أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - ( معارضة الخارج ) ( معارضة الداخل )















المزيد.....


( معارضة الخارج ) ( معارضة الداخل )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 6979 - 2021 / 8 / 5 - 09:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في المغرب هناك معارضات ، وليس هناك معارضة واحدة .. بدءا بالمعارضة الاسلامية بفلولها المختلفة ، الى المعارضة البربرية للنظام الذي تسميه بالعروبي ، الى المعارضة الريفية للنظام ، ولغير ما هو ريفي ، لأنها تعتبر نفسها سابقة عن بزوغ المعارضة البربرية ، وسبق ان أسست جمهوريتها في بداية عشرينات القرن الماضي من 1921 الى 1926 .. الى المعارضة التي تتخذ لها طابعا ماركسيا ، وبفلوها كذلك المتنوعة والمختلفة .. الى اقوى معارضة واكبرها حجما ، وهي المعارضة الصامتة التي قد تصبح لها الكلمة ، اذا حصل انفجار بغتة ، ومن دون توقع ، لان عوامله موجودة بقوة ...
لكن رغم ضعف هذا المعارضات في تخطي حاجز النظام السميك ، الاّ انها تبقى في نظر معارضة باسم جمهورية ما اتى بها زمان ، ولا شهد مثيلها تاريخ ، لا ترقى لتوصف بالمعارضة . لأنها حسب زعمهم ليسوا بجمهوريين حقيقيين .. فأيّ دعوى لنظام سياسي في المغرب ، من دون دعوة الجمهورية ، يتم وصفه من قبل هذه الكمشة ، مرة بالمخزن ، ومرة يصفونه ب Le plan ( B ) ، والدلالة يرمزون اليها بالأمير هشام بن عبدالله العلوي .. أي في نظر دعاة الجمهورية الجدد هؤلاء ، هناك مؤامرة منسوجة بين الملك محمد السادس ، وبين ابن عمه ، لاختراق المعارضة بمختلف تلوينها ، واشكالها ، ومسايرتها لإسقاطها من الداخل .. وهم هنا يرجعون له الدور الأساسي في اقبار " الائتلاف للتنديد بالدكتاتورية في المغرب " الذي اسسه مصطفى اديب ..
ان الغريب في امر هؤلاء الجمهوريين ، وهم جمهوريي النت ، والفسبوك ، واليوتوب .. انهم يعتبرون نفسهم امتدادا للمعارضة الجمهورية في الداخل ، أي داخل المغرب .. ومن ثم فهم يعتبرون نفسهم تكملة ، وتكاملا لهم .. من خلال ( علاقة ) طردية منسوجة وهادفة ، لقلب النظام الملكي ، وبالضبط نظام محمد السادس ، وقطع دابر Le plan ( B) ، وإقامة نظام جمهوري في المغرب ..
ومما يتصف به هؤلاء ومن دون استثناء ، ارتماءهم من دون شروط ، في حضن النظام الجزائري .. فكلهم يهللون ، ويزمرون ، ويطبلون ، ويرقصون على نغمات سمفونياته الماكرة .. بل وبعد ان ورطهم ، وافتضح امرهم كخونة ضد وطنهم السابق ( المغرب ) ، فهم الآن يتسابقون ، ويتلهّفون انْ يجود عليهم الجيش الجزائري ، ومخابراته المختلفة بتصريح ، في فضائيات أجهزة استعلاماته المختلفة .. ويترك لهم العنان للشروع في سب واهانة المغاربة ، وفي التصفيق للجيش الجزائري ، على حساب الجيش المغربي .. وفي تقديم فروض الطاعة والولاء لقصر المرادية ، ناكرين مغربية الصحراء ، ومغربية سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية .. ولعمري انّ احسنهم ، يجهل تاريخ الصحراء منذ 1777 ، ويجهل جميع مراحل وتطورات الصراع ، التي مر بها ومنها المغرب ، والشعب المغربي للدفاع عن مغربية الصحراء . فما يعرفونه عن الصحراء ، فقط انها ليست مغربية .. لكن عندما تطرح عليهم السؤال . لماذا الصحراء ليست مغربية ؟ يصبحون بُكماً لا يفقهون ، ولا " يقْشِعونْ " . ثوابت تمشي فوق الارض ..
