أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - عن الحراكات الاحتجاجية في فلسطين : سماتها وشعاراتها (2)














المزيد.....

عن الحراكات الاحتجاجية في فلسطين : سماتها وشعاراتها (2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6974 - 2021 / 7 / 30 - 00:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نهاد أبو غوش
الشعارات
تعتبر مسالة صياغة الشعار واحدة من أكثر المسائل حساسية ودقة في العمل الجماهيري وفعاليا العمل الاحتجاجي، فالشعار ليس مجرد جملة سياسية أو عاطفية يمكن ارتجالها أو إلقاؤها على عجل، بل توجد مجموعة من المواصفات والشروط المتصلة بالشكل والمضمون، أي بالشعار السياسي ومضمونه من جهة وبالقالب الفني والجمالي الذي يستوعب هذا المطلب، ومن ابرز الشروط الواجب توافرها في الشعار:
1- أن يكون مكثفا وقصيرا ومعبرا عن اهم المطالب وابرزها.
2- أن يكون قاسما مشتركا ، جامعا وموحدا ومعبرا عن مطالب غالبية أو جميع المشاركين.
3- ان يكون مصاغا بقالب فني مناسب : موزون إيقاعيا، ويفضل مع سجع وقافية مناسبة
4- سهل الحفظ والترداد وقابلا للهتاف لجميع المشاركين.
ويمكن لأي مشارك/ة في فعالية أو مظاهرة أن يلحظ أن بعض الشعارات تعيش لسنوات طويلة وتنتقل من جيل إلى جيل إما لأن مضمونها لم يتحقق بعد وما زال يمثل مطلبا للجماهير، أو لأن الوقع الفني للشعار ما زال فعالا ومثيرا للحماس، وبعض هذه الشعارات تنتقل في المكان والزمان من بلد إلى بلد ومن جيل إلى آخر، ومن هذه الشعارات
• بالروح بالدم نفديك يا شهيد/ يا زعيم/ يا فلان
• عالقدس رايحين شهداء بالملايين
• يا للعار يا للعار بعتو الوطن بالدولار!
• يا شهيد ارتاح ارتاح واحنا نواصل الكفاح
• الشعب.. يريد.. إسقاط النظام
وفي النظر للتطورات المتجددة والأخيرة يمكن القول أن جريمة تصفية نزار بنات استدعت مستوى جديدا للحراك والمواجهات تمثل في اتساع نطاق الاحتجاجات، وتصعيد المطالب من مستوى تحقيق غايات محددة إلى مطالب عامة ومفتوحة وعالية السقف من قبيل حل السلطة ومطالبة الرئيس بالرحيل، كما اقترن ذلك بمستوى حاد من الشعارات المتطرفة التي يمكن وصفها دون كبير خلاف بالبذاءة والحدة من قبيل "كل السلطة تعاريص" والتخوين مثل "كل السلطة جواسيس" ، صحيح أن القائمين على الحراكات اوضحوا في غير مناسبة أن هذه الشعارات كانت فردية وهامشية، لكنها بلا شك ساهمت في تسعير وتأجيج خطاب الكراهية، واستدرجت ردات فعل مماثلة في الشدة والقسوة، واستخدمت من قبل السلطة والمدافعين عنها لتبرير القمع الشديد، والملاحظ في هذا المجال أن المصادر الرسمية المدافعة عن السلطة بررت لعناصر الأمن الرد على الاستفزازات بالقمع الشديد دونما صلة بمدونات السلوك المعتمدة أو الواجبات المهنية المحددة بدقة لرجل الأمن، وكأن عنصر الأمن بات طرفا شخصيا في مواجهة مع المتظاهر أو المحتج وليس موظفا عموميا مكلفا بإنفاذ القانون.
كما يمكن ملاحظة ان بعض هذه الشعارات جرت استعارته حرفيا من تجارب دول شقيقة ناجحة مثل شعار "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو شعار الثورة التونسية استعارته الثورة المصرية وبات شعارا عربيا عابرا للحدود، أو شعار ارحل، من دون أن يكون واضحا بدقة للمشاركين المعنى الدقيق لشعار إسقاط النظام أو إسقاط السلطة وهل يعني ذلك حلها، وهل يعني شعار إرحل استهداف شخص الرئيس بعينه أم هو طريقة غير مباشرة للمطالبة بالانتخابات واشتراط عدم مشاركة الرئيس بها، خلاصة القول في هذا الجانب أن هذه الشعارات لم تكن مدققة ولا هي محل إجماع، بل إنها ساهمت بشكل او بآخر، في تقليص عدد المشاركين بالحراكات من الطيف الواسع المطالب بمحاسبة قتلة نزار بنات إلى المطالبين بحل السلطة ورحيل رئيسها، وبالتالي دفع ذلك إلى عزلة هذه الحراكات وانفصالها عن جمهور عريض يوافق بعض مطالبها ولكنه لا يتبنى كل المطالب.
أبرز ما شهدته المواجهات بعد تصفية نزار بنات هو عملية الزج بتنظيم فتح (جمهورا وادوات ووسائل إعلام وخطاب) في مواجهة المحتجين، ثم التماهي التام بين تنظيم فتح وأجهزة السلطة، وهي حالة أضرت بكل من التنظيم والأجهزة على حد سواء ووضعت التنظيم الذي تأسس لإنجاز التحرر ومواجهة الاحتلال، في مواجهة جزء من شعبه ، وحوله إلى امتداد ميليشيوي للأجهزة، كما ابرز هذه الأجهزة أنها حزبية ومسيسة لخدمة فريق سياسي دون آخر.
خلاصة
بنفس السرعة التي يمكن فيها رصد ظهور وصعود حراكات جماهيرية مطلبية اجتماعية او سياسية، يمكن ايضا ملاحظة سرعة افولها، ولكن هذا الاستنتاج ليس سلبيا بالضرورة، فطبيعة الحراكات هي هكذا، مؤقتة وعارضة ومرتبطة بنقطة أو قضية او هدف واحد وليس ببرنامج سياسي شامل، كما أن اتساع هذه الحراكات وانتقالها من مطلب إلى آخر، وتحولاتها واندماجها أو انحلالها.. كل ذلك هي مؤشرات على حالة مخاض تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية، وهي نوع من الإرهاصات لما هو قادم في ضوء أزمة الحركة الوطنية الفلسطينية بمكوناتها وتياراتها المختلفة



