أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - هدى والتينة (16)















المزيد.....

هدى والتينة (16)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 7006 - 2021 / 9 / 1 - 15:51
المحور: الادب والفن
    


(حكايةُ رَجل يشتهي الحُبّ ولا ينالُه)

اليوم الجمعة. أغلق أبوابه كما تعوّد أن يفعل في مثل هذا اليوم، واستغرق في وحدته.. رجاء تشغل باله. ارتفع صوت مؤذن صلاة الجمعة؛ شعر بالبرد، فقام ليرتدي مزيدا من الملابس، بدأت الخطبة، خطر له أن يذهب للصلاة في المسجد القريب منه.. شجعه على ذلك، أن موضوع الخطبة، هو الفضيلة والأخلاق الحسنة، الموضوع أثير لديه وجذّاب له.. حثته رجاء في مكالماتها الهاتفية معه أن يخرج من العزلة التي تحاصره.. الصلاة في تقديره، شعيرة اجتماعية ووصفة علاجية نفسية روحية، ورياضة بدنية تفيد مفاصل ركبتيه وقدميه، التي تعاني من آلام تتفاقم، بخموله وقلة حركته البدنية.. في الليلة الفائتة اقترحت رجاء عليه أن يعالج المرضى بالقرآن الكريم:
- "سيأتي إليك زبائن كثيرون لو عالجت بالقرآن الكريم".
- "أستعين بالعلاج القرآني في بعض الحالات، أستخدم منهجا نفسيا روحيا، يختلف عما يعهده الناس، وهذا لا يجذب زبائن لي، اعتادوا على علاج مشايخ الدين التقليديين!".
اندسّ بين المصلين، بعضهم نائم، وبعضهم يشخِّر، وبعضهم يحدِّق في الفراغ، وبعضهم يتململ ذات اليمين وذات الشمال، ، وقليلون معتدلون في مجالسهم، وبعضهم ضَجر، وبعضهم يسعل وبعضهم يتثاءب، وقليل منهم يتابعون صراخ الخطيب، كعادة خطباء المساجد، وثمّة أطفال يقفون ويجلسون ويخرجون ويعودون ويعبثون ويتشاجرون ويبكون ويقهقهون؛ استشاط الخطيب غضبا وغيظا، ولَكَم بقبضتيه الهواء، وركله بقدميه، وصرخ، وهو مشدود متوتر مُحتدّ ويرتجّ: "أُقسِم بالله العظيم، أنكم لا تعرفون من دينكم شيئا، فهل منكم من يعرف نقائض الوضوء؟!"؛ حينها، دوّى صوت ضراط آت من جهة المنبر؛ انفجر جميع المصلّين بضحك ماجن، وقال خادم المسجد، المؤذن، بصوت عال جادّ: "هذا بيان عمليّ!، وهمس مُصلٍّ لجاره: "الشيخ مدرّس مرحلة ابتدائية!"؛ الخطيب ظلّ متجهما عابسا، لم يبالِ بما يجري، وتحوّل من الحديث في الفضائل وحُسْن الأخلاق، إلى رواية تحكي أن أعرابيا، قال معلقا على قسم، اقسم الله به في القرآن: "ما الذي أغضب الله فجعله يُقْسم..؟!"..
صمت "الأبيض"، وطأطأ رأسه وأدار ظهره واسنده إلى عامود جعله وراءه وأغلق عينيه وأذنيه بأصابعه، وأغفى حتى فاق حين أنهى المُعمّم على المنبر خطبته الأولى وجلس.. دعا في سرّه: "اللهم أنِرْ قلبي ببهجة الحب والنور والحرية والسلام وأعْلِني بك!!".. ثم نهض وغادر المسجدَ والأفواه كلها فاغرة، والعيون مُستهجِنة!
- "أألله يغضب مثلنا فَيُقسم قسم الغضبان، يا حورية؟!"..
- "سمعت الشيخ أبا العبد، عالِم قريتنا القديم، يقول إن الله يغضب، وإن نبيه كان يغضب لله ولا يغضب لنفسه؛ وسمعته يقول: إن النبي نهى عن الغضب!"..