كذلك عندما تطرح عليهم السؤال عن مكانزمات الثورة للوصول الى الجمهورية ، و تسألهم عن نوع الجمهورية / الحلم ، وكيف الوصول اليها ، وما هي ايديولوجيتهم ، وما هو تنظيمهم .. حتى تراهم يقفون مشدوهين ، حائرين ، لان هذه الأسئلة الاستراتيجية التي يجهلون الجواب عليها ، اكبر منهم ، ومن نزق تفكيرهم الذي لا يتعدى الف باء ، في معرفة نماذج الثورات التي حصلت في العالم ، والطبقات الأساسية التي لعبت الدور في نجاحها ...
فعند غياب التنظيم الثوري الأيديولوجي او العقائدي ، وتحديد الاستراتيجية ، ومختلف التكتيكات للوصول الى الاستراتيجية .. يكون أي حديث او كلام عن الثورة ، وعن الجمهورية ، والنظام الجمهوري ، بمثابة حكواتي ( حلايقي ) ، يسرد الخيال الذي لا علاقة له بالواقع ..
فكيف لمجموعات ، وكل مجموعة تتكون من ثلاثة اشخاص ، وأخرى تتكون من خمسة اشخاص ، وأخرى تتكون من شخص واحد .. متصارعين فيما بينهم ، وسيادة لغة السب والشتم ، واستعمال الالفاظ النابية ، و الفاظ تحت الحزام ... ان يحققوا ثورة عجزت في تحقيقها ، تنظيمات ثورية كانت لها قواعدا ، واطرا ، وتنظيما ، وكانت لها أيديولوجية ... وهنا لا ننسى قرار الحسن الثاني في سنة 1994 عندما اصدر عفوا عن اكثر من اربعمائة لاجئ خارج المغرب .. فكلهم اسرعوا في العودة فرادى وزرافات ، واغلبيتهم ارتمت في مؤسسات الدولة مباشرة ، ومن لم يرتمي في حضن الدولة ، اعترف بالنظام الملكي في شكله الدكتاتوري ، واصبح فقط يدعو الى اصلاح النظام من الداخل ، الذي نجح في اصلاحهم هم من الداخل ، الى ان وصلوا الى ارذل وضع كما نشاهد اليوم .. فكيف نقارن معارضة زمان القوية ، بمعارضة اشخاص في جماعات تحسب بأصبع اليد الواحدة ؟
وكيف الترويج لمعارضة جمهورية غير موجودة كتنظيم ، بمعارضة في الداخل غير موجودة كذلك ؟
واذا كان المقصود بمعارضة الداخل فلول وشتات بقايا اليسار الماركسي ، فهؤلاء كإيديولوجيين ، ومثقفين سياسيين نخبويين ، سيرفضون ان يكونوا امتدادا لأي تنظيم ، حتى ولو كان يلوح بدكتاتورية الطبقة العاملة الغير موجودة بالتعريف الماركسي للعمال ، او يلوح بدكتاتورية العمال و( الفلاحين ) القرويين ، خاصة وانهم هم بدورهم يفقرهم كل شيء ، ولا يجمعه أي شيء ..
فعن أي جمهورية يتحدثون ، وعن أي علاقة تشابكية يرددون بين معارضة جمهورية الخارج ، ومعارضة جمهورية الداخل .. والحال ان من يمسك بالساحة عموديا وافقيا ، تبقى الاتجاهات الإسلامية السياسية بمختلف تلوينها ومراجعها ... وهنا الم تكن حركة 20 فبراير ، حركة جماعة العدل والإحسان بامتياز .. الم تتشتت الحركة وتعرت بمجرد انسحاب / انقلاب الجماعة منها ؟
نعم لقد تعرى كل شيء ، وأسدل الستار عن حقيقة (معارضة ) ، يا ما اطربت مسامع المهتمين بشعارات الجمهورية ، وبقرب الدنو من النظام الجمهوري ، الذي ظل مجرد شعارات دغدغت مشاعر الحالمين ، والمصْطولين ، والمضبوعين ، واللاّهثين في فصل صيف قاحط ، وراء جمهورية ، او نظام جمهوري كان مجرد سراب صيف حار ، وفقاعات هوائية ، فجرتها خيوط اشعة الشمس الحارقة ..
