أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (12)















المزيد.....



رواية: هدى والتينة (12)


حسن ميّ النوراني
الإمام المؤسِّس لِدعوة المَجْد (المَجْدِيَّة)


الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 14:54
المحور: الادب والفن
    


(حكاية رجل يشتهي الحبّ ولا يناله!)
قال لرجاء، وبعد اتفاقهما على أن يصيرا صديقين: "الحبيبة"، من الأسرة التي تقيم فوق رأسي".
- "حاذرْ من التصرف بطريقة غير ملائمة".
- "أحرص على التعامل معها، كامرأة متزوجة وأمّ لطفل!"..
وعد رجاء، أنه لن يرتكب أية حماقة قد تضر بـ"الحبيبة". ولكنه، أخفى عنها، أن هذا الموقف، لا يعكس أن حبه لـ"الحبيبة"، لم يعد قائما، أو أنه لم يعد يتمنى الزواج منها. "الحبيبة" لم تبرح قلبه، ورجاء رفضته؛ فباتت فكرة زواجهما، مثل بذرة ألقُيت، فوق سطح أرض جافة قاحلة، فلم تنبت منها أوراق، ولا جذور، فجفّت، وماتت !.. قال لـ"الحبيبة"، في وقت لاحق، وهو يقترب معها، تحت جناح الليل، من بيت زوجها: "انفصلي عنه؛ إنه لا يستحقّك، أنت تستحقين إنسانا يرفعك إلى مقام إنسانيتك الرفيع الكريم!!".
- "وأبنائي؟!"..
وكانت قد أنجبت طفلا ثانيا..
- "أنت وأبناؤك في قلبي؛ سنعيش معا أنا وأنت وهما أيضا!!".
- " لن يتركهما لي زوجي لو انفصلت عنه؛ هو يعلم أن نقطة ضعفي في تعلقي بأولادي، ويستغل هذه النقطة ضدي.. أنا مستعدة لتحمل كل شيء في سبيل أن أبقى مع أبنائي!!".
همس، وهما يدنوان من باب بيت زوجها: "أنا أحبك؛ والمحب لا يؤذي حبيبه!!".. امتد ظلام الليل إلى نفسه..
- "ألقيت مرساتي، يا صديقتي، عند صوت رجاء، وأنا لا أعرفها ولم ارها!".
- "أنت تخوض في لُجّيّ مجهول!"
- "وأعرف أن "الحبيبة" لُجِيّ موهوم!"
- "رباه.. ما دهاك؟! إلى متى هذا الضياع؟! تقفز من سراب في الصحراء إلى سراب؟! فمتى تعود إلى رشدك؛ هل أنت مسحور؟!"؛ قالت صديقته القديمة الأثيرة..
انتهت محادثته مع رجاء. أحزنه اتجاهها نحو الزواج من رجل غيره، لكن حزنه لم يدم طويلا.. قام فنام.. استيقظ صباح اليوم التالي، مبكرا، أعد كوبا من الشاي، وجلس في الفناء الخارجي لبيته، يرمق الشرفة الصامتة: "يبدو أنها عادت لابنها!".. لفّه صمت، ثم غاب عن نفسه، سقط عليه شيء من براز العصافير التي تعشعش فوق التينة، انتبه: "أوهامي تبددني.. أينك يا هدى.. أينك يا حلمي؟!"..
