أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (20)















المزيد.....



رواية: هدى والتينة (20)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 7013 - 2021 / 9 / 8 - 15:40
المحور: الادب والفن
    


(حكاية رجُل يشتهي الحبّ ولا ينالُه!)

صحا مع بدء تسلل شعاع الشمس المبّكر، من بين أغصان التينة، حاضنا شرفة "الحبيبة"، مداعبا منامَه.. أعدّ قدحا من الشاي الأخضر، المخلوط بالزعتر، خرج إلى الفناء، وقف تحت الشرفة السحرية، هدى أمامه، تسند ظهرها، إلى جذع التينة، يحمل كوب الشاي بيده، احتسى منه رشفة واحده، زلزال يضربه، ارتجف قلبه، اهتزّت يده، ارتجّ جسمه كله، كاد يسقط على الأرض، اندفعت هدى فسندته، ولكن كوب الشاي سقط على قدمه العارية، لسعته سخونة الشاي، انحنت هدى، أزالت الزجاج المهشم فوق قدمه، ضغطت راحتها الناعمة، برفق، على جرح أصابه، لم يثبت على مواصلة الوقوف، هوى؛ فتلَقَّته هدى بين ذراعيها الحانيتين بوجه محبٍ بشوش مليح القسمات مضيئ مبتهج فضمّ جسمَها الشهيّ له البضّ الغضّ الْلِدن الرهيف الساخن رشيق القدّ وثير الصدر نحيف الخصر عريض الحوض طريِّ الفخذين طيّب العطر الخلْقيّ الربّيّ، فاستلقت فاسترخى فوقها، فاستردّ عافيتَه، ثم نفد صبره فخلع عمامة الوقار بعدما ثار شوقه واستعر رجاؤه، فلثم شفتيها الورديتين الحمراوين المكتنزتين عسليّتي المذاق لذيذتيّ الملمس والعلك، فعرَّت صدرها، فعرّاها كلّها، فلثم حلمتيها الرقيقتين وثدْييها البكْرين الناهدين، وداعبت أنامله اسفلا رطْبا أحمرا، سال منها أولّ مرّة، فجْرَ هذا الصباح؛ ففجَّر فيها دما آخرَ فَرَشّتهما السماء بالفلّ والياسمين ونهضا متعانقين مبتهجين، وهدلتْ حمامتان وزقزق عصفوران وحطّ نسران وغرابان وماءت قطّتان وهزّ الجذْع كلبان وحماران وثوْران وتسافدت كلها ذكر فوق أنثاه وفوقهم ظُلل من ورد وياسمين وعنبر، وعزفت موسيقى عُرسٍ مقدّس، وزغردتْ نسوة كنّ يرقبنَ المشهد من فوق سطوح منازلهن القريبة والنائية، وغنّيْن هنيئا لنا عُرْسنا.. هنيئا سلامَنا،.. هنيئا رَبَّنا.. ورقصْن.. واجتمع الرجال وعرّوهن وتعرّوا وتوحّدوا معهن ودون مهْر ولا شهود ولا اختيار.. وتفتّحت السماوات وتنزّلتْ بركاتٌ وغنّيْن وغنّوا للعروسين معا، والمُثمرة والقاحلة والليّنة واليابسة والورد والشوك والماء والهواء والندى والجمال والقُبْح والعلْم والجهل والفسْق والتقوى والعدْل والجَور والجوع والظمأ والأمل والعزْم والعمل والصبر والضجر والجَدّ والكسل والسلامة والندامة والنعيم والسقيم والضحْل والجواد والبخيل والعميق والظاهر الباطن والبرّ والفاجر والكريم والغنيّ المتبوع والسارق والمسروق والطاغي والواطي واللئيم والكبير القوي الرحيم والحقير الفقير الأعجف الممجوج وكل إنس وذي ريش ووحش وجان وأهل الماء وأهل الغيب والمُخيّلة وأهل الغابات والجحور والبكتيريا والفطريات والفيروسات