أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أحاديث ما بعد التقاعد (1) .















المزيد.....

أحاديث ما بعد التقاعد (1) .


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 7043 - 2021 / 10 / 10 - 11:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سألتني الدكتورة مني حامد ( أخت زوجتي طبيبة نفسية )..ماذا ستفعل .. بعد أن قررت التوقف عن العمل ؟
كانت إجابتي سخيفة .. سأجلس أمام التلفزيون أشاهد الأفلام الأجنبية المترجمة ( و ليست الناطقة باللغة العربية ) .. و أقرأ بعض الكتب التي أحتفظ بها في مكتبتي و لم يتح لي الإنشغال بالعمل قراءتها .
أصابتها إجابتي بالإحباط .. فقد كانت تتصور أن لدى خططي و مشاريعي التي سأقوم بها بعد أن تحررت من قيود وروتين العمل و عبودية لقمة العيش ..و أنني سأتعامل مع المتبقي من العمر بصورة أفضل .
و في الحق لا أعتقد أنها كانت تستحق مثل هذه الإجابة المبسطة .. التي تجرى أمامها فصولها ( القراءة و مشاهدة الأفلام الأجنبية ) وتشاهدها تتكرر(عمليا) كل يوم منذ أن عرفتني حتي الأن .
في نفس الوقت أردت ألا أصدمها بأن الحياة علي أرض هذا الجزء من الكوكب .. كئيبة و بغيضة و أنني عشت منذ ولادتي و حتي شيخوختي زمنا مؤلما بحيث لو إستطعت لمحوت تاريخي .. ولولدت في مكان أخر من المعمورة لشخصين غير الأستاذ حسين و الست نعمت ..ولغيرت هويتي ولقبي ولغتي و اخترت لنفسي إسما أخر إفرنجيا طويلا يصعب النطق به علي زبانية هذه الايام من تلاقيح السلطة الفاشيستية .
نعم عشت حياة سيئة منذ الولادة حتي اليوم لا داعي لتكرار الحديث عنها ..خلاصتها أنني لم أستطع التوائم مع هذا المجتمع المريض بأن يحكمه أسوأ من فيه و يتحكم ضباطه في رقاب الناس فعلا لا مجازا
و أنني أرجو أن أكمل ما تبقي من حياتي في ركن بعيد عن الاعيب الحكومة و زبانيتها و جلابيها منعزلا أتأمل في سلام أسباب تخلف وإنهيار مجتمعنا و تسلط الأحط و الأقبح علي حياتنا .. و لماذا أصبح المواطن في بلدنا – في زمن حقوق الإنسان - مذلا مهانا لمجرد أنه قد تم إنجابه علي هذه الارض المجنونه طاردة أبناءها ، محطمة كبرياؤهم ..بعصا زبانية حكامها الغليظة، ساحقة(خلال الثمانين سنة عمرى) كل أمل يبدو في الافق يبشر بحياة كريمة تحت مظلة العدل و الحرية و المساواة .
و لكنني لم أفعل .
كما أنني لم أستطع أن أدير معها حديثا غير مألوفا (بشكل أوسع من الشكوى الذاتية) .. عن مأساة تواجدنا البشرى وماهيتنا و ضئالة حجمنا و عمرنا بالنسبة للكون.. فبدوت كما لو كنت زاهدا في إستكمال الحوار .. فصمتت .
و لكن هذا الحديث ظل يشغلني .. حتي قررت أن أبدأ مجموعة من المقالات .. تحت عنوان ..ماذا يدور في عقل مسن بدأ التقاعد . (( أحاديث ما بعد التقاعد )).
1 – ما هو الهدف من وجودنا ؟
ما تبدى لنا ( كبشر ) مع إنبثاق العقل و المعرفة كان دائم يدور حول أن يتقدم جنسنا ( ببطء ) في سبيل الحصول علي المعرفة الكلية .. و ينتقل من مرحلة لأخرى .. حتي يصل إلي المستوى الخامس لقياس الحضارات .
نعم ليس كل البشر قادرون علي التغيير و الإستكشاف و التطوير و الفلسفة .. لذلك فالطبيعة لها منهجها الغريب تنتج المليارات من الناس ليخرج من بينهم من يستطع توليد النار من حك حجرين أوالتوصل لفوائد الكهرباء أو تفجير القوى النووية .. فتتقدم البشريه خطوة تلو الأخرى علي مقياس (كارداشيف) للحضارات .
2 - لماذا نولد و لماذا نموت ومن اين جئنا و الي. اين سنذهب..و ما هي الخيارات المطروحة أمامنا كبشر..؟
الإجابة التي سمعتها البشرية لالاف السنين من الذين يدعون العلم و المعرفة ..و لازلوا يكررونها.. لتلك الأسئلة الوجودية .. تدور حول فلسفة ( فوق الإدراك البشرى ) ميتافيزيقية .. حيث كل شيء متروك لإرادة خارجية عليا .. قد تكون القدر أو الروح الكلية .. أو الأرباب و الألهة مكتملي القدرة علي الخلق و التوجيه . . قراءة سفر الميتافيزيقا .. من زمن الساحر و الشامان .. حتي الفلاسفة المحدثين شيء ممتع و مثير و لكن لا يقدم ردودا مقنعة ..لانه يببدو أن الواقع له إجابات أخرى تتصل ( فلنقل).. بالصدفة مع العشوائية .. و الوفرة في الإنتاج لضمان إستمرار النوع .
بمعني لو راقبنا تاريخ حياة ذبابة أو سمكة .. فسنجد أن الأم أخرجت الاف البويضات في فترات مختلفة من حياتها .. و فقست في الظروف الطبيعية العديد منها .. لتنفق الصغار منها طول الرحلة حتي لا يتبقي يعيد الدورة إلا أعداد ضئيلة .. إنه قانون إعادة الإنتاج العشوائي الذى إستمر منذ بداية الحياة حتي اليوم
