أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - مبادرة الأسرى وتحقيق العدالة لنزار بنات














المزيد.....

مبادرة الأسرى وتحقيق العدالة لنزار بنات


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يندفع الوضع الداخلي الفلسطيني، بل يتدهور، نحو أزمة شاملة، وسط أجواء مشحونة من الاتهامات وانعدام الثقة، وفشل المنظومة السياسية والإدارية في التعامل مع المشكلات وإيجاد الحلول الناجعة لها في الوقت المناسب، منعا لتفاقمها واستفحالها لتنشأ عنها مشكلات جديدة..، وكل ذلك يجري ويتواصل وسط هجمة غير مسبوقة على القدس وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومواصلة حكومة بينيت- لابيد تنفيذ المخططات الاستيطانية التي بدأتها حكومة نتنياهو، أما ما تحقق من إنجازات سياسية وجماهيرية خلال مواجهات شهر أيار، واستعادة القضية الفلسطينية مكانتها، واكتساب مزيد من الأنصار والداعمين على امتداد العالم، ناهيك عن المصالحة الوطنية والروح المعنوية للفلسطينيين وشعورهم بالوحدة بعد 73 من التجزئة والتفتيت، فإن كل ذلك أصبح في مهبّ الريح!
ليس من المستبعد، بل من المؤكد أن أصابع خارجية معادية تعبث في شؤوننا الداخلية، فهذه على الأقل، استراتيجية معروفة ومعلنة لدولة الاحتلال التي أعلن رئيس وزرائها السابق بنيامين نتنياهو أن الانقسام الفلسطيني مصلحة استراتيجية إسرائيلية، لكن هذا العبث لا يمكن له أن يمرّ إلا من خلال الشقوق والصدوع التي تتيحها جبهتنا الداخلية، ومن خلال أزمة الثقة التي ما انفكّت تتسع بين المنظومة السياسية بكل مكوناتها (منظمة التحرير وسلطة وحكومة وفصائل وأجهزة ومؤسسات متخصصة) وجمهور المواطنين.
ولا شك أن حادثة / جريمة تصفية الناشط المعارض نزار بنات فجّرت قدرا كبيرا من الغضب والاحتقان وردود الفعل الغاضبة والمشروعة، فالجريمة لخّصت مجموعة من الظواهر والمشكلات الجوهرية التي أفاضت في شرحها وتبيانها مؤسسات حقوق الإنسان، ومن بينها جريمة التعذيب، والاغتيال السياسي، والاعتقال التعسفي، والموقف من الراي الآخر المعارض، وانعدام الشفافية، وتداخل صلاحيات الأجهزة، كما جاءت في توقيت مأزوم وبالغ الحساسية بعد إلغاء الانتخابات والحرب الأخيرة وفشل لقاءات الحوار الوطني، وظهّرت على نحو جليّ مجموعة من المشكلات القائمة أبرزها ضعف القوى والتنظيمات السياسية، وبخاصة الفصائل التي كان يمكن لها أن تشكل "تيارا ثالثا" في المعادلة السياسية الفلسطينية، وعجزها عن التأثير في حركة الشارع، ومشكلة انعدام الحدود والفواصل بين حركة فتح، التنظيم الذي يقود السلطة، والأجهزة الأمنية، وبالتالي تماهي الحزبي/ الحركي مع المؤسسي على نحو بالغ الضرر بالتنظيم الذي يتبنى علانية مبدأ قيام دولة القانون والمؤسسات، وبالأجهزة عينها حين تفقد مهنيتها وتخصصها والصلاحيات المفوضة لها بموجب القانون، وتتحول إلى ذراع للتنظيم.
الأنكى من جريمة تصفية بنات، والتي كان يمكن حصر مسؤوليتها في الأفراد الذي نفذوها بالفعل أو وجّهوها وخططوا لها، من دون تحميلها للنظام والقيادة والتنظيم والمؤسسة الأمنية برمتها، هي طريقة التعامل بعد الجريمة والتي بدأت بمحاولة إنكار المشكلة، ثم محاولة التهوين من شانها وتبريرها، وبعد ذلك قمع الاحتجاجات بقسوة شديدة، وتجييش أنصار الحركة واستنفارهم وزجهم في مواجهة قطاعات وشرائح من الشعب.
صحيح أن الاحتجاجات شابتها مظاهر من الغلوّ والتطرف اللفظي مثل بعض الهتافات والشعارات التي طعنت في كل من ينتمي للسلطة والأجهزة، أو طالبت برحيل السلطة والقيادة من دون أن تقدم أي بديل، لكن رد الفعل على هذه الاحتجاجات والشعارات كان أكثر خطورة وأكثر ضررا للنظام منها، وذهب القائمون على الحملة الإعلامية والتعبوية للسلطة إلى ترويج وجود مؤامرة كونية وهمية، تشترك بها أطراف دولية وإقليمية ودولية، وهي صورة مبالغ فيها، ولا يمكن لعاقل أن يصدقها، ولعلها ناشئة عن عدم قدرة هذه الأوساط على تصوّر وجود معارضة، وحتى لو تصوّرت وجودها فهي تنكر عليها حقها في التظاهر السلمي وحقها في التعبير عن رأيها بحرية.
