أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - قادمة من الأساطير














المزيد.....

قادمة من الأساطير


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 10:58
المحور: الادب والفن
    


قادمة من أساطير الأولين
من العالم السفلي
من الوطن الجميل
لو كنتم تدرون سحر ذلك العالم لما عتبتم عليّ!
تتهموني بالخيانة لعالم القبور
حتى أنا ندمت . فعالم الأحياء للأحياء
وأنا من الأساطير
من غبار التاريخ
من الخيال
من الزيف
نحتاج هنا لسرد أسطورة قبل النوم
يمتلئ بها عالمنا الرّوحي
نفخر لأننا لسنا من عالم اليوم
ننام بين القبور
تؤنسنا رائحة الجماجم
تولد إنانا
ويخرج دموزي إلى السّطح
لكننا في عيشنا هانئون
فالعالم السّفلي ممتع لنا
نلتصق به
يشدنا
نسميه حلماً ، نكذب على أنفسنا
بحثت عن العالم السفلي في الأساطير البابلية ، وكم كان يعجبني أن يعود دموزي إلى العالم العلوي . اعتقدت أنني كنت أقرأ الأسطورة ، رغم أني لا أجيد القراءة .
قصة عشقي للأسطورة و للعالم السفلي هي قصة انتماء، قصة وطن ، قصة متعه بالبحث عن المفقود من الأشياء ، قصة اعتناق دين الفقر.
عرفت أن دموزي قد سكن في عاصمة العالم السفلي في حيّ راق، وعرفت أيضاً أننا من العالم السفلي لذلك نعرف أساطيره .
كان يهيأ لي أنني أعيش بحريّة وكبرياء ، إلى أن قال لي أحدهم : لا تكابري كثيراً ، لا رحمة في العالم السفلي ، إلا إذا كنت ترغبين أن تكوني بطلة ، أو شهيدة، وتحتملي كل شيْ، لكنّني لا أحب البطولة ولا الشهادة ، ففي مرة سجنت ليوم وليلة ، لو استمر الأمر لانتحرت . ليس جميع الناس يستطيعون الاستمرار.
في العالم السّفلي الذي كنت أعيش فيه نتبارى على الصّمود، ونعتبر أن من يحصل على الخبز الطّازج خائن يجب محاسبته ، وعندما يحصل أحدهم على الخبز نتمسّح به ويحاسبنا . يبدو أن دموزي كان خائناً فعاشر نساء عالمنا ، و أنجب هذا العدد من الذرية . في مرّة رأيت ضوءاً في أعلى منزلي ، اعتقدت أنه نور الرّحمن ، حاولت أن أصل له ، فمررت بدوائر حلزونية ، لكن رجلي زلقت فسقطت قبل أن أصل السّطح. من يومها و أنا أسأل نفسي: هل أعيش في بئر؟ عرفت فيما بعد أنه ليس بئراً بل حفرة بحجم بئر. كتبت فيها قصائد عشق لرجل أحببته، فإذ به جنّياً ، لم أكن أعرف أنني تزوجت جنّي حتى خرجت إلى السطح، أردت أن أختبر المقدرة الإلهية، بسملت في حضوره فاختفى!
ما يربطني في ذلك البئر ذكريات جميلة ، مثل العتمة، والبحث عن الكنوز ، تشعر أن لحياتك معنى عندما تركض وراء رغيف خبز غير موجود ، تظنه يركض أمامك ، وتقبض على الريح. احتجت لخمسين علم حتى أصل إلى السّطح ، كدت أعود إليه بإرادتي ، لم أتعود على الحياة خارج البئر .
استغرق مني الصعود دهراً ،
والرحيل عمراً
أصابني الذّل
رافقتني نذالة على مدى عمر
فتحت على مكنونات قلبي
فإذ هي مكتوبة بالحبر الصيني
لا يمكن محوها
و بينما أحاول أن أخرجها
دافعت عن نفسها
صرعتني
اليوم أتمدد قرب البئر
لا أعرف إن كنت أعود له ثانية
فيه كانت حياتي
ذكرياتي التي أحاول أن أستعيدها
لا أراها
يبدو أنني عشت بلا ذكريات
كنت في عالم الأموات
عدت اليوم إلى السطح
دون حيلة ، أو أدوات
العيش هنا كالعيش هناك



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء أمل -9-
- تداعيات في يوم خريفي
- كسرة خبز
- الهولوكست
- عالمي الرّوحي
- نساء أمل -8-
- أسيء الظن بالانتخابات العربية
- أهلاً بدموزي
- جائزة نوبل للآداب 2021
- نساء أمل -7-
- وثائق باندور تمر مرور الكرام
- كوابيس سورية
- نساء أمل -6-
- حوار مع فلاديمير ميلوف
- نساء أمل -5-
- الوصول
- نساء أمل -4-
- نساء أمل-3-
- آ- الكحل أفضل من العمى-
- - كنّا عايشين-


المزيد.....




- -أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
- -الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما ...
- محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم ...
- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - قادمة من الأساطير