أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - أين المعارضة ؟















المزيد.....



أين المعارضة ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6902 - 2021 / 5 / 18 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنجيب عن السؤال ، يقتضي الامر ان نطرح السؤال الأهم : ماذا نقصد بالمعارضة ؟ وما هي المعارضة ؟
منذ ان وجد الكائن البشري على وجه الارض ، وجد معه التناقض والاختلاف الذي كان يؤدي الى نتائج كارثية ... هذا كان منذ آدم ، وكان قبل آدم ... فالاختلاف والتناقض حتى على المسائل البسيطة ، خاصة التي لها ارتباط وعلاقة بالعيش ، ومع تطور الأزمنة ، وشيوع المدنية ستتحول هذه التناقضات والاختلافات ، لتخلق ما نسميه اليوم بالمعارضة .. وقد أدى حب التملك ، والاستفراد بالخيرات وبالثروات رغم قلتها ، الى خلق ونشوء ما يسمى بالصراع الطبقي .. هكذا عندما اقتنى الانسان اول دابة لأول مرة في التاريخ ، فانه لم يكن يدري بانه وضع اللبنة الأولى في بناء المجتمع الطبقي ، وفي الصراع الطبقي ، ووضع حجر الأساس لبناء المعارضة التي اتخذت لها عند نهاية الصراع شكلها الطبقي ..
فعندما نتكلم عن المعارضة ، فهي بالضرورة تمثل طبقة اجتماعية تخوض المعارضة باسمها ... وطبعا فان لكل فئة وطبقة ، معارضتها للفئة او للطبقة المستحوذة والمسيطرة ... فالمعارضة هي صراع بالأساس ، وهو صراع دائري تختلف محطاته ، بدرجة القوة والسيطرة ، التي تبلغها الطبقة التي تخوض الصراع ، والمعارضة بأحزابها ومختلف تشكيلاتها السياسية ...
وحتى لا نغوص في بحث جذور النظام الطبقي ، وبزوغ أنواع المعارضات التي عبّرت ومثلت طبقة ، وخاضت الصراع والمعارضة باسمها حتى تحل محل الطبقة المسيطرة .. فالأجدر بالنسبة لما يجري في المغرب ان نتفق عن ماهية المعارضة ؟ وان نتفق حول ماذا اذا كانت هناك معارضة او معارضات تمثل طبقات اجتماعية معينة ؟ وانْ كانت هناك معارضة . فماذا تعارض حتى تسمى بالمعارضة .. لأنه وقع مسخ لمصطلح المعارضة ، واصبح كل من هب ودب يدعي المعارضة ، فكثرة أحزاب المعارضة ، حتى اختلطت الألوان ، واصبح كل محلل مهتم بالشأن العام يطرح السؤال : هل هناك حقا معارضة في المغرب .. وان كانت موجودة. فماذا تمثل وماذا تعارض ؟
اذا كانت استراتيجية كل حزب معارض ، يمارس المعارضة الحقيقية ، تقتضي وصوله الى الحكم ، وليس فقط الاكتفاء باقتسام الحكم ... فكيف سيكون الوضع عند الاكتفاء بالمشاركة في الحكومة ، وليس في الحكم الذي يبقى في يد الحاكم الفعلي ، الذي هو الملك حسب منطوق دستوره الممنوح ، وحسب عقد البيعة الذي يعطيه سلطات استثنائية خارقة لا يملكها حتى الشيطان صاحب الخوارق ، فتجعل منه الكل في الكل . أي هو وحده الدولة ...
فهل الأحزاب المرخص لها من قبل وزارة الداخلية .. ومن دون استثناء ، تعارض الحكم ، وهنا ما البديل للحكم .. او انها تعارض سلطات الملك الجبرية ولا تعارض شخص الملك .. او انها تعارض الملك وتعارض نظامه لصالح نظام أخرى ضمن استمرار نفس الدولة .. او ان المعارضة تعارض الدولة ولا تكتفي بمعارضة شخص الملك ،او معارضة سلطاته ، او معارضة نظامه ..
