أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - ثلاثة أطوار للحركة الوطنية الفلسطينية خلال قرن من الصراع














المزيد.....

ثلاثة أطوار للحركة الوطنية الفلسطينية خلال قرن من الصراع


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6906 - 2021 / 5 / 22 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من قرن من الزمان يواجه الشعب الفلسطيني بمختلف فئاته وشرائحه المشروع الصهيوني الذي بدأ كمجرد فكرة، ثم تطور إلى مشروع استعماري استيطاني يقوم على السيطرة على كل الأرض الفلسطينية واقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه، وحرمان من تبقى منهم من الحقوق الوطنية السياسية وخاصة حق تقرير المصير.
قبل تبلور المشروع الاستعماري الصهيوني، واتفاقيتي سايكس بيكو وسان ريمو، وخلال العقود الأخيرة للدولة العثمانية شارك متنورون ومثقفون فلسطينيون في حركات الإصلاح والتحديث العثمانية مثل حزب اللامركزية، لكن فلسطين كانت على الهامش ومحدودة التاثير، بعدها برز ناشطون فلسطينيون ضمن الأنوية الأولى لحركات الاستقلال والتنوير العربية ومن ضمنها حركتا العربية الفتاة التي كان من مؤسسيها رفيق التميمي وعوني عبد الهادي، وجمعية سوريا الفتاة، وكان ضمن أحرار العرب الذين أعدمهم جمال باشا السفاح كل من سليم احمد عبد الهادي، و علي بن محمد بن حاجي عمر النشاشيبي، ومحمد الشنطي اليافين والشيخ أحمد عارف مفتي غزة وابنه.
خلال هذه الفترة الطويلة، حقق المشروع الصهيوني نجاحات تدريجية وراكم إنجازات سياسية ومادية دفعته إلى المزيد من التطرف والعدوانية، وإنكار اية حقوق سياسية للشعب الفلسطيني، في حين واصلت الحركة الوطنية الفلسطينية تراجعاتها، وانتقلت من مرحلة إلى أخرى ومن طور إلى آخر، فتراجعت وبشكل تدريجي أيضا عن أهدافها السياسية المعلنة، واللافت في مسيرة الحركة الوطنية أنها مرت بثلاثة أطوار متمايزة
1- الطور الأول هو الذي رافق بدايات المشروع الصهيوني والنضال ضد الانتداب البريطاني، تميزت الحركة الوطنية بقياداتها الدينية -العائلية العشائرية بقيادة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني والأحزاب المستندة إلى العائلات والتشكيلات الإقطاعية القديمة. في النتيجة فشلت هذه الحركة في مواجهة المشروع الصهيوني المتسلح بالحداثة وعلاقاته الوثيقة مع الانجليز، وانتهى الأمر إلى النكبة الكبرى التي لا يزال الشعب الفلسطيني يكابد آثارها حتى الآن، أما تكوينات الحركة الوطنية تشكيلاتها فقد انحلت وانطفأت تماما، بعضها التحق بالنظام الأردني ومؤسسات الدولة الأردنية، بعضها الآخر انكفأ على نفسه واختار العزلة أو الهجرة.
2- الطور الثاني وهو الذي نشأ على أنقاض الطور الأول، وتميز بارتباطه بالأنظمة العربية المستقلة الناشئة حديثا بعد عهد الاستعمار، وبالفكر القومي العربي الذي تركزت طروحاته على الربط بين تحرير فلسطين والوحدة العربية، وتعددت التشكيلات بين حركة القوميين العرب وأحزاب البعث والأحزاب الاسلامية والشيوعية، وهي بمجموعها غاب اسم فلسطين عن أدائها وعن برامجها المعلنة، وفي أواخر عهدها تأسست منظمة التحرير الفلسطينية المرتبطة بالنظام الرسمي العربي، لكن هذه الحركة وتشكيلاتها جميعا وصلت بسرعة إلى نهاية طريقها بهزيمة حزيران عام 1967، وبروز المنظمات الفدائية الفلسطينية.
3- الطور الثالث هو الذي بدأ مع نشوء منظمات المقاومة المسلحة وانتشارها واتساع نفوذها ردا على الهزيمة ثم سيطرتها على منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها بدءا من العام 1969، تميزت هذه المرحلة بتحقيق إنجازات وطنية وعالمية تمثلت باستعادة وتكريس الهوية الوطنية الفلسطينية، ثم بالاعتراف الواسع النطاق بوجود الشعب الفلسطيني وبشرعية نضاله السياسي وأهدافه وبحقوقه الوطنية، وبكون منظمة التحرير الفلسطينية ممثله الشرعي والوحيد، توجت هذه المرحلة باتفاق أوسلو الذي كان مقدرا له أن يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، لكن مجموعة من التطورات ( ابرزها اغتيال اسحق رابين وصعود اليمين الإسرائيلي من جهة، واستشهاد ياسر عرفات والانقسام الفلسطيني الفلسطيني من جهة ثانية وما تلاه من أزمة فلسطينية شاملة) أضعفت هذا الخيار وجعلته احتمالا بعيد المنال، ترافق مع ذلك تراجع دور مكانة الحركة الوطنية واتساع الفجوة بينها وبين الشعب، وهو ما يعني بشكل مؤكد نهاية هذا الطور للحركة الوطنية. لكن وجود سلطة، ولاحقا سلطتين، مكن هذه الحركة وتشكيلاتها من البقاء مسنودة بعوامل دعم إقليمي ودولي، وتوافق إسرائيلي إقليمي على أن بقاء هذه السلطة بضعفها وخياراتها السياسية المحدودة، أفضل بكثير من نشوء أوضاع لا يمكن التنبؤ بها وبمآلاتها.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس بؤرة الصراع
- هبة القدس وتباشير التجديد للحركة الوطنية الفلسطينية
- ترشيد المقاومة
- فصول من معركة القدس المفتوحة
- حول الإعدامات الميدانية وعمليات القتل خارج نطاق القانون
- في اليوم العالمي للحرية الصحافة: المجد لنجوم فلسطين الساطعة
- الشعب يتمسك بالقدس ويريد الانتخابات
- المسافة بعيدة بين المصالحة وإنهاء الانقسام
- واقعية خيار حل السلطة
- القمع مسلحا بالغباء
- نتنياهو وصعوبة مهمته في تشكيل حكومة
- إسرائيل وموقفها من الانتخابات الفلسطينية 3
- إسرائيل وموقفها من الانتخابات الفلسطينية 2
- إسرائيل وموقفها من الانتخابات الفلسطينية 1
- معارضة إسرائيل لتجديد الاتفاق النووي مع إيران
- عن هبة القدس: انتصار صغير آخر ودلالات كبيرة
- فلسطين وحرية الصحافة
- القدس بين برامجنا الفعلية والدعاوية
- حول القدس والمخاطر المتزايدة على هويتها الفلسطينية
- نتنياهو يكافح الفساد بالفساد ...دولة الرشوة والهداي


المزيد.....




- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...
- غزة تشيع نضال وكندة.. رضيعان قتلهما الحصار الإسرائيلي
- رئيس وزراء إسرائيل يتحدث عن فرص جديدة لتوسيع -اتفاقات السلام ...
- مصدر إسرائيلي: دعوة ترامب لوقف محاكمة نتنياهو جزء من تحرك لإ ...
- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - ثلاثة أطوار للحركة الوطنية الفلسطينية خلال قرن من الصراع