أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهاد ابو غوش - حرية عبادة اليهود في المسجد الأقصى أم حرية تنفيذ الأبارتهايد













المزيد.....

حرية عبادة اليهود في المسجد الأقصى أم حرية تنفيذ الأبارتهايد


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6964 - 2021 / 7 / 20 - 02:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تمارس حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة سياسات منهجية معلنة، هي بالضبط ساسة تمييز وفصل عنصري (أبارتهايد) من خلال اقتصار الحقوق السياسية والمدنية على اليهود وحرمان الفلسطينيين من معظم هذه الحقوق توطئة لتهجيرهم، وتتجسد هذه السياسات من خلال مخطط التطهير العرقي للمواطنين الفلسطينيين في مدينة القدس، كجزء من مشروع تهويد المدينة ، وتغيير ابعها التاريخي العربي الاسلامي – المسيحي، وتحويلها إلى مدينة يهودية خالصة. هذه السياسات واضحة وملموسة، ويدركها الناس ويعانون من نتائجها عمليا في حياتهم اليومية ومع مجيء حكومة اليميني المتطرف نفتالي بينيت اقدم هذا الأخير على إطلاق تصصريح غريب هو القول أن حكومته تقر بحرية العبادة "لليهود والمسلمين" في المسجد الأقصى، صحيح أن بينيت سرعان ما تراجع عن تصريحه موضحا أنه يقصد حق الزيارة فقط لكنه عمليا يفصح عما يريد هو وقادة اليمين الاستيطاني المتطرف، وترافق ذلك مع إجراءات تصعيد غير مسبوقة واعتاءات على المواطنين الفلسطينيين، وهذا التصعيد ليس هدفا بحد ذاته ولن هناك هدف اسرائيلي معلن ومعروف لنا وللجميع، وهو محل اجماع بين مختلف القوى الصهيونية وهذا الهدف هو تهويد القدس، ومتابعة خطة التطهير العرقي وصولا للتخلص من أكبر نسبة ممكنة من المواطنين العرب عبر اجراءات التهجير والاقتلاع، بحيث تتقلص نسبتهم من سكان القدس الكبرى من 37 في المائة حاليا إلى ما دون ال 15 في المائة بحيث لا يعود المقدسيون ذوي تاثير مهم على مستقبل المدينة وهويتها وطابعها، ضمن هذا المخطط الشامل هناك مخطط خاص بالمسجد الاقصى والهدف الصهيوني يتمثل في الغاء ما يعرف بالوضع القائم (الستاتوس كو) ونزع صلاحية الاشراف على الحرم القدسي من الاوقاف، ثم السماح لليهود بالصلاة وصولا للتقاسم المكاني والزماني كما جرى في الحرم الابراهيمي في الخليل.
وما شهده يوم الأحد 18/7/2021 ، وهو اليوم الذي يحيي فيه اليهود ما يسمى بذكرى خراب الهيكل (التاسع من آب حسب التقويم العبري) حيث اقتحم أكثر من الفي مستوطن ساحات الحرم القدسي وادوا الصلوات فيه برعاية الشرطة الاسرائيلية بعد أن منعت الشرطة الاسرائيلية الفلسطينيين المقدسيين من دخول الأقصى، وهذه الخطوة ليست مجرد اقتحام او انتهاك جديد مثل عشرات الحالات السابقة، بل تمثل تطورا نوعيا جديدا من خلال تصريح رئيس الوزراء نفتالي بينيت الذي تحدث عن "حرية العبادة" لليهود والمسلمين، في السابق كانوا يتحدثون عن "حرية الزيارة للجميع" حرية العبادة تمهد للتهويد والتقاسم الزماني والمكاني، علما بأن هذه الحرية غير متاحة لملايين الفلسطينيين الذين يحرمون حتى من دخول القدس، مشروع السيادة الاسرائيلي لم يستكمل بالمعنى الواقعي والعملي فالصراع ما زال مفتوحا، والمقدسيون اثبتوا خلال عديد المعارك والمحطات انهم طليعة متقدمة للشعب الفلسطيني، وان المدينة عربية فلسطينية على الرغم من كل محاولات التهويد والاسرلة خلال 54 عاما.
في الماضي كانت نشاطات اقتحام المسجد الاقصى تقتصر على غلاة المتطرفين من جماعات الصهيونية الدينية، حيث ان غالبية الاسرائيليين العلمانيين لا يعني لهم المسجد الاقصى اي شيء سوى كونه مكانا سياحيا جميلا، اليهود المتزمتون دينيا وبالأخص من الجماعات الدينية غير الصهيونية مثل يهدوت هتوراة وناطوري كارتا وحتى اوساط واسعة من شاس ، يُحرّمون دخول المسجد الاقصى لليهود ويعتبرون ذلك بمثابة ارتكاب اثم كبير، ويعتقدون ان اعادة بناء الهيكل هي عملية ذات ابعاد روحانية ودينية يتولاها المخلص أو المسيح "المشيح" الموعود وليس ساسة اسرائيليين الحاليين، الآن الجماعات الصهيونية الدينية باتت في قلب الخريطة السياسية فرئيس الوزراء بينيت محسوب عليهم، ولهم نفوذ كبير في احزاب الليكود ويمينا والامل الجديد ويسرائيل بيتينو، الى جانب حركات اجتماعية، هذا المنحى تلقى دعما كبيرا من شارون حين اقتحم المسجد الاقصى عشية الانتفاضة الثانية في ايلول 2000، بل ان باراك العمالي تبنى في الواقع مطالب غلاة المتطرفين حين اصر على السيادة الاسرائئيلية تحت الارض وبذلك افشل مفاوضات كامب ديفيد التي شارك فيها الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وظل هذا الموقف الرسمي الداعم للمستوطنين وغلاة المتطرفين معتمدا من جميع الحكومات التي اعقبت ذلك وخاصة حكومات الليكود التي ترأسها نتنياهو.
أما بشأن علاقة ما يجري بتفاصيل السياسة اليومية افسرائيلية والخلافات الحزبية، فلا شك ان بينيت يسعى لإرضاء جمهوره الانتخابي وجمهور الصهيونية الدينية ولا سيما انه يواجه منافسة حادة من قبل حزب سموتريتش – بن غفير على نفس القاعدة الانتخابية (اليمين الاستيطاني الذي يمزج الفكر القومي الصهيوني بالدين اليهودي)، وكذلك ضغوطا مستمرة من نتنياهو والليكود، لذلك بينيت معني ان يثبت انه ليس اقل صلابة وتشددا تجاه الفلسطينيين وانه صهيوني اكثر من معارضيه وهذا ينعكس في السياسة والمواقف تجاه الفلسطينيين بشكل عام او تجاه قضايا الاستيطان وصولا لدعم وشرعنة مواقف غلاة المتطرفين المتزمتين واقتحاماتهم وانتهاكاتهم المستمرة.

