أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - تحليل خطاب الملك بعد مرور اثنتا وعشرين سنة عن توليه الحكم















المزيد.....


تحليل خطاب الملك بعد مرور اثنتا وعشرين سنة عن توليه الحكم


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6975 - 2021 / 8 / 1 - 15:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في خطابين سابقين للملك بمناسبة توليه الحكم في المغرب . الخطاب الذي القاء عندما مر على توليه للحكم ستة عشر سنة ، والخطاب الذي القاء بعد مرور عشرين سنة على رأس الدولة المغربية ، والخطاب الأخير الذي القاء بالأمس بعد مرور اثنتا وعشرين سنة من الحكم ، نكاد نجد نفس التعبير ، وبنفس النبرة والايقاع ، وكأنه كان يلامس الاعراض ، لا أسباب المشاكل التي استفحلت ، والتي هي السبب فيما وصل اليه المغرب ، من مكانة أصبحت متميزة لوحدها بين دول العالم ، خاصة التطرق الى سبب الازمة الداخلية الخطيرة ، التي سببت له عزلة شعبية داخلية ، وسببت له العزلة الدولية القاتلة التي لم يصلها حتى نظام جمهورية كوريا الشمالية ..
ففي الخطاب الذي القاء بمناسبة مرور ستة عشر سنة على توليه مسؤولية المغرب . قال : " .. كل ما تعيشونه يهمني . ما يصيبكم يمسني . ما يسعدكم يسعدني . وما يشغلكم اضعه دائما في مقدمة انشغالاتي .. " .
وفي الخطاب الذي القاء بعد مرور عشرين سنة من توليه الحكم قال : " .. أتألم شخصيا ما دامت فئة من المغاربة ، ولو أصبحت واحدة في المائة ، تعيش في ظروف صعبة من الفقر والحاجة .. " .
وفي الخطاب الأخير الذي القاء بالأمس بمناسبة مرور اثنتا وعشرين سنة من جلوسه على كرسي الحكم قال : " .. عندما أرى المغاربة يعانون ، أحس بنفس الألم ، واتقاسم معه نفس الشعور .. " ..
فالمستهدف إذن من الخطابات هو الوضع الاجتماعي الأكثر من متدهور . لكن المشكل انّ الملك لم يضع الاصبع على الجرح ، ليصارح الشعب عن السبب والمتسبب في التدهور المريع ، الذي يوجد فيه وعليه الشعب المغربي .. و يا ليته ما ادرج هذه المقاطع الخطيرة في خطاباته ، لان الشعب المغربي يعرف السبب والمتسبب في الأوضاع المزرية التي يعيشها .. وهي أوضاع تستفحل وتتضاعف بكثرة ، من خطاب الى خطاب مناسباتي .. رغم ان الملك حاول الاختفاء وراء الوحش كورونا " كوفيد 19 " للتنصل من المسؤولية . والحقيقية ان من حرر خطاب الملك ، لا يمكن ان يكون غير بوليسيا يرمي من التركيز على كورونا ، الى المزيد من ضبط الشعب الساخط على الأوضاع ، ومن تجويع الشعب الذي يكرهه حد الثمالة .. ولهي خطة خبيثة مردودها ، انّها ستعجل بالانفجار العام القادم بكل المغرب ..
وما يعزز تحليلنا ونظرتنا للخطاب ، ربطه بالحقيقية الفاقعة للاعين ، وهي انّ الملك بنفسه ، وبفمه المليان ، ومن خلال ( الفضائيات الوطنية ) ، اعترف بفشله التنموي الذي هو اعتراف بفشله في الحكم ، وهو الفشل الذي كانت تصفه التقارير الخاصة ، التي كانت مديرية مراقبة التراب الوطني تبعث بها الى ديوان وزارة الداخلية ..
واذا كان الملك كمسؤول اول في الدولة ، والمسؤولية يرتبها في عنقه دستوره الممنوح ، وعقد البيعة الذي يجعله فوق الدستور ، ويمنحه اختصاصات ، وسلطات خارقة تتعدى السلطات الممارسة بمقتضى الدستور ، حاول الربط بين الازمة و ( المتسبب ) فيها الوحش كورونا ، لإبعاد المسؤولية عنه ، فان الجديد بالنسبة للخطاب الذي القاء بمناسبة مرور اثنتا وعشرين سنة من توليه الحكم ، انّ اكثر من ثلثه خصصه للنظام الجزائري ، متوددا اغلاق الصفحة ، وداعيا لفتح الحدود ، وللتعاون المشترك ... وقائلا : " .. الشر والمشاكل لن يأتيكم من المغرب ، كما لن يأتيكم منه أي خطر او تهديد ، لان ما يمسكم يمسنا ، وما يصيبكم يضرنا .. " . لا حظوا ان صياغة هذه الجملة ، تم بنفس اللحن للجمل الموجهة الى الشعب المغربي ، في الخطابات الثلاثة كما هو مبين أعلاه ..
