أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الحزب الاشتراكي الموحد















المزيد.....

الحزب الاشتراكي الموحد


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتعرض الحزب الاشتراكي الموحد ، لعملية انشقاق افقي وعمودي ، بسبب اقدام السيدة نبيلة منيب على سحب توقيعها من لائحة الفدرالية ، الذي كان متوقعا دخلوها كلائحة واحدة معركة الانتخابات القادمة .. فما قامت به السيدة منيب ، فاجأ المعارضين للقرار . لأنه حسب تصريحاتهم ، وتصريحات المٌكوّنيْن الاخرين في الفدرالية ، لم يكونوا يعلموا به ...
لقد استعمل الجميع لغة الانقلاب ، وهي التهمة التي عُرفت بها الأحزاب الاشتراكية العربية ، خاصة تلك التي تكون تقود جبهة قومية ، للجم وقمع المعارضين لتوجهات القيادة ، او لمعارضتهم لمواقف استراتيجية ، كالموقف من الصراع العربي الإسرائيلي ..
ان استعمال تهمة الانقلاب تعني ، انّ الوضع التنظيمي لم يعد محتملا ، وانّ ( الرفاق ) وصلوا بالصراع درجات ، أصبحت معها إمكانية التراجعات مستحيلة .. وهو ما يعني الشروع في الانشقاق ، واختيار طريق اخر للمواصلة ..
لكن السؤال : منْ خرج عنْ منْ بالنسبة للسيدة منيب ومعارضيها داخل الحزب .. ومنْ خرج عنْ منْ بالنسبة للسيدة منيب ، وأحزاب الفدرالية الاخرين ..
وهذا يعني . من يملك المشروعية للتكلم باسم الحزب ، وباسم اليسار .. هل السيدة منيب التي تمسك بيد من حديد الحزب ، او الجماعة التي أعلنت خروجها عن حزب منيب ، الأستاذ الساسي ومن معه / اليسار الوحدوي .. هل السيدة منيب التي تحظى برضا القصر التي حضرت الى جانب الملك حفل عيد العرش الأخير ، ام حزب الطليعة ، وحزب المؤتمر الوطني ، التي لا شعرة تجمعهم مع القصر ، رغم توددهم المفرط اليه
فإلى الآن . لا يزال الخارجون تائهون ، بين تأسيس حزب جديد ، وبين تأسيس جمعية سياسية .. ولا يزالون يتشاورون . هل يخوضون الانتخابات كمجموعتين . واحدة تنتمي الى حزب الطليعة ولو مؤقتا ، والأخرى تنتمي الى حزب المؤتمر الوطني .. ام سيدخلون الانتخابات كأفراد مستقلين ، ضمن القائمة الانتخابية التي ستجمع كل من حزب الطليعة ، وحزب المؤتمر الوطني ، في انتظار الحسم التنظيمي قبل او بعد الانتخابات ..
ان الصراع داخل الحزب الاشتراكي الموحد ، لم يأتي صدفة .. لكنه كان محضرا له . كما ان انسحاب السيدة نبيلة منيب من اللائحة الانتخابية المشتركة لم يكن صدفة . بل كان محضرا له بطريقة بوليسية ثاقبة ، لتغيير الخريطة الحزبية ، بما يجعل وضع كل الأحزاب التي تدعي اليسار ، عبارة عن مجرد نقط اكثر من صغيرة فيها ...
فهل ما يجري داخل الحزب الاشتراكي الموحد . وهل ما يجري بين جناح السيدة منيب التي تقبض بيد من حديد بالحزب ، وبين أحزاب الفدرالية ، وفي ليلة التحضير والاعداد للانتخابات ، سقط بغتة من السقف ، ام ان الخطة البوليسية الرامية لا عادة توزيع خريطة الأحزاب التي تدعي نفسها انها أحزاب يسار ملكي ، مقصود . من جهة للتخلص من تجربة حزبية عمرت لأكثر من سبعين سنة بأشكال مختلفة ، و لم تعطي للحقل السياسي جديدا اللهم الانشقاقات المتواصلة ، وكأن قدر اليسار هو الانشقاق الذي يبرع فيه .. ومن جهة الانتقال لترتيب البيت بما يصنع خريطة حزبية من بني وي وي متحكم فيها جيدا ، دون ( تهْراسْ ) الرأس بانتقادات لن تضف أي قيمة مضافة للنسق السياسي المتحكم فيه افقيا وعموديا ..
