أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيع نعيم مهدي - أعراس الثعالب -2 -















المزيد.....

أعراس الثعالب -2 -


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6673 - 2020 / 9 / 10 - 14:46
المحور: الادب والفن
    


ملاحظة: الأحداث من نسج الخيال ولا علاقة لها بما حصل على أرض الواقع..
(11)
في طريقه الى مقر اللواء الثامن لم يكُن عبد الغني الراوي يفكر في نجاح الانقلاب أو فشله، فكل ما يشغل تفكيره محدد بما سيحدث بعد التخلص من الزعيم، فالرفاق في الانقلاب لا يؤمن شرهم، لكن الحزب الشيوعي قادر على تحشيد انصاره للمواجهة ومحاولة الاستيلاء على السلطة، وهذا ربما سيمنحه الوقت للتفكير في وسيلة للقضاء على قادة الانقلاب قبل ان يكون ضحية لهم.
"إلا بذكر الله تطمئن القلوب" قطع الراوي سلسلة افكاره باستحضار هذه الآية، ونذر ان يصوم الثامن من شباط في كل عام ان نجى من المكاره التي قد تحدث.

(12)
على بوابة موقع مرسلات الاذاعة وقف اثنان من الجنود في مهمة حراسة روتينية، لكنهما كانا مهتمان بمراقبة ضابط الموقع، فعلى على غير عادته يخرج لتفقد البوابة كل بضع دقائق!، أحدهما قال لرفيقه
- يبدو انه بانتظار ضيف مهم..
- أو ان هناك أمر سيحدث..
لمح احدهما عجلة عسكرية تقترب تتبعها دبابتين، فالتفت الى ضابط الموقع الذي سارع الى التأكد من قيافته، وهذا ما أوحى اليهم بأهمية القادمين، الذين تموضعت دباباتهم عند بوابة المبنى قبل ان يترجل منها الجنود لاعتقال حراس الموقع.

(13)
دخل حازم جواد الى غرفة الاستوديو لقراءة البيان الاول للانقلاب في الساعة (9,40 ص)، وسريعاً صدحت حنجرته:
- "بيان رقم واحد صادر عن المجلس الوطني لقيادة الثورة: ان زمن الدكتاتورية الخائنة وزمرتها قد انتهى بعد ان سحقت كالجرذ تحت انقاض وزارة الدفاع"..
وبعد ان انهى حازم قراءة البيان تكرر بث نشيد عبد الله شمس الدين "الله اكبر فوق كيد المعتدي"، عندها تساءل رياض القدو
- ألا يوجد غير هذا النشيد؟
اجابه طالب شبيب
- انه رسالة الرفاق الى الرئيس
- أي رئيس؟
- عبد الناصر ... سأخرج للتفقد الجنود والنظر في موقف الحراس الذين استسلموا

(14)
مدير الامن العام عبد الحميد جليل جلس مصعوقاً في مكتبه بعد سماعه الاناشيد وبيان الثورة!!، وبالرغم من تردده في اتخاذ موقفٍ معادٍ لها إلا انه فضل الاتصال بقاسم الجنابي مرافق الزعيم
- قاسم اسرع وابلغ الزعيم ان البعثيين قد بدأوا بتنفيذ الانقلاب.
وقبل ان يخرج الجنابي من مقر الحماية المجاور لدار الزعيم اعترض طريقه أحد جنود الحماية
- سيدي... هناك بيانات تدعو الى الثورة وعلى موجة إذاعة بغداد.. هل ابلغ الزعيم؟
- انا ذاهب اليه الآن .. ابلغ الجنود بالاستعداد ... يبدو ان امامنا يوم طويل ..
- امرك سيدي

(15)
في مقر اللواء الثامن في الحبانية توسط عبد الغني الراوي مجموعة من الضباط والجنود
- لمن لا يعرفني، انا العقيد عبد الغني الراوي القائد الجديد للواء، تعينت بأمر من قبل المجلس الوطني لقيادة الثورة.. واجبنا هو تنفيذ الأوامر بالزحف الى بغداد والاشتراك في اسقاط الدكتاتورية ..
ادرك الراوي ان العسكر مترددين في قبوله آمراً للواء، فسارع الى السؤال إن كان هناك من يعترض على تنفيذ الأمر، وعندها تقدم أحد العرفاء وتساءل بعد ان أدى التحية
- سيدي... أليست هذه خيانة؟
- ما اسمك يا ولدي؟
- انا العريف حسين عبد الله سيدي
لم يتردد الراوي في سحب مسدسه بهدوء مطلقاً النار باتجاه العريف مردياً ايها قتيلاً، وبهدوء أكمل خطابه القصير
- يجب ان تعرفوا ان الموت مصير كل شعوبي او شيوعي..
ما تبقى من الجنود ادركوا ان ضباط اللواء متعاونين مع الراوي، وهم على استعداد ان يبدؤوا الزحف بمن يتبقى منهم.