حكى لرجاء، في مستهل علاقة الصداقة بينهما، قصة انتقاله إلى البيت الذي يقيم فيه الآن: "طال انتظاري لها. وعدتني في المكالمة الأخيرة قبل زواجها أن تعود لزيارتي في البيت الذي شهد أول لقاءاتنا، حين اقتحَمَتْ وحدتي، فغزت قلبي بجيش مدجج، لا قوة لمثلي، على التصدي له، باغتني بهجوم كاسح، فانهارت حصوني كلها، أمام طلعتها، واستولت علَي، دون مقاومة مني، ومنذ تلك اللحظة، التي لم تفارقني، بتفاصيلها، وبحرارتها، وانبهاري بها، وانفعالاتها، اجتاحت كياني كله، ماضيه وحاضره ومستقبله، ولم تبرحني صورتها الأولى، ولا أول كلماتها، ولا أول سهام عيونها! أحببتها كما لو أني، لم أحب امرأة من قبل، وكنت قبلها، قد أحببت من النساء كثيرات، لا أحصيهنّ عددا.. أحببتها، ولم أزل أحبها.. وظللت انتظر وفاءها بالوعد مدة سنتين.. لا أريد فراق أول مكان جمعنا.. حملت نفسي على الصبر، واخترعت ألف عذر وعذر لها، لأُقنع نفسي، أنها لا بد ستفي بوعدها! لكني، كنت أنتظر الوهم؛ لم تأتْ! فتملكني اليأس من مجيئها، فقلت لنفسي: فلأرحل من هنا، وأذهب أنا إليها! فما عاد بيت، جفاه نور "الحبيبة"، بيتي! بيت لا يشرق الحب فبه، ليس بيتا! بيت بلا حب، هو جُبّ نهوي إلى قاعه، فنموت، قبل أن نموت!.. جئت إلى البلد الذي ترعرعت فيه "الحبيبة".. الذي كنت أحجّ إليها، فيه، للقائها.. اهتديت إلى شقة، في بناية قريبة، من مكان عمل سابق لها، كنا التقينا فيه؛ وقّعت عقد الاستئجار، دفعت إيجار شهرين مقدما، واستلمت مفتاح الشقة، من مالكها، واتفقنا على أن أنتقل إليها بعد أيام قليلة، تكفي لإنجاز تعديلات طفيفة عليها، طلبتها من صاحبها، فوعد بإتمامها.. ثم زرت صديقا لي، ثم بدأت جولة في بلد "الحبيبة"، كما الجولة التي كانت قد دعتني إليها، قبل زواجها، وطافت بي، خلالها، أنحاء محل سكناها، بما فيها هذا المكان الذي أتحدث منه الآن؛ كانت الرحلة الجديدة، هذه، بدون أن يصحبني جسدها المعشوق، لكن روحها، بصورتها، وصوتها، وعطرها، وقامتها، وطلعتها، معي،، ثم عدت إلى بيت أول لقاء بيننا، أسيفا، من جهة، وفرحا، من جهة أخرى! وبدأت أُعِّد نفسي للرحيل إلى البلد الذي هوى قلبي في هواه، منذ فتحت جيوشها قلبي! انتشيت، برحيلي المرتقب، لكن البيت الذي استأجرته، بعيد عن البيت الذي ضمّها، قبل زواجها، تعكّر مزاجي، فحدّثْت نفسي، فقلت لها: هذه خطوة أولى، تقربني من بيت ولادة "الحبيبة"، وقد تمهد لأمر قادم، أنتظره، وأشتهيه!"
تابع، يتحدث الى رجاء: "رغم أنني كنت أكاد أيأس تماما من تجدد الالتقاء بها، أو اتصالها بي؛ لكنني كنت محتاجا للهروب من نفسي، إلى ذكرى "الحبيبة"، وربوعها القديمة!!".. بعد أيام قليلة، اتصل بي، مالك الشقة وأخبرني أنها باتت جاهزة لانتقالي إليها.. أخبرت صاحب شقتي، التي ما زلت أسكنها، باعتزامي الرحيل منها، في غضون يومين.. وفي اليوم الثاني، رنّ هاتفي، مالك الشقة الجديدة، على الطرف الآخر: "آسف، آسف جدا، حدثت ظروف طارئة، تضطرني إلى التراجع عن اتفاقي معك، مالك الذي دفعته، أمانة محفوظة لك عندي، تستطيع تَسلُّمها في أي وقت تشاء!"؛ فجعني كلامه؛ تبين لي فيما بعد أن مالك العقار، نقض اتفاقه معي، إثْر وشاية بي، من شخص ما، يعرف المؤجِّر، ويعرفني، ويعرف أني كنت على وشك السكن في البيت، الذي كنت أتأهبّ للانتقال إليه!"..
- "لماذا؟ ومن هو الواشي؟"..
- "مثقف، يقيم في هذا البلد، كنت أحتفظ نحوه بمشاعر وُدٍّ واحترام، زرته، يوم توقيع عقد إيجار الشقّة، وأخبرته، وأنا أشرب قهوته، ضيفا عليه، بأمر استئجاري شقة قريبه من منزله، وسألني عن اسم مالكها، فذكرته له، فقال إنه يعرفه!! أما لماذا؟ فلأن الخراب شاع في النفوس، ولأن قلوبنا خلت، من الحبّ ومن جمال الروح!!".. أردف بألم: "الواقع، تلقى أفكاري التحررية، معارضة واسعة، من طائفة المثقفين هنا!".
- "لا غرابة في ذلك!! هذا شأن الناس هنا!!".
- "شعرتُ بالأسى، مما وقع، فتوجهت نحو البحث عن شقة في البلد الذي أقطن فيه، القريب من شاطئ جنوب مدينة غزة. عثرت على شقة لم تنل رضاي تماما، ولكني اتفقت مع صاحبها على استئجارها منه، ودفعت له قيمة الإيجار، وطلبت منه أن يعيد دهان جدرانها، وأخبرت معارفي، أنني سـأنتقل إليها قريبا.. وكنت أعلم أن "الحبيبة"، لن تأتي لزيارتي فيها، حتى وإن رغبتْ بذلك، لأنها لا تعرف مكانها، وأظنّ أنها، لا تحتفظ برقم هاتفي، وأنه لن يخطر على بالها، أن تستقصي عنه، من دائرة التليفونات! وآلمني، أني برحيلي من حضن لقائنا الأول، سوف لن أراها، مرة أخرى.. وأيقنتُ، أني لا أملك سوى الرضوخ للواقع، والاكتفاء بذكرياتي الجميلة الحالمة، معها، والاحتفاظ بحبي لها في قلبي؛ ألم يكن حبي لها منذ البدء، حبا، لن يعدو القلب واللوعة والتمنّي؟!!".