ان خروج جماعة الأستاذ الساسي ، لن تضيف شيئا الى الواقع المر الناطق بما فيه .. فالذي يجهله هؤلاء ومعهم حزب الطليعة ، ان النظام لا يرغب فيهم رغم استعدادهم للتجنيد ، واندفاعهم لخدمة برنامج الملك ، من خلال المشاركة في انتخابات الملك ، وضمن دستور الملك الذي يركز الحكم في شخصه .. فالنظام يعتبر ان الفرصة المواتية جاءت ، لتصفية حسابات سياسية عن مواقف كانت فيما مضى تستهدف راس النظام ، والنظام لصالح نظام اخر .. فرغم ان الساسي بعد وفاة الحسن الثاني صرح بانه لم يعد جمهوريا ، وانه ملكي يدعو الى الملكية البرلمانية .. والمشكل فاحتفاظ الملك بسلطات عقد البيعة الغير المكتوب ، يفرغ هذه الملكية انْ وجدت من كل مضامينها ، ولتستمر الحالة ضمن الملكية المطلقة التي يؤطرها عقد البيعة .. فان النظام لم ينسى له ولجماعته ، وللأحزاب التي انحدرت من نفس التجربة ، ما سببوه له من قلاقل ، عندما كان الصراع منفوخا فيه بالحرب بالباردة .. ان استعداد هذه الأحزاب لتكون خدما عند الملك من تلقاء نفسها ، ومن دون دعوة من النظام ، تجعل هذا مزهواً بهذا الانقلاب المجاني ، بسبب الافول والضعف الذي ابان عنه الموقف الأخير للسيدة منيب ، من اللائحة الانتخابية المشتركة ، وبسبب الانسحاب الجماعي لجماعة الأستاذ الساسي ، وحيرتهم من تأسيس حزب جديد لن يضيف اية قيمة مضافة للمشهد الحزبي الشكلي .. ومن ثم فالنظام ليس في حاجة الى خدماتهم ، ولن يقبل بدخولهم برلمانه كموظفين سامين ، محكومين بالأمر اليومي الذي يوجهه الملك كأمير ، وراعي ، وامام للبرلمانيين في خطاب افتتاح دورة الخريف التشريعية ...
ان النظام ، ولاعتبارات عائلية طبقية وخدماتية ، يفضل السيدة نبيل منيب التي اتقنت الدور المُمْلَ عليها من فوق ، غداة عشية الانتخابات التشريعية والجماعية التي على الأبواب .. فتكون بذلك السيدة منيب قد وجهت الضربة لأحزاب الفدرالية ، حتى لا يستغلوا حزبها كمطية لدخول برلمان الملك ، الذي يتلذذ بما يمرون به .. وهم تآمروا سابقا على ابيه وعلى نظامه .. وتكون منيب الى الآن المخاطب الوحيد لليسار الملكي مع القصر ..
ان تواجد منيب الى جانب الملك في حفلة عيد العرش الأخير، كان مقصودا . بل كان رسالة واضحة وليست مشفرة لزملائها في الفدرالية ، ولمعارضي الملكية التقليدية في حزبها ..
فبعد اعلان مجموعة الأستاذ الساسي خروجها المفاجئ من الحزب .. ونظرا لقطع الشعرة بالمرة بين القصر وبين حزب الطليعة ، ونظرا للمكانة الخجولة والضعيفة لحزب المؤتمر الوطني / CDT ، يكون النظام النيوبتريمونيالي / النيوبتريركي / النيورعوي ، المخزني ، قد اغلق أي تطلع لمفهوم اليسار الذي ينادي فقط بالملكية البرلمانية المغربية ، مع احتفاظ الملك الأمير ، والامام بالسلطات الدينية .. ويكون النظام الحقود الذي يسجل ولا ينسى ، قد حسم صراعا مع هذا اليسار ، فشل الحسن الثاني من حسمه رغم مرور أربعين سنة من الصراع العبثي ، الذي لم يؤدي الى أي نتيجة ، ما عدا الفشل والانتهاء بالاستعداد للارتماء في حضن النظام الذي يرفض هذا الارتماء ، ولو انه في صلبه ، ارتماء على بياض ..