وكأن الخطاب هو خطاب الجزائر ، الذي طفح حتى على الازمة الاقتصادية ، والاجتماعية ، والسياسية التي يوجد فيها ، وعليها المغرب .
فالسؤال . لماذا بالضبط الجزائر ، وفي هذا الظرف الخطير الذي يوجد فيه النظام المغربي ، ويوجد فيه المغرب الذي تسبب له في ذلك النظام المغربي ، بصبيانيته ، وارتجاليته ، ورقصه ، وشطحاته .. في معالجة قضية الصحراء الغربية ، حيث اضحى مهددا بالتقسيم ، انْ أصبحت الصحراء خارج سيطرته ..
ان النظام بعشوائية سياسته ، وبسبب الارتجال في خطواته ، وممارسته .. اصبح معزولا دوليا ، وعزلته هذه قاتلة ، ونتائجها قد تصيب وجوده اذا لم يعرف كيف يحصن مواقعه ، وكيف يتحمل المزيد من الاهانات المتقاطرة قطرات الشتاء ..
فالنظام الذي احس بالخطر الذي يتهدده انْ أضاع الصحراء ، والذي ترجمته العزلة الدولية ، سواء بالنسبة لملف الصحراء الذي اجمع الاتحاد الأوربي ، وبما فيهم فرنسا ، والولايات المتحدة الامريكية ، والدول الكبرى صاحبة الفيتو بمجلس الامن ، على الحل الدولي ، والمشروعية الدولة ، تحت اشراف مجلس الامن ، ونتيجة حتما ستكون 99 في المائة لصالح الانفصال / الاستقلال .. وملف حقوق الانسان الممتعض منه المجتمع الدولي ، حيث الاحكام تبنى على محاضر البوليس المزورة ، لرمي الناس في ظلمات السجون .. لخ . جعل النظام المغربي في خطابه الأخير هذا ، يطرق ( الباب الكبير/ النظام الجزائري ) ، الممسك بملف نزاع الصحراء الذي يحظى بتأييد دولي كبير، سواء عند رفض أطروحة مغربية الصحراء ، او عند التشبث بالقرارات الأممية ، او العديد من الدول التي تعترف بالجمهورية الصحراوية كموريتانية الغير محايدة ، او الدول التي تفتح مكاتب لجبهة البوليساريو بعواصمها ومدنها ، كدول الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا ، وكندا ، والأمم المتحدة .. وتمد العون المالي المادي والمعنوي للجبهة ، وتؤطر بقانونها تظاهراتها المختلفة المقامة فوق أراضيها ..
فاذا نجح النظام في الالتفاف على الموقف الجزائري ، او على تحنيطه ، او جره لسحب دعمه للجمهورية الصحراوية .. وارتمى في سياسة التعاون مع النظام المغربي الذي يده ممدودة له .. يكون النظام المغربي قد حسم مشكل النزاع ، ويكون وبجرة قلم ، قد وضع حدا ونهاية ، للعزلة الدولية التي يعيشها ، وهي قاتلة ، وأكرر انها عزلة قاتلة قد تسفر عن نتائج ستمس قلب النظام ، لا مجرد ضفافه . لأنه اضحى غير مرغوب فيه .. ولعمري ان يكون يجهل هذه الحقيقية حتى لا يفاجأ بأقسى منها .. فما يخيف النظام المغربي هو العزلة الدولية ، ولا تخيفه العزلة الشعبية الداخلية ، التي كلما اشتدت يجد لها حلولا ، مرة بالكذب ، ومرة بشراء الذمم ، ومرة بالمحاضر البوليسية المزورة ورمي المعارضين ، ولو سلميين غياهب سجونه السيئة الذكر .. ومرة بالشروع في تنظيم انتخابات ، لإلهاء الرعايا ، وتدويخهم حتى يستتب الوضع له وحده ، دون حصول تغيير في من يحكم ؟ وفي ربط الحكم بالمسؤولية ؟ والدمقرطة التي أساسها مبدأ فصل السلط ...
