أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نهاد ابو غوش - عن إعادة الاعتبار لحركة فتح














المزيد.....

عن إعادة الاعتبار لحركة فتح


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6934 - 2021 / 6 / 20 - 12:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لا يخفى على أحد، سواء كان ناشطا سياسيا أو مواطنا عاديا أو مراقبا خارجيا، أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تواجه مشكلات برنامجية وتنظيمية معقدة، أثرت على شعبية الحركة وعلى مكانتها، بل وعلى درجة التزام اعضائها ومناصريها بتوجهات الحركة والتفافهم حولها، وبالتالي على دور الحركة في قيادة الشعب الفلسطيني كما برز مؤخرا في المواجهات الكبرى خلال شهر أيار الماضي والتي شملت الحرب الإسرائيلية على غزة والمواجهات في القدس المستمرة حتى الآن. ومن دون مبالغة أو مجاملة يمكن القول أن ما تتعرض له حركة فتح يؤثر على مجمل الحركة الوطنية للشعب الفلسطيني، وعلى نضاله من أجل استرداد حقوقه الوطنية، ولطالما ردد الوطنيون الفلسطينيون العبارة التي مفادها "إذا كانت حركة فتح بخير فمنظمة التحرير الفلسطينية بخير، والحركة الوطنية بخير"، والسبب لذلك بسيط ومفهوم، وملخصه أن حركة فتح لعبت على امتداد العقود الماضية دور القاطرة التي تقود الحركة الوطنية، وشكلت على امتداد 56 عاما العمود الفقري لهذه الحركة، فكانت هي من أطلق الثورة الفلسطينية المعاصرة، وشكلت الرافعة الأساسية لانبعاث الشخصية الوطنية الفلسطينية من رماد النكبة ومحاولات الطمس والتبديد، وهي التي خاضت وقادت العدد الأكبر من المعارك الوطنية ، وقدمت خلالها العدد الأكبر من الشهداء والجرحى والمعتقلين.
وما دامت حركة (فتح) تلعب هذا الدور الحاسم والمقرر، يصبح من حق جميع الوطنيين الفلسطينيين أن يدلوا بدلوهم، وأن يناقشوا هذه الظاهرة التي تؤثر عليهم وتساهم في رسم مستقبل شعبهم. والانطباع السائد الآن هو أن الحركة تخلفت عن قيادة المعركة الوطنية الأخيرة وهذا أمر يدركه الجميع ويقرّون به وتعكسه نتائج الاستطلاعات التي أجريت حتى الآن، مع ضرورة الانتباه إلى أن ثمة محاولات غير بريئة لشطب دور الجميع باستثناء حركة حماس، من خلال اختزال المعركة إلى الجانب العسكري فقط مع إنكار الجوانب الأخرى التي شهدتها كل تجمعات الفلسطينيين وكان لفتح كما لباقي الفصائل أدوار متفاوتة، كما أن اي تدقيق منصف سيخرج بأن جميع الفصائل والحراكات الشعبية والمجتمع المدني والقوى السياسية لشعبنا في الداخل وروابطه واحاداته في الشتات ساهمت في المعركة الأخيرة، لكن ذلك لا ينفي القصور القيادي الذي شاب أداء (فتح) سواء على المستوى الميداني أو السياسي.
يقفز البعض، وربما يعبر في ذلك عن رغبات كامنة، إلى أن عصر الفصائل ومنها حركة فتح قد ولّى وانتهى، وقد آن الأوان لكي تغادر الساحة لكي تحلّ محلها أجسام أخرى، وهي خلاصة أبسط ما يقال فيها أنها متسرعة لأن (فتح) هي بالأساس حركة تحرر من الاحتلال الذي ما زال قائما، وبالتالي فإن ضرورة وجودها مرتبطة بالخلاص من الاحتلال، فضلا عما تعكسه الحركة بفكرها وأدائها السياسي من خيارات ومصالح طبقية واجتماعية، وأي تغيير مبتسر أو مصطنع يعني القفز في الهواء والتسليم بخسارة معارك وطنية قبل خوضها، لكن ذلك لا يعني الركون لهذه الحقيقة والاتكاء عليها، لأن حركة الواقع والتغيرات المتسارعة كفيلة بأن تفرز ظواهر وحركات سياسية جديدة وأن تعيد ترتيب القوى وحجومها وادوارها، ودور أي حركة أو جسم سياسي منوط بقدرتها على تجديد نفسها والتصي للتحديات والاسئلة التي يطرحها الواقع.