المطلوب شعبيا على المستوى الفلسطيني، مواجهة شاملة واستنفار وطني فالقدس والمسجد الاقصى في أخطر مراحل التهديد والاستهداف، مطلوب تصعيد النضال لسياسي والجماهيري بكل اشكاله، ومطلوب استعادة الوحدة الوطنية في مواجهة مشروع تهويد القدس، ومطلوب اعادة ترتيب الاوضاع الداخلية بما يخدم عملية المواجهة هذه، كما أن السلطة مطالبة بالتصرف بما ينسجم مع خطورة هذا التحدي وبالتالي عليها الالتزام بوقف التنسيق الامني والعمل على تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني وفي مقدمتها مراجعة كل جوانب العلاقة مع الاحتلال ، وفي مقدمة الاستحقاقات المطلوبة تعزيز صمود المقدسيين وحل المشكلات المعيشية والمؤسسية التي يواجهونها وتوحيد المرجعيات الوطنية، اما بشأن اهمية قضية القدس للعرب والمسلمين والعالم فاعتقد ان مواجهات شهر ايار بما فيها مواجهات القدس والحرب على غزة واحداث الداخل المحتل عام 1948، اعادت للقضية الفلسطينية جزءا كبيرا من الاهتمام الدولي وساهمت في فضح جرائم اسرائيل وعنصريتها، وفي استقطاب مؤيدين كثر للحق الفلسطينين لكن الخلافات الفلسطينية الفلسطينية والانقسام والازمات التي تعرضنا لها مؤخرا مثل قضية تصفية المعارض نزار بنات والاحتجاجات وردود الفعل القاسية عليها كل ذلك ساهم في حرف البوصلة وتبديد كثير من التعاطف الدولي.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتح التي في خاطري
- معالجة شاملة لأزمتنا الشاملة
- الغضنفر أبو عطوان
- غسان كنفاني : المثقف العضوي بحق
- إسرائيل تدير الجريمة لتفكيك المجتمع العربي والسيطرة عليه
- إسرائيل تنظر للعربي كمشكلة أمنية
- جهاز المخابرات (الشاباك) يدير الجريمة في اوساط عرب الداخل
- مبادرة الأسرى وتحقيق العدالة لنزار بنات
- مظاهرات رام الله: عن الشعارات البذيئة والعدمية وإفراغ الحراك ...
- قانون القومية الصهيوني وحق عودة اللاجئين
- قانون القومية والجذور العنصرية في الفكر الصهيوني
- قانون القومية العنصري يُرسّم اسرائيل كدولة أبارتهايد
- من الذي يتآمر على حركة فتح؟؟
- المحاسبة والإصلاح لا الفوضى والانتقام
- عن تصفية المعارض نزار بنات
- كابوس نتنياهو
- عن إعادة الاعتبار لحركة فتح
- عائلتنا : النكبة والشتات والخسارات المتتالية
- نقاط على حروف الانتصار
- أزمة اليسار الفلسطيني ومقومات نهوضه


المزيد.....




- -المسلمون في أمريكا-.. كيف تتحدى هذه الصور المفاهيم الخاطئة ...
- سوناك يدعو إلى حماية الطلاب اليهود ويتهم -شرذمة- في الجامعات ...
- بسبب وصف المحرقة بـ-الأسطورة-.. احتجاج يهودي في هنغاريا
- شاهد.. رئيس وزراء العراق يستقبل وفد المجمع العالمي للتقريب ب ...
- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهاد ابو غوش - حرية عبادة اليهود في المسجد الأقصى أم حرية تنفيذ الأبارتهايد