لكن هل النظام الجزائري الذي يتربع على راس الدول المؤيدة لفصل الصحراء عن المغرب ، ستنطلي عليه خرجة النظام المغربي ، الذي قد تعتبر اعلان هزيمة للنظام المغربي دوليا ، امام النظام الجزائري ... الراكب صهوة جواده ، متبخترا من شدة التودّد والتلطّف .. والنفسية المنهارة التي بدا عليها النظام المغربي ، والتي لا تحتاج الى تعمق وشرح عميق في الفهم والتفسير ..
كيف يمكن الجمع بين قول النظام المغربي في خطاب العرش ، الذي القاه الملك بمناسبة مرور اثنتا وعشرين سنة من توليه الحكم ، عندما قال مخاطبا النظام الجزائري ، ومستعملا كلمة " فخامة " الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، لتطويسه ( طاووس / Le Paon ) وللنفخ فيه ، ولكي يؤثر فيه ذلك .. وسكان مكة ( الجزائر ) ادرى بشعابها .. بين ما قاله الملك " .. الشر والمشاكل لن تأتيكم من المغرب ، كما لن يأتيكم منه أي خطر او تهديد ، لان ما يمسكم يمسنا ، وما يصبكم يضرنا .. " ، وبين قيام النظام المغربي ، بتوزيع مذكرة على انظار دول عدم الانحياز بنيويورك ، تدعو الى منح الاستقلال الى سكان القبايل الجزائرية ...
وكيف يمكن الجمع بين مقولة الملك التودّدية هذه ، وبين الذهاب بعيدا في الصاق مسؤولية الازمة ، بين النظامين المغربي والجزائري ، الى ما سماه ( بالدخيل ) ، وهو هنا يقصد جبهة البوليساريو ، وقد يكون يقصد معها ليبيا معمر القدافي ..
فعندما تراهن الجزائر في صراعها الاستراتيجي ، الذي يسير كلهيب الهشيم في المجتمع الدولي الذي يرفض مغربية الصحراء . فهل الجزائر ستقبل وصف النظام المغربي لجبهة البوليساريو بالدخيل ، والحال ان الجبهة التي هي عضو بالاتحاد الافريقي ، صوتت لصالح انضمام النظام المغربي الى الاتحاد ، بعد انْ اعترف بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، ونشر اعترافه في الجريدة الرسمية للدولة عدد ، 6539 ...
ان الصراع بالمنطقة بين النظامين المغربي الذي كان يجهل في بداية الصراع ، آليات قيادة الصراع ، وبين النظام الجزائري المتربص بالنظام المغربي .. يجعل اية إمكانية لإعادة العلاقات كما كانت قبل 1975 ، امرا مستحيلا .. لان الصراع هو صراع وجود قبل ان يكون صراع حدود ... فإما النظام المغربي ، واما النظام الجزائري .. والاّ لا تمنيات بعودة العلاقات المتوترة منذ 1963 ، ولا امل في اعادة فتح الحدود ..
ويبقى الخطاب الذي القاء الملك مؤخرا بالأمس ، خطابا فاشلا ، لأنه من جهة اعطى النظام الجزائري فرصة ، ومناسبة للمزيد من الثقة في نفسه ، وللمزيد من تصليب وتشديد مواقفه ، سواء بالنسبة للنظام المغربي غريمه ، او بالنسبة لنزاع الصحراء الذي انفلت من يد النظام المغربي دوليا ، او اظهار النظام المغربي كنظام بوليسي ( بينما انا اشتغل البوليس السياسي DGST للمدعو عبداللطيف الحموشي ، يشوش عليّ .. المتجسس على الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، يحاول عرقلة عملي .. المسؤول عن Pegasus ) .. لا يمكن الثقة في وعوده .. وهذا الخطاب يكون قد اعطى النظام الجزائري حجة لحسم مشروع الانفصال في القبايل ، واعطاه فرصة ومناسبة لتحنيط الحراك بما يقوي من النظام داخل الجزائر ، وبالمنطقة المغاربية التي تتصارع السيطرة والتمثيلية ..