لا يمكن للوضع الداخلي الفلسطيني أن يكون على هذه الدرجة من الضعف والهشاشة بحيث يعجز عن استيعاب معارض لا يملك سوى لسانه ورأيه، أو تحمّل مجموعة من الشباب والصبايا المحتجين حتى لو تلفظوا بكلمات قاسية، فلو كان في آرائهم وهتافاتهم ما يخالف القانون أو يمس بحقوق الغير لأمكن مساءلتهم قضائيا ومحاكمتهم، دونما حاجة لسحلهم وضربهم بطريقة اقل ما يقال عنها أنها جارحة ومؤذية لمشاعرنا الإنسانية والوطنية.
وسط هذه الفوضى العارمة التي يمكن أن تقودنا إلى ما هو اسوأ، غابت الإدارة الرشيدة، كما غاب دور القوى السياسية الديمقراطية التي كان يمكن لها أن تلعب دورا شديد الأهمية في تهدئة الأوضاع وتوجيهها نحو الغايات العملية التي يريدها معظم المحتجين وليس نحو وجهة فوضوية وعدمية لا تخدم أحدا ولكنها تؤجج المشاعر والأزمة، هذا الدور المفقود كان ينبغي أن يتجسد من خلال عاملين مهمّين هما أن وجود هذه القوى في الميدان مع حضور مباشر وشخصي لقادتها ورموزها الوطنية المعروفة يمكن له أن يساهم في حماية المحتجين وأن يحدّ من العنف والقمع، كما أن وجودها الكثيف كفيل بضبط الشعارات وعقلنتها وتوجيه الجهود نحو أهداف واقعية ومطالب ملموسة يمكن تحقيقها وإنجازها.
يستحق حراك الأسرى المحررين بمبادراتهم الفردية كل تقدير وإشادة لأنه ذهب في هذا الاتجاه، وسعى لبلورة مطالب تحقق العدالة لدم نزار بنات وعائلته، وتستجيب لمطالب المحتجين، وتنسجم مع النظام والقانون، بل هي تنتصر للنظام والقانون بإنقاذهما من تعسف بعض الأفراد أو مراكز القوى التي تعبأ بزج المؤسسات في مواجهة الشعب، ولا يهمها هدم المعبد على من فيه إذا تعرضت مصالحها للخطر.
حراك الأسرى يستحق كل الدعم من قبل الحريصين على دولة القانون والمؤسسات ومن قبل المطالبين بالحريات والحقوق والوحدة الوطنية. وإذا كان كل ما جرى فظيعا ومؤسفا إلى درجة نحب أن نتجاوزها بسرعة، فلعله يوفر فرصة لاتخاذ إجراءات جدية تمنع تكرار ما جرى، وتمنع الاجرار إلى هذه الدوامة البغيضة من العنف الداخلي، بهذه الطريقة فقط نحقق العدالة لدم نزار بنات ولكل المناضلين من أجل الحرية.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات رام الله: عن الشعارات البذيئة والعدمية وإفراغ الحراك ...
- قانون القومية الصهيوني وحق عودة اللاجئين
- قانون القومية والجذور العنصرية في الفكر الصهيوني
- قانون القومية العنصري يُرسّم اسرائيل كدولة أبارتهايد
- من الذي يتآمر على حركة فتح؟؟
- المحاسبة والإصلاح لا الفوضى والانتقام
- عن تصفية المعارض نزار بنات
- كابوس نتنياهو
- عن إعادة الاعتبار لحركة فتح
- عائلتنا : النكبة والشتات والخسارات المتتالية
- نقاط على حروف الانتصار
- أزمة اليسار الفلسطيني ومقومات نهوضه
- كنت شاهدا على المأساة
- صيغة جديدة تضم الجميع في فلسطين
- بيان للناس والرفاق والرفيقات والأصدقاء
- عن فيصل الحسيني في ذكرى رحيله: الزعامة مسؤولية!
- بعض صور الزهو الفلسطيني
- الكشف عن مجازر مروعة ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال النكبة
- بعض دروس الحرب الرابعة على غزة
- معركة فلسطين ما زالت مفتوحة ومستمرة


المزيد.....




- الناشط الفلسطيني محسن مهداوي يوجه رسالة قوية لترامب وإدارته ...
- -تيم لاب- في أبوظبي.. افتتاح تجربة حسيّة تتجاوز حدود الواقع ...
- كأنها تجسّد روح إلهة قديمة.. مصور كندي يسلط الضوء على -حارسة ...
- المرصد السوري يعلن مقتل 15 مسلحا درزيا الأربعاء في -كمين- عل ...
- الأردن.. دفاع المتهمين بـ-خلية الصواريخ- يعلق لـCNN على الأح ...
- ثلاثة قتلى جراء غارة إسرائيلية على سيارة في جنوب لبنان (صور) ...
- خشية ملاحقتهم دوليا.. إسرائيل تكرم 120 جنديا دون كشف هوياتهم ...
- ماذا تخبرنا الفيديوهات من صحنايا وجرمانا في سوريا عما يحدث؟ ...
- وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر ناهز 116 عاماً
- حاكم خيرسون الروسية: 7 قتلى وأكثر من 20 جريحا بهجوم مسيرات أ ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - مبادرة الأسرى وتحقيق العدالة لنزار بنات