(16)
في داره التي شهدت التخطيط لثورة 1958 جلس الزعيم يلمع حذاءه بيده بعد ان استمع للبيان الاول، كان على علمٍ بما سيحدث، لكنه تحير من تغيير ساعة الصفر التي تقدمت يومين.
عندما دخل قاسم الجنابي لإبلاغه باتصال مدير الأمن العام استغرب الهدوء الذي تحلى به الزعيم، والذي قاطعه بإشارة من يده وأكمل الرسالة
- البعثيون بدأوا بتنفيذ الانقلاب... لا تخف فأمرهم سهل... اتصل بمقر اللواء التاسع عشر في معسكر الرشيد وابلغهم بتجهيز سرية في باب المعسكر.. وانني قادم اليهم

(17)
في هذه الاثناء حلقت طائرات الـ"هنتر" في سماء مقر كتيبة الدبابات، لتبدأ معها حركة سريعة وضعت عبد السلام عارف واحمد حسن البكر في دبابة واحدة، فيما تحركت الكتيبة نحو بغداد بقيادة خالد الهاشمي.

(18)
سائق الباص عبد الله كان يقود حافلته في رحلة تتكرر كل يوم ولأكثر من مرة، حتى صار يفتخر بانه يستطيع القيادة مغمض العنين، فلا يدري أهو من حفظ الطريق أم ان طرقات بغداد هي التي حفظت مساره!!، لكن هذا الصباح شهد شيء غريب، فبالقرب من دار المهداوي لمح مجموعة من المسلحين تختبئ خلف أحد الاشجار .
في البدء فكّر انهم قد يكونوا من حماية العقيد، لكن لماذا يضعون على سواعدهم خرقاً حمراء؟؟، انقطعت سلسلة تساؤلاته عندما سمع اطلاق عيارات نارية بعدما اجتازت حافلته سيارة جيب عسكرية يعرفها جيداً، انها سيارة العقيد فاضل المهداوي.

(19)
قبل ان يخرج الزعيم متوجها الى معسكر الرشيد وصل المرافق الاقدم وصفي طاهر والمقدم الركن حافظ علوان و طه الشيخ احمد، الذي ابلغ الزعيم بان معسكر الرشيد تعرض لضربة جوية.
وقبل ان يسأل الزعيم عن الاضرار التي لحقت بالمعسكر رن جرس الهاتف حاملاً اخبار لا تسر السامع، فوزارة الدفاع تتعرض للقصف من قبل طائرات مجهولة!!.
طه الشيخ كسر حاجز الصمت وطلب من الزعيم ان يتوجه الى وزارة الدفاع لوجود عتاد وقوة كافية للمواجهة، والنقطة الأهم ان مجموعة من البعثيين تحاول السيطرة على معسكر الرشيد بمساعدة بعض العناصر، ومن الممكن ان يتعرض الزعيم لكمين حال وصوله الى هناك.

(20)
كانت مخاوف طه الشيخ في محلها، ففي أروقة مباني معسكر الرشيد سار العقيد طاهر يحيى للبحث عن الضباط والجنود المعروفين بانتمائهم للحزب الشيوعي واعدامهم إن تعذر عليه اعتقالهم، ومن ثم تهيئة اللواء المدرع في المعسكر لإشراكه في الانقلاب بأسرع وقت ممكن.

(21)
سار موكب الزعيم في شارع الجمهورية دون ان يلاحظ احد أي بوادرٍ لحركة انقلابية، لكن الموكب شق طريقه بصعوبة بالقرب من مدخل وزارة الدفاع بسبب الجمهور الذي طالب بتوزيع السلاح لمواجهة الانقلاب والدفاع عن الزعيم والثورة..

(للحكاية بقية)



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعراس الثعالب - 1 -
- ايران والاقليات والثورة -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ا ...
- ملالي في خانة المعارضة -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في اي ...
- الاخوان والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- إمامٌ في حضرة الفقيه -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايرا ...
- اليسار والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- رواية العم سام -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- 8 ساعات في معسكر الرشيد
- قطار الموت 1963
- آبار الدولة الاسلامية
- بنادق الجماعة
- سطور من تاريخ التكبير
- إِمامٌ وشياطين -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيع نعيم مهدي - أعراس الثعالب -2 -