وحين استفاق الحالمون ، والمنتظرون السراب من الغفلة ، اومن الحلم ، وجدوا ان ما تاقوا به ، وما آمنوا به ، وما انتظروه ..كان مجرد سراب ، وكوابيس أحلام ، عندما تفجرت الحقيقة الساطعة التي لا غبار عليها ، في المعارك الدنكشوطية بين اشخاص فرديين ، وشخصيين ، وليسوا بتنظيميين .. و يا ليت لوكان سبب الصراع اختلافا أيديولوجيا ، او عقائديا ، او مذهبيا ، او تنظيميا ، او حتى سياسيا .. بل ولا شيء سنتأسف عليه حتى نقول للأسف .. لان الصراع تعرى عندما كان شخصيا .. وعندما استعملت فيه الالفاظ النابية ، وكأننا في معركة لشمكارة بباب الرّحْبة ، او بمقهى الطنجاوي ، اوفي قرية سيدي موسى بسلا ...
فما حصل من تنابز بسبب حزازات شخصية ، وبين جميع دعاة ( الجمهورية ) والجمهورية منهم براء .. اماط اللثام عن الجمهورية ، وعن ( الجمهوريين ) ، وعرّى عنْ ما كان يتغنى به ، لا علاقة له بالجمهورية ، ولا حتى بالملكية البرلمانية المغربية ، فأحرى انْ تكون له علاقة بالملكية البرلمانية الاوربية ..
لقد استفاق اتباع الرفاق ، او الاخوة المغفلون ، والحالمون ، ومن كانوا من النائمين . ينتظرون طلوع وبزوغ الفجر، ليخرجوا طبولهم ، وزماميرهم ، ليطبلوا ، وليزمروا لجمهورية نجح الرفاق الذين لا ملة ( أيديولوجية ) ولا ( دين ) عقيدة لهم .. مستعملين جميع الأسلحة ، طبعا الفيسبوكية ، واليوتوبية ، والقنوات الخاصة ، لخوض غمار حرب هلامية بهلوانية ، مع طواحين هوائية ... ونظرا لحبهم ( للجمهورية ) وللدكتاتورية ، لم يترددوا جميعا من الارتماء في حضن نظام الديمقراطية منه براء .. نظام عدو للمغرب ، وعدو للشعب المغربي .. مهللين ونابحين ، بان الصحراء ليست مغربية ، ولم تكن يوما مغربية ، وانها صحراء جزائرية امتداد للصحراء الشرقية . وان مليلية وسبتة في اسبانيتهما ، واسبانية في مليليتها وفي سبتتها .. منتظرين كالظمآنين انْ تستدعيهم فضائيات العدو ، وابواقه المختلفة ، لإعطاء تصريحات مريضة في حق وحدة المغرب ، وفي حق وحدة الشعب ... علَّ الظهور في تلك الفضائيات ، واسماع صوتهم المبحوح في تلك الإذاعات البوقية ، سيمهد ، وسيسهل عليهم الطريق غدا للرجوع الى المغرب ، الذي طعنوه من الخلف بخنجر مسموم ، راكبين ، ومُمْتطين دبابات العدو كفاتحين منتصرين .. وكأنني بالحالة العراقية ، و" ببْريْمر" ثاني قيد الاعداد في الحالة المغربية العصية كل العصي ، عن المؤامرات ، والغدر ، والضرب بالمكشوف ، وليس فقط من تحت الحزام ...
الناس تنتظر العودة من الشتات ، على ظهر دبابات قصر المرادية ، وقصر Palacio Real de Aranjuez ، او قصر Le palais de la Moncloa ، وبزعامة بْريِمرْ جديد ، جنسيته سْبلْيونية ، وحتى دْزايْرية.. لكن أيّ حلم هذا لعودة شخص ، او شخصين ، او ثلاثة اشخاص ... على ظهر ذبابة ، عفوا على ظهر حمار ، او راكبين دراجات هوائية .. لحكم المغرب من دون ، وفي غياب التنظيم الغير موجود اطلاقا ...
