أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيع نعيم مهدي - من غرائب الأخبار في تاريخ العرب














المزيد.....

من غرائب الأخبار في تاريخ العرب


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 7000 - 2021 / 8 / 26 - 16:39
المحور: الادب والفن
    


لا يخفى على أحد ان تراث العرب متخم بالأخبار، والتي يحمل بعضها سمات منظومة الاعراف السائدة والمتغيرة في حياة العرب قبل الاسلام وبعده، ومنها احاديث الخرافة التي لا يقبلها عقل، لكنها وجدت أذاناً صاغية وأفواها تروي تفاصيلها في مجالس العرب وكتب أخبارهم. والتي حاولتُ ان اجمع منها ما صادفته عند القراءة او البحث في موضوع معيّن، وللأسف هذا الامر يحتاج الى تفرغ ووقت ليس بالقليل للتنقيب في موروث العرب، وهنا سأكتفي بالقليل القليل جداً ليكون إنموذجاً عن الاخبار التي أعنيها في هذا المقال.

"1"
من هذه الاخبار خبر أبي جندب الذي كشف عورته في الحرم المكي لغاية أدركها أهل مكة، ففي الخبر جاء ان في منطقة تدعى العرج وقعت معركة بين أبي جندب وبني لحيان، فقد مرض أبي جندب، وكان له جار من خزاعة اسمه خاطم، قتله زهير اللحياني وقتل امرأته، فلما برأ أبو جندب من مرضه خرج من أهله حتى قدم مكة، فاستلم الركن وكشف عن أسته وطاف، فعلم الناس انه يريد شراً فقال:
إني امرؤ أبكي على جارَيَّهْ أبكي على الكعبيَّ والكعبيَّه
ولــو هلكــتُ بَكـــيا علـــــيه كانا مكان الثــوب مـن حَقْويَّه
فلما فرغ من طوافه وقضى من مكة حاجته ، خرج في الخلعاء من بكر وخزاعة، فاستجاشهم على بني لحيان، فخرجوا معه حتى صبح بهم بني لحيان في العرج، فقتل فيهم وسبى من نسائهم وذراريهم.

"2"
أما حديث محمد بن المنكدر ففيه من الغرابة ما يصيب قارئه بالعجب، فالحدث لم يحصل سابقاً ولم يتكرر، فالرواية تحكي عن مشاهدة عبد الله بن الزبير لجثة تحاول الهرب من عذاب القبر، إذ يذكر راوي الحديث إن عبد الله بن الزبير، بينا هو يسير الى "الاثاية" من "العرج" – وادي بين مكة والمدينة - في جوف الليل، إذ خرج إليه رجل من قبر في عنقه سلسلة، وهو يشتعل ناراً، ويقول: يا عبد الله أفرغ عليّ من الماء، ووراءه رجل آخر يقول: يا عبد الله لا تفعل فانه كافر.. حتى أخذ بسلسلته فادخله قبره.

"3"
والحديث السابق لا يقل غرابة عن خبر الضحاك ذي الأفواه، الذي خرجت بكتفيه حيّتين، وكانتا لا تتغذيان إلا بأدمغة الناس، فأفنى خلقاً كثيراً من أهل فارس، وكان له وزيراً يذبح في كل يوم كبشاً ورجلاً ويخلط أدمغتهما ويطعم الحيتين، فكان الضحاك هذا سبباً في هروب الكثير من الناس الى الجبال، والذين توحشوا وتناسلوا فكونوا شعباً أصبح يعرف فيما بعد بـ"الأكراد"..!!، والذين يورد المسعودي في كتابه مروج الذهب خبراً عن أصولهم وانسابهم، فهم على حد روايته من جواري النبي سليمان بن داوود، فعندما زال ملك سليمان أتى بعض الجن الى جواريه فجامعوهن وحملن منهم، ولما ردّ الله على سليمان ملكه، ووضعت تلك الإماء حملهن، أمر سليمان وقال: إكردوهن الى الجبال والأودية.. فربتهم أمهاتهم وتناكحوا وتناسلوا فذلك بدء نسب الأكراد.

"4"
وقائمة الغرائب لم تنتهِ عند المسعودي بل نجد عند ابن سعيد الأندلسي، والذي يذكر ان عمرو بن ذي المنار سميّ بذي الأذعار لأنه غزا بلاد النّسناس فقتل منهم مقتلة عظيمة ورجع الى اليمن من سبيهم بقوم وجوههم في صدورهم، فذعر الناس منهم.

"5"
واختتم هذه المقالة بخبرٍ يتجاوز حدود عن حمل رجلٍ، واتمنى من قارئ الخبر ان يدقق في مفرداته ليرى مدى تركيز صانعه على حبك أحداثه فقد نقل ابن كثير في كتابه البداية والنهاية حكاية ابن خلكان التي ينقلها نقل من خط الشيخ قطب الدين اليونيني قال : بلغنا أن رجلا بدير أبي سلامة من ناحية بصرى كان فيه مجون واستهتار، فذكر عنده السواك وما فيه من الفضيلة، فقال : والله لا أستاك إلا في المخرج . يعني دبره ، فأخذ سواكا فوضعه في مخرجه ثم أخرجه ، فمكث بعده تسعة أشهر ، فوضع ولدا على صفة الجرذان، له أربعة قوائم ورأسه كرأس السمكة، وله دبر كدبر الأرنب . ولما وضعه صاح ذلك الحيوان ثلاث صيحات ، فقامت ابنة ذلك الرجل فرضخت رأسه فمات ، وعاش ذلك الرجل بعد وضعه له يومين ، ومات في الثالث ، وكان يقول : هذا الحيوان قتلني وقطع أمعائي . وقد شاهد ذلك جماعة من أهل تلك الناحية وخطباء ذلك المكان ، ومنهم من رأى ذلك الحيوان حيا قبل أن يموت ، ومنهم من رآه بعد موته .

هذه العيّنات من الاخبار التي لو قدِّرَ جمعها لخرجنا بعشر مجلدات على الاقل، جميعها صنعت حاجزاً من الضباب بين الحقيقة التاريخية وطالبيها، وقد نكون بحاجة الى اعادة كتابة للتاريخ لتستخلص الاخبار ونميّزها عن احاديث الخرافات التي لا نفع منها.



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكانة الشطري – 6 -
- شامٌ بلا بعضِ الشام
- البغاء الرقمي
- بتكوين لله
- يجب ان يرحل!!
- بين العجم والروم..
- خطوة تبحث عن ثقة
- أزمة الشعارات
- دكانة الشطري -5-
- دكانة الشطري -4-
- دكانة الشطري -3-
- الكاظمي في فخ امريكا
- ابن الشعب
- الطبل والسياسة
- دكانة الشطري -2-
- دكانة الشطري -1-
- لاكن وأخواتها..
- الشاه واليسار -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- الشاه والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- مجرد بيت من الشعر


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيع نعيم مهدي - من غرائب الأخبار في تاريخ العرب