أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - واقعية خيار حل السلطة














المزيد.....

واقعية خيار حل السلطة


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6885 - 2021 / 5 / 1 - 06:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم نهاد ابو غوش
لطالما سمعنا نداءات وآراء تدعو لحل السلطة الفلسطينية، وقد تصدر هذه النداءات عن سياسيين أو أكاديميين وقادة رأي، أو عن مواطنين حانقين بسبب مظلمة تعرضوا لها كمخالفة سير ظالمة، أو إجحاف في الاستفادة من خدمة ما. وذهب البعض إلى تفسير تعسفي لخطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة حين قال أن "استمرار الوضع القائم سيدفعنا لمطالبة إسرائيل بتحمل مسؤولياتها ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام الخطر الذي يهدد حل الدولتين ويستهدف وجودنا"، وهو قول لا ينبغي عزله عن سياقه، ولا يمكن على الإطلاق تفسيره بأن خيار حل السلطة وتسليم "المفاتيح" للاحتلال خيار قائم أو جدّي.
المشترك في الدعوات لحل السلطة أنها تصدر عن حالة ضياع وإحباط ومشاعر نقمة تعززها ممارسات وأجواء سلبية، بعضها ذاتي من صنع ايدينا وبعضها خارجي بسبب صمت المجتمع الدولي وتقاعسه وإحجامه عن التدخل لوقف الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية.
أبرز العوامل التي تشجع على هذا التفكير وأخطرها هو ما تقوم به إسرائيل من ممارسات وضغط متواصلين لانتزاع صلاحيات السلطة الإدارية والأمنية والسياسية، وتحويلها إلى حارس لأمن الاحتلال، بالإضافة لتبعات الانقسام وما ألحقته سنواته الطويلة من أضرار فادحة، وتآكل شرعية السلطة والمؤسسات السياسية لترهلها وتكلسها وغياب الانتخابات وأدوات الرقابة الشعبية، فضلا عما نشهده مؤخرا من ميول لفرض نظام بوليسي وقيود متزايدة على الحريات العامة بما فيها حرية التعبير والانتماء السياسي، وفوق كل ذلك انتشار مظاهر الفساد والمحسوبية وتردّي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
وهكذا فإن اقتران ثالوث الفساد بالاستبداد بالعجز الوطني سيحول السلطة فعلا إلى عبء على الشعب الفلسطيني، وينعش أحلام وحنين بعض الفئات والشرائح بالعودة إلى الماضي الجميل سواء تمثّل في الانتفاضة الأولى واجوائها وقيمها، أو ماضي الحدود المفتوحة للسفر والعمل.
استسهال الدعوة لحل السلطة يتجاهل الآثار القانونية والسياسية لمثل هذا الخيار العدمي، بدءا من مصير أكثر من 160 ألف موظف عامل ومتقاعد، وما إذا كان هذا الخيار يعني عودة ضباط الإدارة المدنية للإشراف على التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية وغيرها من الخدمات، وما هو مصير المؤسسات والدوائر والوزارات والبرامج والخطط التي بنتها السلطة أو باشرتها كأساس لمؤسسات الدولة، كما يتعامى هذا الطرح عن رؤية خيارات إسرائيل الماضية في بناء نظام فصل عنصري أول ما يشترطه هو الانفصال عن الفلسطينيين.
حل السلطة ليس خيارا واقعيا ولا وطنيا، والشعب الفلسطيني ليس محصورا أمام ثنائية: إما سلطة فاشلة تشكل عبئا عليه، أو حلها على طريقة "يا ابيض يا اسود"، بل ثمة خيار أكثر واقعية وأكثر انسجاما مع مشروعنا الوطني وهو ما تضمنته قرارات المجلس المركزي قبل عامين، بإعادة صياغة وظيفة السلطة ودورها بالتحرر من قيود اتفاقيات أوسلو وبروتوكول باريس، وتركيز مهام الحكومة على تعزيز صمود الناس، واعتماد سياسات اقتصادية واجتماعية أكثر عدالة في توزيع أعباء الاحتلال بعيدا عن أوهام التنمية الزائفة، وتكثيف الجهود لتوسيع الاعتراف العالمي بدولة فلسطين وإعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وتجديد هيئاتها ومؤسساتها.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع مسلحا بالغباء
- نتنياهو وصعوبة مهمته في تشكيل حكومة
- إسرائيل وموقفها من الانتخابات الفلسطينية 3
- إسرائيل وموقفها من الانتخابات الفلسطينية 2
- إسرائيل وموقفها من الانتخابات الفلسطينية 1
- معارضة إسرائيل لتجديد الاتفاق النووي مع إيران
- عن هبة القدس: انتصار صغير آخر ودلالات كبيرة
- فلسطين وحرية الصحافة
- القدس بين برامجنا الفعلية والدعاوية
- حول القدس والمخاطر المتزايدة على هويتها الفلسطينية
- نتنياهو يكافح الفساد بالفساد ...دولة الرشوة والهداي
- اجترار الكلام
- تنويعات على مقام الابارتهايد
- المؤتمر الوطني الشعبي للقدس... ورؤية فيصل الحسيني؟
- عن القدس وذريعة تأجيل الانتخابات بسببها
- العلاقات الأردنية الإسرائيلية وربع قرن من التوتر
- زحمة القوائم الانتخابية والطريق الى التجديد الشامل
- صعود اليمين الفاشي ودعاة الترانسفير في إسرائيل
- القوائم الانتخابية بين محاسن التعددية ومخاطر التشظي
- غوايات مازن وشياطينه


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - واقعية خيار حل السلطة