فعندما يذرك النظام المخزني الغارق في الثقافة المخزنولوجية ، بفشل غريمه الذي طلق الادبيات الثورية ، وطلق من بعد الادبيات الإصلاحية ، وليصبح مستعدا للانخراط ومن دون شروط لخدمة برنامج الملك الذي لم يترشح للانتخابات ، ولم يصوت عليه احد .. ويرى النظام كيف انقلب هؤلاء حتى على وعودهم / برنامجهم الذي امطروا به منْ صوت لهم .. اكيد سيعتبر النظام الحقود انّ الوقت والفرصة مناسبة لتصفية الحسابات ، وهذا يعني الانتصار الساحق .. ومن جهة يعري ويفضح هؤلاء امام ناخبيهم وامام ( قواعدهم ) من انهم مجرد اشخاص وصوليين ، يبحثون عن الريع للتعويض عن سنوات الجفاف او العجاف التي ذهبت هباء منثورا .. ويكون استيقاظهم بالحقيقية المرة ، قد جاء في وقت جد متأخر ، حيث أصبحت قوانين جديدة ، ومكانيزمات جديدة ، تتحكم في تحديد العلاقة بين القوي وبين الضعيف ... الذي جاء يجري مهرولا بطيب خاطره ، ولم يجبره احد على ذلك ..
فهل النظام يجهل اصل الصراع بين السيدة نبيلة منيب ، وبين من اصبح معارضا لها داخل الحزب الاشتراكي الموحد .. وهل النظام يجهل القوة الحقيقية لحزب الطليعة ، ولحزب المؤتمر الوطني الاتحادي بعد تطليقهم من السيدة منيب ، التي رفضت استغلالها للدخول على حسابها الى برلمان الملك ، وهو ما اعتبرته اثراء على حساب علاقاتها الخاصة مع النظام ، الذي استدعاها لحضور حفل عيد العرش ، ولم يستدع الأستاذ بوطوالة ، ولا رئيس حزب المؤتمر الوطني .. وهل ما قامت به منيب لم يكن مخططا له ، وموجها من قبل البوليس السياسي ، والجهاز السلطوي .. أي القصر الذي يقف وراء جميع الانشقاقات التي تعرضت لها أحزاب المعارضة منذ سنة 1959 ..
والغريب والمدهش . انّ الجميع يقول انه تفاجئ بما حصل ، ولم يكن يتوقعه ، ووصفه بالانقلاب المدروس.. فهل من انقلاب تستطيعه منيب دون الأوامر ، وتنفيد المخطط ، والتعليمات من فوق ..
اما نحن فلم نتفاجأ . بل اشرنا في العديد من دراساتنا الى حتمية الانفجار قبل الانتخابات ، او مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الاستحقاقات . لان التنسيق بن هذه الأحزاب ، كان زواج مصلحة لا غير .. وعندما ينتفي شرط المصلحة ، اكيد سيقع الانفجار ، لكنه في حالتنا هذه ، فما حصل لا يرقى الى مرتبة الانفجار ، لأنه لم يكن انفجارا أيديولوجيا ، ولا تنظيميا كما كان يحصل في السبعينات ، لكنه كان انفجار مصلحة انتخابية ..
اذا عدنا الى دراسة تاريخ أسباب الصراعات والانشقاقات ، التي عرفتها أحزاب المعارضة في شقيها الثوري الجمهوري ، او في شقها الإصلاحي ، السياسي ، البرلماني .. سنجد ان التطاحن داخل الأحزاب ، كان سببه ومصدره حول الأيديولوجية ، وحول التنظيم .. وحول الشق الديمقراطي كما حصل في 8 مايو 1983 ، وكما حصل في صفوف اليسار الجديد ..
لكن للأسف اليوم . فان اصل ومصدر التنافس او الصراع انْ حسن قوله .. لا علاقة له بالصراع الأيديولوجي ، ولا بالصراع التنظيمي ، او الصراع السياسي حول المسائل الاستراتيجية ، كتحديد الموقف من المشاركة ، او عدم المشاركة في الاستحقاقات المفروضة من فوق ..
