أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نهاد ابو غوش - قضية نزار وقميص عثمان














المزيد.....

قضية نزار وقميص عثمان


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 12:08
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


نهاد أبو غوش
وقميص عثمان منسوب للخليفة الثالث عثمان ابن عفان، ذي النورين كا اسمي لزواجه من ابنتي النبي محمد رقية وأم كلثوم، وارتبط اسمه بالقميص في روايتين وواقعتين، الأولى حين طولب من قبل بعض الصحابة بالتنحي عن الخلافة، اي حين قالوا له "ارحل" كما يقول المتظاهرون للزعماء العرب في عصرنا الحديث، رفض بشدة وقال قولته الشهيرة " ما كنت لأخلع رداء سربلني اياه الله" وفي روايات أخرى قميصا قمصني اياه، أو قميصا ألبسني اياه الله. ولا خلاف على المعنى فالقميص الذي ألبسه اياه الله هو ثوب الخلافة والسلطة والحكم، وقد رد بهذه الحجة مستشهدا بقول أو نبوءة نسبها لحميه ووالد زوجتيه النبي محمد. اي كان عثمان يرد على منتقديه ومعارضيه ومطالبيه بالتنحي (وبينهم عدد من كبار الصحابة من بينهم محمد بن ابي بكر الصديق، وعامر بن عبد القيس وعمرو بن زرارة والأشتر) وكانت مطالبتهم بسبب محاباة عثمان لأقاربه وتعيينهم في مواقع النفوذ ومآخذهم على نمط إدارته لشؤون الأمة، فرفض ذلك مدعيا أن الخلافة هي تفويض رباني ولا يجوز له التنازل عنها.
أما القميص الأشهر في التاريخ فهو القميص المضرج بدم عثمان نفسه، إذ أن عثمان الخليفة تعرض لحصار مشدد دام اربعين يوما وليلة، وشارك في الحصار عشرات الصحابة والتابعين من مختلف القبائل، والغريب أن احدا من انصار عثمان واركان الدولة الناشئة فضلا عن أهل المدينة لم يتدخل لنجدة الخليفة الراشد المعروف بأنه موّل جيوش المسلمين، ومن أوائل المؤمنين برسالة محمد والمهاجرين للحبشة أولا ثم إلى المدينة.
المهم كما تروي روايات التاريخ أن معارضي عثمان ومحاصريه الذين احتشدوا من عدة اقاليم من بينها الكوفة والبصرة ومصر واليمن، وبعد ان حاصروا عثمان لربعين يوما، تسلقوا سور بيته ودخلوا عليه حين كان يقرا القرآن وقتلوه بأكثر من بعشرات الطعنات ( عمرو بن الحمق وحده طعنه بتسع طعنات) وثم من استخدم مقصا وغيره أدوات أخرى من بينها السيوف والحراب.
بعد مقتله فقط، وليس خلال حصاره، تحول عثمان بن عفان إلى رمز لمظلمة كبرى، واستخدمت جماعات سياسية من أقاربه ومؤيديه والطامعين في الحكم قميصه للطعن في خلافة علي ابن ابي طالب، والمطالبة بحق عثمان، وهو ما يتجسد في حق هؤلاء بالحكم الأمر الذي أجاج استخدامه في المحصلة بنو أمية وهم اقارب عثمان وممن حاباهم فخصهم بالمناصب والعطايا.
استخدم القميص راية للمعركة، ورفع على السيوف والرماح ، وجرى توظيفه لحشد المعارضين وتأجيج المشاعر، مع أن أحدا من مستخدمي القميص لم يهب لنجدة عثمان حين كان محاصرا لأربعين يوما.
ويضرب مثال قميص عثمان لمن يستخدم سببا معينا، مظلمة ما، كذريعة للمطالبة باهداف أخرى لا صلة لها بإحقاق العدالة للضحايا أو محاسبة مرتكبي الجرائم.