جلس مع حورية وهدى، تحت التينة، صاح هاتفه الجوال، قال المتصل:
- "مرحبا يا دكتور؛ أنا أعاني من قلق واكتئاب ويأس وبؤس وخمول وتشاؤم وعزلة وانعدام نوم وفقدان شهية للطعام وللنساء وشقاء واضطرابات بدنية وعقلية وعذابات لا تبرحني؛ متى يمكنني المجيء إليك؟".
- "في أي وقت تشاء.. أهلا بك!!".
- "الحق أنا تطاردني شكوك شيطانية؛ هل لي متّسع في صدرك ووقتك؟!".
- "تعال!"..
- " استشرتُ شيخا حول مشكلتي، فقال لي: وأخيرا، عرفنا من هو معلم إبليس وأستاذ الملحدين وإمام الشياطين!"..
- "تعال يا إنسان!"..
- "هل أجد ضالتي عندك، فأبرأ من دائي، وأشفى من ضلالي؟!"..
- "أجل؛ هدى دوائي ودواءُك وشفائي وشفاءُك!",.
- "ما هدى؟!"..
- "حُبٌّ في النور مبتهجٌ بالحرية!"..
قام وصاحبتاه، لأعداد طعامه.. تلذّ له السلطة الغزاوية: قطّع بصلة وهرسها بالمدقَّة، ثم أضاف ثلاثة قرون من الفلفل الحرّاق، ودقّها مع البصل، ثم أضاف حفنة من بذور عين الجرادة، ودقّها، ثم أضاف ثمرة صغيرة من البندورة (الطماطم)، وهرس الخلطة جيدا.. ثم أضاف إليها زيت الزيتون.. كان يردد وهو يجلس إلى مائدة الطعام: "أرغب في الزواج من امرأة من غزة، لتصنع لي سلطة غزاوية!!".. يحنّ إلى تراثه، وإلى طعام أمِّه، تمتم: "تختلف ذائقاتنا، باختلاف أمهاتنا!"؛ أضاف: "تُرى، هل طعام رجاء، لذيذ مثل طعام أمّي؟!"؛ وقال لنفسه: "السلطة الغزاوية وصفة طبية لخفض ضغط الدم المرتفع، وهي تقاوم أمراض البرد!".. عاد يتساءل: "هل تجيد رجاء صناعة السلَطة الغزاوية الحرّاقة؟!"؛ كانت قد قالت له، إنها ماهرة في فنّ الطبخ. فيما مضى، لم يكن مهتما بموضوع الطعام.. الأمر يبدو الآن مختلفا: "أرغب في زوجة تهتم بمسائل الحياة العادية؛ ما أهمية أن تكون الزوجة مرأة يشير إليها الآخرون بالبنان؟!".. كان ينجذب للمرأة المتميزة اجتماعيا؛ الآن، يبحث في المرأة عن أنثى آدم.. شاهد ذات مرة، قبل سنوات عديدة، في حديقة عامة، امرأة رشيقة القامة، واسعة الحوض، كانت مقبلة عليه، راودته نفسه، أن يهجم عليها؛ ومنذئذ، لا تزال المرأة، بحوضها، من جهته الأمامية، حاضرة في مخيلته، حيّة، لم تشحب، ويشتهيها! "الحبيبة" مرأة أحبها لذاتها الأنثوية، لروحها التي أسرَتْه بطلعتها الأولى عليه، حين تجلت بذاتها ودون أصباغ أو عباءات اجتماعية.. أحبها بدون معرفة الأسباب.. الآن، وتحت تأثير رجاء عليه، غدا يفضل مرأة وسطية وواقعية.. رجاء وسطية وواقعية وعاطفية أيضا؛ لقد حلَّقت معه في الخيال خلال مكالمتها الطويلة معه: "إنها ممتازة.. ممتازة.. ممتازة جدا!!"؛ قال لصديق له وهو يتحدث عنها.. أضاف: "لكن حظي عاثر!!"..
****
وحدّث "الأبيض" نفسَه، في لحظة وعيّ صوفي مضيئ ناهض نابض، فقال:
"رجاء وشوق، أوهامُ ظامئ، وسرابٌ جائع! وروحية وهدى روحان لا تفنيان ولا تهرمان!"