تعرضت حركة فتح لأكثر من هزة عاصفة وخضّات كثيرة خلال العقدين الماضيين، أبرزها استشهاد مؤسسها وقائدها ورمزها التاريخي ياسر عرفات اغتيالا على أيدي الاحتلال، ثم خسارة الانتخابات التشريعية في العام 2006، وهو ما استكمل بخسارة قطاع غزة من خلال الانقلاب الذي نفذته حركة حماس في حزيران 2007. ويمكن اعتبار الحرب الأخيرة هزة ثالثة لا تقل في اهميتها عن سابقتيها، كما يمكن تعداد كثير من الأزمات الحادة التي أثرت على مكانة الحركة ودورها وأبرزها ما تعرضت له من انقسامات، ثم قرار قيادتها وقيادة السلطة والمنظمة بإلغاء الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في أيار الماضي، وهو القرار الذي بدت مبرراته عن عدم سماح الاحتلال بإجرائها في القدس، غير مقنع لقطاعات واسعة من الجمهور الفلسطيني.
وفي تفسير أزمة حركة الفتح يمكن العودة دائما إلى إشكالية العلاقة بين الثورة والسلطة، فحركة فتح في الأساس هي حركة تحرر وطني من الاحتلال، لكنها باتت بعد اتفاق أوسلو حزبا للسلطة، يحكم عليها الناس من خلال أدائها في القضايا المعيشية والاجتماعية، ونمط إدارتها للشأن الداخلي وما يرتبط بذلك من وجود أو غياب مظاهر الفساد والواسطة والمحسوبية، ومناخ الحريات العامة، فضلا عن مواقفها من العلاقة مع الاحتلال والتزامها بالاتفاقيات والتنسيق الأمني، وهكذا تظهر صور باهتة ومشوشة للحركة، متأثرة بصور القمع والفساد والامتيازات والتطبيع والتهاون بدل الصورة الناصعة الوضاءة التي جسدتها (فتح) لدى قيادتها لأزهى مراحل النضال الفلسطيني.
قيادة حركة فتح وهيئاتها لم تقم بالمراجعات الكافية للمسيرة السياسية التي بدأت منذ مؤتمر مدريد واتفاقات اوسلو ولم تتوقف حتى الآن على الرغم من إدراك فشل هذه المسيرة، وتنصل إسرائيل من كل التزاماتها ومحاولاتها اختزال دور السلطة بالتنسيق الأمني، ولا قيّمت الحركة أسباب الهزائم والإخفاقات وتراجع دورها القيادي ومنسوب الرضا الشعبي عنها، وثمة الكثير مما يمكن قوله عن الحال التنظيمية الداخلية وطغيان منطق التعيينات والاسترضاءات بدل الانتخابات وهي ملاحظات يفضل ان يتناولها مناضلو الحركة وفق تجربتهم ومعايشتهم مع أنها تطرح مرارا من قبل أصحابها الفتحاويين الذين يجهرون بها ويعبرون عنها بوسائل عديدة من بينها التظاهرات والاعتصامات، وبالتالي فإن استحقاقات برنامجية وتنظيمية كثيرة تفرض نفسها عند أي مراجعة هادفة لاستنهاض دور حركة فتح واستعادة دورها، أما مفتاح هذه العملية فهو من دون شك يتمثل في استعادة الحركة لهويتها التي نشأت من أجلها، أي كونها حركة تحرر قبل ان تكون حزب سلطة، حركة تحسب رصيدها وإنجازاتها وفق معاركها ضد الاحتلال لا حسب معارك نقابية وطلابية ضد شركائها في الوطن.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عائلتنا : النكبة والشتات والخسارات المتتالية
- نقاط على حروف الانتصار
- أزمة اليسار الفلسطيني ومقومات نهوضه
- كنت شاهدا على المأساة
- صيغة جديدة تضم الجميع في فلسطين
- بيان للناس والرفاق والرفيقات والأصدقاء
- عن فيصل الحسيني في ذكرى رحيله: الزعامة مسؤولية!
- بعض صور الزهو الفلسطيني
- الكشف عن مجازر مروعة ارتكبتها العصابات الصهيونية خلال النكبة
- بعض دروس الحرب الرابعة على غزة
- معركة فلسطين ما زالت مفتوحة ومستمرة
- رسائل من السجن
- الحرب الإسرائيلية الرابعة على غزة وتغيير قواعد الاشتباك
- عن التحولات العاصفة في فلسطين واستحقاقاتها
- ثلاثة أطوار للحركة الوطنية الفلسطينية خلال قرن من الصراع
- القدس بؤرة الصراع
- هبة القدس وتباشير التجديد للحركة الوطنية الفلسطينية
- ترشيد المقاومة
- فصول من معركة القدس المفتوحة
- حول الإعدامات الميدانية وعمليات القتل خارج نطاق القانون


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - نهاد ابو غوش - عن إعادة الاعتبار لحركة فتح