--- فإذا كان نوع المعارضة التي تنشط في الساحة .. يقصد بالمعارضة معارضة الحكم .. فلكي تكشف هذه المعارضة عن وجهها ، لم تطرح أرضية للبديل الذي تشتغل عليه .. لان معارضة الحكم من اجل الحكم ، لا يعني معارضة أسس واصول الحكم .. لان المعارضة هنا قد تكون تخدم مصالح ومستقبل النظام ، باسم معارضة النظام للدفع به الى الإصلاح .. فمعارضتها للحكم هي شكلية ، وليست جوهرية .. وهذا الوضع اكيد ، سيكون منفوخا فيه من قبل الحكم ، لان معارضة الحكم هي سٌنّة محمودة ، مادام ان كل شيء يصب في خدمة النظام ، وخدمة الحكم . أي الحاكم داخل النظام ...
--- لكن اذا كان القصد من المعارضة ، معارضة سلطات الملك الجبرية ، دون المساس بشخص الملك ، ولا بنظامه .. فان هذا النوع من المعارضة الإصلاحية كذلك .. لا يهدف الى المساس بأصل الحكم .. لكنه يحوم حول ضفاف وحواشي سلطات الملك ، خاصة عند الاستمرار في الاعتراف للملك بالسلطات الاستثنائية ، التي يعطيها له عقد البيعة الغير مكتوب .. أي ما نسميه بالملكية البرلمانية ، ذات الخصوصية المغربية .. التي هي في الحقيقية وبطريق فني ، استمرار للملكية المطلقة التي تربط كل الدولة بشخص الملك ، لا بالقوانين والحقوق التي تنص عليها القوانين الدولية ، ومواثيق الأمم المتحدة ... وهذا النوع من المعارضة ، هو جزء من كل المعارضات التي تمر تحت غطاء القصر، لا خارجه ... ومن ثم فهي عندما اعترفت بالنظام الملكي ، وتخلت عن مطلبها الجمهوري ، وحصلت على ترخيص وزارة الداخلية لتمارس انشطتها السياسية ، تحت الاشراف الملكي .. فهي بذلك تعتبر أحزابا ملكية إصلاحية ، تمارس المعارضة لامتصاص الانتقادات ، ولفرملة اجتهادات التغيير ، وتخدم النظام الملكي من زاويتها الخاصة ، كما كان يفعل الاتحاد ( الاشتراكي للقوات الشعبية ) ، وحزب التقدم والاشتراكية ، ومنظمة العمل الديمقراطي الشعبي ، في ثمانيات وتسعينات القرن الماضي .... فما كان يتلوه رئيس الفريق ( الاشتراكي ) في البرلمان من مداخلات السيد فتح الله ولعلو ، كانت ترسل منها نسخة قبل التلاوة الى القصر ، وأخرى الى وزارة الداخلية .. وعندما سيصبح ادريس لشكر الزائر الدائم للكلومتر 5 بطريق زعير ( منزل ادريس البصري ) للفريق ( الاشتراكي في البرلمان ) ، فتلك قصة اخرى تشيب شعر الصبيان ...
--- اما اذا كانت المعارضة تعارض شخص الملك ، وتعارض نظامه .. لكن ضمن استمرار نفس الدولة ، فهذه المعارضة التي تؤصلها الملكية البرلمانية الحقيقية ، والتي تختلف جوهريا عن الملكية البرلمانية ذات النفحة والخصوصية المغربية ، التي هي تفريش لاستمرار الملكية المستبدة ، والطاغية ، والمطلقة .. وخاصة في الظرف الحالي الذي تتعرض فيه وحدة المغرب ، ووحدة الشعب المغربي لخطر التفكك .. وهو التفكك الذي تنفخ فيه التطورات الدولية ، ما بعد نهاية الحرب الباردة ...فان الداعين لها موجودون .. خاصة وانهم في خطاباتهم يتحدثون عن الدولة الديمقراطية ، من دون تحديد شكل هذه الدولة التي قد تكون ملكية برلمانية اوربية ، او قد تكون جمهورية برلمانية اوربية ... وهو نفس الاتجاه سهل التنسيق بين هذا المُكوّن ، وبين مٌكوّن معارض ذي اتجاه ومسحة دينية ...
