أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - نهاد ابو غوش - المركزية غير الديمقراطية














المزيد.....

المركزية غير الديمقراطية


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7006 - 2021 / 9 / 1 - 20:40
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


نهاد أبو غوش
تعلن معظم الأحزاب اليسارية ذات الجذور والخلفيات الماركسية اللينينية أنها تتبنى المركزية الديمقراطية كمبدا ناظم للعلاقات الداخلية في التنظيم، وللعلاقة بين الحزب والجماهيرن وتسرد الأنظمة الداخلية مجموعة المبادىء التي تجسد تطبيق هذا المبدا الناظم في المجالين (الداخلي والعلاقة مع الجماهير) من نوع تشكيل جميع الهيئات الحزبية بالانتخاب، التزام الأقلية براي الاغلبية مع حفظ حقوق الاغلبية، والتزام الهيئات الدنيا براي وتوجيهات الهيئات العليا والنقد والنقد الذاتي وممارسة الرقابة الحزبية من ادنى غلى أعلى ومن أعلى إلى أدنى. اما في مجال العلاقة مع الجماهير فينص المبدا على أن الحزب يتعلم من الجماهير ويعلمها ويابى الانعزال عنها فلا يتذيل حركتها ولا يسبقها باندفاع ارادوي يضعه في عزلة عن الجماهير. وتقول أدبيات الأحزاب الثورية ان هذه المركزية الديمقراطية مستمدة من نمط حياة الطبقة العاملة من حيث انضباطها وتعاونها في نسق جماعي وتغليب مصلحة الجماعة على الفرد الى آخر ما هنالك من اوصاف منسوخة على طريقة القص واللصق من الأدبيات الماركسية التقليدية، وقد كان لكاتب هه السطور اسهام متواضع في وضع كراس تفسيري يشرح مبادىء المركزية الديمقراطية لأعضاء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بالإضافة للمساهمة في عدد كبير من دورات التثقيف والمحاضرات والشروح حول امسالة عينها.
الحقيقة أن تيارات عديدة تتبنى مبدا المركزية الديمقراطية سواء الأحزاب الشيوعي التقليديةن او القوى اليسارية الديمقراطية الثورية التي انحدرت من جذور قومية، وحتى بعض القوى الوطنية والليبرالية تتبنى علنا نفس هذا الشعار مثلما تفعل حركة فتح، مع أن بعض القوى اليسارية حاولت التخلص من هذا الشعار شكليا من خلال تطعيمه بكلام منمق عن الديمقراطية (الديمقراطية الواسعة في إطار بنية الحزب المركزية) أو الديمقراطية في إطار وحدة الحزب.
في واقع الممارسة العملية، تحولت المركزية الديمقراطية من أداة لتوحيد الحزب مع إطلاق طاقاته الإبداعية في الوقت نفسه، إلى أداة للسيطرة المشددة بيد الهيئات القيادية، والدليل الدامغ على ذلك هو غياب اي تغيير فعلي في بنية وتشكيل الهيئات القيادية لعشرات السنين إلا ما تتطلبه الدوافع الإجرائية لتعويض من يغادرون الحياة الطبيعية أو ينسحبون من الحياة الحزبية، لقد قيدت الهيئات المسيطرة تطبيق المركزية الديمقراطية بجملة من الشروط المفتعلة التي تلغي الجوهر الدمقراطي لهذا المبدأ. من هذه الشروط: خضوع نتائج أي عملية انتخابية ديمقراطية لمصادقة الهيئات الأعلى، مرور العملية الانتخابية الاجباري عبر سلسة طويلة ومعقدة من الانتخابات فالمسافة بين القاعدة الحزبية والمؤتمر العام تمر بما لا يقل عن أربع محطات هي مؤتمر المحلية ومؤتمر المنطقة ومؤتمر الفرع أو المحافظة ثم مؤتمر الإقليم وبعده المؤتمر العام، ينطبق ذلك على الأحزاب الصغيرة والكبيرة على حد سواء، وإذا كان مفهوما أن حزب البلاشفة الممتد في أرجاء روسيا وكان يتهيا للقيام بثورته الكبرى كان مضطرا لاتباع هذه الخطوات لاستيعاب مشاركة عشرات الالاف من أعضائه، ومراعاة ظروف التباعد الجغرافي والسرية، أما في ظروف القوى اليسارية العربية والفلسطينية تحديدا فإن هذه العملية المعقدة تطبق بالقوة على أحزاب لا يتجاوز تعداد أعضائها المئات أو آلاف قليلة، يمكن لهم أن يشاركوا في قاعة واحدة وفي يوم واحد، لكن مؤتمراتهم تستغرق شهورا طويلة لكي تعيد إفراز نفس النتائج المتوقعة والمرغوبة من القيادة المتنفذة.
ومن وسائل الاحتيال على الديمقراطية ما يسمى عملية التوجيه المركزي الذي تتخذ طابعا "ناعما" مفاده مراعاة الجندر والشباب والاقاليم ولكنها في الحقيقة والممارسة تتكشف عن ممارسة مركزية مشددة لاختيار من تريدهم القيادة وفق معايير الولاء والطاعة وليس وفق الجدارة والكفاءة، كما أن وجود ظروف أمنية صعبة في بعض البلدان أتاحت للقيادات المتسلطة التحكم بنتائج العملية الانتخابية، من خلال تحديد آلياتها أولا، وطريقة الانتخاب (اشتراط عدد يطابق عدد الهيئة والغاء كل ورقة تخالف ذلك، التكتم على آلية الفرز والنتائج وإجرائها على ايدي القيادة المتسلطة نفسها بمعزل عن اي رقابة أو مندوبين.
من المؤكد أن أهداف من طوروا مفاهيم المركزية الديمقراطية كانت أهدافا نبيلة ومنسجمة مع أهداف النضال ومكرسة لخدمتها، ولكن في الممارسة العملية تحول هذا المبدا إلى شعار خادع، ظاهره ديمقراطي وجوهره تسلطي ومركزي وغير ديمقراطي ، بل إلى وسيلة مضمونة لهندسة البنى الحزبية والتحكم بها على اعتبار أن الحزب هو مشروع شخصي لأصحابه ومؤسسيه.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبل البابا
- خيري منصور: ثورة فن المقالة الصحفية
- تراجع الفصائل الفلسطينية وحضور لافت للحراكات
- هل يمكن الوصول إلى سلام عادل؟
- تنقيط حقوقنا الوطنية والمعيشية بالقطارة
- عرض كتاب المستقبل للاشتراكية لفيدل كاسترو
- من أنتم
- لغتنا الجميلة بين القداسة والحداثة
- الاعلام والتراث والهوية الوطنية
- قلق إسرائيلي من التقارب الروسي الإيراني
- صديقي يوسف عمرو والاعتقالات السياسية
- حكومة بينيت - لابيد وإصلاح العلاقات الأوروبية الإسرائيلية (2 ...
- حكومة بينيت - لابيد وإصلاح العلاقات الأوروبية الإسرائيلية (1 ...
- الاحتلال الناعم الخفيّ
- إصلاح منظمة التحرير ومؤسساتها
- سيزيف الفلسطيني
- قضية نزار وقميص عثمان
- حكومة نفتالي بينيت: فرصة لجسر الهوّة مع اميركا
- إدارة بايدن وحكومة بينيت – لابيد : الاستفادة من رحيل نتنياهو ...
- العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة بينيت-لابيد (1)


المزيد.....




- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - نهاد ابو غوش - المركزية غير الديمقراطية