والديناصورات وكل حيّ يسعى أو انقرض والفراغ والملاء والشمسُ والريح والرياح والريْحان والشقيّ والسعيد وكل سليم وقادر وسمْح ومنتقم ويائس وبائس ومأجوج ويأجوج والأشرار والأخيار من كل لوْن ومذهب والنفيس والرخيص من الأنفس والمعدن والفردوس وسقر وما أبهجَ وما غمَّ وما نفع وما ضرّ وما صلُح وما فسدَ والسحاب والبرق والرعد والمطر والقمرُ والنجومُ والثقوب المجهولة وكلّ جامد للعيان العامّ والآفاق الداني منها والنائية والبحارُ والسهولُ والجبالُ والشجرُ والأنهار وما خفِيَ والآتي وما مضى؛ كلُّهم نهضوا انطلقوا، سعُوا التقوا معا، بِيضٌ طاهرين أنقياء مثل قلب هُدى، سواسية كأسنان مشْطِ هُدى، وعزفوا معا، لحنَ الحرّية العليا: "هنيئا فضْحَنا هنيئا لنا رِيُّنا.. هنيئا عُرسنا ".. وعلى صفحة الهواء، رسم أطفال حضانة قريبة منه، لوحة مسموعة من ضجيج عفوي بريء ممتع وجميل.. ونمت في غير موعدها، أوراق جديدة حمراء وخضراء على ما حولهما من شجر، وطاب الثمر.. وأشرقت الأكوان بالأنوار فيها، ومنها، وصدَحت معا: "هنيئا لنا إمامُنا.. هنيئا إمامَنا.. هنيئا لنا مجدُنا.. هنيئا لنا مجدَنا.. هنيئا لنا حبُّنا.. هنيئا حُبَّنا.. هنيئا لنا هنيئا فخرَنا.. هنيئا نصرَنا.. هنيئا خُلْدَنا هنيئا لنا كلّنا.. هنيئا هنيئا لنا عُرسنا".. ثمّ توّسعت الأرض وامتدت في السماوات، ونُزِّل كل ما كان وسيكون، في دار العليّين، يزرعون ويجنون، أشدّاء مستمتعين مبتهجين بحريتهم، كراما متعادلين ناعمين بالنور المبين والحبّ والوئام والعلم والرخاء والرفاه والسلامة والصلاة والسلام.. طيّبون، وبالمجد خالدون، على صراط هُدى قويم!
- "مباركٌ عٌرْسكما المقدّس!"..
ردّت هُدى الأبيض:
- "مباركٌ مقدّسٌ بك أيتها الحرِّيَّة!"..
****
ذرا الريح الخريفي أوراق التينة الجافة، ما بقي منها عالقا وما سقط..
- "وقريبا، يذروك الريح يا رجاء!"..
- "لا تأسَ على ما يذهب فلو كان لك ويليق بك ما ذهب عنك!"..
- "انظري يا حورية: الريح عاصفة وها نخلتان شاهقتان تتراقصان تتقاربان تلتحمان تنفصلان تعودان للعناق من جديد!"..
قال في مكالمته الأخيرة مع رجاء:
- "أنا في الحبِّ موجٌ عارم مجنون؛ لكني أجد نفسي هذه المرة، وحتى الآن، على غير ذلك.. يجب أن أراكِ!!".
- "هل استطعتُ أن أجعل منك عاقلا!! آمل أن تتحلى بالصبر، أؤكد لك أنني سأقوم بزيارتك!!".
في الصباح، حلق ذقنه، خشية من أن تفاجئه رجاء بالزيارة الموعودة، فيبدو وهو بلحيته النابتة الفوضوية، في مظهر قد تضيفه على قائمة الأسباب التي تتذرّع بها، لرفض الزواج منه.. تابعتْ رجاء فقالت:
- "رأيتُك في الحلم: أسودا وقصيرا".
قال في سرّه: "أحلامك تصدمني، فهي تشوِّه حقيقتي؛ فأنا أبيض عملاق!!؛ أضافتْ رجاء بعد صمتْ: "لا تزال الكوابيس تطاردني، كم جلسة أحتاج لعلاجي؟!".
- "سأتركها تمتد إلى ما لانهاية!!"..
- "ما أعذبكَ وأشهاكَ أيها المارق المجنون!"..