فهل ادركتم الآن حقيقة من يسمون بجمهوريي الشتات ، جمهوريي العشرية الثانية ، والثالثة من الالفية الثالثة Les news républicains دْيالْ آخر زمان ... وهل ادركتهم حجم التمثيلية التي يمثلونها وسط الشعب ، الذي يدعونه للثورة نيابة عنهم ، حتى عندما ستنجح الثورة ، سيعود هؤلاء الثوار على ظهر دبابات قصر المرادية ، مرفقين بجنرالات الجزائر ، وجنرالات اسبانية ، ليحكموا مغربا سيكون انْ حصلت فعلا الثورة ، قد تشتت ، وتفرق الى دويلات ، وكانتونات عميلة .. والله وحده يعلم اية جمهورية سيكون على راسها هؤلاء ، كسفراء للجزائر العاصمة ، ولمدريد الكاتوليكية ...
لقد نشب نزاع سوقي بين ( جمهوريين ) ، بين جمهوري في اسبانية ، وبين اسلاموي في Duisburg .. بين جمهوري في اسبانية ، وجمهوري في واشنطن .. وبين جمهوري في اسبانية ، ولا جمهوري ، ولا ملكي ، ولا شيء في كندا . وبين جمهوري في واشنطن ، ولا جمهوري ، ولا ملكي ، ولا أي شيء في كندا .. وحصل نزاع بين جمهوري في Bouston ، وجمهوري قمامي .. وبين Bouston وبين إيطاليا .. وبين إيطاليا وبين إيطاليا ... وبين الارجنتين وبين الدنمارك . وبين الارجنتين وواشنطن ... لخ نزاع أسبابه تافهة ، عديمة الجدوى والمعنى .. لكنها أظهرت الجميع كمتفرقين متباعدين ، وكصبية نحو مصالحهم الشخصية مهرولين .. وكم بلغ المستوى دونيته في منازلة القرن امام البيت الأبيض ، وهي المنازلة التي فر منها تحفة . وقد فعل خيرا لأنه لو حضر، لكانت اخبار الحرب ان تتحول الى مادة للتاريخ ، يدرسها تلاميذ المدارس العسكرية في الولايات المتحدة الامريكية ، وبالمدارس العسكرية الاوربية . حرب لو حصلت ، كانت ستكون ملحمة في تاريخ ثلاثة مقاتلين Des gladiateurs contre Touhfa .. وحمدا لله ان تحفة اصطكت ركبتاه خوفا ، وتخلف ، وترك النزال ، والجمل بما حمل .. وكم سيصل النزال دونيته حين سيصبح تفاخرا بالمنجزات .. بين واشنطن وبين اسبانية .. حين سيتفاخر واشنطن بانه اصغر سنا من مدريد .. ورغم ان اسبانية تخرج من الاكاديمية العسكرية برتبة ملازم .. ظل فقط ملازما ، في حين ان واشنطن الذي جاء من بعده ، ترقى في ظرف وجيز الى قبطان ، وما ادراك من قبطان ... وقد كانت نبرة الرّدّ تنطلق بالمرارة ، حين وصف مدريد واشنطن بالتقني الذي يشابك الخيوط ، ويصلح الاعطاب ، ولم يكن ابدا عصفورا يطير ... طائرة ..
وقلنا ان المعارك الخاوية الدنكشوطية انتهت ، ربما ان المتحاربين المتباعدين ، قد يكونوا قد استفاقوا من " رْوينتهم " ، وشعروا بخطئهم .. حتى قرعت معركة من جديد ، بين واشنطن وواشنطن .. وكان سلاحها السب والشتم من تحت الحزام ...
لكن الصدمة ستكبر عندما نفى جمهوري عاصمة الارجنتين ، وجود معارضة بالمطلق ، والموجود مجرد مهرجين ، كل منهم يزمر بمزماره ، ويطبل بطبله .. وبلغت الخصومات قمة في السب ، بين جمهوري Mulhouse ، وجمهوري فلوريدا او بوستن ... وهكذا ما يسود بين مستعملي كلمة ( رفيق ) ، سوى السب والشتم، الذي جعل النظام يتهكم ويضحك على الجميع .. بل ويتشفى للنهاية الدراماتيكية التي وصل اليها الجميع ....