كرر صاحب شقة غزة الجديدة، ما فعله صاحب شقة بلد الهوى، رفح؛ فأعاد له مفتاحها، وعاد ليبحث مرة أخرى، عن شقة في بلد "الحبيبة".. وفي الصباح الباكر من أول يوم من الشهر الجديد، كان يقف في شرفة، فوجئ بأنها تطل على الشارع الذي كانت "الحبيبة" قد صاحبته في المرور منه، متجهين، نحو بيت أبيها؛ قفز قلبه في صدره، وكاد هو، أن يقفز من الشرفة إلى الشارع! "رباه!! من هنا مررت أنا و"الحبيبة" نحو بيتها!!"؛ خاطب نفسه، مذهولا ومندهشا ومبتهجا معا.. وعلى عجل، هبط إلى الطريق ذاتها، التي سار فيها مع "الحبيبة"، إلى بيت أسرتها.. لكنه اليوم في الدرب الساحر، نحو بيت الساحرة، يمشي وحده! تمتم: "دائما، كنت وحدي! ودائما، سأظلّ وحدي!.. وبعد خطوات قليلة، تسمّر، وقال بصوت مسموع: "ربّاه! هذه شرفتها، وهذه تينتها!".. "لكنك يا "الحبيبة"، لستِ هنا! وها الشرفة والتينة، صامتتان بائستان، مثل معبد ربٍّ مهجور، مصلوب في الهواء، وخائر!!" قال في نفسه؛ وعيناه جامدتان معلّقتان، بباب الشرفة المغلق على صورتها في خياله؛ ، حدّق في الأفق، الذي يلف منزل "الحبيبة" ويلفّه معه، في أسف بلغ قاع نفسه، لكنه أثير وجميل؛ واكتنفته، تمنيات وأحلام وردية، وتخيلها، تطلع عليه من جديد، طلعتها الساحرة البهيّة، تلك التي، يوم طلعتها عليه، أول مرة، زلزلت أرضه، وفتحت جروحا لم يشفَ منها، وأخرجت التأوهات والعذابات من مكمنها، وأطلقت شوقه القديم، فأطلق أجنحة الخيال، ومنّى النفس، بالجنة والنعيم، يحوز عليهما، هنا، والآن! حدث كل ذلك، وأكبر منه، مما لا يصفه الكلام، منذ أول نظرة، تبادلاها، فأسِرَته، وأسَرَّته، وتغلغلت في دمه، وكل كيانه؛ ملأت خياله، فأطلقته، أجنحةَ ترفرف، وتدور سكْرى، مع الرياح ومع السحاب وفوقهما!
ومن شقّ انفرج من باب سفلي، لفناء يؤدّي إلى شقة تحت شقة "الحبيبة"، لمح، وهو يواصل السير، على مهل، رجلا عجوزا متّكئا تحت شرفة "الحبيبة"، وظِلّ التينة؛ كانت هيئة اتكائه، مألوفة له: "أهو صديقي القديم، أبو سليم؟! استبعد هذا: "أبو سليم يعيش خارج قطاع غزة، وأظنه قد تُوِفِيَ قبل وقت طويل!"؛ لم يتوقف، ولم يعد النظر، فمعاييره الأخلاقية لا تسمح له: "هذا لا يليق بي، فإذا كانت النظرة الأولى، عفوية، أو مدفوعة برغبة مكتومة، فلتت من ضابط الضمير، فالنظرة الثانية، ستكون مقصودة، ويعاقب عليها الضمير"؛ قال لنفسه.. وبحكم معاييره الخاصة، لم يكن من اللائق، أن يقتحم على الرجل الهرِم، خلوته الصباحية، مع نفسه، ومع زوجته الشابة، المسترخية على ظهرها، قريبا منه! تابع سيره، ونفسه تتمنى: "ليت العجوز، يكون أبا سليم!".. في اليوم التالي، دخل متجرا لبيع المواد الغذائية، في بلدة إقامته الجديدة.. وقف وتسمّر ، وحدّق في وجه رجل؛ يكاد أن لا يصدق أنه هو عينه، الساكن تحت بيت "الحبيبة"!: "ربّاه؛ هذا هو، أبو سليم!"، عرفه، من همهمة، التقطتها أذناه، بعد أن كاد يلمس بجسده، جسد العجوز، فتذكّر صاحبها، عرفه رغم تغيراته العميقة؛ فقوة الشباب ولّت، ونضارته انطفأت، وها نظارة سميكة العدسات، يظهر من خلفها، عينان ضيقتان كليلتان، تحت حاجبين كثيفين أبيضين فوضويين، وها لحية شابت كلها، خفيفة، بلا تهذيب وواهنة، ، والوجه الأبيض المشع المليح القسمات والتفاصيل، غادر، وها قد حلّ مكانه، شحوب منهَك، تتقاسمه التجاعيد والأخاديد، أما القامة الرشيقة المشدودة المنتصبة، فقد غدت جسما ثقيلا وكرشا منتفخا، وسيقانا واهنة، وساعدين مرتخية، ويدين جافتين، هزيلتين، تقبض يمناهما على عصا سميكة، يتّكئ عليها، قبضا هيّنا، ، والخطى قصيرة مهتزة، والخطى قصيرة تتأرجح؛ "سبحانك يا مغيّر!"