انتقل من الفناء الخارجي إلى غرفة مكتبه.. ينتظر هاتفها الصباحي الذي تبادر إليه فور وصولها إلى مكتب عملها؛ تأخرتْ طويلا عن الموعد المرتقب، اليوم السبت، يتشاءم منه بلا سبب!.. تناول إفطاره.. طالع جديد عالم الإنترنت.. خرج إلى السوق الشعبي الذي يقام في هذا اليوم من كل أسبوع، في رفح التي يسكنها هو ورجاء.. همستْ أمس بلحن فيه دعابة وغَنْج وأنوثة: "أقترح أن يذهب كلانا للسوق العام غدا، ودعنا نتعرف على بعضنا، بحدسينا.. تُرى، هل ستعرفني قبل أن أعرفك، أم أعرفك أنا قبل أن تعرفني؟!".. كانت في مكالمة سابقة قد سألته: "ألن تعرفني لو حدث وتقابلنا بالصدفة، وبعد كل هذه الاتصالات بيننا؛ أنا سأعرفك؟!".. في المكالمة الأخيرة، قال بغيظ مكتوم: "لا أستطيع احتمال أن لا نلتقي، إن ما بيننا من مسافة تقطعها السيارة في أقل من خمس دقائق؟!".. في نفسه حنينُ طفلٍ لأمِّه، وفي الأفق صوت غناء وصوت بكاء وعناء.. فتح الباب ليستطلع أحوال الطقس: ريح متربة، اشتدت حتى أحنت جذع النخلة الطويلة.. لكن الرأس منها ما يزال شامخا بتعالٍ، قوي الروح يبارز الشدائد.. "أحب شجرة النخيل!"؛ قالت رجاء.. "وأنا أحبها لشموخها"؛ قال..
وهو في طريقه إلى السوق الشعبي العام، عرج على مكتب لخدمات الهاتف، وطلب تزويد خطه الهاتفي بخدمة تسمح له بتحويل المكالمات التي يستقبلها هاتفه الثابت إلى هاتفه الجوال، لكي يعرف باتصال رجاء به وهو خارج منزله؛ فلا تضيع منه فرصة للتحدث معها!! السوق مزدحم بوجوه نسائية كثيرة، بحث بينها عن مرأة يعرف صوتها ولا يعرف صورتها.. مالت امرأة ممشوقة القوام نحوه، كانت تسير في اتجاه معاكس له، صدمتْ بكتفها اليمنى كتفه الأيسر.. تمنى لو أن هذه هي رجاء التي حضنها في خياله هذا الصباح.. وعندما كانت عيناه تقعان على شفاه أنثوية مثيرة له، كانت النار تتوهج في قلبه.. مصمص في هذا الصباح شفاه رجاء في الخيال؛ وشفاهَ هُدى في رؤيا البِشارة!.. لثْم الشفاه الأنثوية وَلَع يستغرقه ساعات وساعات دون أن يملّ أو يرتوي!! رأى فتاة سوداء توازيه في الطول وتسير في اتجاه معاكس لاتجاه سيره.. انقلب وتابعها لبعض الوقت.. قال لرجاء في مهاتفة الأمس: "سأسعى إلى الزواج من امرأة سوداء، سأسافر معها، إلى بلاد أجدادها الأقدمين، المخطوفين المباعين حينها، في سوق النخاسة الأثيم؛ هناك، سأكتب رواية (الهجرة إلى الجنوب).. الروائي السوداني الطيب صالح، الأسود البشرة، كتب رواية (الهجرة إلى الشمال).. إلى بلاد البيض المستعمِرين؛ أنا الأبيض سأكتب رواية السود المستَعمرين.. الأفارقة سود البشرة بيض القلوب؛ من هناك نَسَلنا نحن بني الإنسان.. هناك أمّنا وأبونا، سأحجّ إليهما!!"..
هتفت هُدى وحورية:
- "المجدُ للإنسان!"..
****
حكى لرجاء أنه اعتزم منذ عدة سنوات، الخروج وحْده، من غزة إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في مسيرة على الأقدام، ليعلن وحدة المظلومين في فلسطين والسودان، كان ذلك بعد تعرض الأخير لعدوان أمريكي دمَّر مستشفى في الخرطوم.. كان في تلك الأثناء، يعرف فتاة سوداء، تمنّتْ أن تتزوج منه.. قال لفتاته السوداء: "سأعقد قراني عليك، وأصحبك معي في مسيرة الاحتجاج التي أنوي تنفيذها".. اشتعلت عينا الفتاة ببريق البهجة والفَخار والانتصار.. تحدّث إلى ممثل مصر في غزة، في شأن السماح له بعبور الأراضي المصرية في اتجاه السودان.. قال له