الإنسان ليس إستثناء للقاعدة.. يفرز الذكر مليون حيوان منوى في المرة الواحدة للجماع .. ليفوز أحدها بالولوج للبويضة .. و قد تفني جميعها لو لم تجد بويضة ... فإذا ما كان هذا الشخص ينجب مرتين أو ثلاثة في عمره بعد عشرات أو مئات مرات المجامعة ..فإنه يلزم لانتاج بشرى واحد التضحية بمليارات الحيوانات المنوية التي كل منها كان مؤهلا لأن يكون بشريا .
وفرة في الإنتاج.. و عشوائية في النجاح . طبقا لقوانين الإحتمالات . . واحد في المليار
التنافس و بشراسة هذه هي الحياة من البداية للنهاية .. و قد تصل خلال الرحلة لاهداف جزئية أو حلول كلية أو لا تصل .. بمعتي أنه قد يعيش الملايين من البشر حياة تافهه يعانون بقسوة من أجل أن يظهر بينها واحدا يتحول إلي إنسان نافع لجنسة و لتطور الحياة ..
الشخص منا ..ضمن مليارات البشر الساكنين للأرض .. يصارع و يحارب .. و ينافس .. ليجد أهداف مرحلية .. و ينجح في أن يؤمن لنفسة حياة أكثر أمنا ..أو قد يفشل فتصبح حياته تافهه .. تنتهي بالقصور الذاتي و توقف أعضاؤه عن العمل تباعا.. هذه هي الحقيقة مجردة دون أى من تهويمات الزمن البدائي .
العامل الحاسم في رقي حياة البشر أو إنحطاطها .. يعود لتركيبة المجتمع ألذى يعيش فية الفرد .. و بناؤة التحتي .. من عمل و إنتاج .. و الفوقي من ثقافة و علم و دين و قيم و أخلاق و فلسفة .
هذا ما حدث لي منذ أن ولدت في نهاية شتاء 1940 في مجتمع مستعمر ضعيف غيبي التوجهات .. و ظل علي هذا الحال حتي اليوم ..
لم أتوقف للحظات عن الصراع و الإنتكاس و السقوط و الإحباط و الكفاح لأبقي .. فقط لأبقي أعيش بتفاهه.
الحياة كما رايتها تحكمها العشوائية و الصدف ..بدأ من تكوين و فناء المجرات و النجوم .. و الكواكب .. حتي كفاح نملة لتعيش في وسط غير موات ..حتي صدفة وجودى في هذا المكان و الزمان الذى لا يسمح بنمو السكان بشكل يجعل منهم إضافات إيجابية لتقدم الحياة و البشرية .
لا يوجد أى .. من المجرات التي أصبحنا نرقبها بصورة أفضل .. يعي نفسة و وجوده و يتساءل .. بعد أن يوجد .. كيف سيكون مصيرى .. و لا توجد نمله .. قبل أن تنفق تتساءل ..إلي أى مكان سأذهب .. و لكن كلها تعيش تقاوم .. في الوسط غير المسالم الذى تعيش فية . إلا الإنسان بعد أن يولد ..لأن حظه التعس جعله يفوز في سباق الحيوانات المنوية ..و يكتسب العقل و المنطق و المعرفة يتساءل
ثم يكتشف أنه هو قد أتي عشوائيا بعد علاقة حميمية .. بين رجل و إمرأة حركتهما غرائزهما و هرمونات الذكورة و الأنوثه .. فلا يصدق ..
و بأنه سيذهب جسديا إلي التحلل و إعادة تدوير الطاقة المخزنه بجسدة فينكر علي نفسه ما قاله أحمد شوقي علي لسان كاهن مصرى قديم (( إذا ما نفقت و مات الحمار .. أبينك فرق و بين الحمار ))
نعم قد يبق في الذاكرة لفترات محدودة .. ثم يختفي ذكرة إلا من كان في حياته من المؤثرين في تطورالبشر .. و إرتقاء الحياة . بمعني أن الهدف و السبب لوجود البشر هو أن يتطوروا ..و أن الأمر يتم حتي الأن عشوائيا و العامل الحاسم فيه .. في أى مكان من الأرض و لدت و في أى زمن عشت . و إن كان في يوم ما سيتم التطور بصورة قصدية .. لتتغير حياة الناس لما يسمي بالسوبر مان . .(( نكمل الحديث في مقال أخر ))



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و تعفنت عراجين البلح علي أكمامها .
- المتوافق مع مجتمع مريض .. هو نفسة مريض
- أن نفر حتب في قاعة ماعت (3)
- أن نفر حتب ..في قاعة ماعت (2 )
- أن نفر حتب ..في قاعة ماعت
- البردية المجهولة ((الجزء الثالث))
- ((البردية المجهولة))..الجزء الثاني
- أحلامي المحبطة ..(( البردية المجهولة ))
- إشاعة (الخوف) .. إنجازكم الأعظم .
- السقوط في حبائل صندوق الدين(3 ) .
- السقوط في حبائل صندوق الدين (2)
- السقوط في حبائل صندوق الدين
- الاكابر.. وصناعة الطبقة العليوى.
- أمريكا و جيوش التوابع .
- عايزين (إستكاروس) يا حكومة .
- وكان فضله علي بلدى عظيما
- مكارثية سيادة الفريق ( كامل الوزيرى )
- يوم تحول الحلم لكابوس 3 يوليو 2013
- كن جريئا في إعمال عقلك ( مراد وهبة )
- قراءة في كتاب لتوماس مونرو


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - أحاديث ما بعد التقاعد (1) .