؛ قال بصوت خافت.. لم يكن العجوز قد انتبه إليه، وربّما رآه، بنظرة فاترة وخاطفة، لم تكْفِ لنبش ذاكرة ضعيفة مزدحمة، فقدت سرعتها، ومرونتها، وتلقائيتها؛ فبادر هو، وصاح بفرح طفولي راقص غامر، وبعينين مشرقتين ببريق براءة مبتهجة بالشوق: "أبا سليم، يا صديقي القديم!" ودون أن يصافحه، وبلهفة ساذجة، صاح، بنبرة تنشد التأكّد: "أنت تقيم هنا أيضا؟!".. ومن صوته، عرفه أبو سليم، تعانقا طويلا، وأشرقت عيونهما فوق ابتسامة عريضة، أضاءت وجهيهما وتمازحا وقهقها معا، وتشابكت أكفّهما، وقال أبو سليم، بعفويته اللذيذة المعتّقة:
- "أنت اليوم ضيفي، ستصحبني الآن، وستتناول الغداء معي. هيّا اركب في السيارة التي تقف هناك، ستجد فيها زوجتي، اركب جوارها".
- "قبلتُ دعوتك؛ لكن عليك أنت، أن تركب في الكرسي الخلفي، إلى جوار زوجتك!".
- "أصبت، اركب أنت في الكرسي الأمامي، انتظرني لحظات حتى أُتمّ تسوّقي، سننطلق بعدها إلى بيتنا".
****
لم يسأله عن مكان مسكنه.. وحينما دلفت السيارة إلى الشارع السحري، ارتفع صوت قلبه، وتسارعت دقاته وأنفاسه، وزاد صوت قلبه وتسارعه وتسارع أنفاسه، وهو يدلف من باب مسكن أبي سليم، تحت سقف كانت الحبيبة تهاتفه من فوقه.. عاش بقية النهار مسحورا بالصدفة التي لم يتصور خياله وقوعها، وبالذكريات الجميلة، وعيناه مأسورتان للسقف المتربع فوق رأسه، ملتاع القلب محترق الوجدان، من غيابها المرير القاسي الطويل!!
وضع يافطته على الشرفة المطلة على الشارع الذي يجتازه الذاهب إلى بيت أهلها في الشقة التي استأجرها، وغايته أن تراها "الحبيبة" إذا مرّت من أمامها، لزيارة أهلها. وعندما أزعجه مالك الشقة، بتصرفات شائنة، عاد يبحث عن شقة أخرى له في غزة؛ ووجد شقة في غزة واتفق مع صاحبها على استئجارها تمهيدا لانتقاله من الشقة الواقعة في طريق "الحبيبة" إلى شقة لن تمر "الحبيبة" بها. حمل النقود التي عليه أن يدفعها لإيجار شقة غزة وقصد صاحبها لتوقيع عقد الإيجار. اشترط أن يبدأ إيجار الشقة الجديدة بعد عيد الفطر بأيام؛ وفي حسبانه، فإن "الحبيبة"، لا بد وأنها ستزور أهلها بمناسبة العيد ولا بد أنها ستمر من أمام يافطته، وقد يدفعها اكتشاف وجوده في طريقها، إلى مهاتفته على رقمه، المسجل عن عمد، على اليافطة، أو زيارته، فينطفئ عطشه إليها وللمرة الأخيرة، وإلى الأبد!! انتظرها في غزة طويلا طويلا قبل أن ينتقل للإقامة في طريقها.. لم تأته فأتى إليها!! والصدفة هي التي ساقته للشقة الواقعة في طريقها، بعد أن تراجع صاحب الشقة الأولى التي اتفق على استئجارها معه، وهي النائية عن طريق "الحبيبة".. الأقدار تسوقه إلى طريقها!! والوشاية التي يخمّن أنها كانت وراء تراجع مالك الشقة تلك، عن الوفاء بالاتفاق، والتي عكّرت صفو قلبه حينئذ، كانت تحمل في قلبها خيرا: "للشر وظيفة إيجابية أيضا"، قال لنفسه؛ لكن، هل سيراها قبل أن يرحل من الشقة التي تقع في طريقها؟ تساءل بقلق!!