وقلنا ان هؤلاء الجمهوريين قد استفاقوا ، وفطنوا للحقيقة المرة ، انْ لا علاقة لهم بالجمهورية .. حتى خرج نزال جديد عبر اليوتوب ، بين جمهوري واشنطن ، وبين جمهوري اسبانية ، وجمهورية الارجنتين ، وجمهوري المانيا العلماني لا الاسلاموي ..
ففي الوقت الذي ذهب جمهوري واشنطن بعيدا ، " باشْ يقْلي الزيت لهَاذُوكْ اللِّي كيْسمّيهمْ اشباه المناضلين ، واشباه المعارضين " ، سيتقدم وبالوجه المكشوف عبر اليوتوب ، ليطلب وبالمباشر منحة للدراسة الحقوقية ، من الد عدو الجمهوريين ، هشام بن عبدالله العلوي الذي رغم تقريعه ، والهجوم عليه .. فهو لا يبالي لترهاتهم ، ولا ينزل لصبيانيتهم ، وسفالتهم ، وحقدهم الدّفين .. حين يطلبون منه التنازل عن املاكه .. ولمن سيتنازل عن املاكه التي ورثها شرعا من والده . هل لهم ؟ .. " لا يحمل الحقد من تعْلو به الرتب " ... بل سيزيد جمهوري واشنطن دس السم في إناء معارضيه ، حين سيستعمل عبارات التعظيم ، والاحترام ، و نْعمْ سيدي ، عند مخاطبته هشام بالطاووسية " السّي هشام " ، " الاكاديمي " .. أولا ( باشْ يقْلي الزّيت ) لا عداءه ، وحتى يؤثر على هشام الذي خاطبه بالمباشر على الاثير ، ولإحراجه امام الرأي العام الثقافي المغربي والدولي .. أي ما فعله جمهوري واشنطن كان ضربة متقنة لوضع هشام في سلته .. فهل سيستجيب هشام بن عبدالله العلوي مرة ثانية ، لطلب مصطفى اديب الضابط السابق ، ويمنحه منحة لمواصلة الدراسة ؟
من جانبي ادعو هشام بن عبدالله العلوي ان يستجيب لهذه الدعوة التي تتعلق بالدراسة .. رغم تقلبات مصطفى الكثيرة من هشام العلوي .. ومرة أخرى " لا يحملُ الحِقد من تعلو به الرّتب " ..
اذن . فهل كل من يهرنق ، او ينبح بالمفردات الجمهورية ، هو حقيقة جمهوري الطابع والمنشئ ؟
ان النظام اليوم في مرحلة ضعف لم يسبق ان عرفها في تاريخ دولته ، وضعفه لم يأت من قلب الموازين بينه وبين ( الشعب ) الرعايا . بل ان ضعفه يرجع الى كثرة اخطاءه ، التي تسببت له في عزلة دولية لم يعرفها حتى نظام كوريا الشمالية ، الذي قارنه احد المحامين الفرنسيين به ..
ففي وضع مختل كهذا دوليا ، حيث اصبح نظام محمد السادس ، وشخص الملك غير مرغوب فيه .. فان اية انتفاضة ( شعبية ) ضده ، ستجد الوقت المناسب للمساندة والتضامن الدولي . لكن السؤال الذي يجهله الجمهوريون الجدد . كيف ستخرج ( الجماهير ) الرعايا للثورة على الأوضاع المزرية ، التي تسبب فيها النظام لها .. في الوقت الذي تتضاعف فيه ثروة الملك ، وعائلته ، واصدقاءه ، والمحطين به ...
ان خطورة النظام المخزني المعادي للديمقراطية ، انه يستبق الاحداث ، ويخطط لمواجهاتها .. فعند أي ضغط ، يتحرك النظام بعجالة لينهيه ، رغم اختلاف أساليب القمع المستعملة ، والتي طورها كذلك استجابة للتطورات التي عرفها العالم .. هكذا سنجد ان الوسائل التي استعملت في قتل الناس المتظاهرين ، في انتفاضة 1965 ، وانتفاضة يونيو 1981 ، وانتفاضة يناير 1984 ، وانتفاضة فاس 1990 ، اختلفت عن الوسائل التي استعملها في اخماد انتفاضة الريف ، وقبلها في اخماد حركة 20 فبراير ... فالاختراق كوسيلة ، لعب دورا في كبح الاحداث ، واعطى نتائجا إيجابية عكس نتائج انتفاضة 1965 ، و 1981 ، و 1984 ، و 1990 ... وهذا جنبه انتقادات العالم المتحضر الديمقراطي ، وجنبه ملاحظات منظمات حقوق الانسان المختلفة ...
