أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نهاد ابو غوش - التذبذب الحاد في مزاج الناس: من النقيض إلى النقيض














المزيد.....

التذبذب الحاد في مزاج الناس: من النقيض إلى النقيض


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7017 - 2021 / 9 / 12 - 16:10
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تكشف بعض الأحداث السياسية الكبرى مدى حدة المزاج الشعبي العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص، فهذا المزاج يتذبذب بين قطبين حادين متطرفين: فإما التفاؤل المفرط وما يصاحبه من شعور بالزهو والفخر والرضا عن الذات والوطن وبعض رموزه، فتكون الأشياء وردية وجميلة والمشاعر جياشة، وإما التشاؤم الحاد واليأس إلى درجة يغدو معها كل ما في الحياة سلبيا وقاتما، الأمل معدوم والرجاء غائب والهزيمة محققة.
شاهدنا هذه الحالة التي تنتقل بسرعة من النقيض إلى النقيض كما قال الشاعر " فنحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر" في عدد من المحطات النضالية للشعب الفلسطيني، خلال الانتفاضة وصعودها وتراجعها، ومع كل عملية بطولة فردية مثل عمليات الشهداء أحمد جرار وصالح البرغوثي وأشرف نعالوة وعمر أبو ليلى والأسير منتصر الشلبي، ترتفع المعنويات إلى عنان السماء عند تنفيذ العملية واختفاء الفدائي، ثم تنحدر عند استشهاده وتبدأ اللطميات التي تلوم الشعب كله وتتهم الناس بالخيانة، وتعتبر أن الشرف والبطولة والكرامة غابت مع غياب هذا البطل.
ها هو السيناريو يتكرر مرة اخرى مع ماثرة الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع، ثم أعيد اعتقال أربعة منهم بعد ايام قليلة، اللافت في الواقعة الأخيرة أننا لم نسمع شهادة الأسرى الأبطال ولم نعرف بالضبط ما الذي جرى معهم، شاهدنا صورهم فقط وهي صور متفرقة توحي بالصلابة والثبات والشموخ، بينما الرواية الإسرائيلية التي انتشرت وجرى تعميمها بمختلف الوسائل تحدثت عن وشاية مواطنين عرب بهم، وأنهم كانوا يبحثون عن الطعام في صناديق القمامة.
من المفهوم أن الأسرى الأبطال واجهوا مشكلات كبيرة في التخفي ومسح آثارهم وتضليل الشرطة وخاصة في غياب اي مساعدة من اي طرف خارجي، والسيطرة المطلقة لقوات الاحتلال على البر والجو واستعانتها بآلاف العناصر الشرطية والاستخبارية من وحدات سلاح البحر (شييتت) ووحدة النخبة التابعة لرئاسة الأركان ( سييرت متكال) ووحدة (شلداغ) التابعة للاستخبارات، فضلا عن وحدات الشرطة العادية والجيش ومصلحة السجون وعشرات آلاف المستوطنين، ومعظمهم مسلحون، الذين كانوا مستعديم للإبلاغ عن اية حركة غير عادية، فضلا عن السيطرة الجوية المطلقة، والحوامات والطائرات المسيرة والأسلاك الشائكة ، كانت المواجهة بين دولة مدججة بكل أدوات القمع والتكنولوجيا مقابل ستة افراد لا يملكون سوى إرادتهم وقدراتهم الفردية البسيطة والتي اسعفتهم في الانقسام لثلاث مجموعات والنثائي الاخير انقسم إلى فردين.
هذه الحالة المشار لها تؤكد وجود خيبات متراكمة لدى الناس وخذلان متراكم من اداء السياسيين، بحيث أنهم باتوا يتطلعون إلى البطولات الفردية وينتظرون منها المعجزات والتي لن تتحقق بالطبع ويالتالي يحلقون في سماوات الحلم والخيال ثم يهوون بسرعة إلى ارض الواقع المزري، يزيد أثر هذه الحالة انتشار الجهل والثقافة السطحية والغيبية، وتحكم الدوائر المعادية في توجيه وسائل التواصل الاجتماعي بحجب نوعية معينة من المعلومات وترويج المعلومات التي تخدم أجندات هذه الجهات، وهو ما ينطبق ايضا على الفضائيات ووسائل الإعلام التقليدية.
يضاف إلى ما سبق عدم الثقة في القيادات بما في ذلك قيادات الأحزاب والقوى المعارضة والقيادات الدينية والمجتمعية والنقابية والعائلية فضلا عن السلطوية والرسمية، بالإضافة إلى ضعف الثقة في الذات. انعدام الثقة يؤدي إلى غياب الثقة ايضا في العمل المنظم والمؤسسي وانتظار المعجزات والركون إلى الخرافة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعظم من خلاص فردي (2)
- أكبر من هروب .. أعظم من خلاص فردي
- يليق بنا الفرح كما تليق بنا الحرية
- في بطولة الهروب الكبير للحرية
- مسيحيو الشرق والتنوير: حالة فلسطين (1)
- الأولوية لترتيب صفوفنا وأوضاعنا الداخلية
- المرأة الفلسطينية والاضطهاد الثلاثي المركب
- الانتهاكات المضاعفة للحريات
- المصالحة الفلسطينية والاستفادة من التجارب الدولية
- المركزية غير الديمقراطية
- جبل البابا
- خيري منصور: ثورة فن المقالة الصحفية
- تراجع الفصائل الفلسطينية وحضور لافت للحراكات
- هل يمكن الوصول إلى سلام عادل؟
- تنقيط حقوقنا الوطنية والمعيشية بالقطارة
- عرض كتاب المستقبل للاشتراكية لفيدل كاسترو
- من أنتم
- لغتنا الجميلة بين القداسة والحداثة
- الاعلام والتراث والهوية الوطنية
- قلق إسرائيلي من التقارب الروسي الإيراني


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - نهاد ابو غوش - التذبذب الحاد في مزاج الناس: من النقيض إلى النقيض