أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - نساء أمل -7-














المزيد.....

نساء أمل -7-


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7038 - 2021 / 10 / 5 - 14:05
المحور: المجتمع المدني
    


يعاتبني ابني عن قلّة حيلتي ، يقول لي : أنت فقط ماهرة في الصراخ وتوجيه النصيحة ،و مقارنتي بأولاد الآخرين . لا أحبّ ذلك يا أمّي !
لا أسمح له بالكلام ، كالعادة ، أمارس دكتاتوريتي : عليك أن تخرس ، لأنّك لا تعرف كم أبذل من جهد لإعالتكم!
-هل تمننيني أنّك أمي ؟
-لا . فالقطة، و الكلبة ، و البقرة ، وجارتنا سمارة كلهنّ أمهات ، لكن أشرح لك معاناتي مع الحياة . أقول لك عن درب السلامة حتى لا أصبح منافقة ، و ألوم نفسي عندما تقع في الخطأ .
-توقفي أرجوك . لم أعد أحتمل . أردت أن نفتح حواراً ففتحت معركة . سوف أذهب إلى سريري .
-اذهب إلى سريرك، اكتئب بدلاً من السّعي للنّجاح . . .
هل صحيح أنني أصرخ؟
في الحقيقة : نعم، لا أستطيع أن أوقف نفسي، وفي كل مرة أعيد سيرتي الذاتية عشرة مرّات ظناً منّي أنني أؤكد لأولادي أنني ضحية والدهم . . .
في الحقيقة: أقنعني والدهم أنّني مختلّة ، أصبحت مختلّة فعلاً .
أصبحت ضحية لأنّني اقتنعت أنّ العالم بدون رجل ظلام. أردت أن أصنع منه رجلاً ، فصنع مني ضحية. اقتنعت بدور الضّحية .
سوف أضرب نفسي . أنتف شعري . أرغب في حلّ يستطيع جعلي قادرة على العيش . أبكي ، أمسح دمعي ، أصفني بالمجنونة .
أصف سمارة أمام ابني بأنها ليست أماً كما يجب ، هل أنا أمّ كما يجب؟
سمارة تدلّل أولادها ، توصلهم بسيارتها إلى مدارسهم" الرّاقية " ، أما أنا فأصرخ، و أصرخ أرغب أن يسمع العالم ما جرى لي . ماذا جرى لي؟ لا شيء ! تزوجت أحدهم ، أردته رجلاً ، لم يوافق ، ترك الجمل بما حمل .
لماذا تستطيع سمارة العيش أفضل مني رغم أن زوجها عاطل عن العمل؟
يقولون أنها عاهرة !
قد تكون مهنة الدعارة قاسية ، لكنّني لا أجيدها ، لا أحد يقتنع بي كداعرة ، فأنا لا أعرف أن أبتسم حتى لنفسي. إذا كنت امرأة ولا أصلح " لبيع الجنس" لأنّني غير مقنعة ، فلماذا أصلح إذاً؟
قد أصلح للطبخ!
ولا أصلح للطبخ ، ولا حتى إقامة العلاقات الاجتماعية ، ولا لكسب ثقة أبنائي . أعرف السبب . قد يكون الأمر لأنّني حزنت لأنّه تركني على الرّغم من أنّني أفضل منه ، لكن سمارا لا يتركها زوجها ، وهو من عائلة مرموقة كما يشير له المجتمع له، لكنهوقع في فخ داعرة . البعض يقول هو من كان يبحث عن الفخ ليقع فيه ، و يعتقد أن كونه ابن عائلة يمكّنه من المتاجرة بنفسه ، وهكذا حصل على الزواج المستقر.
أبتسم لنفسي : لمت زوجي يوماً لأنّه كان يجلب أصدقاءه ليتسلى معهم ، لو جاملتهم ، و أعطيتهم بعض الابتسمات ، وفتحت لهم الشمبانيا ، لكانوا أغدقوا عليّ بالمال . ما أغباني ! كان عليّ فعل ذلك ، وعندما أجد ثرياً منهم أترك زوجي.
