أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - العولمة غير الاقتصادية تطور قدرات البشر الإبداعية بطريقة مذهلة














المزيد.....

العولمة غير الاقتصادية تطور قدرات البشر الإبداعية بطريقة مذهلة


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6938 - 2021 / 6 / 24 - 08:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لقد لاحظ الكثير منا أنه تحول شيئا فشيئا من شخص عادى سابقا إلى قارئ مميز ثم إلى كاتب مميز أو ناشر مميز ثم إلى مصور صحفى لنفسه ولعائلته وللغير ثم إلى ناقد أدبى وفنى على فيسبوك وتويتر ، بل وتحول بعض الشباب إلى صناع أفلام وممثلين على تيك توك ويوتيوب وانستاجرام ، ولم يقف الأمر عند ذلك بل تحول البعض إلى سياسيين وقضاة وأطباء نفسيين وخبراء تنمية بشرية محفزين للغير على العديد من مواقع الانترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعى السريعة التطور. الواقع أن تلك التحولات التى لا تستند معظمها إلى أسس علمية واضحة بل تتم الآن بصورة عفوية يمكن اعتبارها مرحلة انتقالية من التغير الثقافى الاعلامى الاجتماعى العالمى يعاد فيها تشكيل الوعى الإنسانى بصورة عالمية حتى لو بدت محلية أو إقليمية. قد يعتقد البعض أن هذا أمرا سلبيا لإنه قد يثير البلبلة ويزيد الشائعات وغير ذلك من أمور سلبية ولكن الواقع يشير إلى عكس ذلك ، لقد اكتشفت العولمة بذراعها القوى وهو الانترنت الكثير من المبدعين الذين أثروا فى محيط عائلاتهم وأعمالهم ومجتمعاتهم الصغيرة قبل أن يصل البعض منهم إلى المستوى المحلى فى المدينة أو على مستوى الدولة أو الإقليم أو العالم . لقد استغل بعض المبدعين أذرع العولمة القوية فى التأثير فى مجتماعتهم بطريقة عفوية أولا ثم منظمة ثانيا مما جعل المجتمعات تمر بمرحلة من التفاعل المستمر الذى يؤدى إلى التغيير بعد أن تتسع الآفاق ويعود الوعى الغائب لدى الكثير من العامة و"حزب الكنبة" ، وعودة "حزب الكنبة" هذه المرة ليست من خلال مفكرين وسياسيين أفذاذ بل من خلال أشخاص أقرب للعاديين مبدعين مؤثرين فى مجتماعتهم المحلية ثم الإقليمية وربما العالمية ، فقد ينطلق المبدع من حى صغير فى مدينة مثل الإسكندرية إلى كل الإسكندرية ثم إلى القاهرة ثم إلى مصر ثم إلى الوطن العربى وإلى المتحدثين بالعربية فى كل بلاد المهجر ، ويحدث هذا أيضا فى تونس والمغرب والسعودية والإمارات ، ويقوى ليصل إلى كل العرب ، بل يحدث ذلك الآن مع انتشار الترجمة إلى كل العالم الذى أصبح يتابع الفنانين والإعلاميين والرياضيين وخبراء التنمية البشرية والوعاظ الدينيين وغيرهم .
لقد شاهد العالم كله منذ فترة بسيطة كيف أغلقت سفينة عملاقة قناة السويس وكيف استطاعت صورة لعامل بسيط فوق مركبة صغيرة يحاول إزالة الرمال من حول السفينة أن تجعل العالم يؤمن بقدرات الإنسان غير المحدودة فى وقت الأزمات ، وكذلك فعل فيديو جورج فلويد الأمريكى وصوره – ومن قبله صور مقتل محمد الدرة الفلسطينى - التى التقطها أناس عاديون فى تغيير وعى المجتمعات المحلية ثم الوعى العالمى ، بل إن حوادث بسيطة مثل حادثة حريق محمد بوعزيزى أو مقتل خالد سعيد كانت سببا رئيسيا فى تغيير أنظمة فى عدة بلدان مثل تونس ومصر عبر أدوات العولمة مثل فيسبوك ويوتيوب وتويتر وغيرها.
إننا نمر الآن بمرحلة انتقالية تحاول أن تجعل كل منا موهوبا فى مجال معين وبدرجة معينة يصعد بها للسطح ، حتى لو كان هذا السطح مجتمعا صغيرا مكونا من أسرته ومعارفه ، وبالتالى بدأت المواهب تظهر على ملايين البشر وليس عدة آلاف كما كان منذ خمسين عاما ، ولربما يساهم ذلك فى عودة الوعى لدى البشر ليقاوموا الفساد بشتى صوره من خلال كشفه ويتبنوا كذلك الشفافية وحقوق الإنسان والمساواة ويحاولوا التخلص من الميراث القديم من التحرش الجنسى والتنمر والتمييز بين الرجل والمرأة ، حتى لو كانت المرحلة الانتقالية تضم بعض الأشياء التى يعتبرها البعض سلبية أو "هايفة " إلا أن المجتمع أصبح هو الحكم وليس الخبراء والنقاد وهى تعتبر مرحلة انتقالية من " الشعبوية " ، ولربما تصل العولمة الجديدة بعد جائحة كورونا إلى مرحلة أرقى من عودة الوعى العالمى والحد من الحروب والصراعات كما حدث فى الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة التى وصلت إلى العالم بطريقة مختلفة عن ذى قبل ومن حى صغير مثل حى الشيخ جراح بعد أن تخطت حاجز التعتيم الإعلامى الأمريكى لتجعل العالم يشاهد الصورة من عدة جوانب وليس من جانب واحد كما كان سابقا.
إن ذراع العولمة القوى المتمثل فى الانترنت تطور عبر ربع قرن ليتحول إلى منصة سياسية واجتماعية وثقافية وفنية وأدبية ورياضية بطريقة محايدة تضم ملايين المبدعين حول العالم. وقد يكون غريبا علينا أن نشاهد الصين وهى تحاول الاستفادة من ذلك اقتصاديا أيضا بمساندة كل المبدعين الجدد فتحولهم إلى طبقة الملونيرات ليصبح لديها 150 مليون مبدع تحاول من خلالهم تغيير العولمة الأمريكية العتيقة التى استفاد منها عدة آلاف من رجال الأعمال والمدراء التنفيذيين إلى عولمة جديدة مفتوحة للملايين الذين غالبيتهم من المبدعين فى كل المجالات بعد أن يتحولوا من المحلية إلى العالمية ، وقد تسير على نهجها بعض دول العالم الثالث التى أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى لديها أقوى من الإعلام التقليدى ومن الأحزاب السياسية فى كشف الفساد وتغيير وعى المجتمع والتأثير الواضح فى العادات والتقاليد وفى الثقافة والفن والأدب والرياضة .



