أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - رأي المجتمع بالنساء














المزيد.....

رأي المجتمع بالنساء


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6991 - 2021 / 8 / 17 - 10:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


امرأة قوية، امرأة غير منضبطة، امرأة منفلتة تعابير اجتماعية تستهدف النساء اللواتي يقفن دون سند من رجل يتقاسمن معه الرّغيف.
مذكرات أمل لا تنتهي
تقول:" وصفوني بالمرأة القوية أتدرون لماذا؟
الأمر ببساطة لأنني لم أشرح لهم سرّ استمرار زواجي برجل يصفونه هم " بالعرصة" و أصفه أنا بالمجنون . نعم . تزوجت مجنون وكان علي أن اداري نفسي من صراخه ، حاولت أن أفهمه بطريقة ما أن عليه أن يلتزم بالانفاق على أولاده ، فضرخ، أن يلتزم بعدم الصراخ فصرخ، لم يعد بيدي حيلة ، سجلت القضية ضد مجنون، وبدأت رحلة كفاحي ، و المجتمع بأكمله ينظر إليّ كا امرأة لا مبالية ، امرأة قوية، لا تهتم بزوجها . كنت أسمع مايقولون، فهم وقحون في مواجهتهم ، لكنني عملت بصمت .
قبل أن أكمل قصتي سوف أتحدّث لكم عن امرأة أخرى أعرفها ، كانت تزورني أحياناً ، حاربها المجتمع ، وعائلة زوجها ،فقط لأنها كانت ترغب أن تأكل وتطعم أطفالها، وصفوها بالفلتانة .
أنا وتلك المرأة كنا ضحايا عدم وجود رجل حقيقي في حياتنا ، وقد غضّ المجتمع نظره عن سلوك الأزواج . كيف يمكن لا مرأة الاستمرار في بيت اسمه " بيت الزوجية" دون وجود زوج ؟
في مرّة أتت صديقتي إلى بيتي ، وكانت قد أمسكت بزوجها مع امرأة أخرى ، قالت: سوف أتركه.ما رأيك ؟ قلت لها: هل لديك رصيد بنكي . قالت :لا. هل سوف تستطيعين إعالة أولادك؟ قالت: لا. قلت لها: تصرفي كأنك لم تعرفي أنه خائن. أنت امرأة لا تملكين شيئاً . قالت: هل أسكت عن الخيانة؟ قلت: نعم . في الوقت الحالي على الأقل . أنت تعيشين في سورية، و القانون شرعي ، وربما القانون أرحم من المجتمع. أنت لست في باريس حتى تتصرفي ، ولا تملكي من أسباب القوة شيئاً، و التحدّي هنا هو القدرة على الاستمرار .
المجتمع لديه حاسة شمّ قوية ، فإن عرف بضعفك تنمّر عليك. عالجي مشاكلك وفق الظروف، ولا تكوني ضحية . كانت حياتي هراء، لكنني لم أقبل أن أكون ضحية ، كلفني الأمر شبابي وطاقتي، لست نادمة، لكنني مصابة بألف داء منهم داء: عدم الإحساس بطعم الحياة. "
انتهى قسم من مذكرات أمل، لا أعرف مدى دقتها ، لكنّني ، وبمناسبة استعادة طالبان لسلطتها ، و هو يشبه أية سلطة فيها حكم إسلامي ، أو دكتاتوري ، وهنا سوف أولرد مثالاً عن عائلة أفغانية التقيت معهم في كامب اللجوء . كانت المرأة جميلة ، تضع غطاء رأس خفيف، و الرجل عصري ، لديهن فتاة بعمر أربع سنوات، كانت غرفتها مقابل غرفتي، أصبحنا صديقتان، وكنت أعلمها دروساً في اللغة العربية . كانت تبقى طوال اليوم مع ابنتها ، وزوجها إما في صيد السمك، أو يلعب كرة الطّاولة ، أو يجلس مع بعض الشباب السوريين يقطعون الوقت .
في مرة شكت لي أنه ألزمها بلبس غطاء الرأس ، و أنها عاشت مع عائلته الذين ظلموها ، و أنّها تخشى على ابنتها لو طلبت الطلاق ، وهي لا زالت لم تأخذ الإقامة . قالت لي أيضاً : أنه غير موجود ، تتمنى أحياناً أن يتحدث معها لأنها ملت الصمت.
في ذلك الشّرق المرأة غير موجودة سواء كان الحكم إسلامياً، أو دكتاتورياً ، وحتى عندما ترتقي إلى مستوى " الفن" ، وفي مرّة شاهدت على التلفاز مطربة كنت أحبّ أغانيها، لم أكن أسمع الأغنية بل كنت أفكّر أنها لم تصل دون أن تقدم جسدها، افترضتها تعيسة من الداخل ، بينما تبدو متألقة، بكيت عليها لأنها لو لو تدفع ثمناً لما وصلت إلى الشهرة، وربما الثمن يوميّ . بكيت عليها بينما كانت تضحك، و الجمهور يصفق لها وقوفاً .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط نظام أفغانستان
- ما بعد طالبان
- قصة موت في برج التجارة العالمي
- ثرثرة من أجل الثرثرة
- ثوري ، أم غير ثوري؟
- يوم الفخر - البرايد-
- زمن الرأي و الرأي الكاره
- مزيّفون دون أن ندري
- من حكايات أمل
- في النسوية ، وعقدة الزواج في سورية
- الجنس مقابل الترّقي في الوظيفة
- حقاً إن الفقر عار!
- صناديق الاقتراع
- ثورات الرّبيع، وحكام القطيع
- من الأسوأ
- عزيزتي الفتاة
- مرحلة الخراب الأدبي و الفني
- ميزان الصداقة
- احجز تذكرتك إلى الفضاء
- مزامير أمل


المزيد.....




- “بدون تشويش أو انقطاع” تردد قنوات الاطفال الجديدة 2024 القمر ...
- ناشطة إيرانية تدعو النساء إلى استخدام -سلاح الإنستغرام-
- شوفوا الفيديو على قناتنا وقولولنا رأيكم/ن
- دراسة تكتشف سببا غير متوقع وراء الرغبة الشديدة في تناول السك ...
- تجدد حملة القمع ضد النساء في إيران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ...
- سوريا.. انتهاكات وقتل جماعي في مراكز احتجاز
- جانيت.. طفلة سودانية رضيعة تعرضت للاغتصاب والقتل في مصر
- بعد وفاة امرأة بالسرطان.. شاهد مفاجأة صادمة لعائلتها عند الق ...
- دخل شهري.. رابط التسجيل في دعم الريف للنساء 1446 والشروط الم ...
- “احصلي على 15 ألف دينار”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية خلوف - رأي المجتمع بالنساء