|
لا تدبك إن كان قربك ميّت
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 7009 - 2021 / 9 / 4 - 19:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نجيد الدّبكة ، و الاستماع إلى الأهازيج البدائية ، أحدنا يرقص من أجل الحسين، و الآخر من أجل نصرة الرّسول ، و البعض ضاع في معمعة التّخلّف . أسمع بعض أخبار أفغانستان من صديقتي الافتراضية " ماجدة جاد " التي أتابعها كونها سويدية ، وتعمل كمراسلة صحفية في أفغانستان ، كما أنني أقرأ مقالات للنساء الأفغانيات اللواتي يكتبن في الصحف الغربية بالإنكليزية ، وقد قرأت مقالة على الأتلانتك تقول فيها الكاتبة أن النساء في أفغانستان يمزّقن شهاداتهن ، و الفنانين يمزقن رسومهم ، و الصحفيين يتخفون ، مع أن طالبان وعدت بديموقراطية وفق الشريعة الإسلامية . إحدى النساء الأفغانيات قالت: كنت إنسانة ذات قيمة، و أصبحت لاجئة بائسة . أكتب عن أفغانستان كي أقارن الوضع بينها وبين الوضع في سورية ، مع العلم أن أمريكا أجلت مئة ألف أفغاني أغلبهم من ذوي االخبرات ، وكذلك إنكلترا ، وكل الدول الغربية، بينما غامر السّوريين في البحر و البر ، والجو، و أغلب السوريين من ذوي الخبرات لم يأتوا عن طريق الأمم المتحدة، أو عن طريق المنظمات الإنسانية ، فأغلب من تبنته المنّظمت الإنسانية هم من المنتفعين من النّظام السّابق ، أو من الإسلاميين . أي أن العقول السّورية لجأت إلى الغرب كي تمارس عملها الهام هناك ، وغامرت في الوصول ، وهنا تعكس نسبة الأطباء من طالبي اللجوء تلك النسبة ، وكأن سورية غير معنية بالطبيب، بل إن عدد من قتل من الأطباء يبعث على الرّعب . هل يوجد في سورية ما يشبه طالبان أفغانستان؟ بالطبّع ، وربما السّوريين أكثر تشدّداً ، حيث أصبح الإرهاب مهنة تحت ستار الدّين . لا شكّ أن لكلّ فعل ردة فعل ، وقد كان لتطهير الأماكن السنية من سكانها ردّة فعل مماثلة ، جعلت مسار الثورة يتحول إلى مسار ديني . اليوم الدّور على درعا ، وقد سمعنا الكثير عن مجلس العشائر حتى أن البعض عقد عليه أهمية قصوى، و إذ به اليوم يكتب رسالة إلى ملك الأردن يستعطفه كي ينتقلون إلى الإردن ، ومن باب التضامن مع درعا تم التكبير في الجوامع وتوزيع المصاحف ، لكن ماذا عن الشّباب الذي فقد حياته ؟ لا أحد يجيب . يكفي أمه أن تقضي حياتها بين المقبرة ، و المنزل . عندما يموت الناس جماعة ليس من حقك أن تدبك حتى على أهازيج حماسية ، فأنت تسخر من أهل الميت، ونحن لسنا " أعراباً ننازل بعضنا البعض" نحن أفراداً أمام آلة قتل دولية، ومحليّة . أتساءل أحياناً سواء قسّمت سورية أم لم تقسّم ، و التقسيم غير مهم ، فلو وجد قسم من سورية آمن وفيه إدارة تستطيع أن تؤمن العمل بحده الأدنى و التعليم الحقيقي، وليس تحفيظ القرآن ، وفيه ضمان صحيّ ، للجأنا جميعاً إليه ، وطورناه ، وكان أفضل من اللجوء للغرب ، لكن عندما ضاقت السبل كان ماكان. نحن اليوم مقسّمون كطوائف، كمناطق ، كقوميات، فهل هناك تقسيم أكبر من هذا ؟ إنه الواقع . هناك شقّ مغيب في هذه المعادلة، وهنّ النساء ، عندما تنظر إلى النساء في المحرّر تتمنى لو أنّك تعيش في كابول ، فنساء كابول قمن بتحدي طالبان وتظاهرن بلباس طبيعي ودون نقاب ، لكن نساء المحرّر لن يفعلن ذلك. طبعاً اسم المحرّر هو تنمّر على الواقع . أعتقد أنه لو نكفّ جميعاً عن الرّقص من أجل النصر لكان الوضع أفضل . يجب أن نعيش الواقع كي نستطيع الخروج منه ، وهنا أرغب أن أقول أن هناك فرقاً بين الإيمان الذي هو قضية روحانية ، و التمسّك بأشياء أغلبها تتعلّق بالنساء، و ببعض الأفكار الإرهابية . كن مؤمناً قدر ما ترغب ، ولا تكن إرهابياً . قد يقول قائل إنها تهمة لصالح النّظام؟ عن أي نظام تتحدثون؟ هل نظام الولي الفقيه ، أم نظام بوتين؟ النظام السّوري غير موجود، وكذلك المعارضة، وباقي الناس يتضورون جوعاً ، فقط نطلب أن ترحموا ذلك الشعب المسكين، وتكفوا عن الرّقص .
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشبه الكوابيس
-
حول الرفاه و المال
-
من مذكرات أمل
-
ماذا حملنا في حقائبنا إلى الغرب
-
تمجيد الدّكتاتورية
-
آلهة الرّحمة
-
هل سوف ينجو بايدن من الأزمة السياسية
-
سكسون
-
قيم سارة
-
مذطرات أمل المبعثرة
-
العمق، و السّطحيّة
-
لا تصدقوا وعود طالبان
-
التّطبع مع المكان
-
هل تغيرت طالبان؟
-
رأي المجتمع بالنساء
-
سقوط نظام أفغانستان
-
ما بعد طالبان
-
قصة موت في برج التجارة العالمي
-
ثرثرة من أجل الثرثرة
-
ثوري ، أم غير ثوري؟
المزيد.....
-
هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية
...
-
لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في
...
-
القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم
...
-
رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش
...
-
-تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
-
بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا
...
-
الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
-
علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
-
-تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال
...
-
لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM-
...
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|