أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - فدرالية اليسار الديمقراطي















المزيد.....


فدرالية اليسار الديمقراطي


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6950 - 2021 / 7 / 6 - 21:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا تمخض الجبل فولد فأرا .. انسحاب الحزب الاشتراكي الموحد من لائحة المرشح الواحد الوحيد ، ومنه الانسحاب من تجربة الفدرالية التي لم تأتي بجديد ( للمشروع اليساري ) ، الذي ظل كما كان منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ، ومعه المعسكر الشرقي ..
بل حصلت انتكاسة باسم اليسار الذي لم يكن ابدا يسارا ، منذ ان قطع مع تجارب انتمى اليها كشباب ، وطلقها كشيوخ وكهول ، دون ان ينجح في طرح البديل ، الذي يحافظ على نقاوة الوجود على الأقل مقارنة بالأحزاب التي استحالت الى أرخبيل من النسيان ، بسبب الضعف البيّن الذي أصابها عموديا وافقيا ، وانتهت الى ما انتهب اليه من وضع مشفق عليه ،واخض بالذكر هنا حزب ( الاتحاد الاشتراكي ) حزب زمان وليس حزب الآن ، واعني بها ( حزب التقدم والاشتراكية ) ..
في العديد من دراساتنا السابقة حول الأحزاب السياسية المحسوبة على اليسار ، وهناك فرق بين أحزاب محسوبة ، وبين أحزاب فاعلة .. اشرنا الى ان ( مشروع ) الفدرالية ، والغاية المتوخاة منه ، لم تكن أيديولوجية ولا تنظيمية .. كما انه طيلة اشتغالها كأحزاب تنسيق انْ صح القول ، لم تطرح أرضية يسارية ولا طرحت مشروعا يساريا .. بسبب الحسابات الضيقة للأطراف التي شكلت الفدرالية ، او الهيئة التنسيقية . وهنا لا ننسى انه رغم الشعارات التي تم رفعها في اكثر من مناسبة ، الاّ انها لم تكن تعبر الاّ على ممارسات سياسوية مصلحية ، لا علاقة لها اطلاقا بالمشروع اليساري ، الذي بدأ حلما في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، وتحول الى مساومات ، وبيع وشراء في الشعارات التي عرتها الحقيقة التي أصبحت عليها الفدرالية ، خاصة وان ما جمع احزابها هي الهرولة نحو الانتخابات للدخول الى البرلمان ، ومنه انْ امكن الدخول الى الحكومة في ظل دستور يجعل من الانتخابات ، انتخابات الملك ، ويجعل من البرلمان برلمان الملك ، كما يجعل من الحكومة حكومة الملك . لان الدستور الذي يركز الدولة في شخص الملك ، ويختصر الملك في شخص الدولة، سيجعل من أي تجربة ، وفي غياب الدستور الديمقراطي .. تخدم وتصب في مصالح الملك ، ويصبح الجميع خدماً عند الملك ، بمثابة موظفين سامين في إدارة الملك . أي ان ما يسمى بالمؤسسات الفاعلة في الدول الديمقراطية ، غائبة ، بل غير موجودة في النظام السياسي المغربي ، كنظام نيوبتريمونيالي ، ونيوبتريركي ، ونيورعوي .. نظام مخزني من نوع اخر، ومن نوع خاص ..
لقد اشرت في تلك الدراسات ، الى ان ما بني على باطل فهو باطل .. وحيث ان الغاية من انشاء الفدرالية لم تكن بناء مشروع يساري عصري ، بسبب تناقض تلك الأحزاب .. وانّ السبب والغاية من انشاء الفدرالية ، هو الارتماء في الانتخابوية ، للوصول الى البرلمانية ، ومنها الى الحكومة .. فايد ان حسابات احزابها ، ستكون مختلفة .. واكيد انّ عند تضارب المصالح ، ستبزغ الاختلافات ، وسيذب الصراع بطرق الأحزاب ( الاشتراكية ) العربية ، وسيركن الفرقاء الى تبادل الاتهامات بالانقلابات التنظيمية ، على عهدة الحزب الاشتراكي اليمني في القطر الجنوبي ، وعلى عهدة الأحزاب الاشتراكية في لبنان ، والسودان ، وتونس ...