أخطر مالكَ الشقة التي نوى الرحيل إليها بعد العيد، أنه سيستغلها، كمكان للسكن والعمل معا، كما اعتاد أن يفعل كلما استأجر شقة جديدة.. لم يوافق مالك الشقة، فعاد يبحث عن شقة أخرى، في البلد التي يهواها قلبه، لأن فيها كانت "حبيبته".. ولأن صورة طلعتها، وبقاء حضورها في قلبه، سيظلان حيّان في ذاكرته!..
استأجر شقّة ثانية، تلاصق شقة بلد "الحبيبة"، التي سئم صاحبها وتركها.. كرر زياراته لصديقه العجوز ، المقيم في عمارة أهلها.. وتعرف خلال زياراته له، على أب "الحبيبة".. وكان يقصد الصلاةً، في المسجد القريب من بيت أبيها، ليمر من الشارع الأثير، الذي مرّ فيه معها، ويحدّق في نافذة غرفتها القديمة، وفي شرفتها.. وعندما يصبح بيت أهلها وراءه يلتفت نحو البيت الحبيب، ويتسمّر واقفا، وتتعلق عيناه بالشرفة ويتمنى بقلب شغوف، لو أنها تكون في زيارة أهلها وأن يراها وتراه!! وكان يحرص على الوقوف جوار أبيها خلال الصلاة، ليلامس جسما يلامسها، كانت تحلّ، في مخيلته، في جسم أبيها، ويتمثل أنها، تلاصقه في صلاته، ويلاصقها! وكان يلمس بذراعه، ذراعَ أبيها، فيخال أنها ذراعها، ويحس حرارة جسمها، تسري في جسمه, فينتشي ويسْكر، لا يدري إن كان المصلون واقفين أم راكعين أم ساجدين أم قاعدين أم انتهوا من الصلاة، أمْ ما زالوا في المسجد أم غادروه!.. كان يصلي صلاة لا تجمعه مع إمام الصلاة، وتابعيه، إلى المكان والزمان، كان يؤدي الصلاة وحدّه، وهو بينهم! كان يؤديها بروحه، قائما راكعا ساجدا، في محراب الحب، لا بين جدران حجارة تحت سقف خرساني، مغلق، لا تصعد منه الصلوات إلى ربة الحب، التي يصلي هو، بين يديها! "تجثو رؤوس المصلين على الأرض، ولا تنبض قلوبهم بنبض قلب عاشق مثل قلبه"، كتب في مدوناته.. "الصلاة حبّ امرأة، يتماهى فيه الخلْق مع الخالق، وعشق نبثّ فيه شجون حبّ الله، في امرأة يشتهيها القلب!"؛ ها قد تماهت "الحبيبة" مع ربّته، ها شوقُ الآن ربّة حبّهّ؛ يصلّي بها، صلاة لها! "ما أمرَّ الحب أيها الأشيب الولهان الشقي به؟!، تمتم في صلاته؛ أضاف: "أشِركٌ أنتَ تخلقهُ، أم توحيد تبتدعه؟؟!!"؛.. اقترح صديقه العجوز المقيم في الشقة الواقعة تحت شقة أهل الحبيبة أن يستأجرا معا، شقتين يعرفهما، متجاورتين متقابلتين، في عمارة واحدة، بعيدة عن بيت "الحبيبة"، قبل زواجها.. "أنا أريد أن استأجر شقتك التي أنت فيها الآن إذا رحلت منها"؛ قال بحزم، كسر به، قلب صديقه القديم.. رد العجوز، بنزق وعناد وتجّهم وعبوس وخيبة أمل وبأس: "إذن؛ لن أرحل!!"..
استطال الزمن وتباطأ وقسا، عليه، وهو لا يزال ينتظر.. ملل يجتاح كيانه، وحياته فارغة بلا معنى ولا طعم ولا رائحة، ولا أحد يزوره، وغدت وحدته وماضيه وحاضره، ذئابا تنهشه!.. وعيادته تكاد تكون يافطة معلقة في السماء لا غير.. في انتظار أن تعثر عليها "الحبيبة"، إذا مرت من تحتها..
بعد خمسة أشهر من إقامته في الطريق المؤدي إلى منزل أهلها، حمل الهاتف صوتا، لكم اشتاق إليه وتلهفّ لسماعه: "سأعود لمهاتفتك، وقد أزورك قريبا"؛ قالت في المكالمة القصيرة، التي بددت وحشته وبعثت الروح فيه من جديد!! لكنه في نفسه ردد: "كاذبة؛ أعرف أنها لن تفي بوعدها!!"..