السياسي المصري: "سأبذل جهدي للحصول على الموافقة المطلوبة لك لعبور الأراضي المصرية.. لكنني لست متفائلا؛ فالجهات الأمنية المصرية، حسب تقديري، لن تسمح بذلك!!".. سأله مدير تحرير الصحيفة ذات الاتجاه الإسلامي التي قصدها ليعلن فيها عن مشروعه للسير حتى السودان: "هل تسمح لك صحتك بفعل ذلك؟!". أجاب "الإمام الأبيض": "هاجر الرسول محمد من مكة إلى المدينة وعمره يقارب عمري!!".. رمقه الرجل بنظرات تُنبئ عن امتعاضه من المقارنة، وقال: "ذاك رسول الله!!".. ردّ: "لا تزال عندي بقيّة من صحة تكفيني!!"؛ أضاف في سرّه: "أنا حُبّ الله.. أنا نوره وحريته وبهجته وعدله وسلامه!".. كان يهدف من اصطحاب زوجة سوداء البشرة معه في رحلته، أن يؤكد عمليا على عمق توحّده مع المقهورين.. كانت أمّه التي ربّته، تحمل في قلب رأْسِها، عطفا على الحزانى والمساكين والمقهورين؛ يردد كثيرا: "أمّي هي أول من علّمني حكمتي!!".. انتهى مشروع المسيرة والزواج من سوداء البشرة بالفشل.. حياته سلسلة متصلة من الفشل؛ لكنه لا يفقد الأمل.. اشترى من السوق شتلات ريحان ونعناع وشجيرات منتور وأخرى قال البائع عنها إنها تلد أزهارا زرقاء بلون السماء.. اللون السماوي هو لونه المفضل.. وأزهار المنتور حية في ذاكرته: كان أبوه يهوى زراعة شجيراتها في حديقة صغيرة في بيتهم الذي سكنته أسرته بعد فرارها من الموت في يافا؛ كان يقطن، مع أسرته، في حيّ المنشية، الملاصق لمستوطنة المهاجرين الغزاة الإسرائيليين المركزية، المسمّاة (تل أبيب)؛ كان حيُّ المنشية، حيَّ الموت الزؤام!.. وفي أول عهده مع "الجارة"، أهداها لوحة رسومُها أزهار منتور بيضاء.. وعندما جلس مع أبيها في حجرة ضيافة أسرتها، جالت عيناه تبحثان عن لوحة المنتور، لعله يشاهدها، تأخذ مكانها على جدار من جدران الغرفة التي يجلس فيها مع أبيها ليكتبا عقد إيجار الشقة التي يشغلها الآن.. "الجارة" كانت قد أخبرته من قبل أن أفراد أسرتها استحسنوا اللوحة بقوة، وأصروا على تعليقها في صالة المنزل، ورفضوا تعليقها في حجرتها كما كانت تنوي!! عاد من السوق إلى بيته، وشرع على الفور في زراعة الشتلات في الحوض الممتد ما بين البابين الداخلي والخارجي للشقة التي يقيم فيها.. كان الرجل العجوز الذي سكن قبله في الشقة، قد ترك خلفه شجيرة فلفل حار.. قال لنفسه: "أريد، عندما تأتي رجاء لزيارتي، أن يكون ورد المنتور والنعناع والريحان والأزهار الزرقاء في استقبالها؛ أتمنى لو تحدث معجزة، فتنمو شتلاتي وتكتمل وتلد أزهارها، قبل الزيارة الموعودة التي أتمنى حصولها اليوم قبل الغد؟!!".. تساءل: "هل تحدث معجزة، وأفوز برجاء؟!!".. تذكر وهو يزرع الشتلات أن صديقة رجاء تحمل شهادة جامعية حملها هو أيضا.. لم يكن قد برح البيتَ منذ ثمانية أيام؛ .. لم تتصل به رجاء صباح اليوم.. يسال نفسه: "هل شغَلها الآخر؟!".. وكان قد سألها: "هل سأفقدك بعد أن تتزوجين منه؟! هل ستهجرين ذكري دون رأفة؟!".. وتساءل: "هل قصتي معها، ستغدو حكاية تعبث برأسي زمنا، ثم تبيد؟!".. شاهد وهو في طريقة إلى السوق، ملصقات تحمل اسم منظمة جهادية إسلامية، كُتِب عليها: "الدم قانون المرحلة".. قال في نفسه معلِّقا: "العبثُ قانون المراحل كلها!!".. وفي أحلامه: "الحبّ شريعة الحياة!!".. قال بصمت أسيان: "لكن رجاء تقمع عاطفة الحب وتقمع الأحلام الجميلة".. نادى: "هُدى.. أينَك يا هُدى.. أينَك!!"..