****
عندما صحا من نومه، في يوم جديد، لم يسارع، كعادته، إلى فتح نافذة غرفة عمله، التي تقع مباشرة تحت غرفة "الحبيبة" قبل زواجها.. النافذة تطلّ على التينة. رجاء تملأ خياله؛ والتينة جذع محنيّ يابس، وأوراق خريف جافة تتساقط؛ وليس للماضي وجود تام.. الوجود التام هو الوجود الحاضر؛ كما تقول فلسفته.. "الحبيبة" ذكريات ماضٍ ينحسر أمام عاطفة نشطة ألهبتها رجاء!! سألته في المكالمة القصيرة التي بادر إليها بعد انتهاء نهار اليوم الرابع للعيد:
- "كيف قضيتَ نهارك؟".
- "ظللتُ مشغول البال بك منذ انتهت مكالمة الأمس وحتى هذه اللحظة.. كتبتُ كثيرا؛ هل لديك أخبار جديدة؟".
تنهدت بعمق.. وصمتت!!
- "لا تؤلميني!!".
- "لم يتصل لتهنئتي بالعيد!!".
تنهدت مرة ثانية، ثم قالت:
- "أنا عاثرة الحظ!!".
- "أرجو لك مستقبلا أجمل مما مضى.. إذا قضينا شطر حياتنا الأول مع حظ عاثر، ثم تبدل الحال بحظ حسن، فهذا أفضل من بداية نحبها، ونهاية نكرهها!!".
تنهدت للمرة الثالثة، ثم قالت:
- " أخشى أن لا يحالفني الحظ في الزواج القادم!! ماذا تغديت هذا اليوم؟".
- "سلطة غزاوية، وقليلا من لحمة كانت مطبوخة منذ عدة أيام، جاءتني يوم العيد!".
- "أعددنا اليوم طعاما لذيذا.. أنا ماهرة في كل شيء!!".
وفجأة، اعتذرت، وقالت إن ضيوفا يطرقون الباب.. أنهى المكالمة بقوله: "قلبي معك.. تصبحين على خير!!".
قالت حورية: "كنت أتقبّل، وبصدر رحب، وابتسامة في قلبي، ترتسم على محيّاي، حين يناديني أبي, ومن بعده زوجي، أو سواهما، بقولهم: يا حمارة!"..
- "عجبا! أيرضيك أن تتساوي مع الحمارة؟!".
- " أجلْ؛ كنت أطمح لذلك!"..
- "تطمحين أن تكوني حمارة يا حورية؟!"..
- "أجلْ؛ عالَم الحمير، عالَم الحكمة، أنا تعلمت من الحمير الحكمة؛ والحمير يمارسون علاقاتهم الجنسية في النور، وبحرية مبتهجة، لا يأبهون لأمر سوى إشباع شهوتهم والاستمتاع بها.. الحمارة تستمتع بحمارها حين يعلوها؛ أما أنا فقد بقيت، ما بقيت مع زوجي، أتعذّب كلما أطاح بي، على وجهي، أو على ظهري، واغتصبني!"..
- "ماذا كانت نفسك تشتهي، حين كان يهجم عليك المسعور، ويطرحك أرضا؟!"..
- "كنتُ، وما زلت، كما كل حوّاء، أشتهي آدم الأب، حين اتّبع إبليس، إذ أغراه بشجرة الخلود!"..
- "ما أدراك بذلك وأنتِ أميّة لم تقرأ حرفا من كتاب؟!"..
- "أنا أميّة نسبة لأمي حواء، لا نسبة لجهلي بما في الكتب؛ من حواء، إبليس آدم، ترث كل أنثى، جين الإغراء!"..
- "هل كان جين الإغراء لديك، عاطلا عن العمل؟!"..
- "أجلْ؛ كان عاطلا ظُلما وقسرا!"..
- "يشتهي كل زوجين، حين يلتقيان، الارتقاءَ، ممتلئين، إلى أعلى ما يرقى إليه المتصوفة من حالة وجد يغيبون فيها عن وعيهما، فيتحررا، ويغدوان ربّا في ربّة!"..
- "أُمُّنا فعلت ذلك مع أبينا، أغضبا الإله، وضحيّا بالجنة، فأُسقطهما الإله، ثمّ وعدهما، بجنة للذكور، تُسخّر فيها الإناث لاستمتاعهم، بغير مدى، وبغير انقضاء!"..
قال لرجاء:
- "الزواج، على ما هو عليه في مجتمعاتنا، قيد على الحرية!!".