ان الصراع داخل جميع الأحزاب منذ العشرية الأولى من الالفية الثالثة ، خاصة منذ العشرين سنة الأخيرة من حكم محمد السادس ، اصبح صراعا سببه ومصدره ، الهرولة نحو المخزن ، ومن دون فرملة ، والتهافت الغير منضبط على الانتخابات ، التي كانوا يدينونها سابقا ، بدعوى مرة انها انتخابات الجنرال احمد الدليمي ، ومرة لتنظيمها ضمن دستور الملك الممنوح ... فماذا تبدل بين الامس واليوم حتى اصبح كل شيء جيدا ، واصبح ما كان مرفوضا ، اصبح اكثر من مقبول ..
ان الصراع ، او التنافس بين مختلف الأحزاب المحسوبة على اليسار ، اصبح اصله انتخابوي . أي مصلحي مادام ان تواجد هذه الأحزاب داخل البرلمان ، انْ نجحت في دخوله ، سيكون الانخراط التام ، والسهر على تنزيل برنامج الملك الذي لم يترشح للانتخابات ، ولم يصوت عليه احد ، واصبح هو البرنامج الذي يتزاحم الجميع لتنزيله ... فمنطوق الدستور واضح ، والسلطات الاستثنائية التي يعطيها عقد البيعة الغير مكتوب للملك كأمير للمؤمنين واضح ، ولا يحتاج الى عناء تحليل وتفسير ..
ان المشاركة في الانتخابات التشريعية والجماعية ، وفي غياب الدستور الديمقراطي الذي يفصل اختصاصات السلطات والمؤسسات ، وتحميل كل مسؤولية بالمحاسبة .. سيجعل من كل من دخل البرلمان ، موظفا ساميا في إدارة الملك .. مهمته تنفيذ الامر اليومي الذي وجهه الملك لبرلمانييه الممتازين Les supers sujets ، وهو الامر اليومي المُفرْمل لحرية التشريع في القضايا المصيرية التي تخص الشعب المغربي ...
فما الجدوى من الصراع اذا كان الغرض منه ، الهرولة للتحول الى خدم طيعين في إدارة الملك ؟
والسؤال هنا : اين هو البرنامج الانتخابوي الذي صوت له الناخبون ، عندما سيرمي بهذا البرنامج في المزبلة ، وسيشرع الجميع في تنزيل وخدمة برنامج الملك ...
ولي ان أتساءل : لنفرض جدلا ان أحزاب الفدرالية ، الطليعة واليسار الوحدوي ، نجحوا في دخول برلمان الملك ، وليس برلمان احمد الدليمي كالأمس ، بنائب ، او نائبين ، او ثلاثة نواب ، او حتى خمسة نواب .. وهذا لن يكون ابدا لانهم لن يدخلوا ابدا الى برلمان الملك ، لانهم غير مرحب بهم .. كيف سيكون وضعهم عند حضورهم الى قبة البرلمان غداة افتتاح الملك دورة الخريف التشريعية ، وتوجيهه للأمر اليومي لخدامه ، حتى يتفننوا في التشريع لما سماه المرحوم خالج الجامعي ( مولْ لمْظلْ ) .. هل سيلبسون اللباس المخزني كالبرلمانيين الاتحاديين ، او سيلبسونه ولو بالتحايل ، كما فعل برلماني الحزب الاشتراكي الموحد ( بلفريج ) ، وهو لباس مخزني ، ام انهم سيرفضون الخضوع للبروتوكول الملكي لبرلمان الملك ، وسيصرون على اللباس الأوربي عند دخولهم قبة البرلمان .. مع العلم انهم يعرفون ان البروتوكول المخزني الزامي ، لأنه هو من يميز الدولة المخزنية بتقاليدها المرعية ، وطقوسها القروسطوية ، الى جانب تجديد البيعة من طرف Les supers sujets في حفل جلوس الملك على كرسي الحكم ( العرش ) .. وماذا عندما سيتم استدعاءهم لحفل ولاء البيعة ، كموظفين سامين ببرلمان الملك ، او بحكومة الملك .. هل سيرفضون تأذية البيعة ، وهم الذين ادوا بيعة اقوى من بيعة الولاء ، حين حضروا باللباس المخزني برلمان الملك ، الذي سيفتتحه بالإمر اليومي في خطابه كأمير للمؤمنين في دورة الخريف التشريعية ، ونصتوا بخشوع للخطاب ، مع التصفيق له بحرارة عند نهاية خطاب الملك الذي لن يعرف مناقشة له .. ؟
وماذا اذا تفضل الملك وقرر تعيين احد برلمانيي حزب الطليعة ، او اليسار الوحدوي الموجودين ببرلمان الملك ، عاملا او واليا لجلالته ، او يعينه وزيرا .. والتعيين يتم بالوقوف بين ايدي الملك باللباس المخزني ، وأداء القسم كموظفين سامين عند الملك ، وبين ايدي الملك ، مع الانحناء وتقبيل يده ، او على الأقل تقبيل كتفه ...
