أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - كوابيس سورية














المزيد.....

كوابيس سورية


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7036 - 2021 / 10 / 3 - 10:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحاول أن أكتب عن مكنونات قلبي ، ولا يساعدني القلم ، أتخيّل نفسي أمام محكمة ، متهمّة بتدمير الوطن!
أفتّش عن محام يدافع عنّي ، لا يتجرّأ أحد على استلام قضيتي!
قال لي أحد المحامين : " سواء استلم قضيتك محام ، أم لم يستلمها ، فالحكم هو الخيانة العظمى . لا تتعبي نفسك ! إن كنت تعتقدين أن في سورية قضاء ، أو محاماة فأنت مخطئة . " كان هذا في حلمي . أستيقظت و أنا أتمتم " حمداً لله أنه منام".
هل هو منام؟
ومن دمّر هذا المكان الذي يدعى الوطن ؟
يبدو أنه حلم متسلسل . تمرّ أمامي أسماء " الثورجيين " بعضهم كان من رفاقي الشيوعيين ، وبعضهم أبناء من كانوا من مخابرات عبد الناصر، بعضهم من أنصار صدام ، بعضهم ممثل، شاعر ، إعلامي يدعي الشرف .
أحضّر دفاعي أمام المحكمة :
سيدي القاضي
لم أكن مشاركة في تهديم الوطن. فقط كنت مغفلة . أرى الجميع يطير بجناحين إلى الأعلى ، أنظر له بعين الحسد ، أنا في مكانك راوح. لا سلطة، ولا نفوذ ، ولا شعر، ولا فن . غفلة مطبقة .
يأتي صوت القاضي غاضباً :" القانون لا يحمي المغفلين."
متى وضعتم القانون سيادتكم ؟
ويستمر الحلم
" محكومة باليأس "
سوف أسهر حتى الصباح كي لا أرى أحلاماً كوابيس .
ذهبت إلى الميديا ، و على الفيس بوك رأيت نعوة لرجل الأمن الذي داهم منزلنا على أيام عبد الناصر ، وصفوه بالعظيم ، أحد البعثيين الذين وقفوا في طريق وظائفنا وصفوه بالمناضل . صحيح أنه سجن من قبل حافظ الأسد، لكنه لم يناضل ، فقط عوقب كي يزيحوه عن الطريق . ، كان حافظ الأسد مغرماً بتعذيب البشر.
رأيت ليلة أمس في حلمي أنني أعمل في بيت دعارة ، استدعى سيد الوطن حارسة بيت الدعارة ، أصبحت مستشارته الشخصية . سألت المهتمة بشؤون النساء في الدّار : كيف جرى هذا؟
قالت لي : كانت السيدة" قحبة شريفة ."
لكنه حلم كابوس كباقي أيامي .
لماذا تتحوّل أحلامي إلى كوابيس ؟
ما أسخف الفيسبوك !
سوف أقرأ المقالات ، أشاهد الفيديوهات المهتمة بشأن الوطن . والمحللين السياسيين . أود أن أسألكم من أين يكسب هؤلاء الناس عيشهم اليوم ؟ بعضهم كان وزيراً ، أو سفيراً ، أو إعلامياً ،أو ضابطاً ، وجميعهم شاركوا الأسد ، لكن الإنسان يتغير، و الكثير من السوريين تغيّروا فبعضهم يلبس طالباني، بعضهم يلبس عثماني ، بعضهم يلطم إيراني ، و البعض يغزل أمريكي ، يضع على منصته لقاء كلامي مع سيناتور مثلاً يكون فارغ أشغال ، يثرثرون حول أشياء لا نعرفها، يضعون صورة اللقاء .
المحلل الضابط السابق الأستاذ همروج يقول :قلت لكم . أي أننا لا نفهم !
الصعلوك الطويل حمروش يتحدّث عن نجاحه الإعلامي!
السيد دندنون إعلامي متقاعد يقول أنه كان على الدوام ضد الأسد -ربما بينه وبينه- وعلينا االشّق على قلبه .
أما عن مدح ميركل ، فقد ألّف السوريون القصائد ، وكتبوا موسوعات في المديح المبتذل . يعتقدون أنهم لا زالوا يعيشون في سورية ويمدحون الحاكم ، ابن عن الحاكم ، كلبه . تفننوا في المديح . هل كان عليهم أن يشتموها ؟ بالطبع لا. فما قاله حزبها عنها يكفي ولا ضرورة للإطالة ، فمعرفة أين تعيش لا يهم سوري لا يعرف كيف يعيش .
في الحقيقة لم أستمر كثيراً في المتابعة فعندما رأيت صفحة الثائر الشاعر الذي كان محاطاً بثلة من القتلة ، وكان مدمناً على الخمر، ومسيئاً لزوجته و أولاده وكتب بضع كلمات فيها بعض الشتائم .لم أحتمل الوضع . أنا مريضة سرطان ، و الغثيان جزء من حياتي ، لكن في هذه المرة كان غثياناً يشبه الوباء . أغلقت الكمبيوتر ، فتحت على تلفزيون السويد، كان هناك برنامج كوميدي اسمه أخبار السويد يتحدث فيه المقدم عن السياسيين بطريقة النكتة . لم أضحك طبعاً لأنّ النكتة السويدية لا توخزني ، لكن الجميع كان يضحك . أحتاج لنكتة كالمسلة توخز جسدي وتوقظه، لم أضحك . بل بكيت . أين احتمي من الليل ؟



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء أمل -6-
- حوار مع فلاديمير ميلوف
- نساء أمل -5-
- الوصول
- نساء أمل -4-
- نساء أمل-3-
- آ- الكحل أفضل من العمى-
- - كنّا عايشين-
- أكثر من شيوعية ، و أقل من ليبرالية
- ترويض الألم
- نساء أمل -2-
- نساء أمل -1-
- اشتعال -الجزء الأخير -
- اشتعال-10-
- اشتعال -9-
- اشتعال -8-
- اشتعال -7-
- اشتعال -6-
- اشتعال-5-
- اشتعال -4-


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نادية خلوف - كوابيس سورية