أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - مزيّفون دون أن ندري














المزيد.....

مزيّفون دون أن ندري


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6977 - 2021 / 8 / 3 - 17:13
المحور: الادب والفن
    


لطالما سألت نفسي: هل أنا مزيّفة؟ كان الجواب .لا. أعبّر حقيقة عما يدور في ذهني، لا أهتم لما يقول النّاس. لم أفكّر يوماً أن الزّيف هو الحقيقة بنظر من يزيّفها ، نحن لا نعرف أنّنا مزيفون إلا بعد أن نراجع أنفسنا .
في مرّة كتبت مقالة حنين لدمشق، وبينما كنت أكتبها كانت أضلعي تلتهب بالحنين، ودمعي ينزل ، فخرج معي نصّ أدبي جميل لولا أن فيه بعض الأخطاء اللغوية، لكنّه كان نصّاً مزيّفاً. لماذا؟ لأنّني عند وصولي من دبي إلى بوابة المطار عومل جميع ركاب الطّائرة كالبهائم، وجلبوا من خلفهم وفداً كان قد أتى لزيارة السيدة زينب. الوفد إيراني ، دفعونا إلى الخلف ، و أدخلوهم، ويبدو الفقر قد أكل جزءاً منهم . أخذت تاكسي المطار بعد أن فُرجت، كنت أنظر في الطّريق فأراه خراباً، أقول لنفسي: قد يحاول السائق اختطافي في طريق آخر، لكنه هو . طريق المطار. تستطيع أن تراه بشكله الصحيح، أو المزيّف .
وذهبت إلى دمشق لأروي حنيني ، و أشبع ناظري من الحضارة، و أرتوي بشمّ الياسمين، كانت وجهتي جسر الرئيس ، هناك رأيت كابول تزهو بالفقر و التخلّف . قطعت زيارتي بعد أسبوع وعدت إلى دبي و أنا أقول: لو استطعت أن أبقى في دبي سوف أبقى، لكنني لا أضمن الإقامة . لا بأس سوف أبحث عن أيّ بلد غير سورية . لكن إن لم أوفق سوف أعود.
نحن نقرأ لنزار قباني ، ونسمع فرقة الطريق، ونقرّر أننا نشبههم واقعون في حبّ دمشق ، لا يخطر لنا أن قصيدة نزار حماسية، وهو نوع من التسويق، وفرقة الطريق كانت بحاجة لهذه المساحة فغنت لها. إنّه التسويق!
أما أنا أيّها السّادة، فقد تربيت على المبادئ الصارمة ، و الالتزام المعيب، لذا فإنّني كالمسمار، لا أحضر، ولا أغيب. هي تربية الفقراء، و إيمانهم، وبينما يسعى ذلك الشاعر للشتم كنوع من الفلفل من أجل الترويج نحمله على أكتافنا، نجعله بطل كرة القدم في الأولمبياد، وبالتدريج نلعن من يقترب منه، وليس المقصود نزار ، فقد قرأت لنزار في سنين المراهقة حيث كان ممنوعاً على الشيوعيين القراءة له، فقط لمحمود درويش . . . وغيره، و إذ بالجميع كما الجميع، ونحن نخزّن في أذهاننا ذلك الفكر الشعبوي ، ويمكننا من خلال التزييف كتابة مقالة عن محمد الماغوط بطريقة أجعله ثورياً مثالياً اللاوياً" إلهي" ، وسيرضى عنّي أهل مدينتي ، وربما فعلت ذلك، لكن كنت مقتنعة بالذاكرة الشعبوية المزيفة.
نظرت لنفسي -أنا المستقيمة، الجدية، الثورية، الحقيقيّة- فإذ بي مزيّفة. كلهم عملوا على مصالحهم ، وبقيت أصواتهم تلعلع بالاستقامة و المبدئية إلا أنا.
ليس هنا الموضوع ، لكن ماذا تفعل عندما تكتشف أن كل مبادئك ليست إلا كذبة؟
هنا أرغب أن أورد مثالاً ليس عنّي ، وهو عن الثورجيين الذين دعموا درعا، ولا شكّ أن قلبي مع المحاصرين في درعا لأنهم فقراء، و الأغنياء لا يموتون. كانت نتيجة الحصار واضحة وضوح الشّمس، لكن من يتجرأ بقول الحقيقة أمام تلك الثورة الشعبوية المتضامنة مع درعا،كان سوف يشتم ، و اليوم صمتوا كي يتباكوا بعد يوم أو أكثر.
أغلبنا مزيّف دون أن يدري ، لكنّك عندما لا تستطيع القراءة لشخص، أو الاستماع إليه، فأنت كشفته دون أن تدري. .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حكايات أمل
- في النسوية ، وعقدة الزواج في سورية
- الجنس مقابل الترّقي في الوظيفة
- حقاً إن الفقر عار!
- صناديق الاقتراع
- ثورات الرّبيع، وحكام القطيع
- من الأسوأ
- عزيزتي الفتاة
- مرحلة الخراب الأدبي و الفني
- ميزان الصداقة
- احجز تذكرتك إلى الفضاء
- مزامير أمل
- من مذكرات امرأة مستورة
- تعلّم الحريّة
- امرأة لا مبالية
- الحريّة الدينية
- كأنّني انتحرت
- لغة الصّمت
- المارد الذي يعيش فيّ
- حول انسحاب تركيا من اتفاقية استانبول


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - مزيّفون دون أن ندري