والسؤال : كيف سيكون وضع هؤلاء اذا دخلوا البرلمان كموظفين سامين في إدارة / برلمان الملك ، وهم يرتدون اللباس المخزني . وسيكون تواجدهم في برلمان الملك ، شبيها بأصنام تنصت في خشوع لخطاب الملك كأمير للمؤمنين ، وكإمام كبير .. وعند انتهاء الملك من خطابه المتضمن للأمر اليومي ، يشرع هؤلاء كغيرهم من برلمانيي الملك في التصفيق له ، ودائما بخشوع من دون ان تكون لهم الامكانية ، او القدرة لمناقشة خطاب الملك الذي وجهه لهم كأمير للمؤمنين ...
وعندما نقول بالأمارة وبالأمير، في النسق السياسي المخزني ، كنظام كمبرادوري / نيوبتريمونيالي / نيوبتريركي / نيورعوي / ثيوقراطي / اثوقراطي / اكثر من مفترس .. تنعدم اتوماتيكيا المواطنة ، وليتحول الجميع الى رعية من رعايا امير المؤمنين على شاكلة الخلافة ، وشاكلة الدولة الإسلامية منذ الامويين ... فهل يدرك هؤلاء وبوعي ، انه بمجرد اعترافهم للأمير بالسلطات الدينية ، يجعلهم يُخرِجون انفسهم ، ومن تلقاء نفسهم من حقل المواطنية ، فأحرى الشعب ، ويحشرون نفسهم ، ومن تلقاء نفسهم في حقل الرعايا المجندة خلف امير المؤمنين ، حامي حمى الملة والدين ... لكن للأسف القصر لا يريدهم ...
ان التنافس ( الصراع ) الجاري اليوم ، بين كل هذه المكونات ، اصله ومصدره المصلحة فقط .. والمصلحة هنا ، هي الانتخابات من اجل الانتخابات ، للدخول الى برلمان الملك ، وليحصل لهم شرف تنزيل برنامج الملك ، سواء كموظفين سامين ببرلمان الملك ، او كموظفين سامين كوزراء للملك ، او كولاة وعمال في إدارة الملك ...
ان ما يلاحظ منذ ما يزيد عن عشرين سنة مضت ، وبشكل اكثر اليوم ، انّ الجميع ، واقصد دعاة ( البرنامج ) اليساري . بقدر ما يبتعدون عن الجماهير والشعب ، بقدر ما يتقربون مجانا ، ومن دون فرامل من النظام ، الذي لا يرغب فيهم ، والذي يمارس تصفية للحسابات من بعيد ..
ان المجتمع المغرب المأزوم ، بما يجري من بؤس سياسي ، في حيرة من امره .. لكنها حيرة تُراجع الاختيارات ، وتراجع الفرز في الساحة .. ومن خلال ملاحظة بسيطة ، يظهر في الأفق انّ المجتمع يتموج كالأمواج ، مرة مد ، ومرة جزر .. والازمة اليوم اكثر من خانقة ، والتحول قادم نحو العدل ، ونحوالعدالة الأرضية قبل الإلهية ..
لذا فعوض الانسلاخ من المواطنية ومن الشعب ، والتحول الى مجرد رعيا يخدمون اجندات الملك في برلمان الملك ، او في حكومة الملك ، او في احدة اداراته ، رغم ان النظام لا يرغب فيهم ، ولن يدخلوا ابدا برلمان الملك .. يجب الارتماء في حضن الشعب ، الذي يتموج امواجا ستصل يوما الى تسونامي يجرف الأعشاب الضارة والغير النافعة ...