وبما ان ما يهم المغاربة هو الدولة الديمقراطية الحقيقية .. ونظرا لان هذا المكون تم الترخيص له بالنشاط السياسي من قبل وزارة الداخلية ، والمكون الإسلامي الذي ينسق معه ، هو كذلك شبه معترف به ، وشبه مرخص له بالنشاط السياسي المغلف في جبة دينية .. فالغالب ان القصد من الدولة الديمقراطية ، ليس هو الجمهورية البرلمانية ، لكن القصد هو الملكية البرلمانية ... التي ستصبح تتناقض مع مرور الشهور ، وليس السنين ، مع مرامي المكون الإسلامي الذي يبشر بنظام الخلافة ، التي يتنافس عليها مع الملك الذي يواجههم كأمير للمؤمنين ، وإمام واحد كبير ... أي ان يحتكر لشخصه ولوحده ، كل السلطات الاستثنائية التي يعطيها له عقد البيعة ، التي يطالب المكون الإسلامي بتحويله الى عقد مبايعة ، وليس عقد بيعة .. أي ان المبايعة تكون مشروطة ، وعند خروج الحاكم او تخليها عن تلك الشروط ، جاز عزله ...
--- أمّا اذا كانت المعارضة الموجودة في الساحة تنشد الحكم ، فقط الحكم دون اقتسامه .. فهي هنا تقصد الدولة التي يجب اسقاطها ، لصالح دولة جديدة لن تكون غير نظام جمهوري ... لكن دون تحديد نوع الجمهورية ، ودون تحديد المكانزمات المعقولة للوصول الى النظام الجمهوري ( نوع العنف / ثورة من تحت ام انقلاب من فوق / اكتساح شعبي جماهيري .... لخ ) ... وغالبا بالنسبة لهذه المعارضة .. رغم انها تتكون من المثقفين ومن النخبة المتعلمة .. فغالبا ما تفرض ذاتها كوصي عن طبقة تتحدث باسمها ( البروليتارية ) ، وقد تفرض نفسها كوصي تتحدث باسم طبقتين ( البروليتارية والفلاحين ) .. وعند السيطرة على الحكم .. وتغيير الدولة الحالية الى الدولة الجمهورية ، ستفرض وصاية كبيرة على الطبقة التي استولت باسمها على الدولة ، ومنها ستفرض نفسها على كل طبقات المجتمع .. رغم انها لا تنتمي اليهم طبقيا .. وهذه الحالة عرفتها الأحزاب التي مارست الحكم في اوربة الشرقية ، وتعرضت لمعارضة شعبية باسم تنظيمات سياسية متقابلة ، سيطرت على الحكم بعد الإطاحة بالأنظمة الشمولية ، التي كانت تحكم فيها النخبة المثقفة ، التي لم تكن تشتغل بالمنجل ولا بالمطرقة .. وكانت تشتغل فقط بالقلم والدواة ... ، وبالسلطة القمعية الصارمة للمكتب السياسي للأحزاب الشيوعية ، التي لم يكن لها بالشيوعية غير الاسم ..
يلاحظ ان المعارضة التي تمثل هذا الاتجاه الذي ينشد الدولة .. قد يكون أصحابها ينْضوون ويتجمعون في اطار تنظيمات ومنظمات أيديولوجية ، وقد يمثل هذا الاتجاه ضد الدولة Anti Etat .. ضباط اصلاحيون برجوازيون صغار داخل الجيش ..كما حدث في انقلاب الجيش في سنة 1971 و 1972 ...
إذن هل توجد في المغرب معارضة ؟ وانْ كانت توجد . ما نوعها ؟ وماذا تعارض ؟ .. لان في تحديد المرمى والهدف من المعارضة .. يتم تحديد ماهية المعارضة . هل هي معارضة فعلية ، ام انها معارضة مزيفة .. تستعمل مصطلح المعارضة للتعميم ، وللتشكيك ، وللتعويم ...
بالرجوع الى تاريخ المعارضة المغربية ، لمحاولة رصد المعارضات التي حصلت ضد النظام القائم ، قد نتفق على ان المعارضة بمفهومها السياسي .. بدأت مع الاستقلال الشكلي ، عندما اصبح كل الحكم على جدول المطالب ، التي فكرت فيها اجنحة من أحزاب برجوازية الدولة الصغيرة .. خاصة وان هذا النوع من الحكم الذي كان يهدف بناء نظام الجمهورية البرلمانية على الطريقة العربية ، كان موضة تنفخ فيه الحرب الباردة ... لكن هل ان المعارضة للنظام القائم ظهرت فقط بعد مرحلة الاستقلال الشكلي .. ام ان للمعارضة المغربية جدور راسخة ، في تاريخ المعارضات السياسية لنظام الحكم في المغرب ..
