أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع نعيم مهدي - بين العجم والروم..














المزيد.....

بين العجم والروم..


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6777 - 2021 / 1 / 3 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(بين العجم والروم بلوة ابتلينا) مثل يتداوله أهل بغداد منذ زمن ليس بقريب، وهو يخصر الكثير عن التاريخ، ميزته تكمن في تشخيصه لمعالم ماضي البلاد وحاضرها، بل وحتى مستقبلها، فهذه البلاد عامرة بصراع الغرباء على أراضيها، وما تحتويه كتب التاريخ يرسم صورة واضحة عن ما جرى من صراعاتٍ دامت لعقود أو قرونٍ من الزمن.
تأثيرات هذه الصراعات لا زالت شاخصة في معالم الحضارة وتركيبة المجتمع العراقي، والذي يُعد بينة مناسبة لتغليب الخطابات العرقية والطائفية على خطاب الهوية الوطنية "المبعثرة"، الهوية التي تتميز بكونها عاطفية بامتياز، إذ تتجاهل في الغالب منطق العقل عند التعاطي مع شؤون السياسة، سواء أكانت خارجية أو داخلية، خصوصاً عندما تتحول السياسة الداخلية الى أداة بيد القوى الخارجية في صراعها على ارض العراق باعتباره ساحة معركة لا أكثر .
اليوم.. أطراف الصراع كُثر، ومعالم صراعات هذه الاطراف شاخصة للعيان بوضوح، وفي قمة هذه الصراعات هو الصراع الامريكي الايراني، والذي تتجه مؤشراته نحو الحرب المباشرة بينهما، ويبدو ان مساعي الطرفان تتجه الى ان يكون العراق حاضنة لهذه الحرب، لكن مع الحرص على ان لا تتأثر البلاد بنتائجها، فالعراق بالنسبة للجانب الايراني مصدر مهم لتسويق منتجه المحلي، ومصدر كبير للعملة الصعبة في ظل العقوبات الامريكية التي رافقت ملالي ايران منذ اعلان جمهوريتهم في 1979، وبالنسبة للولايات المتحدة يشكل العراق أداة فاعلة في صراعها مع ايران، التي استُنزِفت في مواجهة التنظيمات المتشددة في العراق وسوريا، ناهيك عن تمويلها لحزب الله والحوثيين .
المهم.. ان الحرب التي كان من المتوقع ان تحدث في زمن ادارة دونالد ترامب، يبدو ان بوادرها ستحدث على يد جو بايدن، وهذا ما تُنبئ به الاستعدادات الايرانية في تهيئة قيادات عسكرية للامساك بالسلطة عبر الانتخابات، فقد يكون التعاطي مع حرب امريكية أفضل من مواجهة انفجار تمرد شعبي تسعى لإثارته الولايات المتحدة، خصوصاً وان الإدارة الامريكية محملة بتجربة سابقة في تعاطيها مع الشأن الايراني متمثلة في رعاية وتنفيذ الانقلاب ضد حكومة محمد مصدق في خمسينيات القرن الماضي.
واذا نظرنا الى واقع العراق في ظل صراع الطرفين نجد ان كلاهما لا يتعاملان مع العراق باعتباره حليف في هذه الحرب بل مجرد وسيلة لتحقيق المزيد من الضغط المتبادل ولذي يدفع ثمنه الشعب، واقرب مثال يمكن الاستشهاد به هو القرار الذي صدر عن حكومة الكاظمي بتخفيض قيمة الدينار العراقي، القرار صدر بدون تمهيد وفق غايات معلنة بأنه يهدف الى دعم الاقتصاد المتهالك، لكن حقيقته تتجاوز هذا الامر ، فقراءتي للأحداث ربما تذهب بعيداً وتفتقر للصحة لكنها مجرد افتراضات قد اجد من يتفق معي في رؤيتها.
فأنا ارى في القرار انه مجرد وسيلةٍ لتضييق الخناق على تسويق المنتجات الايرانية في العراق وصناعة تهريب العملة، كذلك القصف الذي تعرضت له المنطقة الخضراء مؤخراً، فلا اعتقد انه كان استهدافاً للسفارة الامريكية بقدر استهدافه للحكومة العراقية، وليس تخفيض كميات الغاز الايراني المصدر للعراق (!!!) سوى ردٍ ايراني لان حكومة طهران تدرك تبعات تخفيض العملة العراقية على اقتصادها المتضرر من العقوبات الامريكية.
أما التصعيد الاعلامي وحرب استعراضات القوة المتبادل بين الطرفين، فلم يكن على ارض احدهما، وهذا ما يمنحهما نوعاً من الارتياح عند النظر الى نتائج المواجهة أو حساب الخسائر في الحرب المؤجلة حتى اشعار آخر . ففي كل الاحوال سيبقى اهل العراق ضحية حربٍ لم تُعلن بدايتها ولن تعرف النهاية في مستقبل قريب.



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة تبحث عن ثقة
- أزمة الشعارات
- دكانة الشطري -5-
- دكانة الشطري -4-
- دكانة الشطري -3-
- الكاظمي في فخ امريكا
- ابن الشعب
- الطبل والسياسة
- دكانة الشطري -2-
- دكانة الشطري -1-
- لاكن وأخواتها..
- الشاه واليسار -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- الشاه والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- مجرد بيت من الشعر
- إيران و(علامة استفهام صغيرة)
- أعراس الثعالب – 10 –
- أعراس الثعالب – 9 –
- أعراس الثعالب – 8 –
- متظاهر إلا ربع
- أعراس الثعالب – 7 –


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ربيع نعيم مهدي - بين العجم والروم..