ان هذا الحقيقية تثبت ، ان النظام المخزني لا يتغير ، لكنه يغير الوسائل والمكانزمات ، من اجل التحكم في الوضع حتى لا يخرج من بين يديه ، ويخرج عن السيطرة ... ولو وجهت احدى النقابات ابّان اوج حركة 20 فبراير دعوة الى الاضراب العام ، وتم النفخ فيه كإضراب 1981 ، لكان وجه المغرب قد تغير جذريا ... طبعا لصالح النظام الديمقراطي ... لكن استقبال الملك ل ( زعماء ) النقابات ، ومنها ك د ش C D T بعد توليه الحكم ، قلب تصورات النقابات للعمل النقابي الجاد ، واستمرت تؤيد ما يسمى بالسلم الاجتماعي الذي هو سلم النظام والكمبرادور ، وليس سلم الشعب المفقر الذي يعيش الضياع .. هكذا ستصبح النقابات كما هو مشاهد اليوم مع النظام لا ضده .. واصبح الجميع يؤمنون ، بان أي خروج عن النظام ، يعني نهايتهم التي لن تكون سعيدة .. وعندما يظهر الوضع المُزري الذي أضحت عليه النقابات ، والموت الذي ضرب الأحزاب التي كان يمكن ان تقلق الملك .. حتى خلى الجو للملك ولمحيطه ، ولأصدقائه ، والمقربين ، والمحيطين به .. وأصبحت الساحة بدون أحزاب ، كتلك التي شغلت الساحة في ستينات وسبعينات القرن الماضي .
ان هذا التغيير السلبي الذي أضحت عليه الساحة ، جعلها تعيش الفراغ ، الاّ من النظام الذي يملئها وحده ، صاحب الكلمة الأولى والأخيرة ... والنظام المدرك بخطورة الأوضاع اشتغل كثيرا قبل وفاة الحسن الثاني بثماني سنوات .اي عند بداية ظهور اعراض مرض L’emphysème عند الملك .. فكان ان خطط جيدا لهذه المرحلة التي يتحكم فيها جيدا .. وهذا لا يعني انه قوي .. لكن سببه فراغ الساحة بالتمام ...
ان كل من يردد حتمية دور الجيش في التغيير ، سيكون مصْطولا . وان كل من يبشر بتغيير الشعب للنظام من تلقاء نفسه ، ومن دون دعوة وازنة ، سيكون بمن يحلم وينظر في بيت مقفل عليه ، وليس في الساحة التي تحكمها علاقات جديدة ..
ان الغرب ، وبالضبط الولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل ، وفرنسا مؤخرا ... غير مستعجلين من امرهم رغم انهم غير راضين عن نظام محمد السادس .. لكن ان أي محاولة لتغيير النظام من الخارج ، ومن دون تراكم شروط التغيير داخليا ، سيكون بمن يخدم أوضاعا قادمة ، لا تخدم مصالح الاستعمار والامبريالية ، والصهيونية ، الذين يشتغلون على نار هادئة ، وينتظرون ساحة الإقلاع لتنفيذ المخطط المسمى بالشرق الأوسط ، وشمال افريقيا ...
الازمة بين النظام المغربي ، وبين واشنطن ، فرنسا ، اسبانية ، المانية ( الاتحاد الأوربي ) ، وكل الدول الاسكندنافية ، وروسيا ، وكندا ... ستتمدد ، وستتعمق اكثر .. لكن ستضبط الستاتيكو بالمنطقة ، ما دام ان حل نزاع الصحراء لم يجد له طريقا من قبل مجلس الامن ، الذي لا يستعمل الفصل السابع في حسم الصراع ...
لكن تحرك أعداء النظام المغربي ، سيكون مدخله الصحراء ، عندما ستنضج عوامل حلها دوليا ... وحتى يتمكنوا من ضرب عصفورين بحجرة واحدة .