لقد استعملت نبيلة منيب اتهام الانقلاب ، واستعمل نفس الاتهام اميني حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ، وحزب المؤتمر الوطني ، لتحميل مسؤولة الفشل الذي كان باديا منذ اليوم الأول ، للطرف الاخر ، وتبرأة نفسه مما حصل ..
وحين يستعمل فرقاء الصراع ، مصطلح واتهام الانقلاب .. فالأمور تكون قد تجاوزت المسموح به ، ولتصل الى الطلاق البيّن بين أحزاب حاولت ان تتزوج زواج المصلحة ، فكانت النتيجة انْ تسببت تلك المصلحة ، في نهاية شيء سموه في وقت ، ما بفدرالية اليسار الديمقراطي ..
في تلك الدارسات التي نشرنا ، اعتبرنا ان هذا الزواج ، هو زواج مصلحة .. وحين سيعجز كل طرف في تحقيق مصلحته ، او حين يتمكن ولا أقول ينجح ، في تحقيق مصلحته .. اكيد سيرمي بالأطراف الأخرى ، و كأنها لم تجمعه معها في يوم من الأيام ، علاقات باسم الاندماج ، وباسم الوحدة التي عجز اليسار الحقيقي في بناءها ، رغم مرور اكثر من خمسين سنة على ميلاده ..
بل ان هذا اليسار ، لا زال الى اليوم عاجزا عن بناء الحزب الثوري ، الذي آمن ونظّر له كأداة ، لا نجاز الثورة الوطنية الديمقراطية .. وعوض التقدم التنظيمي ، تحول الجميع الى مجموعات صغيرة تنشط ثقافيا ، وفي تعالي عن الجماهير التي تجد صعوبة في فهم الادبيات اليسارية المستعملة .. فكانت النتيجة انّ تلك المجموعات ظلت غريبة عن مجتمع تعيش بين ظهرانيه ..
لقد اشرت في تلك الدراسات ، على ان الفدرالية ستنفجر، سواء قبل الانتخابات التشريعية الملكية ، بسبب الهرولة والصراع في تحديد اللوائح الانتخابية التي ستتقدم للانتخابات ، او عند ظهور نتائج الانتخابات .. خاصة بالنسبة للأحزاب التي ستعجز في الدخول الى برلمان الملك .. او الأحزاب التي ستدخل ببرلمانيين او ثلاثة الى برلمان الملك .. ومن ثم فهذا الدخول سيجعل منها تعتقد انها ، وحدها اليسار الحقيقي ، والغير مجرد توابع تنط هنا وهناك ، دون ان تكون لها أرضية وسط الجماهير ..
وبالفعل هذا ما نظرنا له ، وهذا ما تحقق قبل موعد الحملة الانتخابوية في غضون شتنبر المقبل ..
ان ما اثار الاستغراب ، هو الهالة التي أعطيت لانسحاب جماعة نبيلة منيب ، وكان الفدرالية بدون هذا الانسحاب ، كانت ستغزو البرلمان للشروع في خدمة برنامج الملك ، الى جانب الأحزاب التي ستدخل الى البرلمان .. لذا قلت أعلاه . تمخض الجبل فولد فارا ..
فتصرف نبيلة منيب قد يشم منه :
1 ) ان نبيلة منيب التي تستحق ان تسمى بالمرأة الحديدية ، تعرف مكانتها والأوراق الموجودة بين ايديها .. لذا فهي رفضت ان تتعرض وحزبها ، الى اثراء غير مشروع من قبل حزبين ضعيفين ، لن ينجحا في الدخول الى البرلمان ، دون الانضمام الى لائحة يقف ورائها الحزب الاشتراكي الموحد .. وليس الحزبين الاخرين اللذان لن تكون لهما تمثيلية برلمانية ، في غياب الحزب الاشتراكي الموحد ..
