ربيع نعيم مهدي
الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 18:52
المحور:
الادب والفن
أجمل ما في مكتبة الشطري هو ثرائها، وما أقصده لا يعني شؤون المال بأي حال من الأحوال، فالغنى الذي تمتعت به مكتبة الوالد كان في روادها، وتحديداً اولائك الباحثين عن المعرفة، هم ليسوا بالضرورة من اصحاب القلم، لكن أحاديثهم تمنح سامعها متعة، فالبعض منهم يجسد دور الحكواتي في تقديم المعلومة التي توصّل لها.
مرة وفي تسعينيات القرن الماضي كان في ضيافة المكتبة "عبود الشالجي"، واتمنى ان ذاكرتي اسعفتني في تذكر الاسم صحيحاً، يومها دار الجدل بين الضيوف حول مصر وطوائفها ومذاهب الاسلاميين فيها، فمن المعروف ان البلاد كانت فاطمية، بمعنى اسلامية على مذهب الشيعة الاسماعيلية، وانتهت أيامهم على يد صلاح الدين الأيوبي، وتحولت الى أراضٍ تسود فيها مذاهب أهل السنة.
قد تكون الحكاية هنا مجرد اختصار شديد لما هو معروف ، لكن ضيف الوالد تسأل
- لنتوقف قليلاً واريد جواباً لسؤالي .. كلنا نشاهد في الافلام المصرية مشاهد عقد القران.. يردد الممثلون فيها ما يلقنهم به "المأذون" ان العقد يتم "على مذهب الامام ابي حنيفة النعمان" والسؤال هنا لماذا ابي حنيفة دون غيره .. فمصر بعد دخولها من قبل صلاح الدين تأثرت بشافعيته .
ثم أكمل الرجل حديثه بعد ان لم يجد جواباً يرضي قناعاته
- الأمر يعود الى الدولة العثمانية.. فمنذ تأسيسها وولاتها يحاولون كسب المشروعية لحكمهم واحتلالهم لبلاد المسلمين والعرب، ولذلك اصطنعوا أخباراً عن لقاء سلاطينهم بأحد أحفاد بني العباس واستحصلوا منه على تنازل عن الخلافة، لكن ذلك لا يكفي لاكتساب شرعنة حكم بلاد العرب المحتلة، وأمام عقبة الحديث المنسوب للنبي حول حصر الخلافة في قريش، وجدوا ضالتهم في ابي حنيفة، الذي يُجيز ولاية الأعجمي على العربي، وهذا ما دفعهم الى تبني المذهب الحنفي كمذهب رسمي للدولة، وبالتالي فرضوا مذهبهم على البلاد بما فيها مصر ..
وللأمانة اقول انني هنا نقلت حديث الاستاذ عبود الشالجي بغض النظر عن صحة قناعاته، لكنني لا أنكر ان سماع تلك المعلومة دفعني للبحث في الاستغلال الساسي للعقائد في البلاد الاسلامية.. وما وجدته قد لا يُرضي الكثير .
(للحديث بقية)
#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