قال في مكالمة جديدة مع رجاء، بادر هو إليها، وسكت فيها أطول مما تحدث: "أنا التائه في الضلالة اللاهث وراء سراب بعد سراب!!".. قالت: "غدا سألتقي به، ونحسم أمر زواجنا".. شعرتْ أن كلماتها جرحتْه! حاولت تخفيف وقعها عليه، قالت: "أخبرتُك منذ البدء، أنني في طريقي للارتباط به".. سألَته عن "الجارة".. منذ أيام عديدة، لم يستدع صورة "الجارة" من محفوظات الكمبيوتر إلى شاشة العرض، كما اعتاد أن يفعل من قبل، كلما جلس أمام الكمبيوتر.. فاستدعى صورتها، "الحبيبة", فاحتلت شاشة الكمبيوتر أمامه، وهو يتحدث مع رجاء: يتوجع من الإحساس بأن نهاية قصته مع رجاء اقتربت..
- "نلوذ بالماضي، عندما نخسر الحاضر!"..
ردَّت حورية:
- "الماضي يملكنا ولا نملكه!"..
- "عمري تجربة مديدة خاسرة!!"..
بادرت رجاء للاتصال به في الليلة ذاتها: "هل توقّعْتَ اتصالي؟!".. كان لحن كلامها ودودا.. في المكالمة التي سبقت هذه المكالمة، كان صوتها يخلو من الطراوة.. ردّ: "بصراحة، لا؛ لم أتوقع اتصالك بي!!".. أخبرها أن صديقا له، يعمل في الجهة التي تعمل فيها صديقتها، اتصل به، بعد انقطاع طويل.. قالت:
- "هل سألته عنها؟!".
- "عهدُك بي أني أقول الصدق؛ سألته، لكنه لا يعرفها.. أتمنى لك حياة جميلة مع رجل آخر!!".
- "من قلْبِك؟!".
- "أجل؛ من القلب الذي تسكنين فيه.. وقد صلّيت من أجل سعادتك، بعد انتهاء مكالمتنا الأولى لهذه الليلة!!".
ردّت والتنهد يتلبّس كلامها: "آمل من الله أن يوفقني معه.. هل توّد التعرف إليه؟!".. أجاب: "كلا؛ لا تعنيني معرفته، المهم عندي أن تحالفك السعادة في حياتك معه.. هل تسمحين لي بأن أناديك الحبيبة؟!"..
رفضتْ.. وتنهدتْ. وأنهت المكالمة!! وكانت قد أخبرته أنها تحدثت مع صديقتها عنه، وعن الآخر: "لكنني تحدثت عنه، قبل أن أتحدث عنك!!". العقل لديها يحكم العاطفة ويسبقها: لقد وقع اختيار عقلها على آخر.. وأغلقتْ أبواب العاطفة التي كانت تفتح على "الإمام الأبيض"!!
****
اصطبغت لهجته في المكالمة الأخيرة مع رجاء، بالراحة التي غابت عن المكالمة السابقة لها.. حكى لها أن الصديق الذي اتصل به قبل لحظات، زاره ومعه زوجته بعد عودته إلى غزة: "كنتُ حينها أقيم في ضيافة أقارب لي، ومن عادتهم أن يعزلوا الرجال عن النساء خلال الزيارات".. طلبتْ زوجة قريبه من زوجة صديقه أن تنتقل معها إلى مكان غير المكان الذي جلس الضيوف فيه أول مقدمهم.. رفضت الضيفة.. الحّت المضيفة عليها بطلب الانعزال عن الرجال.. رفضت الضيفة من جديد.. عاودت المضيفة طلبها.. انفجرت الضيفة: "هل أنا مجنونة حتى أترك زوجي مع هذا الرجل؟!".. "هذا الرجل كان أنا!!".. انفجر هو ورجاء ضاحكين معا.. تعود معرفته بالصديق وزوجته إلى أيامه في الغربة؛ قال لصديقه: "سأحاول الرجوع إلى الغربة، لا متسع لي هنا!!".. قال لرجاء: "أنت تهربين!!".. قالت: "هذا أفضل!!".. قرأ لها أسطرا من روايته التي يكتبها:
- "جميل ما تكتبه!!".
- "أنت أجمل.. وفي الواقع، فإنك أنت الكاتبة الحقيقية لها، أيتها الحبيبة!!".
تنهدت.. وتحولت بالحديث في اتجاه مغاير!! وفي ساعة متأخرة من الليل، خرج إلى فناء منزله، ونظر إلى فوق: الشرفة والتينة والقمر.. والبلد الذي يهواه.. وقلبه النازف.. سابحات وسابحون في الصمت حزانى.. والنخلتان شامختان صامدتان في وجه ريح عاتية.. وعَيْنا هٌدى المنيرتان، تواسيه، وتُبْهجه، وتُشعلان الأمل: "الحبّ لا ينهزم.. والشمس تشرق كل يوم شمسا جديدة!!"..