ان اول معارضة ثورية عرفها المغرب ، هي ثورات القبائل البربرية بالأطلس المتوسط ، و بالأطلس الكبير ، وبالريف ، قبل الغزو الاستعماري لبلادنا واثناء الاحتلال .. فهل الثورات التي نشبت ضد السلطنة ، وضد السلطان في فاس ... وهي ثورات كانت ترمي الى إقامة أنظمة جمهورية اشتراكية ذات طابع إسلامي ، حتى قبل بداية ثورة أكتوبر في سنة 1917 .. وهنا يجب التذكير بالثائر الجلالي الروگي المكنى ب ( بوحمارة ) ، للتقليل من شأنه ، وتحقيره ، وذمه ... وعندما فشلت ثورته بسبب الخيانة ، وبسبب التحالف الاستعماري الفرنسي الاسباني .. تم وضعه ك ( القرد ) في قفص خشبي ، وطافوا به كل احياء عاصمة السلطنة فاس ، لتخويف العامة من المصير المنتظر ، وللحيلولة دون بزوغ جيلالي روگوی ثاني مستقبلا ...... هي ثورات لم التاريخ مثيلها في دول الكون التي كانت تتسلح بالنظريات التي اقبرها ربيع الاتحاد السوفياتي ، وربيع اوربة الشرقية ....
بطبيعة الحال ستفشل كل تلك الثورات بتآمر آل الفاسي ( علال الفاسي وحزب الاستقلال ) ، والسلطنة بفاس ، وبتحالف الاستعمارين الفرنسي والاسباني .. وهي نفس الهيئات تآمرت بعد الاستقلال الشكلي على جيش التحرير في الجنوب في سنة 1956 ، في المؤامرة الكبرى المعروفة باسم " الشطابة / المكنسة " ، والمعروفة كذلك بمؤامرة " إكوفيون " ..
بعد الاستقلال ستبزغ معارضة مثلت الطبقة البرجوازية الوطنية ، كما مثلت جزءا من البرجوازية المتوسطة ، والبرجوازية الصغيرة ، وستضع على راس اولوياتها الحكم . اي انها كانت معارضة للدولة ، وليس فقط للنظام ، اومعارضة لرأسه ...
ان هذه المعارضة التي ابانت عن مشروعها الذي فشل بسبب الخيانات من الداخل .. في احداث 16 يوليوز 1963 المسلحة ، لم تفقد الامل في الوصول الى الحكم .. بل استمرت تناضل بطرقها الخاصة التي زاوجت بين النضال السياسي البوليميكي التمويهي ، الذي كان قادته ومتزعموه عناصر ساهمت في اقبار ماضي الاتحاد الراديكالي ، وفي اقبار كل مشروع يتجاوز الاصلاحات المحتشمة لصالح الجمهورية .. وهذه المرة ستكون احداث 3 مارس 1973 المعروفة بخنيفرة ، گلميمة ، مولاي بوعزة .. وهي الاحداث التي فشلت مثل احداث 16 يوليوز 1963 ، حتى قبل اطلاق رصاصة واحدة ... وطبعا ورغم فشل حركة 3 مارس 1973 . فقد واصل الفقيه محمد البصري السير في طريق قلب النظام للوصول الى الحكم .. وفي هذه المرة سيتحالف مع الجنرال محمد افقير في انقلاب الطائرة في سنة 1972 ، حيث كان صلة الوصل بين الرجلين الكلونيل أمقران الذي كان يعالج من السرطان بمستشفيات باريس .. وكان يحظى بزيارة الفقيه .. لكن للأسف كانت الزيارات تمر تحت اعين المخابرات الفرنسية التي تكتمت عن الزيارات ، رغم انها كانت تعرف سبب زيارة الفقيه محمد البصري للكلونيل أمقران .. وهو ما اثار بعض الشك من ان تكون المخابرات الفرنسية ، متواطئة مع المخابرات الامريكية التي كانت تراقب كل تحركات الجنرال محمد افقير بالقاعدة العسكرية بمدينة القنيطرة ، التي كانت اكبر قاعدة تجسس أمريكية بشمال افريقيا ..