لذا فنبيلة منيب من خلال سحب توقيعها ، الى جانب توقيع حزب الطليعة ، وحزب المؤتمر الوطني .. ارادت ان تثبت للنظام ، انها وحدها البديل باسم يسار معطوب ، غارق في المشاكل ، ولم يبق منه غير الاسم .. وهنا تكون نبيلة منيب قد ساهمت في رسم خريطة حزبية جديدة ، تضم الأحزاب الملكية التقليدية ، دون حزب الطليعة ، وحزب المؤتمر الوطني ، اللذان هما كذلك أحزاباً ملكية ، لكنهما باسم عنوان اليسار، يظلان منافسان لحزب منيب في التمثيل اليساري ...
ونبيلة منيب بمخططها هذا ، تكون قد قزمت الخريطة من الأحزاب التي تدعي اليسار .. ويكون الحزب الاشتراكي الموحد وحده يمثل ( المشروع ) اليساري الملكي ، الى جانب ( المشاريع ) الأخرى التي تندمج من دون شروط في مشروع الملك ..
2 ) ان انسحاب نبيلة منيب من اللائحة الانتخابية لأحزاب الفدرالية ، من غير المستبعد انْ يكون انسحابا تحت الطلب ، وبفضل التوجيهات والاوامر .. إنّ النظام النيوبتريمونيالي ، والنيوبتريركي ، والنيورعوي ، النظام المخزني الغارق في الثقافة المخزنولوجية ، والمعروف بحقده Un régime rancunier ، يسجل ولا ينسى ، لا يرغب في دخول بعض الأشخاص ضمن بعض الأحزاب الى برلمانه ، ليصبحوا خدامه من تلقاء نفسهم ، خاصة في حالة انهزامهم ، وانبطاحهم .. امام النظام الذي نظروا في زمان ما لقلبه .. وبين عشية وضحاها تناسوا الدستور الديمقراطي ، وتناسوا الدولة الديمقراطية ، كما تناسوا الجمعية التأسيسية التي وحدها المؤهلة للتحضير للدستور الديمقراطي ، وعرضه على الشعب ليستفتي عليه ..
ان النظام الحقود الذي يعرف ان هذا الانقلاب في المواقف بدرجة 160 درجة ، لم يأتي قناعة وايمانا ، لكنه جاء بعد فشل أصحابه في بلوغ مشروعهم ، وبعد ان قاطعوا جميع الاستحقاقات السياسية منذ الستينات ، بدعوى غياب الدستور الديمقراطي .. لذا فهذا التراجع في المواقف ، والارتماء من دون مقدمات في تدعيم البرنامج الملكي ، هو دليل على الهزيمة ، ودليل عن فقدانهم البوصلة .. فاصبحوا يلهثون ومن دون مقدمات كمجندين مفترضين ، وراء برنامج الملك الذي لم يشترك في الحملة الانتخابوية ، ولم يصوت عليه احد ، ومع ذلك هو البرنامج الوحيد التي يسرع الجميع لتنزيله على رأس الشعب ، الذي لم يصوت عليه ، مثل ابعاد التعديل الدستوري الذي صوت عليه المصوتون ، وفي الأخير تم انزال دستور جديد لم يصوت عليه احد ..
فالنظام . اكيد بعد ذهاب بعض الشخصيات التاريخية التي مثلت كريزما مَا في وقت من الأوقات .. استشعر بقوته الوحيدة في الساحة ، وتبين له الضعف الذي أصاب الجميع ، وحولهم ، وبإرادتهم .. الى جنود خفاء تترجى ان تخرج الى العلن ، لتشتغل على برنامج الملك ، من داخل برلمان الملك الذي يحدد له خارطة الطريق ، من خلال الامر اليومي الذي يوجهه الى برلمانييه ، عند افتتاحه لدورة الخريف التشريعية ...