ان البديل عن الازمة الأيديولوجية ، وعن الازمة التنظيمية ، هو بإحياء تراث الستينات ، والسبعينات ، والثمانينات في شقه السلمي الشعبي ( الثورة الوطنية الديمقراطية ) ، وبالرجوع للانغماس وسط الشعب الذي هو في حاجة الى مشعل ينير ويضيء له الطريق ، لمواصلة السير ، وسيسير عند ثقته في المشعل المنطفئ ،اليوم ، بسبب الصراع على المصالح الشخصية ، والانتخابوية .. وعوض الهرولة نحو برلمان الملك الرافع للفيتو ضد كل من لا يريده ..
فان يتحول الصراع ، من صراع أيديولوجي وتنظيمي ، وصراع سياسي استراتيجي ، كما كان الحال قبل النصف الثاني من الثمانينات ، ويصبح صراعا مصلحيا على الانتخابات ، وضمن دستور الملك الذي يركز الحكم والدولة في شخصه .. والاقتناع بالتحول الى مجرد خدم في برلمان الملك ، او في احدى اداراته .. لتنزيل برنامج الملك ، ورمي في المزبلة بالبرنامج الدي دخلوا على أساسه مسرحية الحملة الانتخابوية ، وصوت عليه الناخبون ، والذي من المفروض ان يصبح البرنامج ، برنامج الناخبين المصوتين .. فهذا سيعطي للنظام العارف بتفاصيل الأمور ، حجية في تأكيد عدم الثقة في هؤلاء .. فمن انقلب على برنامجه الانتخابوي ، وانقلب على الناخبين الذين صوتوا لصالح البرنامج ، واصبح مستعدا كخادم يشتغل على برنامج الملك ، سينقلب حتى على الملك غدا انْ حصل ما من شانه ان يقلب الأوضاع رأسا على عقب .. والهرولة غير المفرملة نحو القصر ، لا تفيد في شيء . لان النظام لن ينسى الستينات ، والسبعينات ، والثمانينات ، كما لا ينسى شعارات 20 فبراير التي رددها المنتسبون الى هذا اليسار ، وما هو بيسار يسبح بدون بوصلة ... لان اليسار هو الشعب ، وليس النظام الكاره لليسار منذ قرارات 6 شتنبر 1959 ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فدرالية اليسار الديمقراطي
- قصيدة شعرية .. دولة البوليس ، دولة مرعوبة ، تخشى ظلها .. لان ...
- الجمهورية الصحراوية الوهمية ، وجبهة البوليساريو الارهابية
- العلاقة الجدلية بين العزلة الداخلية ، والعزلة الخارجية للنظا ...
- صفعة لمحمد السادس ، ومزيدا في إمعان عزلة النظام
- البوليس السياسي وتزوير المحاضر البوليسية
- ( رئيس الوزراء ) الوزير الاول القادم
- من يقرع طبول الحرب بالمنطقة ؟ الصحراء تسببت في إدانة البرلما ...
- الدولة القمعية ، القهرية ، الجبرية ، والمفترسة
- الخيانة الكبرى . خيانة الوطن
- الدولة القهرية ، الجبرية ، الاستبدادية والطاغية
- تجسيد الدولة النيوبتريمونيالية ، والنيوبتريركية ، والنيورعوي ...
- اللقاء الصحافي للرئيس الجزائري مع الملجة الفرنسية ( لوبْوانْ ...
- هل من قاسم مشترك بين اقليم كتالونية ، وبين الصحراء الغربية
- معركة قضائية بين النظام المغربي ، وبين جبهة البوليساريو بمحك ...
- أحسن عنوان لما سمّوه ب ( النموذج التنموي الجديد ) هو - هل فه ...
- النظام السياسي .. تحليل وتفكيك بنية الدولة المخزنية
- سفيرة فرنسا في الرباط
- إسبانية تزيد في اهانتها وتحديها للنظام المغربي
- أين المعارضة ؟


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - الحزب الاشتراكي الموحد