مرت الأيام وتراكم أساه الذي كاد أن يسفر عن وقوعه ضحية حالة نفسية مرضية مرعبة. في العادة، يقترح على طالبي النصح منه من المصابين باضطرابات نفسية أن ينطلقوا في الأفق المفتوح، وأن لا يتجمدوا في لحظات اليأس والقنوط والإحباط والكآبة والقلق والنظرة السوداوية للحياة.. الحرية علاج للنفس من أمراضها، كما يعتقد في نظريته؛ والحرية تلد البهجة.. "ألستُ أنا فيلسوف الحرية المبتهجة بذاتها؟!" قال لنفسه؛ اتخذ قراره: "إذن فلأنطلق!!".. الإرادة في عقيدته الفلسفية مطلب أساسي لمواجهة أمراضنا النفسية، وما يتعلق بها من أمراض جسدية. خطرت على باله، فكرة أن يزور ، بلد "الحبيبة" الذي تقيم فيه مع زوجها.. شرع على الفور، بتحويل الخاطر إلى حدث! اتجه إلى موقف السيارات، ركب السيارة التي تقف على رأس طابور سيارات الأجرة العاملة على خط رفح/غزة، كان لا يزال هناك مقعدين شاغرين فيها، ولن تتحرك السيارة قبل اكتمال حمولتها؛ قال للسائق: "انطلق، وسأدفع أنا أجرة المقعدين الشاغرين".. وصلت السيارة إلى غزة، استقل سيارة أخرى، وطلب من سائقها، أن ينقله إلى بلد سكنى زوجها "الحبيبة".. شمّ عطرا، مثل عطر جسمها، شعر وكأن دهرا مديدا، يفصله، عن أول مرة، شمّ فيها عطر أنوثتها.. راودته نفسه على أن ينتقل إلى هنا، وعلى الفور، أخذ يبحث عن بيت للإيجار.. قاله في نفسه: "أريده واسعا، يصلح لأقيم فيه مركزا لرعاية الأمومة والطفولة، لعل "الحبيبة" تقصده، فيراها؛ وسأسميه باسم ابنها، شهاب، إني مشتاق لرؤيته واحتضانه وتقبيله، بقدر اشتياقي لرؤيتها وضمها إلى صدري!!"..
بعد عناء استغرق وقتا طويلا، لامس غروب الشمس، دلّه، رجل من أهل القرية، على قريب له، يملك بيتا فارغا، وواسعا، وفي مكان يصلح لمشروعه، الذي وصفه، بأنه مشروع خيري، سيقدم خدمات مجانية، في بلد لم يحظَ، من قبل، بعناية بالأطفال، وأمهاتهن! وصحبه الرجل الطيب، إلى صاحب البيت، الذي ذكره.. وصلا، استقبلهما صاحب البيت بحفاوة، أحضر القهوة؛ تذكّر القهوة، التي صنعتها له "الحبيبة"، في مرة زارته؛ "قد تكون "الحبيبة" في مكان قريب مني الآن، إني أشمّ رائحة أنثوية، تنفذ إلى صدري، كأني شممتها من قبل"؛ قال لنفسه.. صمت، تذكرها عندما زارته، وكانت مساعدته يومها صائمة، وحين طلب منها، أن تُعِدّ فنجانين من القهوة، اعتذرت، والغيرة تأكلها، بحجة أنها لا تريد إفساد صومها! فنهضت "الحبيبة"، في رشاقة غزال: "أنا أُعِدّها!"، جلسا يحتسيان القهوة، في شرفة بيته العالية، المتربعة فوق كفّ الهواء.. انضمّت مساعدته إليهما، حسرت "الحبيبة" خمارها عن رأسها، وأرخت شعرها.. كان شعرها حريرا، ينسدل بدلال واختيال، فقال: "إني أرى بدرا، يضيئ ليلي الموحش الحالك!"؛ امتعضت المساعدة، واحتجت: "هذا حرام!" رمقتها "الحبيبة" بعينيها الواسعتين الرائقتين البنيتين المبتهجتين، ولم تنطق بحرف، خرجت المساعدة، بغيظ مكتوم، واختفت!.. كان يقبض على فنجان القهوة، وهو في ضيافة صاحب العقار، المرشّح، لإقامة مشروعه الخيري، فيه، بيدين تهتزان، كانت عيناه تحدقان في فضاء بدأ يظلم.. رحّب مضيفه به، من جديد، بصوت عال، ردّه من غيابه: "آسف، أحذت من وقتكم الكثير، يبدو أني تأخرت، أخشى أن لا أجد سيارة تنقلني، أنا أسكن في مكان بعيد، نعم، أنا أحبّ هذه القرية، وأحبّ أهلها الطيبين الكرماء، أودّ أن أنتقل إليها!"؛ استأذن، وانصرف! حين وصل إلى هنا، بدأ بالسؤال، عمّا إذا كان هناك تاجر عقارات، موثوق به، ليساعده في الحصول على مكان يناسبه! كان يعرف، أن زوج "الحبيبة"، المقيم هنا، تاجر عقارات، كاد طفل أن يقول: "أنا أعرف!"؛ لطمته أمّه على وجهه، وأمرته أن ينصرف! وتمتمت المرأة: لا أحد هنا، يحب التعامل مع الثور المتوحش!".. راودته نفسه: لماذا لا يذهب إلى بيت زوج "الحبيبة"، بذريعة الاستعانة بزوجها، لمساعدته في الحصول على ما يبحث عنه؟!؛ تردد، تخلّى عن هذه الفكرة: "لا أريد رؤيتها، ذليلة مكسورة الجناح، في بيت الثور الهائج الشرير!"..
