أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عالمي الرّوحي














المزيد.....

عالمي الرّوحي


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7045 - 2021 / 10 / 12 - 17:40
المحور: الادب والفن
    


في هذا العالم الغارق بالمادة نحتاج إلى أشياء روحانية تساعدنا على التوازن النفسي ، ربما توجد تلك الأماكن في أمريكا ، وحتى في دول آخرى ، فعندما كنت في الإمارات أذهب إلى درس اليوغا أضحك ، وأبكي، أشعر أنّني غسلت قلبي ، بدأت يوماً جديداً .
أحتاج إلى الحبّ ، الحبّ قوة ، أرغب أن تغرس فيّ كما غغرست في كل جانب من جوانب عالم الرومي الصوفي على سبيل المثال ، وهنا تكمن جاذبيته ورسالته التي تبين هناك وحدة متأصلة في كوننا ، والحب هو المفتاح لتحقيقها. لهذا السبب لدينا القدرة على الحبّ وكذلك الحاجة إلى أن نكون محبوبين. إنّه دين للحبّ . أفكر أن يكون هناك دين للحبّ ، يصلي العاشقون في معبده متوضئين بالضّوء ، أكون ضمن معبد الحبّ.
خلال فترة مكوثي في فندق مرضى السرطان كنت أحتاج إلى تلك الروحانيات التي تملآ الفراغ في نفسي ، و أنا التي كنت أسير في الغابة أبحث عن إله يرافقني في مسيري بينما أعضّ على شفتي و أصرخ من الألم . أنت ضمن الألم ، ولا تقدر حجمه ، وكم خطر لي الصرخة الأولى عند الولادة ، حيث دخلت إلى الحياة ، فشعرت بالنّعيم . ما أجمل أن أعيد التجربة !
ليس كلّ الروحانيات ملهمة ، بل إن تلك الدعوات التي كانت تصلني ، و التي تذكرّني بعالم الزوال بدلاً من عالم الدّوام كانت تزيد ألمي. قد كنت بحاجة إلى شمس التبريزي كي يشخّص لي المرض كما شخّص مرض الرومي :
الطريق الروحي يدمر الجسد
وبعد ذلك يعيده إلى الصحة
يدمر المنزل ليكشف عن الكنز
وبهذا الكنز يبنيه أفضل من ذي قبل
و أسأل شمساً : هل سوف أعود إلى الصّحة وفق وصفته ؟
وأنا بين أشجار الغابة وحيدة أصرخ ، أحتاج إلى شمس ، إلى الحبّ الكبير الذي أركض خلفه ، ولا أعرفه ، وضعت يدي على قلبي رأيته يخفق ، تذكرت ذلك الحوار للرومي:
قلبي صغير جدا
يكاد يكون غير مرئي
كيف يمكنك وضع
مثل الأحزان الكبيرة فيه؟
أجاب: "انظر"
"عيناك أصغر منه حتى ،
ومع ذلك فهم ينظرون إلى العالم
وصرخت في روحي : لا تقلقي ، فقد اختبرت القوة و الضعف ، و أرى أن لك أجنحة تحلّق. اعتقدت أن الكلمات لي فإذ هي لجلال الدين الرومي . جلست قرب شجرة أبكي ، كان رذاذ المطر قد بدأ يلامس وجهي ، نظرت ، فكرت أنه علي أن أفرح بالرذاذ ، تذكرت أن كل ما أفكّر به كان قد فكر به الصوفيون فأنا ضيف على هذه الدنيا .
" أنت ضيف ياقلب ، افرح بما تجده ، وليس بما تتمناه ، فإن حدث غير ذلك لا تلم أحدا ولا تحزن"
رحلاتي الصوفية بدأت في فندق مرضى السّرطان ، و استمرت خلال ذهابي إلى الغابة ، كأنّني بحاجة لهذا النوع من الاختلاء بالرّوح ، أشعر بعدها بهدوء يغمرني ، أستسلم للألم ، فقد أخذ حقه، و أتى دوري في الحديث .
عالمي الخاص تبدّل ، ففي جلسات الصّباح ، وعلى طريق الغابة نتبادل الحديث مع من أجادوا الشعر ، و اختبروا خفايا حياة الإنسان، أبتسم ، أكمل الحوار أستدير لجهتهم لإقناعهم. لا أحد قربي . . . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء أمل -8-
- أسيء الظن بالانتخابات العربية
- أهلاً بدموزي
- جائزة نوبل للآداب 2021
- نساء أمل -7-
- وثائق باندور تمر مرور الكرام
- كوابيس سورية
- نساء أمل -6-
- حوار مع فلاديمير ميلوف
- نساء أمل -5-
- الوصول
- نساء أمل -4-
- نساء أمل-3-
- آ- الكحل أفضل من العمى-
- - كنّا عايشين-
- أكثر من شيوعية ، و أقل من ليبرالية
- ترويض الألم
- نساء أمل -2-
- نساء أمل -1-
- اشتعال -الجزء الأخير -


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - عالمي الرّوحي