بعد هذا الفشل المركب ... ستبزغ معارضة أخرى للدولة ، وليس فقط للنظام ولرأس النظام .. وهي المعارضة التي قادتها المنظمات الماركسية قبل واثناء سبعينات القرن الماضي .. خاصة بعد 30 غشت 1973 ، و 23 مارس 1970 ، ويناير 1972 .. وبعد ان فشلت هذه المعارضة من اسقاط الدولة ، وبناء بديلها نظام الجمهورية ... وكالفشل الذي أصاب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بعد 16 يوليوز 1963 ، و 3 مارس 1973 ... ستكون اخر معارضة سياسية تنشد الدولة ... وستتحول معارضة الدولة بالنسبة للاتحاد الوطني ، الى معارضة للاختصاصات الملكية ، حيث سيتم الاجهاز في المؤتمر الاستثنائي للحزب في يناير 1975 ، على الخط الثوري الراديكالي المطالب بالدولة ، الى معارضة برجوازية باسم الارتماء في جُبّ النظام لإصلاحه من الداخل .. لكن الذي حصل ، انّ النظام من اصلح الحزب من الداخل .. الى ان انتهى الى الوضع المقرف الذي يتواجد فيه اليوم ....
اما المنظمات الماركسية التي قلت قوتها بفعل الانسحابات التي بدأت من السجن المركزي بالقنيطرة ابتداء من 1979 ، فاصبح جزءا منها اصلاحيا اكثر من اللازم .. وسيرتمي اغلب عناصره الى " حزب الاصالة والمعاصرة " ، وسيلتحقون بمختلف مؤسسات الدولة .. اما الباقية الرافضة للدولة ، فأصبحت عبارة عن شتات يجتهد في التنظير ، دون توفره على الاليات التي انتقلت الى التيار الإسلامي بمختلف فروعه المتعددة ..
اذن اين صارت وأصبحت المعارضة اليوم ؟ :
بعد قطع الاتحاد الاشتراكي مع مطلب الجمهورية في المؤتمر الاستثنائي في يناير 1975 ، وتحوله الى جزء من الدولة يناضل داخلها لا من خارجها .. وبعد ان تم الاعتراف بالجناح اليميني لمنظمة 23 مارس في صورة " منظمة العمل الديمقراطي الشعبي " بعد تجربة " أنوال " في بداية الثمانينات ... ستفرغ الساحة من المعارضة التي كانت تشتغل على الحكم .. وليصبح الجو والساحة مفتوحان ، وتملئهما المعارضة الإصلاحية التي اندمجت مع النظام ، واضحت تخدمه من زاويتها الخاصة .. وهو عمل محمود كان يجد تشجيعا من النظام ، لتعزيز وتقوية الأحزاب حليفته في السراء والضراء .. وسيظهر هذا التحالف قويا عند احداث 8 مايو 1983 ، رغم ان جناح " اللجنة الإدارية الوطنية " La CAN كان يطالب فقط باحترام المنهجية الديمقراطية التي أسس لها المؤتمر الاستثنائي في سنة 1975 ، ولم يكن يدعو الى الانقلاب على الدولة .. وهذا ما سهل الترخيص ومن دون مشاكل ، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراطي في سنة 1991 من قبل وزارة الداخلية ...
اذا كانت هذه التنظيمات السياسية قد انتقلت من مطلب الدولة .. أي الحكم .. الى مطلب المشاركة في الحكم ، وانتهى المطلب فقط بالمشاركة في الحكومة ... فان الضباط الوطنيين الإصلاحيين البرجوازيين الصغار في الجيش ، مارسوا معارضة الدولة ، ولم يقتصروا في ذلك على معارضة رأس النظام مع الاحتفاظ بالنظام ، كما راهن على ذلك الجنرال احمد الدليمي .. فالانقلاب العسكري في سنة 1971 كان يرمي الى إقامة جمهورية بربرية لأول مرة في تاريخ المغرب .. كما ان انقلاب الطائرة في سنة 1972 ، وبمشاركة صقور الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وعلى رأسهم الفقيه محمد البصري .. كان يرمي الى إقامة نظام جمهورية كان سيؤسس هو كذلك لجمهورية امازيغية ، خاصة وان الجنرال محمد الفقير والكلونيل امقران .. والفقيه محمد البصري برابرة الأصل والمنشأ ...
وبفشل الجيش ، وبفشل التنظيمات السياسية الذين كانوا يحاولون قلب الدولة لصالح دولة أخرى جمهورية .. يكون قد انتهى وجود معارضة تطالب بالحكم .. بل لا تطالب حتى باقتسامه .. وانّ الجميع اصبح يدعو الى المشاركة في حكومة الملك ، لتطبيق برنامج الملك ، الذي لم يتقدم ولم يترشح للانتخابات ،ولم يصوت عليه احد .. ومع ذلك وعند الإعلان عن نتائج الانتخابات ، فان الجميع يرمي برنامجه الانتخابي ، وكانه لم يكن قط ، ويشرع في تنزيل برنامج الملك الذي نزل بمظلة من فوق ...