فرفض النظام لهذه الوجوه ، ولهذه الأحزاب التي ارهقته في زمن ما .. جاء اليوم لتعطي ، ولتؤدي الحساب على ما اقترفته من محاولات لإسقاطه ... وكما قلت ان من مميزات الدولة النيوبتريمونيالية ، والنيوبتريركية ، والنيورعوية الدولة المخزنية .. انها دولة حقودة لا تنسى ، ولن تنسى ابدا ..Un Etat rancunier qui n’oublie jamais ..
3 ) ان البحث في الأصول الاجتماعية لنبيلة منيب ، وبلفريج ..واخرون ، يجعلها حجرة عثرة ، في وجه أي مشروع يساري حقيقي ، قد يعيد بعض الامل الذي راود السلف في محطات عديدة .. رغم انها تظهر كمُحفّزة لتسويق الخطاب اليساري الديماغوجي ، الذي يركن اليسار في قفص الملك الذي يتلذذ بما يكابده اليوم هذا اليسار من صعوبات ، وهو الذي حاول مرارا قلب نظام والده ، الذي وصل التآمر عند الاشتراك في انقلاب الجيش في سنة 1972 ..
فنبيلة منيب ، ومن خلال ممارستها لتكتيك معين ومعروف ، قصد تدجين أيّ تطلع حقيقي لأي مشروع يساري حقيقي ، ومن خلال طموحها الذي تستعمل اليافطة اليسارية البريئة منها ، للوصول الى حلمها الابدي في ان تصبح موظفة سامية ( وزيرة ) للخارجية في إدارة الملك ..
وحتى تواصل ممارسة الديماغوجية باسم يسار موجود على الأوراق ، وهي تعمل على التخلص منه .. ترفع أسطوانة الملكية البرلمانية على الطريقة المغربية ، وهي نفس الأسطوانة يرقص عليها حزب الطليعة ، وهي أسطوانة تؤبد لاستمرارية الملكية المطلقة ، من خلال عقد البيعة الذي يعطي للإمام ، الأمير ، والراعي الكبير، سلطات استثنائية تفوق السلطات التي أعطاها الملك لنفسه في دستوره الممنوح .. لكنها في حقيقتها ، فان السيدة نبيلة منيب ، هي مخزنية اكثر من المخزن .. وحتى تعرب للنظام عن مدى اخلاصها ووفاءها للعرش ، وطموحا لمصالحها .. فقد حضرت الى جانب الملك محمد السادس حفل عيد العرش .. وسافرت باسم النظام / اليسار ، للترويج لنزاع الصحراء في السويد .. ومنذ ها وشغلها والشاغل ، هو حلمها ان يعطف عليها سيدها بمنصب موظفة سامية بإدارة الملك .. اما الفدرالية او ديماغوجية اليسار ، فهي القنطرة التي ستوصلها كخادمة للاعتتاب الشريفة في القصر ..
فهل انسحاب نبيلة منيب ، ومنها الحزب الاشتراكي الموحد ، والذي فاجئ الفدرالية ، وفاجئ العديد .. لكنه لم يفاجئنا .. لأننا تنبئنا به ، ونشرناه في العديد من دراساتنا .. يكون قد اضعف الفدرالية ، وسينعكس ذلك اثناء الانتخابات التي قرب اجلها ؟
أولا ) ان القول بقوة الفدرالية قبل انسحاب الحزب الاشتراكي الموحد ، وضعفها بعد انسحاب الحزب منها ، هو قول مبالغ فيه . لأنه لا يعكس حقيقية الفدرالية التي هي ضعيفة اكثر من اللازم ..