-- من جهة اتخاد قرار اممي طبقا للفصل السابع من الميثاق ، عندما تنفذ كل مراوغات أعداء مغربية الصحراء الغربيين ، لفرض الانفصال ..
--- ومن جهة استغلال انسحاب النظام من الصحراء ، لإيثار الفوضى الهدامة عند نزول الشعب الى الساحات ، وفي كل المدن .. لشرعنه تغيير النظام بحجة رفض نظام محمد السادس الذي أضاع الصحراء ، وهنا إعطاء الضوء الأخضر للجيش للتحرك بما يغير النظام ، دون تغيير الدولة التي ستواصل بنظام آخر ، قد يحظى بموافقة كل أطياف الشعب ، بملك يهيم مع المشاريع الغربية المخطط لها من قبل الغرب .. لبسط اليد على المغرب اكثر .. أي تغيير الشكل وليس المضمون ، لان الغرب لا يريد الديمقراطية الحقيقية للشعوب ، لأنها سلاح اخطر لتدميره ..
الستاتيكو سيتواصل في انتظار حصول معجزة . وبما ان زمن المعجزات ولى ولم يعد منذ مئات السنين .. تكون الصحراء بكل ارثها هي المدخل الأساسي والباب الكبير ، لفرض التغيير في المغرب ..
ان جميع السلالات والقبائل التي حكمت المغرب ، جاءت من الصحراء .. وسقطت كذلك من الصحراء .. وفقدان الصحراء ، يعني فقدان الملك لنظام حكمه .. وقد يكون شرعنة لتقسيم كل المغرب وليس فقط انفصال صحراءه ..
ان الاوربيين ، وواشنطن ، وإسرائيل ، وكل دول الاتحاد الأوربي ، الواعين بهذه الحقيقة التي تهدد وجود النظام .. ورغم ذلك هم متشبثون بعدم مغربية الصحراء ، ويجنحون لفصلها عن المغرب .. هو ما يبرر العزلة المفروضة على النظام المغربي ، ويفسر بشكل جلي ، ان نظام محمد السادس لم يعد مقبولا من قبل هؤلاء .. وهو ما يدلل على الرغبة في تغيير شخص الملك ، لصالح ملك اخر ، ضمن استمرار نفس الدولة ..
اما جمهورية جمهوري النت ، واليوتوب ، والفسبوك .. جمهوري العشرية الثانية والثالثة من الالفية الثالثة .. فسيظلون وراء جمهوريتهم يعمهون وحالمون ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل خطاب الملك بعد مرور اثنتا وعشرين سنة عن توليه الحكم
- هل تجري مفاوضات سرية بين النظام المغربي ، وبين الدولة الاسبا ...
- هل هو انقلاب في تونس ؟
- إسرائيل عضو مراقب بالاتحاد الافريقي .
- هل لعنة نزلت على النظام المغربي ؟
- هل البوليس السياسي المغربي يتجسس على الملك محمد السادس ؟
- هل من علاقة بين ( الماك ) جمهورية القبائل الجزائرية ، وقضية ...
- حين يحاضر سجان المملكة الاول في حقوق الانسان
- رسالة الراحل خالد الجامعي الى محمد الساسي ، عضو المكتب السيا ...
- ( القضاء ) في دولة أمير المؤمنين
- التعديل الوزاري الاسباني
- الحزب الاشتراكي الموحد
- فدرالية اليسار الديمقراطي
- قصيدة شعرية .. دولة البوليس ، دولة مرعوبة ، تخشى ظلها .. لان ...
- الجمهورية الصحراوية الوهمية ، وجبهة البوليساريو الارهابية
- العلاقة الجدلية بين العزلة الداخلية ، والعزلة الخارجية للنظا ...
- صفعة لمحمد السادس ، ومزيدا في إمعان عزلة النظام
- البوليس السياسي وتزوير المحاضر البوليسية
- ( رئيس الوزراء ) الوزير الاول القادم
- من يقرع طبول الحرب بالمنطقة ؟ الصحراء تسببت في إدانة البرلما ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - ( معارضة الخارج ) ( معارضة الداخل )