|
بيع الجنس الشّرعي
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 7052 - 2021 / 10 / 19 - 10:32
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
بيع الجسد ليس ظاهرة جديدة في سورية ، و تعدد الزوجات ليس بالضرورة أن يكون بوثيقة زواج رسمية ، وعندما سيطر الإسلاميون على الثورة السّورية سمّوا النساء بالحرائر ، وهي تسمية ربما دينية ، ولا تعني بشكل من الأشكا ل حرية المرأة بل الحرائر هن اللواتي يحافظن على فروجهن ، وهذا ما قصده الممول الخليجي في ترويج تلك الثقافة. كنت في العشرينيات من عمري حينما كنت معلمة في ريف دمشق ، وفي منطقة اسمها المزاز ، وهي مرتبطة بكفر سوسة، ثم أصبحت جزءاً من دمشق ، وفي هذه المنطقة يعيش فلاحون منهم بعض الأثرياء ، في مرّة أتى أحد تلامذتي ، وقال: أختي سوف توصلك بالسيارة ،فوافقت . فتحت لي الباب أميرة محجبة بحجاب عادي ولباس حديث، تبدو عليها النعمة، أبهرني جمالها ، دردشنا معاً ، فسألتها إن كان السائق هو زوجها ، وكان شاب أسمر جميل ، أجابتني بلا، و أنه هو ابن زوجها ، أنها متزوجة من سعودي ، وسوف يخطب الشّاب أختها ، ثم قالت لي أن زوجها في الخمسين، ولديه أكثر من زوجة ، استغربت يومها ، وكنت لا أفهم اللعبة ، لكنني سألتها : كيف تعرّف عليك؟ أجابت : من المكتب العقاري ، فهو يقوم بالواسطة ، ثم أشارت إلى معمل الاسمنت الذي يملكه والدها و الذي قدمه زوجها له. كانت الفتاة تبدو سعيدة ، فالمزاز كانت منطقة تقبل هذا. بعد عقود من تلك الحادثة التقيت بسيدة في سكن اللجوء ، وهي من الشمال السوري ، لكنها تعيش في بلودان مع عائلتها ، وقد زوجت بناتها في سن المراهقة ، و إحداهن تزوجت رجل مسن من الإمارات ، أنجبت منه طفل ثم طلّقها، لكنها تحمل الجنسية الإماراتية ، ولها نفقة وعندها خادمة -حسب كلام السيدة،. سألتها أيضاً كيف وصل العجوز لها : أجابت أن المكتب العقاري دلّه وكان مهرها 500 ألف ليرة استلمهم والدها . عندما كنت في الإمارات التقيت بمحامية سورية هي الزوجة الثالثة لرجل إماراتي ، التقيت ببطلة سباحة مغربية تعمل كمدربة هي الرابعة لرجل إماراتي . الغريب أن النساء في جميع الحالات التي ذكرتها يقدّمن المساعدة الماديّة لعوائلهن كي يؤمّن مستقبل إخوتهم الذكور . هذا عن بيع النساء ، وكان في دمشق زواج نهاية الإسبوع ، حيث تتزوج الفتاة لعدة أيام ، ويتقاسم ثمنها المكتب و الأب. في القامشلي كانت ابنتي في الصف الخامس الابتدائي ، وتزوجت رفيقتها من خليجي في الستين من عمره، وسافرت إلى الكويت ، وعندما عادت في زيارة كانت تتنمّر على النساء لو سألوها ، وتقول زوجي سفير . ثم طلقها فتزوجت خلال أيام ابن عمها . الموضوع يتعلق بثقافة المكان، وثقافة العشيرة . هل يوجد في سورية نساء أحرار بالمعنى الصحيح للكلمة ؟ على رأي من قال أن أخته تعود إلى المنزل في الثالثة بعد منتصف الليل ، فإنه يوجد حرية عبثية ، وليس أحرارا ، فلو أعجب أحد الضباط بها سوف يغتصبها ، أو يتزوجها شريطة أن تكون من علية القوم ، فزوجات رفعت الأسد من " العائلات الرّاقية" حسب مفهوم المجتمع . لا المرأة السورية ، ولا الرجل السّوري حرّ ، بل هما تحت الطلب للإذلال ، لكن نصيب المرأة مزدوج من النظام ومن رجال العائلة ، فتلك الجريمة التي اسمها زنى المحارم موجودة بكثرة ، ويسكت عنها أفراد العائلة . رأيت في الإمارات سوريات تزوجن زواج متعة ، بعضهن تزوج زواج مسيار ، أو زواج مسفار. هذا يعني أن الدّعارة في سورية ليست كالدعارة في بقية أنحاء العالم . هي دعارة شرعية لا تشعر فيها الرأة بالذنب، وتتعود على الموضوع ، و آخر أوكار الدّعارة هو مكتب تعدد الزوجات حيث وضعت سمسارته علم الثورة السورية ، وتقول أن الموضوع لتمكين المرأة! لا شكّ أن صاحب المكتب هو رجل عيّن سمسارة " قوادة " وسوف يربح الكثير من بيع القاصرات ، وهو شيء طبيعي ، ففي كل بلد يكون لشبكة الدعارة وعبودية النساء اسم ، واسم تلك الشبكة مكتب زواج يقع في المحرر . ماذا يعني المحرر؟ ومن ماذا تحرّر؟ إنّه الاستقواء ، يجب أن يسموه الأرض المغزوة بدلاً من المحرّر . في ذلك المكان الذي غزاه الاسلاميون العرب سوف تباع المرأة الصغيرة من خلال مكتب شرعي للزواج ، عليه علم الثورة السورية . هكذا تسقط الثورات ويهدر دم الشباب ، ويعود الطاغية إلى الحكم .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نساء أمل -10-
-
قادمة من الأساطير
-
نساء أمل -9-
-
تداعيات في يوم خريفي
-
كسرة خبز
-
الهولوكست
-
عالمي الرّوحي
-
نساء أمل -8-
-
أسيء الظن بالانتخابات العربية
-
أهلاً بدموزي
-
جائزة نوبل للآداب 2021
-
نساء أمل -7-
-
وثائق باندور تمر مرور الكرام
-
كوابيس سورية
-
نساء أمل -6-
-
حوار مع فلاديمير ميلوف
-
نساء أمل -5-
-
الوصول
-
نساء أمل -4-
-
نساء أمل-3-
المزيد.....
-
“800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم
...
-
البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
-
مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة
...
-
“سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف
...
-
إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى
...
-
هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
-
اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر
...
-
“الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت
...
-
جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
-
لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو
...
المزيد.....
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
المزيد.....
|