أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ربيع نعيم مهدي - الشاه والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-















المزيد.....

الشاه والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 02:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


(1)
في رحلة البحث عن المعلومات المتعلقة بالثورة الايرانية، أثار اهتمامي قولٌ منسوب الى شاهبور بختيار، جاء فيه: "لقد مهد الشاه الطريق للخميني بطرق مختلفة"، مبرراً قوله بأن الشاه أغلق جميع الطرق بوجه قوى المعارضة، وحاول احتواء النشاط السياسي ضمن دائرة الحزب الواحد، وهذا ما دفع الشباب الى اللجوء لأحضان الملالي!!.
وعند النظر في صفحات تاريخ الدولة البهلوية نجد ان الملالي تمتعوا بمساحة واسعة من الحرية للقيام بأنشطة مختلفة، لكنها لم تكن تدخل في دائرة العمل السياسي المعارض لنظام الشاه إلا ما ندر، بل ان كلاهما – الشاه والملالي – فُرِض عليهما الدخول في تحالف غير معلن لمواجهة المدّ اليساري الذي كانت له تأثيرات كبيرة على الواقع السياسي والديني في البلاد.
ان التحالف الذي نتحدث عنه كان محكوم بنوع من البرغماتية لدى الطرفين، وبالرغم من حدوث مواجهات محدودة بينهما إلا انه بقي مستمراً ولم ينتهِ إلا في الاشهر القليلة التي سبقت رحيل الشاه.
واذا تصفحنا تاريخ تأسيس الدولة البهلوية نجد ان رجال الدين كان لهم دور كبير في إقامة هذه الدولة، فعندما رفض البرلمان الايراني إلغاء حكم الأسرة القاجارية لجأ رضا بهلوي الى الملالي في مدينة "قم" لتدعيم موقفه في مواجهة البرلمان.
وما يخبرنا به التاريخ يشير الى ان ما تم بين الملالي ورضا بهلوي هو مفاوضات انتهت بالاتفاق على ان يدعم الأخير حقوق الملالي في موضوع الأوقاف، وفي المقابل يحصل على تأييدهم له بإسقاط الحكم القاجاري، ومن ثم اعلان مملكته التي لم يُكتب لها النهاية بخلعه عن عرشها على يد السوفييت والبريطانيين.
(2)
أما محور المقال وهو الشاه محمد فقد سعى الى استثمار حالة الصراع بين القوى المتناحرة لتحقيق مصالحه، فالمجتمع الايراني شهد حالة من الانقسام بسبب تمدد اليسار المدعوم من الاتحاد السوفيتي، والذي يقابله تكتل من الملالي يمتلك نوعاً من الاستقلالية المادية وقاعدة شعبية مؤثرة، إضافة الى مجموعة من القوى العلمانية تعمل تحت مظلة التاج الايراني لكنها تفتقر الى ما يمتلكه اليسار والملالي.
وفي ظل التعايش مع هذا الخليط غير المتجانس وجد الشاه نفسه مجبراً على مغازلة الملالي، لسببين مهمين، أولها انهم يشتركون معه في العداء الفطري لليسار، والثاني ان الانقلاب على حكم الأسرة البهلوية لم يكن من ضمن أهدافهم، بعكس اليسار الذي نفذ محاولة لاغتياله في عام 1949م، والذي أيضاً بدأ بسحب البساط من تحت أقدام الملالي من خلال تأسيس قاعدة جماهيرية مؤثرة في التمهيد لتأميم النفط على يد حكومة محمد مصدق في عام 1951م.
ان ما أفرزته أزمة مصدق من أحداث جعلت الشاه يدرك حجم القوة ومقدار الضعف اللذان يتحلى بهما الملالي، فهم عاجزون عن السيطرة على الشارع الايراني المتأثر باليسار، وفي الوقت ذاته بعض الملالي قد يشكلون خطراً على حكمه اذا سنحت لهم الفرصة، وخير مثال يمكن الاستشهاد به هو آية الله أبو القاسم الكاشاني ومواقفه تجاه حركة محمد مصدق .
(3)
محمد رضا حاول تحجيم دور الملالي من خلال دفع زعامة المرجعية الدينية بعيداً عن "قم" ونقلها الى النجف، بعدما توفي آية الله البروجردي عام 1961م، إذ بعث برسالة إلى آية الله الحكيم في حوزة النجف، عبر له فيها عن الاحترام والتقدير، في إشارة ضمنية الى أن المرجعية بالنسبة له انتقلت إلى النجف، بهدف تهميش المرجعية في قم.
ان إضعاف قوة الملالي في ايران كان يستوجب تجريدهم من الاستقلالية المادية التي يتمتعون بها، والتي توفرها "أموال المرجعية واوقافها"، وهذا ما حاول الشاه فعله عندما أعلن عن ثورته البيضاء في عام 1963م، والتي كانت إحدى مفرداتها الاصلاح زراعي واعادة توزيع الاراضي على الفلاحين، - يقدر احد العاملين في السفارة السوفيتية في طهران ان ما يقارب الـ50% من الاراضي التي أُدخِلت في برنامج الشاه للإصلاح الزراعي كانت من ضمن أموال المرجية-.
وهنا نجد أول ظهور للخميني في ساحة المعارضين لنظام الشاه وشخصه، إذ قاد حملة لمعارضة مجمل مفردات الثورة البيضاء، والتي ادت الى تعرضه للاعتقال في حزيران 1963م، ووضعه قيد الإقامة الجبرية لعشرة أشهر تقريباً، كانت نهايتها بعد ان منح محمد كاظم شريعتمداري صفة آية الله للخميني، والتي وفرت له نوعاً من الحصانة الدستورية، تمنع سجن او اعتقال من هم بدرجة آية الله.