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحراكات الجماهيرية سماتها وتطورها ومطالبها (1)
- مصر في مأزق وجودي
- إسرائيل ملاذ آمن لجرائم التكنولوجيا
- حرية عبادة اليهود في المسجد الأقصى أم حرية تنفيذ الأبارتهايد
- فتح التي في خاطري
- معالجة شاملة لأزمتنا الشاملة
- الغضنفر أبو عطوان
- غسان كنفاني : المثقف العضوي بحق
- إسرائيل تدير الجريمة لتفكيك المجتمع العربي والسيطرة عليه
- إسرائيل تنظر للعربي كمشكلة أمنية
- جهاز المخابرات (الشاباك) يدير الجريمة في اوساط عرب الداخل
- مبادرة الأسرى وتحقيق العدالة لنزار بنات
- مظاهرات رام الله: عن الشعارات البذيئة والعدمية وإفراغ الحراك ...
- قانون القومية الصهيوني وحق عودة اللاجئين
- قانون القومية والجذور العنصرية في الفكر الصهيوني
- قانون القومية العنصري يُرسّم اسرائيل كدولة أبارتهايد
- من الذي يتآمر على حركة فتح؟؟
- المحاسبة والإصلاح لا الفوضى والانتقام
- عن تصفية المعارض نزار بنات
- كابوس نتنياهو


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - عن الحراكات الاحتجاجية في فلسطين : سماتها وشعاراتها (2)