الخطاب إذن يتكون من شقين . شق داخلي ثانوي كان للاستهلاك الشعبوي ، ولتبرير الفشل الذي اعترف به الملك بفمه .. لكنه تمادى في تحقيره للرعايا عندما سيشرع قريبا في تدمير صندوق المقاصة ، ليرفع الدعم عن غازالبوطان ، السكر، الطحين ، الزيت ، الشاي ... وكل المواد الأساسية الاستهلاكية للرعايا .. بدعوى تمويل برنامج الحماية الاجتماعية عبر تصفية الصندوق ، بدل اللجوء لسن ضرائب تصاعدية على الشركات الكبرى ، وكبار الأغنياء .. وهو ما سيزيد في التدهور المعيشي للرعايا التي تعاني الغلاء ، والفقر ، والجوع ، وقلة الحاجة ، والبطالة ، والهشاشة ، وتجميد الأجور .. والمرض ، وموت المدرسة العمومية ، وتدهور حالة المستشفيات التي لم يبق منه الاّ الاسم .. والملك بهذه الإجراءات التي تحضر لها حكومته ، تتولى تنزيل سياسته هذه كالمعتاد ، الامر الذي يجعل من الملك يتخندق الى جانب الكمبرادور في جهة ، والشعب / الرعايا المفقرة في جهة مقابلة ..
فاذا كان الملك حقا كما يقول " .. أتألم شخصيا ما دامت فئة من المغاربة ، ولو أصبحت واحدة في المائة ، تعيش في ظروف صعبة من الفقر والحاجة .. " .. وهي في الحقيقية 80 في المائة وليست واحدة في المائة ... ومع إجراءات تدمير صندوق المقاصة ، ستنتقل الى 90 في المائة ... مما يجعل المغرب مقبل على هزات اجتماعية ، لن توقفها جحافل البوليس، ولا الدرك ، ولا الجيش ، ولا الجهاز السلطوي ... على نفسها جنت براقش ، لأنها ستعطي دعما للموقف الجزائري من نزاع الصحراء ، التي ستعمها الاحتجاجات والمظاهرات .. وتسهل وتقرب الانفصال بشكله الواسع ..
واذا كان حقا يقول : " .. كل ما تعيشونه يهمني . ما يصيبكم يمسني . ما يسعدكم يسعدني . وما يشغلكم اضعه دائما في مقدمة انشغالاتي .. " ..
وعندما يقول في خطاب الامس : " .. عندما أرى المغاربة يعانون احس بنفس الألم واتقاسم معهم نفس الشعور ..." .
فهل يجهل الملك ان سبب معاناتنا ، ومشاكلنا ، والاعتداءات اليومية التي نتعرض لها .... والسجن الذي دخلناه بمحضر بوليسي مزور .. ووو ، كلها جرائم آتية من طرف بوليسه ، وعلى راسه المدير العام المدعو عبداللطيف الحموشي جاسوس Pegasus على الرئيس Emanuel Macron ، وعلى مسؤولين فرنسيين ( L’ingrat ) ، ومواطنين مغاربة ، حيث انّ هاتفي به برنامج Pegasus للتنصت عليّ ، وتحديد أماكن تواجدي .. ، ووزير الداخلية المدعو عبدالواحد لفتيت ، الذي بصم له الملك بتوقيعه على الأرض التي امتلكها بحي السويسي ب 350 درهما للمتر .. في حين ان ثمنها قد يصل 10.000.00 درهما للمتر .. وانْ نحن علمنا ان مساحة الأرض حوالي 3800 متبر . فكم مليار ربح الوزير لفتيت .. ناهيك عن سرقة المدير العام للبوليس السابق ، والوزير المنتدب في الداخلية المدعو الشرقي ضريس ، لميزانية البوليس الذين فقرهم ، وميزانية الوزارة .. ولنطرح عليه من اين لك هذا ؟ ، وهو الذي جاء الى الخدمة المدنية بوزارة الداخلية خاوي الوفاض لا يملك درهما واحدا في جيبه سنة 1977 ..
وهل يجهل الملك ان سبب كل ما نعانيه هو غياب سياسة التخطيطات ، وتحديد المسؤوليات ، وهو الذي اعترف لوحده ، ودون ان يجبره احد على ذلك لان الازمة وصلت الى العظم ..
والسؤال هنا : لماذا تزداد ثروة الملك ، واسرته ، وعائلته ، واصدقاءه ، والمحيطين به ، والمقربين ... ولماذا يرفل الشعب المغربي في الفقر .. ويعيش غياب الحاجة لا قلتها ...
لماذا تنجح شركات الملك ، ولماذا يفشل غيرها ..