- "تقول ذلك، لأنك فلسطيني مسلوب الحرية؛ أنتَ تعاني من عقدة فقدان الحرية!!".
- "هل غاب عنك أنني لست الفلسطيني الوحيد في هذا العالم؟!".
- "نحن مسلمون، نتزوج بشروط حددتها شريعة الإسلام؛ هل لك دين غير الإسلام؟!"..
- "أكنتِ تقبلين بي زوجا، لو أني على دين غير دين الإسلام؟!"..
- "كلّا؛ فالإسلام يحرِّم زواجنا؛ ولكني لا أستطيع أن أتخيلك كافرا بالله ورسوله!"..
- "بل لا يستطيع قلبك أن يجمع هواه، مع تخيلي كافرا!"..
صمتت رجاء، وتنهّدت، وطأطأت راسها، وسقطت منها دمعتان على صدرها!
حين رغِب في الانفصال عن خطيبة سابقة له، قال لها:
- "ألا تلاحظين، أني أحمل أفكارا، يكفّرني عليها، شيوخ الدين، ويحكمون أني مرتد، ولا يجوز لي الزواج من مسلمة مثلك؟!"..
- "أنتَ تنوي الهروب مني وتهيِّئ له! لكني لن أفكّ قيدك؛ أنت باحث عن الحقيقة، وشكك منهجي، لا عقيدي؛ أنتَ لستَ مرتدا، وأنا لزقة غِراء لا تنتهي صلاحيتها، ولا تفسد، ولن تنفكّ عنك،!!".
كان موقفها يغيظه.. هي تتشبث بالبقاء معه، وهو يخترع سبل الهروب منها.. لكنها؛ وبعد صبر طال ونفد، وبلغ اليأس منها مبلغه الأخير، طلبت قطع العلاقة الرسمية بينهما.. لكن؛ دون أن ينجم عن ذلك، فراقا ولا خصومة:
- "أرجوك.. دعنا نحتفظ بعلاقة إنسانية أخوية بيننا!!".
- "أتوق لذلك؛ فلنكن صديقين.. أنت صديقة ممتازة!!"..
لا يُطيق العلاقات الزوجية الرسمية.. كانت وطأة مشاعره نحوها، تشتد عليه ثِقلا وتعذِّبه، حين يتخيلها كزوجة مستقبل.. أخذ يتفادى النظر إليها.. وذات ليلة.. بينما كان إلى جوارها، في لقاء بينهما، على شاطئ بحر الإسكندرية. وفيما الليل يلف الدنيا بصمت لا يعكره غير خواطر سوداء تعتمل في صدره.. عادت به إلى بداية معرفته بها.. وفجأة.. قال بصوت مغيظ مكبوت: "هل كنتُ فاقد الصواب مخبولا مجنونا؟!".. تململت وهي تلتصق به.. لكنها لاذت بالصمت..
تحدث إليها ليهنئها بالعيد.. ردت بلحن عليل، أخذ يستعيد عافيته بعد قليل.. سألَتْه:
- "هل ما زلتَ تحاول فعل شيء في اتجاه الخروج من قطاع غزة ؟!".
- "لا أُفُقَ أمامي!!".
- "هل رحلتَ من منزلك في بلد الهوى؟".
- "كلا؛ لكنني انتقلت إلى بيت آخر فيه.. وأشعر فيه براحة نفسية، لم أشعر بها في أي بيت من قبل!!".