في عهد محمد السادس وبعد افراغ ما تبقى من المعارضة الإصلاحية من مضمونها ، وأصبحت عبارة عن صدفيات فارغة .. انتفى بالمطلق مصطلح المعارضة بمفهومها الدقيق ، وتحول الجميع كما كانوا ، مجرد أحزاب ملكية تتقاسم الأدوار ، كلما دعتها الظروف الى لعب دور معين بتعليمات القصر ... وعندما يشتغل الجميع في اطار دستور رجعي ،يركز كل الحكم في يد الملك ، ويجعل من الوزراء مجرد موظفين سامين لتنفيذ برنامج الملك ، ويصبح البرلمان كأداة تشريعية في يد الملك ، يشرع لمصالح الملك ، ، ولعائلته وللمحيطين به من الأصدقاء ، والاتباع ، والمريدين .. هنا تصبح الدولة هي الملك .. وكل المسائل الأخرى هي مجرد تفاصيل بيد الملك ... ففي عهد محمد السادس انتفت حتى ما كان يسمى بالمعارضة الإصلاحية ، التي كانت تخدم النظام من زاويتها ... وما يسمى بمعارضة فدرالية اليسار ، التي قبلت المشاركة في الانتخابات في إطار دستور يركز كل الحكم في يد الملك ، فهي كذلك جعلت نفسها تحت تصرف الملك ، انْ مكنها الحظ من الفوز في الاستحقاقات ، سواء من خلال البرلمان ، ووضعها انْ دخلته سيكون تكرارا لوضع الاتحاد الاشتراكي في برلمان الثمانينات والتسعينات ، وانْ صادفها الحظ وانتدب بعد اطرها ليصبحوا موظفين سامين برتبة وزير في حكومة الملك ، فسيكون لهم شرف تنفيد برنامج الملك ، لا برنامجها الذي ستتخلى عنه بمجرد الإعلان عن نتائج الانتخابات ..
ان معارضة جلالة الملك ، لحكومة جلالة الملك ، هي لعبة ومسرحية تتم ضمن دستور الملك ، الذي يجعل منه الحُكْم والحَكَم ... ومن تم ضمن عقد البيعة الذي يعطيه سلطات جهنمية خارقة لا يلمكها حتى الشيطان ...
ويكون الوضع في عهد محمد السادس قد اقبر المعارضة الإصلاحية التي تتم داخل النظام لا من خارجه ، بعد ان اقبر الحسن الثاني المعارضة التي طالبت بالحكم وبالدولة .. سواء من قبل الاتجاهات والتنظيمات السياسية ، او من قبل الجيش ...
وأصبح الوضع اليوم مجسدا في الملك ، وفي نظامه الذي يؤثث للمشهد بالوزارات ، والإدارات ، والبرلمان ، وبجميع الأحزاب والنقابات من دون استثناء ...
طبعا لا اقصد في هذا الحكم التنظيمات الصًّغيّرة التي لا اثر لها وسط الشعب ... خاصة عندما لا يزالون يروون احاديثهم عن الرفيق ستالين ، والرفيق بلحانين ، والرفيق تروتسكي .. وبقية الرفاق الذين ثاروا على ارثهم في الاتحاد السوفياتي ، وبأوربة الشرقية ، وبالصين التي تحولت الى امبريالية متوحشة تغزو العالم ...
لكن لنتساءل .. اذا كانت المعارضة التنظيمية ، او الشبه التنظيمية ، او معارضة الجيش للدولة .. قد انتهت ولم تعد كما عليه الحال في ستينات ، وسبعينات ، وثمانينات القرن الماضي .. وانتهت في عهد محمد السادس المعارضة الاصلاحوية التي لم تعد موجودة اطلاقا ... فهل هذا يعني نهاية عهد المعارضة في المغرب .. واننا اضحينا نعيش في نظام شبيه بملكيات الخليج ، التي تعيش بدون أحزاب ولا نقابات .. وبلا دساتير ..