لماذا لم يتدخل الملك عندما ثارت الضجة عن تهريب ثروة الشعب المغربي الى خارج المغرب ، واكتفى البيان الصادر بالقول انّ الأموال التي تم إخراجها من المغرب تمت بطرق قانونية ....
وفي الوقت الذي لا مستشفيات ، لا مدرسة ، لا طرقات ، لا بنية تحتية ، الفقر ، المرض ، الهشاشة ، البطالة .. لخ ، يستمر الخطاب في الدعوة لتنظيم انتخابات ، ستكون تكملة ونسخة طبق الأصل للانتخابات السابقة ... فلماذا الانتخابات اذا كان البرلمان هو برلمان الملك ، الذي يقيد عمله ، ويرسم له خريطة طريق العمل من خلال الامر اليومي الذي يوجهه له عند افتتاحه لدورة الخريف البرلمانية ... ولماذا الحكومة اذا كانت الأحزاب التي ستشارك فيها ، ستشرع في تنفيذ برنامج الملك ، كموظفين سامين في إدارة الملك .. فاين البرنامج الحزبي الذي دخلت على أساسه الأحزاب الى الانتخابات .. لكن عند اعلان النتائج الانتخابية ، ويتم تشكيل الحكومة ، حتى ترمى برامج الأحزاب في المزبلة ، ويشرع الجميع في تنفيذ برنامج الملك الذي نزل من فوق ، ولم يشارك في الانتخابات ، ولم يصوت عليه احد ...
فخطابات الملك بمناسبة حلول ذكرى جلوسه على الحكم ، تبقى القاعدة عندما يكون النظام المغربي يتصرف كنظام نيورعوي ، نيوبتريمونيالي ، نيوبتريركي ، نظام كمبرادوري ، مخزني غارق في الثقافة المخزنولوجية القروسطوية ..
لكن حين يدعي النظام الحداثة ، ويتقمص الديمقراطية لإخفاء لا ديمقراطيته ، وهو يلقي خطابات على وزن خطابات ذكرى جلوسه في كرسي الحكم .. هنا يكون اصل كل الخطاب هو الكذب ، والمراوغة ، والجرجرة ، وابعاد الضروري ، وربط الرعايا بالأمل ... فانتظروا حلول 2035 ليصبح كل رعية يتقاضى ستمائة دولار في الشهر .. فعلى من تكذبون .. والكذب يعمق الجروح لأنه يدعم اطروحات الانفصال .. ويهيئ المغرب للانفجار ( العظيم ) شعبا ، وترابا ، وارضا ...
من يحرر خطابات الملك الذي اكيد شرع في القراءة ، من دون البحث عن مغزى المعاني ، لان وضعه الصحي لا يسمح بذلك ..
وامام الوضع الصحي الحرج للملك ، كما بذا اثناء القاء الخطاب .. من يحكم المغرب ؟ ومن يحكم في المغرب ؟ ففرق بين من يحكم المغرب .. وبين من يحكم في المغرب ..
نتمنى للملك ولجميع المرضى الشفاء ، وموفور الصحة ..
وحتى اختم .. الى حد الساعة . يتابع البوليس السياسي DGST عملي ، كانه يجلس بجانبي نعمل على نفس الحاسوب ...
البوليس السياسي La DGST ، اساء الى سمعة المغرب ، والحق الاضرار بمصالحه العليا من خلال سمعته وبلادته ، ومن خلال فضيحة التجسس ببرنامج Pegasus ، كما اساء الى الشعب المغربي ...
والجهاز السلطوي الذي على رأسه عبدالواحد لفتيت ، الذي يرسل عملاءه يتعقبونني من مخبري القيّاد ، ويرسلون الشمكارة لاعتراض طريقي ... اساء الى الشعب المغربي ..
وليس من حل للملك الذي من المفروض ان ينبهه ضباط الجيش الكبار ، سوى تنظيم المحاكمات في حق كل من اظلم ، واعتدى ، وتجسس ، ونهب ، وسرق .... مع التتريك لإرجاع الأموال المنهوبة الى ميزانية الدولية ..
والحل هو ادخال أموال الشعب المغربي المفقر ، التي تم تهريبها الى خارج المغرب ، الى المغرب ، ووضعها في ميزانية الدولة ...