مشى خطوات قليلة، توقف، استدار إلى الخلف، لا زال الرجلان واقفان خارج بيت مضيفه، يتهامسان: "لم يسأل عن العقار، كأنه نسي، وربما ليس جادّا، أو لعلّه يعبث!"؛ أضاف الآخر: "أمره محيّر، يبدو أنه مؤدّب ومحترم، لكنه شارد الذهن!".. لوّح لهما، عاد إليهما: "آسف، نسيت ما جئت من أجله، هل تتكرمان بتمكيني من مشاهدة العقار؟!.. صعدوا تلّا يقع وسط البلدة، دخلوا بابا مفتوحا على مصراعيه.. "الناس هنا لا يغلقون أبوابهم، لكن، هنا واحدا فقط، يغلق أبوابه، جميعنا ننبذه، ونتحاشاه!" قال أحد الرجلين، أضاف الآخر: "غشّاش وطماع وسارق، ويبيع ممتلكات غائبين، يزوّر الأوراق الرسمية، مدعوم من فاسدين ذوي مناصب رفيعة!"، تفل الرجلان عن شماليهما، معا، خفض رأسه، تأوّه، وكاد يقول: "أعرفه!"، انحدرت دمعتان على خدّيه، رآهما الرجلان، وقالا، كل في سرّه: "وراء هذا الغريب قصة حزن كبيرة ومكتومة!".. قال رفيقاه، إنهما سيتركانه وحده، ليتفحص المكان على مهل وبعناية، ودون تدخل منهما، صافحاه بوِدّ عميق، وانصرفا.. سارع فصعد إلى السطح، وقف وسطه، دار حول نفسه، مرات عديدة، كأنه يبحث عنها: "إنها تقيم في إحدى هذه البيوت التي أمامي".. كان في مركز دائرة جميع مساكن أهل البلدة، تترامي جميعها حوله، ينخفض مستوى سطوحها، عن مستوى مكانه، رأى النساء في الأفنية المكشوفة، حاسرات الرؤوس، ومتكئات أو نائمات، أو يرضعهن أطفالهن، رأى بعضهن يغتسلن، ورأى بعضهن في أحضان أزواجهن! ورأى بعضن يتسامرن وبعضهن يتناولن العشاء برفقه أزواجهن وأبنائهن، لفّت رأسه، ومادت الأرض به، هوى، ثمّ أفاق، فوقف وكان حلوك الليل قد لبس الناس، وأظلمت الطرقات وأظلمت نفسه، جرجر ساقيه المرتخيتين، نحو موقف السيارات، وجده مقفرا نائما في سبات عميق، فما حيلته؟! وقف صامتا، جلس على الأرض، أسند ظهره إلى جدار، ابتسمت عيناه، قفز قلبه بالفرح، تخيلها، وهي تدخل باب مركز الطفولة والأمومة المرتقب، معها ابنها، وتخيّل نفسه، وهو يندفع نحوهما، يضمها بشغف، ويضم ابنها معها! جفل فجأة، تخيل، ثورا وحشيّا هائجا، يقتحم المركز، ويحمل فأسا بيده، فيحطم ثلاثة رؤوس، قبل أن تنفك عن عناق يضمّها! شقّت أضواء سيارة، حلكة الليل، نهض، توقفت عند قدميه: "تفضّلْ بالركوب"؛ قال السائق.. وانطلق مسرعا، أخبر السائق عن وجهته، وأخذه نوم عميق، استيقظ منه، على صوت السائق يقول له: "الحمد لله على سلامتك وسلامتي، كدنا نموت، أنقذتنا عناية الله وحدها، من اصطدام بدا محتوما، بشاحنة سريعة وكانت مثقَلة تترنّح، مقبلة من الاتجاه المعاكس؛ تركتك نائما، أحببت أن لا أزعجك!"..