حديثي يتمحور حوله مع أنه ولى إلى غير رجعة . هل أحبّه ؟
في الحقيقة أحتاجه كي أستطيع الظهور اجتماعياً. اختبأت منذ رحل . أخاف من تشفي البشر.
أعتذر من سمارة أمام نفسي لأنّني لم أعتبرها أمّاً . اعتقدت أن الدّعارة عيب ، هكذا تعلّمت، وصدّقت ، سكتّ عن تعريص زوجي ، وهي دعارة أكثر من الدعارة العادية، رغم ذلك غادر إلى امرأة أخرى .
لماذا يغادر الرجال؟
الموضع بسيط: لا ،هم لا يرغبوا أن يكونوا رجالاً ،و إن كنت امرأة تفهم " الزلم" عليك أن تعتبريه موجود لتسليتك ، و جواز سفر اجتماعي ، تعتمدين على نفسك في الدّخل ، ولا تبخلي عليه بالطعام و الشّراب . في تلك الحالة لن يرحل أبداً.
عذراً يا أولادي . أخطأت في مفهوم الرّجل . اعتقدت -كما أفهمني المجتمع -أنه الشّخص المسؤول في العائلة عن جميع الأمور، ومهمتي ثانوية ، اكتشفت اليوم أنني كنت مخطئة ، فعلى المرأة أن تحافظ على مستواها المادي و الاجتماعي ، أي أن يكون لها عمل ، ليكون لها سلطة في العائلة، و إن كانت سلطة أم . في هذه الحالة يلتزم الرجل في عدم الرّحيل .
إن كنت ترغبين في رجل مقيم. . . الأمر سهل
كوني منتجة
كوني كريمة
لا تطلبي منه الرّجولة، فالرجولة كالبطولة نادرة
اجعليه ظلاً لك ولعائلتك .
إن كنت مصّرة أن يكون رجلاً
تحمّلي نتيجة خطأك
واقبلي رحيله
لا تندبي حظك
هكذا فسّرت الأمور . عدت إلى العمل ، سوف أبحث عن " الحب ثانية، لكنّني سوف أسميه " الرجل الظّل بيني وبين نفسي طبعاً .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وثائق باندور تمر مرور الكرام
- كوابيس سورية
- نساء أمل -6-
- حوار مع فلاديمير ميلوف
- نساء أمل -5-
- الوصول
- نساء أمل -4-
- نساء أمل-3-
- آ- الكحل أفضل من العمى-
- - كنّا عايشين-
- أكثر من شيوعية ، و أقل من ليبرالية
- ترويض الألم
- نساء أمل -2-
- نساء أمل -1-
- اشتعال -الجزء الأخير -
- اشتعال-10-
- اشتعال -9-
- اشتعال -8-
- اشتعال -7-
- اشتعال -6-


المزيد.....




- اعتقال عميل للموساد في مترو طهران
- الأونروا: إدخال الوقود إلى غزة مسألة حياة أو موت
- اعتقلوني بعدما أعدموا جدي أمامي
- روبيو ينتقد دعوة صحيفة إيرانية لإعدام المدير العام للوكالة ا ...
- اعتقال أكثر من 60 شخصا.. الشاباك يزعم إحباط خلية لحماس في ال ...
- جيش الاحتلال يعلن اعتقال عدة أشخاص من جنوب سوريا واقتيادهم ل ...
- السعودية تعلن إعدام مواطنين انتحلا صفة أمنية وتكشف ما فعلاه ...
- رحلة الحصول على المساعدات انتهت بإصابتنا واستشهاد ابني
- تصاعد معاناة الأسرى: السماح لعائلاتهم بحضور جلسات محكمة عوفر ...
- -أقراص المخدرات في طحين الإغاثة-.. مغردون يفضحون المساعدات ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نادية خلوف - نساء أمل -7-