استيقظ صباح اليوم التالي، على أخبار يبثها راديو لندن، تعلن عن مقتل أحد عشر فلسطينيا، عند الفجر، في أعمق توغل لقوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة، منذ بدء الانتفاضة الراهنة في 28 أيلول (سبتمبر) من عام 2000.. ومن موقع الموت، جدد شيخ حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحمد ياسين، التوعد برد قاس على المعتدين، وكرر القول: "فلسطين أرض رباط حتى يوم القيامة".. قال في سرِّه: "ستبقى بلاد نبيّ السلام، بلادي، قَيْد الموت الأبدي!!".. وفي خضمّ الموت، يقول المحبّطون: "لا مكان لدعوة "بهجة الحب" التي يتبناها!".. وقد سجّل التاريخ، أن الأنبياء يهاجرون من أوطانهم!! لم يزعم "الإمام الأبيض" أنه نبيّ؛ لكنه يصف نفسه بأنه: "باب في كتاب النبوة المفتوح!!".. وهذا اليوم، لم يفتح بابه الخارجي، كما تعوّد أن يفعل، منذ إقامته في بيته الحالي: "لماذا أفتحه، والمرضى لا يأتون.. ولن تأتي "الجارة".. ولن تأتي رجاء أيضا!!".. جلس ووراء ظهره، الحوض الذي غرس فيه أمس شتلات النعناع والريحان والمنتور وذات الأزهار الزرقاء.. أشعة الشمس الصباحية تلفّه، بعد أن تتسلل إليه، من بين أوراق التينة التي تنتشر أغصانها قبالة شرفة "الحبيبة".. تقول فلسفته: "الآخرون يمنحوننا فرصة لبهجتنا؛ لكن، بشروطهم!!".. وصفَ الحرية بأنها "مادة الله".. وقال لرجاء: "إيماني بالله عميق.. عميق!!".. حفرت طفلته على سطح مكتبه الرثِّ الأزرق الصغير: "تسقط حرية بابا.. تحيا حرية ماما!!".. قال: "لا أحد يؤمن بي.. أريد زوجة مؤمنة بي!!".. لا ينتظر اتصالا هاتفيا من رجاء هذا الصباح: "رجاء لا تؤمن بي أيضا!! ورجل يؤمن بأن الله حقيقة مادتها الحرية، لن يجد امرأة تملأ فراغ الأنثى الواسع العميق الصاخب القلق المترامي في كيانه وعقله ووجدانه".. الزواج في حياته، قيد لا يطيقه! فيما مضى،.. دعا في نظريته، إلى "البهجة الذاتية".. فيها: "نتحرر من ارتهاننا للآخر".. البهجة الذاتية مطلب عسير المنال. لكنها خياره الوحيد. قالت له رجاء: "سأعمل بوصاياك بعد أن تعمل أنت بها!!".. شرع اليوم، في تجديد التزامه بوصاياه: "ابتسِم.. واملأ بالهواء النقي صدرك.. وفي خشوع المتقين، لله تضرَّع: اللهم يا رب العالمين.. اجعل قلبي وعقلي بيتا لنورك.. وشمسا وأقمارا ووردا.. واجعلني خيرا لي.. وخيرا للخلق أجمعين.. آمين.. آمين!!".. على الناحية الأخرى من سور البيت، يضجّ تراكتور بصراخ ماكينته وهي تشفط بئر الملفوظات البشرية.. فتح بابه الخارجي، وصافح سائق التراكتور، في هواء مشبع بالروائح الكريهة.. تقول وصاياه: "الكراهية بغيضة ونتنة.. أما الحب للحياة الجميلة، وللناس والخلق أجمعين، فهو ماؤنا ونورنا وطيْبنا".. وتضيف: "واصفح/ي.. وسبع مرات عميقات استنشق/ي هواء بكرا وقولي/قل: يا رب العالمين أنِر بالخير قلبي وعقلي وسعيي وما حولي واجعل يومي الجديد بهجة حب لي وللخلق أجمعين.. وانطلق/ي..".. دخل البيت على عجل، وتناول من المطبخ أجمل تفاحة لديه، واندفع عائدا إلى الرجل الذي كان قد أنهي شفط قاذورات الجسد، فقدّم التفاحة له.. ابتهج الرجل، وبنشوة عميقة قال إنه تزوج أربعة من النساء.. وأنه يرغب في الزواج من خامسة.. وتحدث المُخلِّص مما قذُر، وهو يحتسي شايا جاء له به صاحب العمارة التي شفط بئرها الأسود، عن مرارة الغربة خارج الوطن، وقال: "دمرتني!!"..