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل الدولار فى العولمة الجديدة وما بعد كورونا
- هل بدأت الحرب الباردة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصي ...
- لا تخترع العجلة ، بل اسرقها وطورها كما فعلت الصين
- الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والكتب المقدسة فى عصر العولم ...
- هل الحرب العالمية الثالثة القادمة ستكون من تايوان ؟
- مستقبل المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات فى عصر العولمة ...
- العالم القادم بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة
- هل ستغير العولمة المعتقدات الإسلامية والمسيحية والهندوسية ؟
- المستقبل بين الإبداع والخبرة
- حركة التاريخ الموجية : التجربة الصينية درس للشرق الأوسط
- عودة الوعى التاريخى فى عصر العولمة
- بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط
- هل يمكن أن تصبح مبدعا فى فترة قصيرة ؟
- التأثير الاجتماعى لانتشار فيروس كورونا
- معادلة الإله The God Equation بين أينشتين وميشيو كاكو
- هل ستعيد دول آسيا كتابة التاريخ وتغيير الثقافة المعاصرة ؟
- العبيد والإماء قادمون لا محالة
- هل عام 2021 هو عام فارق فى تاريخ العالم الحديث ؟
- بين عولمة الدين ودين العولمة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - العولمة غير الاقتصادية تطور قدرات البشر الإبداعية بطريقة مذهلة