ففي الانتخابات التشريعية الأخيرة ، نجح الحزب الاشتراكي الموحد في الدخول الى البرلمان بنائبين فقط .. في حين فشل حزب الطليعة ، وحزب المؤتمر الوطني من الدخول الى البرلمان ... والسؤال هنا : ما السبب ؟ وهو نفس الحالة ستتكرر في الانتخابات التشريعية القادمة في شتنبر القدم .. أي سيصبح وضع الحزبين الطليعة والاشتراكي الموحد ، شبيها بالوضع الذي أضحت عليه الجبهة الشعبية التونسية ، والوضع الذي اضحى عليه الحزب الاشتراكي الفرنسي ..
واذا تكررت نفس المهزلة .. ما العمل بالنسبة لقيادة حزب الطليعة ؟
-- هل ستقدم استقالتها وتنسحب . لا نها غير مرغوب فيها كما يفعل القادة الاوربيون واليابانيون .. ؟
-- هل سيقدم الحزب على حل نفسه ، ومن ثم ترك التقرير للشباب الذي يجهل تاريخ الحزب ، منذ تجربة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، حركة الاختيار الثوري ، المؤتمر الاستثنائي في يناير 1975 ، ومنذ تجربة اللجنة الإدارية الوطنية La CAN حتى الترخيص لحزب الطليعة في سنة 1991 ...
-- هل خروج الحزب بالدعوة الى انشاء جبهة وطنية ، بعد انسحاب الحزب الاشتراكي الموحد من الفدرالية ، هو اعتراف بفشل الفدرالية ، ودعوة الى بث الروح في جسد ميت ... لان السؤال هنا . من هي الاحزاب والمنظمات المعنية بالدعوة الى بناء الجبهة ؟
++ هل المقصود بالدعوة للجبهة ، هو حزب المؤتمر الوطني الاتحادي ، وللشارة فتواجد ووجود هذا الحزب كحزب ، هو نوع من التحايل . لان الحزب بالمفهوم الحزبي غير موجود .. فالحزب هو نقابة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل La CDT ، وهذه هي الحزب .. وهنا فتمثيلية الحزب / النقابة موجود في مجلس المستشارين ، ولا وجود له في مجلس النواب ...
++ هل المقصود بالدعوة للجبهة هو حزب النهج الديمقراطي ، الذي رغم انه هو كذلك حزب ملكي ، لان قادته وضعوا قانون حزبهم مباشرة بين ايدي المدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات السيد ياسين المنصوري ، عندما كان واليا مديرا عاما للمديرية العامة للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية ، وهو يرفض المشاركة في الانتخابات من دون الدستور الديمقراطي . وهنا لا بد من التذكير بالصورة التي جمعت رئيس الحزب السيد لبراهمة بالملك وهو يقبل يده ..
فهل حزب النهج الديمقراطي الذي ليس له ما يخسره ، سيقبل الدعوة للتأسيس جبهة انتخابية ، غرضها السرعة في تنزيل برنامج الملك الذي نزل من فوق ، ولم يصوت عليه احد ..
وهل النهج الديمقراطي سيقبل المشاركة في الحملة الانتخابوية ، وهو على يقين انه مثل حزب الطليعة ، لن يدخل ابدا الى البرلمان ، حتى تتعرى قوته ، ويظهر ضعفه امام المهتمين ، وامام جزء من المثقفين الجاهلين لوضعية الحزب ، والجاهلين لوضع ( اليسار ) ككل ..
اذن فباستثناء هاذان الحزبين . حزب المؤتمر الوطني الاتحادي / ك د ش / CDT ، وهو حزب اكثر من ملكي ، عمل من خلال النقابة على ديمومة السلم الاجتماعي على حساب الشعب المغربي لما يزيد عن ثلاثين سنة ولا يزال ..
وباستثناء حزب النهج الديمقراطي ، والحزبين . المؤتمر الوطني ، والنهج الضعيفين .. ما هي المكونات التي يدعو حزب الطليعة الضعيف كذلك ، الى دخولها في الجبهة ...