وبينما كان الضجيج الصاخب لا يزال ينشر الرائحة الكريهة في المكان، اندفعت فيروز ببراءة الطفولة نحوه؛ حملها بشوق بين ذراعيه، وطبع قبلتين شغوفتين على خديها؛ قال لرجاء: "أنا طفل!".. والأسى يملأ جوانحه من أخبار الموت.. أدّى رياضة خفيفة عندما نهض من نومه.. وقال لنفسه: "لن أسمح لخيالي، باستحضار ذكْر رجاء بعد هذا الصباح!!".. بعد أيام قليلة، سترقد رجاء عروسا في حضن آخر.. قال له صاحب البيت، والد "الجارة": "ستطرح شجرتيِّ الرمان المزروعتين جوار التينة ثمارا هذا العام".. يحبّ الرمان الناهد فوق صدور النساء.. كتب: "دوّخاني.. نهداك يا جارة!!"..
****
جاء الرجل الذي كان اقترح عليه الزواج من رجاء، ووالد "الجارة" لزيارته، ومكثا وقتا طويلا، انتهى عند ارتفاع آذان الظهر.. تحدث الزائران في الجلسة عن مشكلات الرجال مع النساء.. وفي معرض حديثهم المتشعب، انتقدوا الرجل العجوز الذي رحل من هنا، فسكن محلّه، اتفقا على أن الرجل العجوز "لم يحترم سنّه، فتزوج امرأة أصغر من بناته.. جميع الناس في الحيّ يعيبون عليه ذلك!!".. قال "الإمام الأبيض" محتجا: "ما شأن الناس باثنين اختارا شيئا لهما الحرية في اختياره؟! هذا حق لهما، ولا حق لأحد سواهما أن يتناوله بسوء!!".. حدّق فيه زائراه بصمت، ثم خرج الرجل الذي اقترح عليه الزواج من رجاء من موضوع العجوز إلى موضوع رجاء، التي أشار إليها بقوله: "الزلمة (الرجل) الذي بيننا!!".. تحدث الرجل عن تواضع رجاء وعن شخصها كله، حديث المادح.. وعندما غادر والد "الجارة" الجلسة، تحدث الرجل عن امرأة تمتلك بيتا: "هنا في هذه المنطقة، لكنها لا تمتلك مواصفات رجاء، أنا أعرف ذوقَك، رجاء هديتي لك!!".. اتفقا على أن رجاء فرصة ثمينة.. قال في سرّه: "لكن شمس هذا النهار لن تغرب، قبل أن تكون رجاء، قد اتفقت مع آخر على أن يشرعا في إطلاق مركبتهما المشتركة لتبدأ إجراءات الزواج بينهما!!"..
خطر له أن يبتعد عن المكان، وأن يذهب إلى بلدة بعيدة، ليقدم تهنئته لابن خال له، وأمِّه، على سلامة عودتهما من الأراضي الحجازية بعد تأديتهما فريضة الحج بها؛ سيساعده هذا الهروب على تخفيف وقع الصدمة التي بات وقوعها مؤكدا.. وعند غروب هذا اليوم، سيغرب حلمه الأخير.. قال لها أمس: "إذا تزوجتُ من صديقتك، سأحظى بالبقاء قريبا منك".. أبدتْ في ثنايا حديثهما الأخير، تحفظها على كلامه عن وقوعه في حبها: "ليس معقولا أن تحبني قبل أن تراني!!".. هل تختبر عاطفته نحوها؟!.. قال:
- "نصف الناس يتزوجون هذه الأيام عن طريق التعارف بالهاتف أو المراسلات!!".
- "دعني أُسمّي عاطفتك نحوي إعجابا.. الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج، ويحتاج وقتا طويلا!!".
تأبى هذه المرأة أن تكشف عن مكنون صدرها.. يتمنى لو أنها تعترف أنها تحبه، كما اعترف هو بأنه يحبها.. تريد أن تقنعه أن ما بينهما ليس حبا.. قال لنفسه: "اعتقد أن وراء هذا الموقف أخلاقا نبيلة"؛ فهي ترفض الاعتراف بحبها له، لأنها وافقت على الاقتران مع آخر.. سألها: "هل قبولك بالآخَر نهائي؟!".. لا تريد أن يكون وقع الصدمة شديدا عليه، قالت: "تقريبا!!"..
