أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - إتساع النظرة الإنسانية خارج إطار الدين هل غير العالم ؟














المزيد.....

إتساع النظرة الإنسانية خارج إطار الدين هل غير العالم ؟


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6968 - 2021 / 7 / 24 - 10:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


منذ حوالى قرنين اتسعت نظرة الإنسان لتتجاوز النظرة الدينية – وحتى النظرة الفلسفية الكلاسيكية- لتصل إلى نظرة جديدة عالمية عبر العلم والتقدم العلمى ثم التكنولوجى ، وقد تضمنت تلك النظرة المكونات الصغيرة التى يتكون منها الإنسان والكون كله من خلال ما يزيد عن مئة نوع من الذرات الصغيرة تشكل ذلك الكون وكذلك المكونات الكبيرة التى تجعل كوكب الأرض نفسه نقطة فى الكون ، ومع اتساع تلك النظرة بدأت ولأول مرة ملامح فصل الدين عن العلم بصورة تامة منذ حوالى مائة وخمسين عاما على يد أمثال العالم داروين ثم العالم الكبير ماكس بلانك الذى اعتبر أن طريقى العلم والدين طريقان متوازيان لن يلتقيا أبدا مع بقاء كل منهما لدى الإنسان حتى وإن علا طريق العلم وظهرت إنجازاته .
أما النظرة التى اتسعت كثيرا مع العولمة الثقافية والاجتماعية خلال الثلاثين عاما الماضية فقد وصلت إلى البشر أنفسهم ليتعرف الإنسان على أخيه الإنسان الموجود فى بلد أخرى ويعتنق دينا آخر وثقافة أخرى وعادات وتقاليد أخرى ، وبالتالى تفاعل الإنسان ولأول مرة فى التاريخ مع أخيه الإنسان الموجود على سطح الأرض بلا حدود قومية أو لغوية أو عرقية أو دينية بعد أن كان الإنسان معزولا داخل حدود قوميته وديانته ولغته وموقعه الجغرافى . لقد وسعت العولمة الثقافية النظرة الإنسانية لتتجاوز تلك الحدود التى كان يصعب تجاوزها على مستوى العامة فى معظم بلدان العالم ، فيستطيع كل منا الآن ترجمة كل ما يكتبه الآخر بأى لغة عبر ترجمة جوجل مثلا ، بل ويستطيع الانتقال والعمل فى بلد أخرى لإنه درس الطب أو الهندسة أو الزراعة التى لها نفس النظريات والتطبيقات المتشابهة حول العالم وأصبحت تدرس عالميا بلغة واحدة تقريبا هى الإنجليزية ، بل يستطيع الانسان مشاهدة إنسان آخر فى بلد أخرى فى نفس الوقت ويتحدث معه بصورة شخصية صوت وصورة بل ويشاهد صوره ويتعرف على أسرته وأفكاره ومعتقداته وعاداته الاجتماعية وكل منهما شخص عادى وليس شخصا مشهورا .
إذن وسع العلم ووسعت التكنولوجيا نظرة الإنسان خارج إطار الدين على مدار قرنين تقريبا أدرك خلالهما الإنسان أن هذا الكون كبير جدا وأكبر مما كان يتخيل جدوده منذ مائتى عام وأنه على بداية طريق استطاع من خلاله فهم تطورات علم الأمراض فازداد متوسط عمره من أربعين عاما منذ عصر الجدود إلى ما فوق الثمانين الآن ، واستطاع الوصول إلى القمر والسير عليه واستطاع الوصول إلى المريخ والسير عليه بالمركبات المسيرة وكان ذلك ضمن الأحلام المستحيلة لجدوده ، بل إنه استطاع أن يصل إلى أصغر مكون فى جزء صغير من الذرة لا يرى بالعين المجردة ويتشابه فى الكون حتى أن مجرد فك روابط تلك الأجزاء الصغيرة نتج عنه طاقة نووية هائلة استخدمها على الأرض فى توليد الكهرباء – وفى قتل أخيه الإنسان - وأدرك أنها موجودة فى النجوم بعد أن تعرف خلال القرنين السابقين على الطاقة الكهربية والمغناطيسية على الأرض فتحركت الآلات الجامدة بطريقة آلية لو شاهدها الجدود لظنوها سحرا فاستضاءت الأرض ولأول مرة بالمصابيح الكهربية وسارت الطائرات والسيارات والقطارات والحاويات لتجوب العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا على مدار الساعة وبلا توقف.
إن تلك النظرة التى اتسعت قد أفادت البشر بالفعل فى تطويرهم وإخراجهم من حالة الانغلاق الشخصى والمجتمعى إلى حالة أرحب وأوسع من فهم الآخر ، خاصة عندما علم الإنسان أنه ضمن 7.8 مليار شخص مثله حول العالم يدينون بأديان مختلفة بل إنه حوله مليارات الكائنات من حيوانات وأسماك وطيور وكائنات دقيقة كلها لها سمات ومميزات وعوالم أخرى على الأرض غير عالمه ، بل إن الأرض نفسها هى مجرد ذرة فى كون متسع جدا لم يتم اكتشاف نهايته يتكون من الكواكب والنجوم والمجرات الغير متناهية العدد ، حتى أن عمر الإنسان نفسه وهو فى حدود ثمانين عاما هو مجرد خيط رفيع فى ثوب كبير يمتد عبر مليارات السنين السابقة تغيرت فيها معتقداته وعاداته الاجتماعية وربما يمتد عمر الإنسان إلى مليارات السنين القادمة التى سيحيا فيها الإنسان على الأرض أو على كوكب المريخ أو على سطح أى كوكب آخر فى مجموعة شمسية أخرى وبالطبع سيحمل معتقدات أخرى.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخيرا يتحقق حلم الون ماسك وحلم الجيل فى سياحة الفضاء
- التاريخ بين الملوك والعامة فى هجوم هيرودوت على مصر
- هل تقلد الولايات المتحدة وغيرها الصين ؟
- هل ستعيد العولمة إحياء الاشتراكية والشيوعية
- الحرب الباردة الثانية Cold War II هل هى تكنولوجية ؟
- صدام الحضارات بين الكراهية للإسلام والكراهية للصين
- العالم الثالث بين ديموقراطية رجال الأعمال وديكتاتورية الصين
- العولمة غير الاقتصادية تطور قدرات البشر الإبداعية بطريقة مذه ...
- مستقبل الدولار فى العولمة الجديدة وما بعد كورونا
- هل بدأت الحرب الباردة التكنولوجية بين الولايات المتحدة والصي ...
- لا تخترع العجلة ، بل اسرقها وطورها كما فعلت الصين
- الإعجاز العلمى فى القرآن الكريم والكتب المقدسة فى عصر العولم ...
- هل الحرب العالمية الثالثة القادمة ستكون من تايوان ؟
- مستقبل المراكز الثقافية والاجتماعية والمكتبات فى عصر العولمة ...
- العالم القادم بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة
- هل ستغير العولمة المعتقدات الإسلامية والمسيحية والهندوسية ؟
- المستقبل بين الإبداع والخبرة
- حركة التاريخ الموجية : التجربة الصينية درس للشرق الأوسط
- عودة الوعى التاريخى فى عصر العولمة
- بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - إتساع النظرة الإنسانية خارج إطار الدين هل غير العالم ؟