= هل الاتحاد الاشتراكي .. حزب التقدم والاشتراكية .. حزب الاستقلال .. جبهة القوى الديمقراطية .. ك د ش .. ا م ش UMT .. UGTM ....لخ
= ام ان المقصود الاماميون الثوريون .. البديل الجدري .. موقع 30 غشت .. المناضل(ة) .. هل الديمقراطيون الوحدويون / مجاهد – الساسي ...
فأمام فراغ الساحة . تبقى الدعوة الى الجبهة ، او الى الكتلة ، مجرد صيحة في واد .. و زعيمة الحزب الاشتراكي الموحد السيدة نبيلة منيب ، الواعية بهذه الحقيقة التي تكون قد اعطتها خلاصة واقعية لما يجري ويدور ، ودون استبعاد دور النظام المخزني الذي يصفي حسابته وبالفن ، في دعوة منيب الى القيام بما قامت به متحدية الساسي ومجاهد ، لانهما طبول فارغة لن تضيف شيئا الى الساحة الميتة ، الاّ من النظام وحده .. تكون المرأة الحديدية السيدة نبيلة منيب ، قد وجهت ضربة لأحزاب الطليعة والمؤتمر .. وتكون قد افشلت أيّ امل لهذين الحزبين ، في الدخول على حسابها الى برلمان الملك .. ويكون النظام الحقود ، قد صفى حساباته مع يسار لم يتردد يوما في التخطيط لقلب نظام الحكم في المغرب ...
وما لا يستسيغه النظام بالنسبة للحزبين الرئيسيين في الفدرالية ، هو مواصلتهما ترديد أسطوانة الملكية البرلمانية ، ولو في صيغتها المغربية ... التي تعني تنازل الملك عن بعض الاختصاصات الشكلية ، واحتفاظه بالسلطة الدينية التي تسمو به فوق دستوره ، وفوق الدولة ..
والسؤال الذي يطرحه النظام :
+ ما هي النسبة التمثيلية الشعبية التي يمثلها كل من حزب الطليعة ، والحزب الاشتراكي الموحد وسط الرعايا ، حتى يستمرا يطالبان بالملكية البرلمانية المغربية ؟
+ واذا كان الحزب الاشتراكي الموحد قد نجح في ادخال نائبين الى مجلس النواب .. وإذا كان حزب الطليعة قد فشل في دخول البرلمان .. وهذا يعني انهما لا يمثلان شيئا .. فمن فوض لهما المطالبة بالملكية البرلمانية ، رغم انهما لا يمثلان شيئا وسط الشعب .. وهنا يحرص النظام لا رسال هذه الإشارات للمعنيين بالأمر عندما يرفض استدعاء أي حزب غير ممثل بالبرلمان ، لحضور اجتماعات الحكومة ، او اجتماعات وزارة الداخلية .. أي ان الرسالة التي يرسلها النظام . انّ هؤلاء لا يمثلون شيئا ، ومن دون حياء يطلبون باشياء هي من حق الأحزاب الممثلة في البرلمان ...
والسؤال :
لماذا تهافت الحزبين الرئيسيين في فدرالية اليسار الديمقراطي على الانتخابات ؟
ما هو الدول الذي سيلعبانه داخل البرلمان ، هذا إنْ نجحا ودخلا البرلمان بنائب ، او نائبين ا، و حتى ثلاثة برلمانيين .. مع العلم ان البرلمان هو برلمان الملك الذي يحدد ويرسم خريطة طريق عمله بالأمر اليومي الذي يوجهه له في الخطاب افتتاح دورة الخريف التشريعية ؟
ما هو الدور الذي سيلعبه الحزبان في نظام نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، نيورعوي ، نظام مخزني يركز الدولة في الملك ، ويجعل من الملك روح الدولة وفلسفتها ؟
كيف سيبرر الحزبان اللذان سيخوضان الحملة الانتخابية ببرنامج واحد .. لكن عند الإعلان عن نتائج الانتخابات ، يتم رمي برنامجهما الانتخابي ، الذي من المفروض ان يكون الناخبون قد صوتوا له ، في القمامة ، وليشرع الحزبان من داخل البرلمان ، او حتى اذا دخلوا الحكومة .. في تنزيل برنامج الملك الذي لم يشارك في الحملة الانتخابية ، ولم يصوت عليه احد ..