واذا كان مصطلح المعارضة يجب اطلاقه على من يتولى معارضة الملك شخصيا ، او يعارض نظامه ، او يعارض الدولة .. فالسؤال :
1 ) ماذا يمكن اعتبار المعارضة خارج المغرب التي تنشط في حقل الاعلام ؟. أي هل المعارضة هي صفة تخص التنظيمات والجماعات الكثيرة العدد ، ام انها تطلق على المعارضين الشخصيين ، والذاتيين ، والغير تنظيميين .... ؟
فمعارضة الخارج ولو شخصية ، وليست تنظيمية .. فهي معارضة لشخص الملك من قبل البعض ، ولنظامه من قبل البعض الاخر ، ومعارضة للدولة عندما يركزون على الحل الجمهوري فقط ، وكأن النظام الجمهوري في غياب التنظيم الثوري التقدمي سيكون الخلاص ، في حين انه سيكون الخراب ... لان الخروج من نظام الدولة الى نظام اللاّدولة ، لا يعني اننا سننتقل الى نظام دولة جديد .. لكن يعني العيش في نظام اللادولة ، حتى تتكون دويلات وكانتونات صغيرة بحجم الحمصة .. ستعرف حروبا بينها بسبب الحدود ، وبسبب الحزازات .. خاصة وان تاريخ المغرب في عهد السيبة ، عرف تجاوزات خطيرة عند ما تم ذبح عائلات بكاملها من دون سبب ...
لكن هل هذه المعارضات التي ذكرنا ، هي المعارضات التي عرفها المغرب في تاريخه ؟
هناك معارضة قوية وخطيرة ، وتنبئ بتحولات عنيفة سيكون لها ما لها ، وعليها ما عليها .. وهي معارضة الأغلبية الصامتة التي وصلت الى سبعين في المائة عند مقاطعاتها الانتخابات الأخير .. ونظرا للإحباط ، وفقدان الامل الذي استشرى ، والمظالم والظلم الذي جاوز حده ، لان ما حصل في عهد محمد السادس اخطر بكثير مما حصل في عهد الحسن الثاني ... ونظرا للفقر المستشري .. في حين تتضاعف ثروة الملك ، وثروة عائلته ، وثروة اصدقاءه ، والمحيطين به .. إضافة الى الفساد الذي ضرب كل مفاصل الدولة ، وتهريب ثروة المغاربة المفقرين الى خارج المغرب .. والديون التي فاقت اكثر من 150 مليار دولار .. وهي ديون تم اقتراضها باسم المغرب .. أي انّ الشعب هو من سيؤديها .. وخرجت من المغرب بطرق ملتوية ، لتكدس في حسابات بنكية اجنبية اوربية ... لخ ، جعل نسبة هذه الأغلبية الصامتة التي تنتظر وتسجل ، تقفز عمن 70 في المائة ، الى 85 في المائة ... فالوضع جد مكهرب .. وما يساهم اليوم في تعطيل أية انتفاضة شعبية جماهيرية ، ستعم كل المغرب على غرار يونيو 1981 ، و يناير 1984 .. هو غياب التنظيمات والأحزاب التي لم يعد منها حتى الأحزاب الإصلاحية ، فأحرى ان تكون أحزاب تطالب بالحكم ... لكن عند شغور او حصول فراغ في الحكم .. فيجب انتظار أي شيء عدا تكرار أسطوانة ملك الفقراء ، المفهوم الجديد للسلطة ، الملك الديمقراطي ...
ان الفترة التي تولى فيها محمد السادس الحكم ، تختلف عن الفترة الحالية .. والنظام اصبح معزولا وتنتظره أسئلة في غاية الخطورة ، سواء في ملف حقوق الانسان المغتالة ، وملف الديمقراطية المفقودة ، وملف الصحراء الذي دخل النفق المسدود ، بتراجع John Biden عن اعتراف Donald Trump بمغربية الصحراء .. ومعارضة الاتحاد الأوربي .. بل رفضه لاعتراف Trump بمغربية الصحراء .. وهناك حرب تدور اليوم في الصحراء ، والجميع يتساءل عن درجة الحدة التي قد تكون وصلتها ، او تلك التي ستصلها بتحريض من الدول المعارضة لمغربية الصحراء ... فالقادم اذا حصل الفراغ في الحكم سيكون خطيرا ، ولا احد سيفق في وجه الشعب الجائع لرد اعتباره وحقوقه ... بل سيلقى مساندة من كل الدول الديمقراطية الاوربية ، ومن الولايات المتحدة الامريكية .. لان في المساندة ، وهي مساندة ملغومة .. يسهل توقع أي شيء .. وبما فيه نهاية المغرب الدولة ، ونهاية المغرب الشعب .. والسبب طبعا هو النظام وعلى رأسه محمد السادس ، والفريق المحيط به الذي اغتنى الغناء الفاحش من ثروة الشعب المغربي الفقير والمفقر ..