وفي ختام هذه المرحلة نُفي الخميني إلى تركيا في أول الأمر، ليستقر في العراق بعدها لفترة طويلة من الزمن.
(4)
وقبل اكمال المقال هناك نقطة أجد من اللازم القاء الضوء عليها، وهي موقف الشاه محمد رضا من الدين، فهو بالتأكيد لم يكن متديناً ولم يكن رافضاً له مادام يصلح للاستغلال في تحقيق مصالحه داخلياً وخارجياً.
ففي مقابلة أجراها حكواتي السياسة "محمد حسنين هيكل " مع الشاه، يروي عن الاخير قوله "... إذا كشطت جذع شجرة في طهران فسوف يسيل منه دم أحمر لأن الشيوعيين ما زالوا يتحركون في الشارع، ثم إن الاتحاد السوفيتي يريد أن يأخذ إيران.. يأخذها عن طريق صناديق الاقتراع إذا أمكن، أو عن طريق الصياح في الشوارع إذا استطاع، لكني لن اسمح لهم بذلك"
ومن أجل ردع الشيوعية في البلاد ساعد الشاه في أسلمتها، من خلال التسامح مع الأنشطة الدينية للجماعات الاسلامية، والتي يمكن ملاحظتها في ارتفاع عدد الكتب الدينية المنشورة في سبعينيات القرن الماضي، وكذلك المساجد التي ارتفع عددها في طهران وحدها الى 1,140 مسجد، اضافة الى البنوك الاسلامية " أو ما يُعرف بصناديق القرض الحسن" والتي قدمت قروضاً بدون فوائد.
هذا على المستوى الداخلي، أما على المستوى الخارجي فقد سعى الشاه الى صناعة ارضية مناسبة لخدمة مصالحه، من خلال استغلال المفردة المذهبية كمنطلق لتعزيز نفوذه واهدافه، إذ أوفد موسى الصدر الى لبنان لإقامة كيان شيعي مرتبط بإيران، والشيء بالشيء يذكر، يقال ان الشاه دفع موسى الصدر الى إجراء مفاوضات مع الخميني بواسطة محمد بهشتي.
(5)
ان نفي آية الله الخميني الى خارج البلاد ساعده على التواصل بحرية مع انصاره من المعارضين للشاه، الذي انشغل بمواجهة معارضي الداخل من اليساريين والليبراليين والقوميين وغيرهم، وهنا لا بد من الاشارة الى ما كان يجري في منزل أحد المقربين من الخميني وهو الدكتور بهشتي، والذي بالرغم من حصاره وحراسته من قبل عناصر الجيش إلا ان المنزل كان مفتوح امام الناس، والبعض منهم كان يتولى استلام وتوزيع أوامر وبيانات الخميني على المساجد!.
إضافة الى ما تقدم هناك حادثتين دفعت بالخميني الى صدارة المعارضين، الأولى حدثت في شهر آب عام 1972م، والتي تمثلت في حملة ممنهجة لاتهام الخميني بالعمالة للنظام في العراق، أما الثانية فكانت بداية احداثها في 8 كانون الثاني عام 1978م، إذ نشرت جريدة اطلاعات الإيرانية مقالاً، هاجم فيه صاحبه شخص الخميني، ويبدو ان المقالة حققت غايتها في اقحام الاسلاميين بين قوى المعارضة والاحتجاجات، التي كانت نيرانها تؤجج من قبل المثقفين والعلمانيين، ونجحت في تهميش احتجاجاتهم في ظل تعاظم اسم الخميني كرمز للمعارضة.
(6)
ومع حدوث الثورة في 1979م كان الاسلاميين هم اقل القوى تضرراً من حصاد المواجهة لإسقاط نظام الشاه محمد، والذي لم يجرؤ على انتهاك حرمة المساجد التي تحولت الى ملاذ آمن لقوى المعارضة والوسيلة الوحيدة للاتصال في شهور الثورة الأخيرة، وفي المحصلة تحولت ادوات الثورة الى يد الاسلاميين.
وفي الختام اجد من المناسب ذكر ما قاله إبراهيم يزدي بعد الثورة، إذ وصف الشاه "بأنه القائد الحقيقي للثورة الإسلامية التي أطاحت به، فهو الوحيد الذي استطاع توحيد كافة الجماعات المتباينة تحت لواء معارضةٍ واحدة".



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد بيت من الشعر
- إيران و(علامة استفهام صغيرة)
- أعراس الثعالب – 10 –
- أعراس الثعالب – 9 –
- أعراس الثعالب – 8 –
- متظاهر إلا ربع
- أعراس الثعالب – 7 –
- أعراس الثعالب – 6 –
- أعراس الثعالب – 5 –
- أعراس الثعالب - 4 -
- أعراس الثعالب - 3 -
- أعراس الثعالب -2 -
- أعراس الثعالب - 1 -
- ايران والاقليات والثورة -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ا ...
- ملالي في خانة المعارضة -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في اي ...
- الاخوان والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- إمامٌ في حضرة الفقيه -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايرا ...
- اليسار والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- رواية العم سام -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- 8 ساعات في معسكر الرشيد


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ربيع نعيم مهدي - الشاه والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-