وهنا السؤال : ما هو ضميركم مع الناخبين الذين منحوكم أصواتهم ، بناء على اقتناعهم ببرنامجكم الحزبي ... الا يعتبر التخلي عن برنامج انتخابي صوت عليهم المنتخبون بمثابة خيانة لهم ... وخيانة لثقتهم .. ؟
وفي غياب الدستور الديمقراطي الذي يحدد فصل السلط ، ويربط المسؤولية بالمحاسبة .. ويجعل الشعب مصدر كل السلطات .. كيف تفسرون تحويركم من رفض المشاركة في كل الاستحقاقات السياسية منذ الستينات ، بدعوى غياب الدستور الديمقراطي .. وبقدرة قادر تخليتم عن الرصيد النضالي التاريخي ، عندما شرعتم تتسابقون في ظل دستور رجعي يركز الحكم في يد الملك ، لعرض الخدمة لتنزيل برنامج الملك اذا فزتم في الانتخابات ؟
وإذا كان البرلمانيون الذين هم برلمانيي الملك الذي يخطب عليهم ، ويوجه لهم الامر اليومي المكبل لحرية التشريع في دورة الخريف التشريعية ...
وإذا كانت الحكومة هي حكومة الملك بخض النظر عن هوية ( الوزراء ) الموظفين السامين في إدارة الملك .. التي تتولى تنزيل وخدمة برنامج الملك ..
فهل وعيتم دوركم الجديد في النسق السياسي الرعوي / البتريمونيالي / البتريركي / الكمبرادوري / الثيوقراطي / الاثوقراطي / الافتراسي .... أي هل انتم مجرد رعايا ، ام انكم شرفاء احرار .. وتمعنوا في ما جناه وخلّفه برلمانيو الحزب الاشتراكي اثناء التجربة الأخيرة المشرفة على الانتهاء .. لا شيء .. اللهم الضربة القاضية للسيدة نبيلة منيب ، لأي حلم غير حلم التعبيد لدولة الشخص الواحد .. الدولة أنا / أنا الدولة ..
لا بديل عن مقاطعة الانتخابات ...



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة شعرية .. دولة البوليس ، دولة مرعوبة ، تخشى ظلها .. لان ...
- الجمهورية الصحراوية الوهمية ، وجبهة البوليساريو الارهابية
- العلاقة الجدلية بين العزلة الداخلية ، والعزلة الخارجية للنظا ...
- صفعة لمحمد السادس ، ومزيدا في إمعان عزلة النظام
- البوليس السياسي وتزوير المحاضر البوليسية
- ( رئيس الوزراء ) الوزير الاول القادم
- من يقرع طبول الحرب بالمنطقة ؟ الصحراء تسببت في إدانة البرلما ...
- الدولة القمعية ، القهرية ، الجبرية ، والمفترسة
- الخيانة الكبرى . خيانة الوطن
- الدولة القهرية ، الجبرية ، الاستبدادية والطاغية
- تجسيد الدولة النيوبتريمونيالية ، والنيوبتريركية ، والنيورعوي ...
- اللقاء الصحافي للرئيس الجزائري مع الملجة الفرنسية ( لوبْوانْ ...
- هل من قاسم مشترك بين اقليم كتالونية ، وبين الصحراء الغربية
- معركة قضائية بين النظام المغربي ، وبين جبهة البوليساريو بمحك ...
- أحسن عنوان لما سمّوه ب ( النموذج التنموي الجديد ) هو - هل فه ...
- النظام السياسي .. تحليل وتفكيك بنية الدولة المخزنية
- سفيرة فرنسا في الرباط
- إسبانية تزيد في اهانتها وتحديها للنظام المغربي
- أين المعارضة ؟
- الدولة الديمقراطية


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - فدرالية اليسار الديمقراطي