استعد، في صباح اليوم التالي، للعودة إلى بلد زوج "الحبيبة"، لإكمال مشروع الرحيل إليه.. عرج على البقالة القريبة من سكنه، فيما تعبث صور بخياله: "هناك، سأتنفس من الهواء الذي تتنفس منه "الحبيبة"، وسنشرب من ماء واحد، تحت سماء واحدة، وفي حضن ليل واح،.. سأراها حين تصعد إلى سطح بيتها، لتنشر الغسيل، وسأراها في فنائها وسأرى طفلها وأراه يلعب ويمرح، وسأقترح عليها، أن تعمل معي! سأشترط على من يعمل معي، دواما يبدأ من الفجر حتى منتصف الليل، ويمتد طوال الأسبوع، ولن أوّظف أحدا سواها، سأخترع المعاذير، سأحتج بانعدام المال، الكافي لتوظيف أناس آخرين، وسأهيئ المكان بمطعم، وسأوفر فيه ما ترغب في تناوله هي وطفلها، وسأخصص مكانا للعب طفلها، ومكانا لجلسات استرخاء، بمقعدين مريحين، وسأجعل من السطح حديقة غنّاء، تضمّ بركة سباحة.. و.. و..!" وتذكّر أن الدائرة المحيطة مباشرة، بالعقار الذي اختاره لتنفيذ مشروعه فيه، تتكون من بيوت تكشف عن ثراء ساكنيها، فقال لنفسه: "سيكون بيتها قريبا مني، قد يكون ملاصقا لي!" وكان، ولدى مروره في الشارع الذي يضم بناء المركز الحلم، ويضم معه، بيوتا خلبت لبّه، قد توقف أمام أغطية جميلة وثمينة وذات ذوق رفيع، منشورة على شرفة رحبة، بدهان سماوي ساطع، يستهويه، فتبادر إلى ذهنه، أنها شرفة "الحبيبة"! حدّق طويلا، في الشرفة، ونوافذ المنزل، ومصمص شفتيه ومضى!
سأل صاحب البقالة القريبة من مسكنه الراهن: "هل تتوقع مرور مالك شقتي، بك اليوم؟"؛ قال له صاحب البقالة: "ماذا تريد منه؟".
- " أريد إبلاغه بأنني سأترك الشقة نهاية الشهر الحالي".
- "إلى أين ستنتقل؟".
- "إلى شقة أخرى".
وأكمل في سريرته : "إلى هواء "الحبيبة" ومائها وعطرها وشمسها وقربها!!".
- "لماذا لا تنتقل إلى شقة الرجل العجوز؛ رأيته يُخليها".
- "هل أنت جاد فيما تقول؟!".
- "أؤكد لك أنني رأيته ينقل أثاثه وحقائبه ويرحل منها، شقته أفضل لك من أية شقة أخرى!!".
"هذا ما أنتظره من وقت طويل"؛ قال في سريرته.. وبعد دقائق معدودة، طلب من أبي "الحبيبة"، استئجار الشقة التي أخلاها أبو سليم.. رد الرجل: " لكن أبا سليم، لم يُخل الشقة!"..
- "أخلاها!"..
- "أنا لا أعلم بذلك، لماذا أحفى عني الأمر؟!، كنت سأرحب برحيله منها، وسأعاونه أيضا!"..
الشقة فارغة، أبوابها ونوافذها فاغرة الأفواه..
- "أريد استئجارها!"..
- "موافق، متى ستنتقل إليها؟"..
- "اليوم!"..
****



#حسن_ميّ_النوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية: هدى والتينة (11)
- رواية: هدى والتينة (10)
- رواية: هدى والتينة (9)
- رواية: هدى والتينة (8)
- غَزَلِيّاتٌ نُوراحَسَنِيَّة
- من رواية: هدى والتينة
- رواية: هدى والتينة (7)
- رواية: هدى والتينة (6)
- رواية: هدى والتينة (5)
- رواية: هدى والتينة (4)
- رواية: هدى والتينة (3)
- رواية: هدى والتينة (2)
- رواية: هدى والتينة (1)
- الحب حق فانصروه ينصركم!
- الملحد أفسد عقليا من المتدين، وكلاهما يؤمنان بإلاه!
- لليهود حق تاريخي ديني في فلسطين، ولا يحق لهم إقامة دولة لهم ...
- ما هو السر وراء تديُّن النساء رغم امتهان الأديان لهن؟!
- المرأة بفطرتها: إباحية انتقائية
- نحو إلاه رحمي منفتح.. من دين ذكري قاتل إلى إيمان أمومي روحي ...
- هل الله والنبي يفعلان ما يريده الشيطان؟!


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن ميّ النوراني - رواية: هدى والتينة (12)