الشرق الأوسط منطقة صراع أمريكى سوفيتى سابق ولكنها تحولت إلى منطقة نفوذ أمريكى واضح خاصة مع حروب الخليج منذ عام 1980 التى حاولت فيها الولايات المتحدة السيطرة على المنطقة من إيران إلى مصر ، ولكن مع وصول الرئيس السابق ترامب للحكم حدث نوع من " فراغ العرش العالمى" مع فقد الولايات المتحدة للتحالفات القديمة كما أشار كل من دالدر وليندسي نهاية عام 2018 فى كتاب " العرش الفارغ : تنازل أمريكا عن القيادة العالمية " مما أتاح للصين الدخول من كل ثقب إبرة فارغ فى العالم والوصول إلى احتياجات الشعوب كبشر قبل الحكومات . ولم يكن دخول الصين لأى مكان فى العالم عبر قوة الأسد ولكن عبر خفة وسرعة النمر ، فالصين لا تعتمد على وسائل الضغط المخابراتى والقوة العسكرية ولكن تعتمد الطريق الاقتصادى الذى تعتبره القوة الأفضل فى عصر العولمة . إن الصين تعتمد بصورة كبيرة على الطاقة القادمة من الخليج سواءً من إيران أو دول الخليج العربى لذلك فالعلاقات جيدة مع تلك الدول ولا تريد أن تفقدها ، وفى نفس الوقت هناك استثمارات مشتركة مع إسرائيل فى مجال التكنولوجيا وصلت إلى 11 مليار دولار عام 2019 ومع زيارة 150 ألف سائح صينى لإسرائيل ، بل وتقديم دعم لإسرائيل ومصر لصالح تطوير طريق التجارة عبر البحر الأحمر وقناة السويس والبحر المتوسط . إن الصين وهى تعارض إسرائيل فى مجلس الأمن وتناصر الفلسطينيين وحل الدولتين تدرك أنها تعارض الولايات المتحدة أولا وفى نفس الوقت ما تزال سبل التعاون مع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل موجودة ومتاحة حتى وإن لم تتطور منذ الصراع العلنى مع الرئيس السابق ترامب عام 2020 ومنع الصين من الوصول إلى التكنولوجيا الموجودة فى تايوان وإسرائيل.
لقد دخلت الصين خلال السنوات العشر الأخيرة ضمن الخمسة الكبار لصناعة وتصدير الأسلحة حول العالم مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وألمانيا مع وصول اقتراب تلك الصناعات من حاجز تريليونى دولار سنويا ، وبدأت بالفعل فى إنتاج معدات بحرية متفوقة بل وتدخل الآن مجالات الصواريخ والطائرات والمعدات التقليدية ، ولكنها لم تفعل مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا بتأجيج الصراعات لتدور مصانع الأسلحة بل تزكى طريق التعاون ومساعدة الدول على تكوين قواتها الخاصة عبر التعاون الاقتصادى. لقد حاولت الصين أن تساند الدول العربية وفلسطين فى الأزمات ولكن من منطق التعاون والتكامل تاركة للولايات المتحدة الدخول بمنطق القوة وصرف مليارات الدولارات لإسرائيل والدول المتحالفة معها.
فى العالم الثنائى القطب الآن يدور النزاع بين الأسد وقوته والنمر وسرعة حركته وسيظل صراع العولمة الجديدة متأججا حتى عام 2040 وهو العام المقترح لتفوق الصين على الولايات المتحدة عسكريا .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن أن تصبح مبدعا فى فترة قصيرة ؟
- التأثير الاجتماعى لانتشار فيروس كورونا
- معادلة الإله The God Equation بين أينشتين وميشيو كاكو
- هل ستعيد دول آسيا كتابة التاريخ وتغيير الثقافة المعاصرة ؟
- العبيد والإماء قادمون لا محالة
- هل عام 2021 هو عام فارق فى تاريخ العالم الحديث ؟
- بين عولمة الدين ودين العولمة


المزيد.....




- ما العقبات التي تواجه نقل المساعدات إلى غزة عبر الرصيف الأمر ...
- دار نشر بريطانية تقدم دفوعها في دعوى الأمير هاري
- أصغر أبناء ترمب سينصب والده في المؤتمر الجمهوري
- بلينكن يؤكد مجددا معارضة واشنطن أي تهجير قسري للفلسطينيين من ...
- نتانياهو: آمل أن أتمكن أنا وبايدن من تجاوز خلافاتنا
- بسبب منطاد -التجسس-.. واشنطن تضيف كيانات صينية إلى اللائحة ا ...
- سناتور جمهوري: أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إل ...
- Ulefone تعلن عن هاتف مصفّح بقدرات تصوير ممتازة
- الدفاع الجوي الروسي يعترض طائرة مسيرة في ضواحي موسكو
- حركة -النجباء- العراقية ردا على استهداف صرح ثقافي وإعلامي له ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط