أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل سينزل الشعب الى الشارع















المزيد.....


هل سينزل الشعب الى الشارع


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7002 - 2021 / 8 / 28 - 17:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فضلت استعمال سينزل بدل نزول . فالنزول يعني التأكيد واليقين ، في حين يعني سينزل ، الاحتمال الذي يبقى مربوطا بالظرفية ، وبالظروف ، والزمن .. ان الفرق بين الكلمتين هو حرف ( س ) الذي ينفي التأكيد ، لصالح الاحتمال ، ومجرد التساؤل .
فاذا تحققت الظروف ، والظرفية ، واصبح الزمان مؤاتيا ، اكيد سيتحول مجرد التساؤل عن النزول ب (سينزل ) ، الى نزول . وطبعا سيصبح التساؤل الذي يشغل الجميع ، هو مدى القدرة على ادراك نتائج النزول ، التي تتحدد قوتها او ضعفها، بنوع الظرفية والظروف السائدة عند النزول ..
النزول حتمي ، وقادم لا محالة . أي لا هروب منه . ومن يشك فيه ، يبقى بعيدا عن القراءات الاستقصائية التي تنبء بالحدث ، وبنوع نتائجه حتى قبل ان يحصل ..
النظام السلطاني متيقن من ان النزول وارد ، وهو مرتبك منه ، ومن وسائل مواجهته . لكن يحاول سبق الزمن بتجنب النزول ، او بالحد من نتائجه التي تبقى مرشحة على جميع الاحتمالات ، وبما فيها التغيير الجذري ، ما دام ان النظام في وضع دولي لا يحسد عليه . وضع مطبوع بالعزلة التي تعني انه لم يعد مرغوبا فيه دوليا .. والدليل الموقف الدولي ، حتى من قبل من كان السلطان يعتبرهم من الأصدقاء المميزين ، كفرنسا ، واسبانيا ، ودول الاتحاد الأوربي ، من اعتراف Trump المقلب بمغربية الصحراء ، وتنصل الرئيس الحالي John Biden من هذا الاعتراف اللاّإعتراف ، عندما ركز على المشروعية الدولية ، ونادى بضرورة السرعة في تعيين الممثل الشخصي للآمين العام للأمم المتحدة بنزاع الصحراء .. ناهيك عن الاتحاد الافريقي ، وروسيا ، والصين ، وكندا ... فوضع النظام دوليا ، وضع شاد وخطير ، لم يسبق حتى لنظام كوريا الشمالية الذي قارنه به محام فرنسي ، انْ وصله ..
اذن . النظام يفكر في هذا الوضع الخطير الذي هو عليه ، ومن صنعه لا من صنع غيره ، و( خبراءه ) غارقون في دراسة كل الاحتمالات التي قد يصبح عليها النظام السلطاني ، اذا حصل الفراغ الكبير في الحكم . أي اذا توفي الملك بسبب وضعه الصحي الحرج ، لان نوع المرض الذي يعاني منه السلطان يفقده أحيانا التمييز والادراك ، والدخول في شبه غيبوبة ، كما لاحظ المهتمون عندما كان بفرنسا الى جانب رؤساء الدول ، مما يطرح السؤال عن من يحكم اليوم المغرب ، ومن يحكم في المغرب .. فحتى منْ يرُدّ ذلك الى فرنسا ، فعلاقة هذه مع السلطان تمر بفتور ، خاصة بعد فضيحة التجسس على الفرنسيين ، بواسطة البرنامج الصهيوني Pegasus ، الذي لم يسلم منه هاتفي ، ولم يسلم حسابي الفسبوكي من الاختراق ، من قبل البوليس السياسي الذي قرصن ملفي الشخصي الفيسبوكي Il a bloqué mon profil Facebook sur ordinateur . ظلما ، ومن دون قرار قضائي في الامر .
ورغم لغة التودد التي استعملها السلطان في خطابه الأخير ، إزاء اسبانية وفرنسا ، فهذه بخلاف اسبانية التي تلقفت الخطاب بسرعة البرق ، واستجابت له ، بخلاف فرنسا ورئيسها Emanuel Macron الذي لزم الصمت ، وهو صمت يعني غضب الرئيس من السلطان الذي ادعى صداقته .. أي ان العلاقات قد تكون تمر بمنعطف متوتر ، سبق برنامج Pegasus بفترة بعيدة ..
فوضع النظام الدولي الذي يعاني فيه من العزلة ، جعلته يعطي كل شيء للإسباني ، دون ان يظفر باي شيء . في حين ان اسبانية ربحت كل شيء ، ولم تخسر أي شيء ، لان مواقفها من نزاع الصحراء ، ظل هو القرارات الأممية ، وظل هو عدم الاعتراف بمغربية الصحراء . كما ان الطابع الاسباني لسبتة ومليلية ، زكاه قرار الاتحاد الأوربي وفرنسا ، بتضامنهم مع اسبانية الاوربية المسيحية ، ضد النظام السلطاني الذي يعتبرونه مصدر تهديد لأمنهم ، ولحدودهم الاوربية الافريقية ..
لقد نزل الشعب عبر التاريخ ، وعبر خمسة محاطات الى الشارع . نزل في 23 مارس 1965 ، ونزل في 9 يونيو 1981 ، وفي يناير 1984 ، ونزل في سنة 1990 ، دون المرور عن نزول حركة 20 فبراير الذي يختلف عن الإنزالات الأخرى ..
ففي الانزالات الأربع السابقة ، كان النزول بتلاقي ظروف مع ظرفية ، وقد كان وراء النزول أحزاب برجوازية صغيرة ، وما فوق الصغيرة .. وفي النزول ، الشعب تجاوز تلك الأحزاب عندما اصبح سيد الشارع . ورفعت شعارات تتجاوز أحزاب برجوازية الدولة ، عندما ردد المتظاهرون شعار اسقاط النظام ، والمحاكمات .. وهو شعار اضحى مهددا حتى للقيادات الحزبية البرجوازية ، التي تملك رجْلا مع الشعب كذبا ، وتملك أخرى مع النظام التي تدافع عن مصالحها ، من خلال الدفاع عنه . لأنها ترى ان سياسة النظام اللاّشعبية ، واللاّديمقراطية ، تهدد وجودها ، اكثر ما تهدد وجود النظام .. لذلك كانت المطالب محتشمة ، ومع ذلك النظام السلطاني رفضها ، لان في نظام السلطنة يوجد فقط السلطان التقليدي ، والباقي من حكومة ، وبرلمان ، وأحزاب، ورعايا ، يدخل في ملك السلطان ، كما سادت السلطنة قبل سنة 1956 .. وهو نظام تقليداني عدو للديمقراطية ، حتى في حدودها الدنيا والضيقة ..
هنا نفهم . كيف كانت مختلف حالات النزول ، متباعدة بين مطامح الأحزاب البرجوازية التي تخندقت وراء الشعارات المصلحية المطلبية ، وبين الشعب الذي نزل الى الشارع ، وبدأ يشير بأصبعه الى رأس السلطان ، والى السلطنة ، ويدعو الى اسقاطهما ..
النظام السلطاني المغربي الذي يعتبر فيه السلطان نفسه ، انا ربكم الأعلى ، انا الدولة ، والدولة انا .. واجه نزول الشعب الى الشارع ، طلبا للكرامة ، وللديمقراطية ، والعيش الكريم ، بالإبادة الجماعية التي وصلت الآلاف ، عندما شرع الجيش الذي هو جيش الشعب ، يكونه أبناء الشعب ، يطلق الرصاص الحي ضد المتظاهرين من الشعب ، من دون تمييز بين أطفال قاصرين ، ونساء ، وراشدين سياسيين . فكانت النتيجة حالكة وفظيعة ، جعلت النظام السلطاني محط ادانات من قبل جميع منظمات حقوق الانسان ، ومن قبل المثقفين ، الذين ندروا نفسهم لفضح جرائم النظام ، ضد الشعب . وكان من ابرز هؤلاء المثقفين الكتاب الكاتب Jil Perrault صاحب الكتاب الشهير الذي ازعج السلطان الحسن الثاني Notre ami le roi .. وكانت زوجة ابراهام السرفاتي Christine Daure – Serfaty التي كتبت كتاب TAZMAMART / une prison de la mort au Maroc / ، وكتاب آخرون مثل Bernard Violet الذي كتب كتاب L’affaire Ben Barka ..لخ ..
فاذا كان النظام السلطاني الذي يوجد فيه فقط السلطان ، يحظى بدعم الدول الاوربية ، والولايات المتحدة الامريكية ، بسبب الخدمات التي قدمها النظام للغرب اثناء الحر بالباردة ، بين المعسكرين المتقابلين ، ( الاشتراكي ) ، و ( الرأسمالي ) ، وبسبب مواقفه مع الدولة الصهيونية التي لم تكن تخفى على احد .. فالسؤال اليوم ، وبعد التغيير الجذري الذي أصبحت عليه الدول ، والعلاقات بين الدول ، وتركيز الكبار المسيطرين على القرار الاممي ، ومنهم دول الفيتو التي تركز على حقوق الانسان .. هل يستطع النظام المغربي ، ان يطلق ولو رصاصة واحدة على الشعب ، عند نزوله الحتمي الى الشارع ، طالبا للدولة الديمقراطية التي تتساوى فيها حقوقه ، ومكانته الاعتبارية ، والاقتصادية ، ومحاكمة من اثرى بلا سبب الثراء الفاحش ، ومفقري الشعب باستيلائهم على ثرواته وامواله ، التي هربوها الى خارج المغرب ..
والسؤال . اذا نزل الشعب ، وهو نازل ، ونزوله حتمي . كيف سيتصرف النظام السلطاني مع النزول ، وهو مكبل بأكبر ورم يهدد وجود الذي هو الصحراء ..
فهل سيكرر النموذج الأمني الخلاق ، عند قمعه لحراك الريف ، ولحركة 20 فبراير ، بالمراهنة على الملل ، وطول الوقت ، والارهاق ، والعياء ، واستعمال بعض الخونة الذين ضربوا حركة 20 فبراير من الداخل ، عندما انسحبوا وتركوها عارية ، وفي مواجهة مباشرة مع بوليس النظام السلطاني الذي شتتها ، وشرع من بعد ينتقم من زعماءها ، بفبركة المحاضر البوليسية على المقاص ، الذي كان يناسب درجة المتاعب الذي تسبب فيها للسلطان ابان اوج حركة 20 فبراير ..
والسؤال . لماذا لم يتم القاء القبض على عناصر العدل والإحسان ، التي انسحبت بصفقة مع النظام السلطاني ، فضحتها المتغيبة الغائية ابنة الأستاذ عبد السلام ياسين ، نادية ياسين بمقبرة ( الشهداء ) . وهي من سبق وصرحت قائلة " النظام سيسقط من تلقاء نفسه كفاكهة متعفنة " Le régime va tomber seul comme un fruit pourri
فاذا حاول النظام السلطاني تكرار المواجهة الأمنية الناعمة ، التي جربها مع حركة 20 فبراير ، ومع حراك الريف ، حيث لم يحصل اطلاق ولو رصاصة واحدة ، فنزول شعب في كل المغرب ، ولايات ، عمالات ، مدن كبيرة ، مدن صغيرة ، قرى ، مداشر ، وخاصة النزول الذي قد يكون خطيرا في الصحراء .. وتقرير الشعب الاستمرار في النزول من دون تراجع ، لان الفراغ القاتل في الحكم يغدي هذه المواقف .. فكيف سيتصرف النظام الذي سيكون مراقبا بعيون المحكمة الجنائية الدولية ، مجلس الامن ، الأمم المتحدة ، الاتحاد الافريقي ..... هل سيتجرأ ويشرع في اطلاق الرصاص كما حصل في الانزالات الاربع السابقة .. فانْ فعلها سيكون قد انتحر عن طيب خاطره ، خاصة وان وضعه كنظام معزول ، يجعله معرضا لجميع الاحتمالات التي تصيب وجوده ..
واذا تخلى عن الاجراء البوليسي الناعم ، ولجأ الى العنف الذي سيمتد بشكل كبير الى الصحراء ، هنا يكون بتصرفه الاحمق الذي يشبه تصرف نيرون الذي احرق روما ، قد سهل سرعة انفصال الصحراء ، وانفصال الريف ، وانفصال كل المغرب ..
اذن . ان ّكلا الاجراءين ، مداقه مر للسلطان وللسلطنة ، مرارة الزقوم ، ومداقه مداق العلقم .. خاصة امام رفع الغطاء الفرنسي الذي لن يتردد مع المنتظم الدولي في تسريع التفتيت للمغرب .. لان في السياسة وفي المصالح ، وفي تنفيد المخططات والمشاريع ، تنتفي الصداقة ، ولا يجد غير الجد .. أي انتظار الصدمة الكبرى للسلطان .. وهي صدمة نشاهدها اليوم من الموقف الفرنسي والاسباني والامريكي .. لخ ، من مغربية الصحراء ، ومن تأزم العلاقات بين الدولة السلطانية ، وبين الدولة الاسبانية ..
فحين يصرح وبالمكشوف وزير الخارجية الفرنسي Jean-Ive le Drian ، وبحضور وزيرة خارجية اسبانية السابقة Arancha Gonzalez Maya ، بِ . ان فرنسا تقف مع الدولة الاسبانية ، الاوربية ، المسيحية ، ضد الدولة السلطانية .. ولم يبق له غير القول انّ فرنسا ستقف مع الدولة الاسبانية العضو بالحلف الأطلسي ، في أي نزاع مسلح مع الدولة السلطانية .. ..
فالوضع بالنسبة للنظام السلطاني المغربي ،هو وضع محرج ، وغير محسود عليه .. وهو دليل عن العزلة الدولية التي يعاني منها النظام ، الذي اضحى متقوقعا داخل قصره ، ينتظر الانفراج والفرج ، لنجدة النظام من السقوط ..
فعندما تكون معزولا . فهذا يعني انك أصبحت غير مرغوب فيك .. وهذا يعني انتظار جميع السيناريوهات ، وبما فيها تجاوز النظام ... سواء بخلق سبب استبداله بنظام آخر مقبول ، بملك جديد ، وليس بسلطان ، وقد يتطور الاجراء الى تغيير كل الدولة ، وليس فقط النظام ، ما دام ان مشروع الشرق الأوسط الكبير ، وشمال افريقيا يحترم اجندته المرسومة ..
ان موقف الاتحاد الأوربي ، وعلى رأسه فرنسا واسبانية الجارة الكاثوليكية ، وموقف الإدارة الامريكية ل John Biden ، ودول الفتو بمجلس الامن .... من معارضتهم مغربية الصحراء ، هي في الصميم معارضة للنظام السلطاني الذي لم يعد مقبولا ... والمدخل الرئيسي المتحكم فيه للتحكم في تغيير النظام ، وتغيير الجغرافية ، يبقى هو الصحراء .. ودائما سيبررون بكون التصرف الذي سيحصل ، هو تصرف مشروع ، لأنه يستند الى الشرعية الدولية .. وتصبح الشرعية الدولية ، والأمم المتحدة ، بمجزرة تذبح فيها القضايا الوطنية العادلة للشعوب .. فعند ضياع الصحراء الذي يقف وراءه الغربيون ، فهم يكونون يشتغلون على اسقاط النظام السلطاني لا غير .. ومن لم يفهم كل ما يحبك ويخطط للصحراء ، ولوحدة المغرب ، سيتفاجأ كما قال الشاعر : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ..
في الخطاب الأخير الذي وجهه رئيس الدولة كسلطان ، وليس كملك ، نوه السلطان بجهازه البوليسي السياسي ، واثنى عليه . وهذا التنويه ، والثني ، والاشادة .. هي مباركة للأمير لجميع الاعتداءات ، والمظالم التي يقوم بها جهاز البوليس السياسي ، ضد النشطاء ، ولو كان نشاطهم سلميا .. والخطورة ان الاحكام التي تصدرها محاكم السلطان وباسمه ، تستجيب لمحاضر البوليس السياسي ، حتى وانّ قضاة السلطان ، يعرفون ان المحاضر مزورة ومنفوخ فيها ، بهدف ادخال النشاط الى سجون السلطان ، لان الدولة دولته .. والجميع جيش مجند لخدمة السلطان .
ان الثناء على البوليس السياسي للسلطان ، ومنه الثناء على الجهاز السلطوي القروسطوي ، الذي يمثل الاطار الأيديولوجي لتصريف ثقافة السلطنة المخزنولوجية .. هو اعتراف من السلطان فقط بالأجهزة البوليسية السياسية القمعية ، واعتراف بالجهاز السلطوي ، الاطار الأيديولوجي للدولة السلطانية ، النيوبتريمونيالية ، النيوبتريركية ، النيورعوية ، المخزنية ، الغارقة في التقاليد المرعية ، والطقوس السلطانية المعادية للديمقراطية حتى في حدودها الدنيا والضيقة ..
وعندما يبرق مولانا السلطان ، برقية عزاء الى المدير العام للبوليس السياسي الذي ماتت امه مؤخرا .. ومن يعرف قصد الرسالة ، هو مباركة ورضى السلطان على البوليس السياسي DGST .. فكل هذا ليس له من فهم وتفسير ، غير مباركة الخروقات والمظالم التي تقوم بها هذه الأجهزة ، التي تعمل على تغليف فكر الناس ، بما يحول دون الاجتهاد ، وبما يحول دون الاستقلالية في الرأي ، وفي الاختيار .. ومن ثم الجميع يشتغل على سيادة السلطان والسلطنة ، وخارجهما هو خروج عن المألوف ، وعن العادات ، والتقاليد التي تجعل الرعايا رعايا السلطان ، لا رعايا المؤسسات التي هي في ملك السلطان ، لأنها ما شُرّعت الاّ لكي تخدمه ...
أكيد ان المدير العام للبوليس السياسي ، ووزير الجهاز الأيديولوجي السلطوي ، الذي يصرف الثقافة السلطانية من خلال القنوات الأيديولوجية المختلفة ، وبما فيها ( الجّوطِية ) الانتخابوية ... سيشرعون الآن بمضاعفة اعتداءاتهم ، وفي تصرفهم حاملين ( للزرواطة ) ، لا منضبطين للقانون الذي يطبق فقط على الرعايا المساكين ، ويستثني ( علية ) القوم ..
ففي هذا الصدد قام البوليس السياسي بالاعتداء على ملفي الفسبوكي Il a bloqué mon profil Facebook sur mon ordinateur ، واخترق حسابي الفسبوكي ، وشرع يستعمله ، كأنه حسابه . وهنا لا يخجل ولا يتردد في التشويش اثناء اشتغالي على الحاسوب .. وهاتفي النقال لم يسلم من برنامج Pegasus الذي كان ضحيته الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ..
النظام السلطاني مريض بهاجس الخوف من الشعب ، ومن الرعايا عندما ستتحول الى اشعب ، عند حصول الفراغ الكبير في الحكم . وعندما سينزل الجميع الى الشارع .. ففراغ الحكم المنتظر قد يخدم النزول الى الشارع ، وهذه المرة لن تتكرر الأسطوانة المبنجة ، ملك الفقراء ، المفهوم الجديد للسلطة ، سواسية المواطنين امام القانون ، العدل الغائب ....
وهو يخدم الآن البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي ، لتشددهما وتجاوزهما لسلطاتهما في ممارسة الشأن العام ، بالاعتداء على المواطنين ..
لكن ما يغيب عن هؤلاء البلداء الرديئين ، ان ما يقومون به من استفزاز ، وقهر للشعب ، وللرعايا ، واسرافهم في ممارسة الضغط على المغاربة ، هو ما سيعجل بالنزول الى الشارع بمجرد حصول الفراغ في الحكم . أي بمجرد موت الملك ..
فالضغط المضغوط به المجتمع ، سيتحول الى انفجار سيفجر كل المغرب ، وهو قادم وحتمي .. لان السيل فات الزبى ولم يبلغه فقط .. ويكون الجهاز البوليسي السياسي ، والجهاز السلطوي القروسطوي الرجعي .. قد تسببا في ما سيحصل عند غياب الملك المريض . وعند النزول المنتظر للشعب ، وللرعايا الى الشارع ، فلا قوة تستطع ارجاعهم ، او تخويفهم ...
ولقراءة المشهد جيدا ، فان اهم مرجع ، هو نسبة المقاطعة الشعبية للمسرحية الانتخابوية ، التي ستكون قوية ، ولم يسبق ان حصلت مقاطعة كالقادمة في تاريخ الاستحقاقات الانتخابوية التي عرفها المغرب ، منذ بداية ستينات القرن الماضي ..
وبالإضافة الى اشادة مولانا السلطان ظل الله في ارضه ، بجهازه البوليسي السياسي ، وتعزيته للمدير العام للبوليس السياسي في امه ، فان مجيء الوحش كورونا ، وما رافقه من إجراءات قمعية وتجويعية ، مكن البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي القروسطوي ، من جس نبض الرعايا سيكولوجيا ، للتأكد من درجة خوفهم من ( المخزن ) ، والانقياد لأوامره واجراءاته ، التي وصلت درجة التماهي مع اخبار كورونا ، التي جعلتهم . أي الجهاز البوليسي السياسي ، والجهاز السلطوي ، يقتنعون بخلاصة بوليسية بليدة ، ان الوضع جد متحكم فيه . ولا خوف منْ ما تم ترديده عند تولي السلطان أمور السلطنة ، بعد وفاة الحسن الثاني رحمه الله .. لذا فان يجسد خوف الرعية من كورونا ، مظاهر واسس الدولة السلطانية الحقيقية ، الدولة ، النيوبتريومونيالية ، النيوبتريركية ، النيورعوية ، المخزنية ، لان الدولة المخزنية ، هي الدولة السلطانية .... ويصبح الجميع متعلقا ومتشبثا بشخص السلطان ، التي تعمه البركة كما كان عليه الحال قبل سنة 1956 ( ظهور محمد الخامس في القمر .... ) .. يكون الوحش كرونا الذي استغله النظام جيدا ، قد اعطى اكله الممتاز بالتفسير البوليسي السياسي ، من ان الأوضاع جد متحكم فيها ...
فالضغط والقمع يزداد على المجتمع . والخوف من الفراغ الذي ينتظره الجميع ، عند وفاة الملك المريض شفاه الله ، لم يعد في نظر البوليس السياسي امرا ، او بخطر يفزع ... فسُكون المجتمع ، يفهمونه انه ضبط وتحكم في الوضع .. ومن ثم يجب انتظار المزيد من الضغط ، والمزيد من الاعتداءات ، والشطط في ممارسة السلطة .. لان الرعية استأنست حياة الرعية التي لا مفر لها منها ابدا ..
لكن الحقيقة الفاقعة للاعين . ان من حرر خطاب الملك الذي يمجد فيه فقط البوليس السياسي ، ومنه الجهاز السلطوي ، يجهل ان السلطان الذي قرأ بصعوبة الخطابين ... كان يجهل ما كان يقرأه . فالمرض الذي يعاني منه يسبب له الغيبوبة ، وعدم التمييز ، وعدم الادراك .. فالخطاب تم حشوه بطريقة مكيافيلية من قبل المسؤول عن البوليس السياسي ، والمسؤول عن الجهاز السلطوي ، الذي هو صديق الملك ، ومستشاره الأول فؤاد الهمة .. لتبرير مواصلة القبضة الحديدية على الدولة السلطانية .. ولتأخير اية هزة يمكن ان تحصل قبل موعدها ، وبشكل مفاجئ ، تفسد مخطط فؤاد الهمة ، وقد تقرب رأسه الى المشنقة ..
ان من يعتقد ان الوضع جد متحكم فيه ، من خلال الخلاصات التي توصل اليها البوليس السياسي بسبب الوحش كورونا ، فهو يضرب اخماسا في اسداس .. ويجهل ساحة تِمِشْوارَ في رومانية التي انقلبت فيها وقفة للضامن مع الرئيس تْشوْسيسْكو ، الى وقفة تطالب برأسه ، فانقلب الجيش الى جانب الشعب ، وليتم في ظرف أربعة وعشرين ساعة ، اعدام الدكتاتور نِكولا تْشاوْسيسْكو ، وزوجته . وكأن شيئا لم يكن من قبل ..
ان من يعتقد ، ويروج لأكذوبة السيطرة على الوضع ، وان المغرب متحكم فيه .. هو مخطئ ، ودجال ، سيصفعه القادم بما لا ينتظره .. فعند حصول الفراغ الكبير في الحكم ، سينزل الشعب المضغوط عليه الى الشارع .. وما نشاهده اليوم من خرجات شعبية تعم المغرب غير النافع ، رغم الأوامر السرعة في قمعها في المهد ، حتى لا تتحول الى انتفاضة عارمة ، يصبح من المستحيل الوقوف في وجهها اذا تم تعميمها ... هو مؤشر دال على ان النزول عند فراغ الحكم ، هو حتمي ، ولا مفر منه .. والنظام الذي يفتخر بقمعه وتخويفه للشعب والرعايا التي ستصبح شعبا ، لن يستطع اطلاق رصاصة واحدة على الشعب .. ان انظار المحكمة الجنائية الدولية ، ومجلس الامن ، والاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وبما فيها فرنسا واسبانية سيكون لها مقالها عند حصول مقامها ...
واذا حصل النزول في الصحراء ، وسيكون نزولا كبيرا ، وستتخلله شعارات تقرير المصير ، لان الفراغ حاصل ، والخوف زال ... فان أي خطأ في مواجهة النازلين الى الشارع ، سيكون رصاصة الرحمة التي سيصوبها النظام ، وفي غيبة السلطان ، الى رأسه بكل اريحية ، وعن طيبة واختيار ..
ان معارضة الاتحاد الأوربي ، وواشنطن ، وكندا ، ورسيا ، والاتحاد الافريقي ... لمغربية الصحراء ، سيجد تطبيقه العملي ، عند حصول الفراغ الكبير في الحكم .. وعند نزول الشعب الى الشارع .. ورد النظام من النزول ..
ان مشروع تفتيت المغرب تم التخطيط له ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير .. وسيكون مدخله الصحراء ..
وجهاز البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي الذي يمثل تصرف الثقافة السلطانية التقليدانية ، باعتداءاتهم على الناس ، يساهمون في التسبب في كل المخاطر التي تنتظر السلطنة ، والسلطان ، والرعايا الذين ستصبح تفرقهم حدودا من صنع المشروع الكبير ، مشروع الشرق الأوسط ، وشمال افريقيا ..
الدولة البوليسية ، وبولسها الساسي ، تدمر ، وتهدم ، وتخرب .. ولا تبني وتعمر ...



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام الجزائري يقطع علاقته ( الدبلوماسية ) السياسية مع النظ ...
- تحليل لخطاب الملك بعد مرور ثمانية وستين سنة عن ثورة الملك وا ...
- النضال
- الملك محمد السادس مسؤول اول .. تعرضت لهجوم يقف وراءه البوليس ...
- تدمير منطقة شمال افريقيا
- 5 غشت 1979 ، اعتراف موريتانية بالجمهورية الصحراوية
- الرعايا في الدولة النيوبتريمونيالية ، النيوبتريركية ، النيور ...
- ( معارضة الخارج ) ( معارضة الداخل )
- تحليل خطاب الملك بعد مرور اثنتا وعشرين سنة عن توليه الحكم
- هل تجري مفاوضات سرية بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبا ...
- هل هو انقلاب في تونس ؟
- إسرائيل عضو مراقب بالاتحاد الافريقي .
- هل لعنة نزلت على النظام المغربي ؟
- هل البوليس السياسي المغربي يتجسس على الملك محمد السادس ؟
- هل من علاقة بين ( الماك ) جمهورية القبائل الجزائرية ، وقضية ...
- حين يحاضر سجان المملكة الاول في حقوق الانسان
- رسالة الراحل خالد الجامعي الى محمد الساسي ، عضو المكتب السيا ...
- ( القضاء ) في دولة أمير المؤمنين
- التعديل الوزاري الاسباني
- الحزب الاشتراكي الموحد


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل سينزل الشعب الى الشارع