****
انتهت المكالمة القصيرة مع امرأة، كانت تقيم في بلد ناءٍ عن بلدها.. مكلومة بالبعد عن بلدها، مكلومة بفقدان أمها وابيها.. مكلومة بفرار رجل تمنّته زوجا، لكن الخيبات افترسته، بعدما غيّبته!.. شعر أن ليلته التي تختتم أيام العيد الأربعة، هي ليلة تتراكم فيها طبقات الحزن.. الخطيبة السابقة، الصديقة الآن، مريضة في غربتها وجروح نفسها تنزف ألما؛ "قلبي بيت للحزانى".. يردد كثيرا.. يتعاطف مع النساء منذ بواكيره الأولى.. قال لحشد نسائي كان في انتظاره لدى زيارة قام بها لمركز يُعنى بشؤون المرأة، قصَدَه ليقدم مساعدته لهم في التغلب على مشكلاتهن النفسية: "تعاطفي معكن يعود إلى قوة عاطفتي نحو أمي!!".. وفي ساعة عميقة من ليلته، انتصب في فناء منزله الساجد تحت الشرفة التي أطلت منها "الحبيبة" قبل أيام.. رفع رأسه إلى السماء فانطلق يسبح مع غيوم بيضاء تكتسي بنور القمر.. راوده الحنين إلى احتضان التينة.. تسلّق خياله جذع التينة.. "تينة الحبيبة".. إلى فروعها المترامية في هواء الشرفة.. "شرفة الحبيبة".. عادت "الحبيبة" إلى طفلها.. "أنا سعيد برجوعها إليه"؛ قال لنفسه.. أضاف: "لكنني حزين لتعاستها التي تحياها مع زوجٍ ثور.. تذكّر أمَّه التي عاشت في الحزن وماتت به.. ولج البيت وهو يحمل أربعة أحزان نسائية إلى فراشه البارد.. حزنه على "الحبيبة" وعلى أمِّه وعلى الصديقة.. وحزنه على رجاء التي تألَّم معها لشعورها بأن خيبتها لن تبرحها!!
استدعت أحزانه، حزنا خامسا، تذكّر قصته: فتاة تقدمت في العمر دون أن تتزوج.. لم تتلقَ تعليما جامعيا.. يتيمة أمّ، أبوها بعيد، رفضت أن تلحق به في مكان عمله في بلد بعيد. كان يخطط لإلحاقها بدراسة جامعية؛ حصل على مقعد جامعي، أهداه له صديق مسئول في فصيل سياسي فلسطيني، من حصة حصل الفصيل عليها من الحكومة التي كان يقيم في بلدها.. رفضت البنت الالتحاق به.. حشت خالتها، المطلقة من زوجها، ومعها المحيطون بهما، رأس الفتاة بفكرة سوداء محتواها أنها ستضطر للعمل خادمة لامرأة أبيها، إذا سافرت للالتحاق بأبيها.. "الغباء والجهل وراثي كما الأنوثة يا حورية!!"؛ قال بألم يفترسه!! في الحقيقة؛ كانت زوجة أبيها تحنو على أبنائه من زوجة ثالثة، مهجورة، أكبر مما يُظهر هو من الحنوِّ عليهم.. أضاعت البنت المشوَّشة العقل والنفس، فرصة تعلمها.. عاد الأب من غربته إلى بلده، وفي نيته أن يستدعيها للإقامة معه، ليفتح أمامها من جديد فرصة الدراسة الجامعية وفرصة الزواج التي رفضت عروضا به عليها.. الأب تؤرقه مشكلة ابنته، ويخشى عليها من المستقبل إذا لم تتسلح بالعلم أو بالزواج.. رفضت البنت مرة أخرى؛ قالت لأبيها، بحزم ونزق أنثوي عاطفي: "لن أترك قبر أمي، ولا بيتا ولدتني فيه ورعتني وأحبتني فيه وأحببتها!!"..
- "الأم وطن وحياة!"..
- "الأم روح الحب وبدنه ودمه ومداده ونورنا وبهجة حريتنا!"..
- "الوطن أمّ وروح!"..
- "أنا بلا أمٍّ، وفي دروب الخيبة أهوي؛ أينك يا هدى!!"..

****



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية: هدى والتينة (15)
- رواية: هدى والتينة (14)
- رواية: هدى والتينة (13)
- رواية: هدى والتينة (12)
- رواية: هدى والتينة (11)
- رواية: هدى والتينة (10)
- رواية: هدى والتينة (9)
- رواية: هدى والتينة (8)
- غَزَلِيّاتٌ نُوراحَسَنِيَّة
- من رواية: هدى والتينة
- رواية: هدى والتينة (7)
- رواية: هدى والتينة (6)
- رواية: هدى والتينة (5)
- رواية: هدى والتينة (4)
- رواية: هدى والتينة (3)
- رواية: هدى والتينة (2)
- رواية: هدى والتينة (1)
- الحب حق فانصروه ينصركم!
- الملحد أفسد عقليا من المتدين، وكلاهما يؤمنان بإلاه!
- لليهود حق تاريخي ديني في فلسطين، ولا يحق لهم إقامة دولة لهم ...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - هدى والتينة (16)