هناك مؤامرة تنسج خيوطها على نار هادئة ، وتصريفها وقتي .. وهو وقت ينفذ .. وبابها ومدخلها الرئيسي .. نزاع الصحراء الغربية .. وزخمها وحطبها ، استفحال الوضع الاجتماعي الخطير ، وشيوع الطغيان ، والاستبداد ، والدكتاتورية ..
وبالنظام العالمي الجديد الذي وقف موقفا سلبيا من الصحراء ، المقبلة على انتفاضة عارمة ضمن الانتفاضة التي قد تنفجر داخل المغرب . أي تحلل وتفكيك الدولة باستغلال الصحراء ، ونزول الشعب الى الشارع .. لا يستطع توقيفه لا الجاسوس المدعو عبداللطف الحموشي ، ولا السلطوي وير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، ولا الجيش الذي سينحاز في وسط الجولة ، وليس في اخرها الى الشعب .. وكل شيء وبسبب الإسراع في فصل الصحراء عن المغرب ، سيكون مراقبا من قبل مجلس الامن ، الاتحاد الأوربي ، الولايات المتحدة الامريكية ، والمحكمة الجنائية الدولية ....
الوضع خطير ويتطلب السرعة في الدمقرطة ، وفي المحاكمات ..
اذا سقط نظام سيأتي على انقاضه نظام اخر .. واذا سقطت الدولة .. سيبقى المغرب بدون دولة .. بل يستحيل بناء دولة جديدة ..لكن ستبزغ دويلات وكنتونات ... كلها ستكون بيد الاستعمار وبيد الامبريالية الصهيونية ..
اذن الخلاصة : ان خطاب الملك مثل الخطابات السالفة ، هو نسخة كاملة الاوصاف . أي فيه تحقير للرعايا بدفعها للمزيد من تحمل الفقر والتفقير .. وهو تهريب المسؤولية الى ( كوفيد 19 ) الغير مسؤول عن كل ما حصل .. خاصة وان العديد من الدول بدأت تتخلص منه ..
وهو خطاب استثنائي ، لا نه تودّد وتلطّف للنظام الجزائري الممسك بملف الصحراء ، اعتقادا منه انّ عزلته ستنتهي عند تراجع الجزائر عن تأييد الجمهورية الصحراوية .. وقد نعتبره خطاب انهزامي ، لا نه شعر بمرارة العزلة الدولية التي يعيشها بسبب ملف الصحراء ، الذي وقف المجتمع الدولي ضده ... وبسبب ملف حقوق الانسان الذي بلغ وضعا لا يطاق ...
نتمنى الاّ يكون رد احد المسؤولين الجزائريين كالسابق ، رفض فتح الحدود ، بدعوى ان النظام المغربي يغرق الجزائر بالحشيش ، والممنوعات ، وتشجيع الإرهاب ، وغيرها من الاتهامات التي لا تخفي كون القرقوبي الخطير ، يدخل الى المغرب من الجزائر ... وبالحجة والذليل ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تجري مفاوضات سرية بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبا ...
- هل هو انقلاب في تونس ؟
- إسرائيل عضو مراقب بالاتحاد الافريقي .
- هل لعنة نزلت على النظام المغربي ؟
- هل البوليس السياسي المغربي يتجسس على الملك محمد السادس ؟
- هل من علاقة بين ( الماك ) جمهورية القبائل الجزائرية ، وقضية ...
- حين يحاضر سجان المملكة الاول في حقوق الانسان
- رسالة الراحل خالد الجامعي الى محمد الساسي ، عضو المكتب السيا ...
- ( القضاء ) في دولة أمير المؤمنين
- التعديل الوزاري الاسباني
- الحزب الاشتراكي الموحد
- فدرالية اليسار الديمقراطي
- قصيدة شعرية .. دولة البوليس ، دولة مرعوبة ، تخشى ظلها .. لان ...
- الجمهورية الصحراوية الوهمية ، وجبهة البوليساريو الارهابية
- العلاقة الجدلية بين العزلة الداخلية ، والعزلة الخارجية للنظا ...
- صفعة لمحمد السادس ، ومزيدا في إمعان عزلة النظام
- البوليس السياسي وتزوير المحاضر البوليسية
- ( رئيس الوزراء ) الوزير الاول القادم
- من يقرع طبول الحرب بالمنطقة ؟ الصحراء تسببت في إدانة البرلما ...
- الدولة القمعية ، القهرية ، الجبرية ، والمفترسة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - تحليل خطاب الملك بعد مرور اثنتا وعشرين سنة عن توليه الحكم