لم يحظ كلام الرجل الذي حمل له اقتراحا جديدا بالزواج من المرأة التي تمتلك بيتا، باهتمامه الجدِّي؛ فإذا فكّر في الزواج من امرأة أخرى، فإنه يميل إلى صديقة رجاء.. فيما مضى، رفض قبول اقتراحين بالزواج من فتاتين كانتا صديقتين لرجاء.. رفض إحداهن لتدنّي مستواها العلمي.. ورفض الأخرى، لأِسمها، المشابه لأِسم امرأة عرفها، كانت تهواه زوجا، وكان لا يهواها.. يتمنّى أن يسوقه القدر، نحو صديقة ثالثة لرجاء؟! أعربت رجاء عن ندمها أنها عرضتهما عليه، وقالت عن صديقتها التي تحمل اسما لم يهْوَ سميّة لها من قبل: "لا تعتقد أن تقدمها في العمر، يضعها في موقف ضعف، ويدفعها للقبول بك.. إنها تعتز بنفسها اعتزازا شديدا.. عدم تدينك، وصعوبة ظروفك المالية، ستدفعها لرفض الزواج منك!!".. تعتز بنفسها؟!.. هذه صفة تستهويه.. وهي أطول من رجاء.. والطول في النساء يستهويه أيضا!! وهي صديقة رجاء المقرّبة منها، والوحيدة، التي تسرُّ إليها ما تخفيه عن سواها، من خصوصياتها.. والمرءُ على دين خليله.. خالجه شعور بأنه لو كسب جولة صديقة رجاء المقربة، فلن تكون خسارته بفقدان رجاء كبيرة.. وعندما كان يحرقه الشوق لرؤية "الحبيبة الجارة"، راودته فكرة الزواج من شقيقتها.. "الحبيبة" اقترحت عليه ذلك أيضا، في إحدى زياراتها له: "لو تزوجت شقيقتي، سيكون أمامنا فرصة للتزاور العائلي".. لم يستحسن الفكرة، فالزواج من شقيقتها، لن يكون نقيّا.. سيكون من أجل أن يلتقي بـ "الحبيبة".. لم تنحطّ أخلاقه إلى مستوى الخديعة.. راودته ذات مرة، فكرة الزواج من مرأة كفيفة، همس الشيطان في أذنه: "ستحظى بفرصة لمغازلة الأخريات دون أن تنتبه الكفيفة إلى ذلك!".. سأل صديقا له، ذا خبرة بالنساء، عن رأيه في الزواج من امرأة كفيفة؟ رد الصديق المسكون بهاجس الجنس، الخبير بأسراره: "الكفيفات ممتازات من ناحية الممارسة الجنسية!!".. والجانب الجنسي مهم في أي مشروع لزواجه، وهو يتعذب من غياب امرأة تبحر في أنوثتها نارُه المتَّقدة!.. إن حقله قاحل من النساء!!. لكنه رفض الفكرة الشيطانية: "لن أستغلّ عاهة إنسان لخديعته!".. وعندما نبتت رجاء في صحرائه، حسب أن الأقدار ساقته للإقامة في هذا البيت الذي أحب إحدى بناته.. ليعوضه عن فقدان "الحبيبة" التي ظنّ أنها أول الحبّ وآخره وكله.. توهم أن رجاء هي مخلِّصته من شقائه الذي ظل يلازمه منذ عهود بدأت عند أول الخلق.. وعند غروب شمس هذا اليوم، ستكون رجاء وهْما تبخّر في ومضة عين.. سيندسّ من جديد في مغارة نفسه، وسيغيب تحت طبقات الخيبة الكثيفة.. وسيقرر أن يطوي كتاب النسوان طيّا أخيرا..
قالت حورية: "أعرفه جيدا؛ لن يَطويَ كتاب النسوان، قبل أن يُطْوى!"..
قال: "الحبُّ لا يُطوى!"..
****



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية: هدى والتينة (19)
- رواية: هدى والتينة (18)
- رواية: هدى والتينة (17)
- هدى والتينة (16)
- رواية: هدى والتينة (15)
- رواية: هدى والتينة (14)
- رواية: هدى والتينة (13)
- رواية: هدى والتينة (12)
- رواية: هدى والتينة (11)
- رواية: هدى والتينة (10)
- رواية: هدى والتينة (9)
- رواية: هدى والتينة (8)
- غَزَلِيّاتٌ نُوراحَسَنِيَّة
- من رواية: هدى والتينة
- رواية: هدى والتينة (7)
- رواية: هدى والتينة (6)
- رواية: هدى والتينة (5)
- رواية: هدى والتينة (4)
- رواية: هدى والتينة (3)
- رواية: هدى والتينة (2)


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (20)