في الحالة الفلسطينية الراهنة كان يمكن استخدام قضية نزار بنات المقتول ظلما وتعسفا للمطالبة بالعدالة لنزار، وتحقيق مجموعة من المطالب الملموسة التي تخص المجتمع بأسره ومن بينها صيانة الحريات العامة وحق الانتماء السياسي وحرية التعبير والتظاهر والتجمع السلمي، ومنع الاعتقال السياسي وتجريم التعذيب، ومحاسبة مرتكبي الجرائم والاتهاكات، وتشديد الرقابة على أداء الأجهزة الأمنية بحصر دورها ضمن الاختصاصات المرسومة لها قانونا، ومنع استخدامها من قبيل فصيل سياسي لقضية سياسية أو حزبية، وفي نفس الوقت منع الفصائل والتيارات السياسية من أخذ القانون باليد ومنع استخدامها كامتداد ميليشيوي للأجهزة الأمنية، وفي المحصلة الضغط لإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني تعيد التوازن للحياة السياسية الفلسطينية، وتفرض صيغة محترمة للفصل بين السلطات ومنع تغول السلطة التنفيذية وتعديها على السلطتين التشريعية والقضائية، وتفعيل أدوات الرقابة بما في ذلك حرية الصحافة والتعبير.
ولا شك ان حراكات وفعاليات بالغة الأهمية والتأثير عمت المناطق الفلسطينية المحتلة سواء عبر التجمعات والتحركات الميدانية التي ضمت آلاف المشاركينن أو من خلال الفعاليات والنشاطات الإعلامية التي عمّت كل فلسطين وامتدت إلى خارجها، لكن غياب القوى السياسية عن الحراكات الجماهيرية، وبالتالي تنصل هذه القوى المنظمة من مسؤولياتها في عقلنة هذه الحراكات وتنظيم مطالبها، وترك هذه الحراكات في مهب الريح والفوضى والارتجال يقودها أفراد منفعلون يطلقون الشعارات والهتافات المتطرفة ذات المنحى المطالب بالانتقام وحل السلطة، وتطلق شعارات وهتافات تتهم الآخرين بالخيانة، بما في ذلك فصائل وقوى وأطر، وتطرح مطالب تنعزل بهذه الحراكات عن الجمهور العريض الذي كان يمكن له أن يؤيدها، ولكنه بالنتيجة انفض عنها لتتحول هذه الحراكات ومطالبها إلى صرخة منقطعة في واد سحيق.
وهكذا فإن اكثر من يضر بقضية نزار بنات هم اولئك الذين يحملون قميصه ولكنهم يطرحون مطالب وأهدافا لا علاقة لها بقضيته العادلة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة نفتالي بينيت: فرصة لجسر الهوّة مع اميركا
- إدارة بايدن وحكومة بينيت – لابيد : الاستفادة من رحيل نتنياهو ...
- العلاقات بين إدارة بايدن وحكومة بينيت-لابيد (1)
- إنهاء الاحتلال أم تحسين شروطه
- العشيرة والعائلة على حساب الهوية الوطنية الجامعة
- نحلم بالميداليات
- عن الحراكات الاحتجاجية في فلسطين : سماتها وشعاراتها (2)
- الحراكات الجماهيرية سماتها وتطورها ومطالبها (1)
- مصر في مأزق وجودي
- إسرائيل ملاذ آمن لجرائم التكنولوجيا
- حرية عبادة اليهود في المسجد الأقصى أم حرية تنفيذ الأبارتهايد
- فتح التي في خاطري
- معالجة شاملة لأزمتنا الشاملة
- الغضنفر أبو عطوان
- غسان كنفاني : المثقف العضوي بحق
- إسرائيل تدير الجريمة لتفكيك المجتمع العربي والسيطرة عليه
- إسرائيل تنظر للعربي كمشكلة أمنية
- جهاز المخابرات (الشاباك) يدير الجريمة في اوساط عرب الداخل
- مبادرة الأسرى وتحقيق العدالة لنزار بنات
- مظاهرات رام الله: عن الشعارات البذيئة والعدمية وإفراغ الحراك ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نهاد ابو غوش - قضية نزار وقميص عثمان