|
تداعيات في يوم خريفي
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 09:34
المحور:
الادب والفن
بينما كنت أراقب حالة الطّقس من النافذة . رأيت أوراق الأشجار في الِشارع الخلفي تتطاير كالفراشات من على أغصان الأشجار . شديت الحزام على بطني كي اوقفه عن النّق بعد أن أصبح مولعاً به -أعني النّق-.ترددت في النزول إلى الشّارع فقد كنت أرى تعليقات على الفيس بوك تشيد بالقاضي بيطار اللبناني ، وتقول له: " لست وحدك! " طبعاً من وضع صورته من السوريين لا حول له ولا قوة ، أي أن الرجل وحده ، قرأت نعوته في فنجان قهوتي ، ثم صممت على النزول إلى الحديقة القريبة حيث الأشجار الضخمة، كنت أتنفس رائحة الحياة ، وخطر لي مقولة العالم الأمريكي : "أن الشيخوخة عبارة عن مرض ليس إلا." حدّثت خاصرتي أولاً . قلت لها مارأيك أن نخصص يوماً للنّق ، تجاوبت معي وهدأت ، سألتني متى يكون ذلك اليوم ؟ قلت غداً ! بدأت خاصرتي ترقص وتغني : " بكرة النّق. " الشيخوخة مرض وذلك الخريف الذي يصرخ بالشيخوخة مليء بالشباب ، جلست على مقعد خشبي ، كانت الحديقة فارغة كأن فيها منع تجوّل . لكنّني فكرّت أنّها قد تكون قد خصصت لي فقط. شكراً السويد . خصصت لي حديقة بأشجار ضخمة ، سوف أتصرّف بملكيتي ! حاولت تسلّق إحدى الأشجار الضخمة ذات الفروع القريبة من الأرض . صرخت : أخ . شيء ما آلمني في خاصرتي . يبدو أنني لم أقم بعمل جيد . لكنّني سوف أتسلق الغصن الفرعي الذي لايزيد ارتفاعه عن بضع سنتمترات. لقد فعلتها! أشعر بالألم . تقول الطبيبة إنه عرض جانبي للحرق بالاشعاع . إذاً سوف أتخطّاه. وضعت بطني على الغصن الضخم المائل ، بدأت أغني للريح ، أقول لها : ها قد عدت ! تذكرت القاضي بيطار ، وتعاطف السّوريين معه، فنزلت دمعة من عيني ، قلت: كلما ذكر السّوري اسم ما قلعوه، وقلعوه هي لغة عامية تعادل كلم أصابوه بالعين. حزنت عليه، قلت له يا بني : اطلب لجوءاً ! ألم تسمع بوثائق باندورا ؟ هي ليست وثائق مالية فقط بل تبين أن أغلبها يقوم بتمويل الإرهاب من أجل الرّبح، أي أن تمويل الإرهاب شركة تجارية ، ولا يستطيع أصحاب الشركة الانفكاك منها . ليس هذا ما أقوله أنا بل قاله المذيع السويدي في برنامجه مهمة محددة حيث أن شركة ملاببس ضخمة في غوتنبرغ لها علاقة بالارهاب في إيطاليا هي مدرجة في وثائق باندورا . ما أكثر تطفلّي ! مادخلي بوثائق باندورا ؟ من أنا؟ لم أستطع إقامة صفقة مع دار نشر ، ولا كسب قلب مخرج، أومنتج سوري عظيم كي ينتج لي عملاً سينمائياً، نفوز معاً بالجائزة . هو يفوز بالنقود، و أنا بالسّمعة. . تذكرت روايتي سرّ المغارة والتي كتبتها في سورية وصورت المغارة على أنها المكان الذي عشت فيه. تداعيات. تداعيات. سوف أنسى . أذكر تعبيرأً واحداً ، وهو أن الشيخوخة مرض! ما دخلي أنا بالشيخوخة ، فلا زلت تلك الطفلة السمراء التي تذهب إلى المدرسة سعيدة لأن الدرسة هي المكان الوحيد الذي أنسى فيه القمع المنزلي. ماهذا الهراء؟ لم أترك أحداً من شرّي ! بدأت أنشد : في سبيل الأوطان نفنى . وضعت يديّ في عينيّ وبدأت أبكي . لماذا نفنى؟ شعرت بالجوع ، فكرّت أن أقضي على الحرق بتبريده، فاشتريت من السوبر ماركت القريب قرن بوظه ، بالصدفة رأيت سيارة تقف قربي، و إذ هي ابنتي تسألني: هل البوظة لذيذة ؟ كنت سوف أنكر أنني أكلت البوظة ، لكن القرن لا زال في يدي . قلت لها أكلت البوظة لأطفئ لهيب الحرق . ضحكت ، ركبت معها في السيارة ، وعدنا إلى المنزل ، حيث تشاهد هي بعض الجرائم على اليوتيوب ، و أنا أفكرّ بأنّ الشيخوخة مجرد مرض ، ولم يقل لي الطبيب أنني مريضة بها. . .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كسرة خبز
-
الهولوكست
-
عالمي الرّوحي
-
نساء أمل -8-
-
أسيء الظن بالانتخابات العربية
-
أهلاً بدموزي
-
جائزة نوبل للآداب 2021
-
نساء أمل -7-
-
وثائق باندور تمر مرور الكرام
-
كوابيس سورية
-
نساء أمل -6-
-
حوار مع فلاديمير ميلوف
-
نساء أمل -5-
-
الوصول
-
نساء أمل -4-
-
نساء أمل-3-
-
آ- الكحل أفضل من العمى-
-
- كنّا عايشين-
-
أكثر من شيوعية ، و أقل من ليبرالية
-
ترويض الألم
المزيد.....
-
بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ
...
-
مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
-
روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|