فأقوى معارضة ستُحدث المفاجئة ، هي معارضة الأغلبية الصامتة والساخطة ، التي سينبع قاداتها من دخل الحراك العام الذي سيعم كل المغرب ... ان ما ينتظر الحسن الثالث لن يكون سهلا .. واذا لم تتخذ الإجراءات الازمة لتفادي القادم الأسوأ ، بترشيد الحياة العامة ، سواء بتقديم الجلادين ، والمعتدين ، والظالمين الى المحاكمات ، وعلى رأسهم فؤاد الهمة صديق محمد السادس سبب مرضه (أصدقاء السوء ) والمدير العام للبوليس عبداللطيف الحموشي ، ووزير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، والشرقي ضريس الوزير المنتدب سابقا في وزارة الداخلية ، والوالي نور الدين بن إبراهيم .... والقائمة طويلة وتطول ... واذا لم يصدر الامر باسترداد الأموال المهربة بطرق احتيالية الى خارج المغرب ، ووضعها في الابناك الاوربية ، وعلى راسهم الأموال التي هرب والده محمد السادس .. .. واذا لم يقم بالقطع مع الفساد وتنظيم المحاكمات ، ولم يحدث التغيير المطلوب ببناء الديمقراطية الحقيقية .. فما يتوقعه من احداث قادمة سيكون مؤلما ... لان في أي اصلاح أساسي ديمقراطي حقيقي ، سيتم المحافظة والحفاظ على الدولة .. وسيحول دون نجاح جماعات سايكس بيكو في مساعيهم التي ستكون تكملة لما يجري في الشرق ... الشرق الأوسط الكبير وشمال افريقيا ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الديمقراطية
- الوضع القانوني للگويرة .
- الجواز الجزائري لا يعني الجنسية الجزائرية / قضية ابراهيم غال ...
- رسالة الى الامين العام للامم المتحدة 19 ابريل 2021 / - حركة ...
- المراهنة على الوهم وبيعه الى المغاربة
- تطور قضية ابراهيم غالي زعيم البوليساريو / اسبانيا والصحراء
- العقلية الامريكية المكيافيلية في التعامل مع اطراف نزاع الصحر ...
- ألاسباب الحقيقية وراء فرض حالة الطوارئ في المغرب .
- المحكمة العليا الاسبانية وقضية زعيم البوليساريو ابرااهيم غال ...
- رد واشنطن ورد مدريد لم ينتظر طويلا . النظام المغربي معزول .
- هل إسبانيا في ورطة ؟
- تحليل الغاية من تنظيم الاستحقاات السياسية في المغرب
- هل الملك مريض طريح الفراش بين ( الحياة والموت ) ؟ - مستقبل ا ...
- الجمهورية
- السيدة نبيلة منيب الامينة العامة لل - حزب الاشتراكي الموحد -
- حزب الرئيس الفرنسي في مدينة الداخلة / مفاوضات الصحراء / عضوي ...
- هل اصبحت موريتانية محمية ، او حديقة خلفية للنظام المغربي ؟
- هل النظام المغربي مقبل على تنزيل نظام الحكم الذاتي على الارض ...
- إدارة الرئيس الامريكي - جون بايدن - تسحب اعتراف الرئيس دونال ...
- هل يخاف النظام المغربي الجواز الامريكي / صدور احكام تثير الش ...


المزيد.....




- مشهد صادم.. رجل يتجول أمام منزل ويوجه المسدس نحو كاميرا البا ...
- داخلية الكويت تعلن ضبط سوداني متهم بالقتل العمد خلال أقل من ...
- مدمن مخدرات يشكو للشرطة غش تاجر مخدرات في الكويت
- صابرين جودة.. إنقاذ الرضيعة الغزية من رحم أمها التي قتلت بال ...
- هل اقتصر تعطيل إسرائيل لنظام تحديد المواقع على -تحييد التهدي ...
- بعد تقارير عن عزم الدوحة ترحيلهم.. الخارجية القطرية: -لا يوج ...
- دوروف يعلّق على حذف -تليغرام- من متجر App Store في الصين
- أبو عبيدة: رد إيران بحجمه وطبيعته أربك حسابات إسرائيل
- الرئاسة الأوكرانية تتحدث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة وتحدد أط ...
- حدث مذهل والثالث من نوعه في تاريخ البشرية.. اندماج كائنين في ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - أين المعارضة ؟