أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رياض اسماعيل - هل يمكن التغيير بهدف التعايش السلمي؟














المزيد.....

هل يمكن التغيير بهدف التعايش السلمي؟


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6996 - 2021 / 8 / 22 - 20:39
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نحن البشر صنعنا هذا العالم المضطرب، نحن ندعو للسلام ونصنع الاسلحة ونسوقها الى العالم، نحن ندعو للسلم والسلام العالمي والامن الاجتماعي والاقتصاد الحر، ونحن الذي نعزل أنفسنا ونقسم المجتمع. أتساءل ما الذي يجمع الشعوب على التعايش السلمي والامني بدون تخاصم؟ والسؤال الادق هل يمكن التغيير والتحول! يجتمع رأي أكثر العلماء على عدم امكانية تغيير الشعوب من الجذر، بل بالإمكان تحوير او تحسين او تطوير حالتهم.
البشر بحاجة للأمان دائما، وبسبب هذه الحاجة يؤمن بالمعتقدات التي توفر له هذا الامن والامان، مهما كانت سذاجتها. لا يمكن لمنظمات العالم بأجمعها ان توحد الشعوب، ولا يمكن كذلك للأحزاب السياسية او المؤسسات الإنسانية، مهما كانت قدرتها الفكرية ورصانة منهجها، ان تجمع الشعوب وتوحدها لمدد طويلة... لكن الاديان لها القدرة على جمع معتنقيها! نعم الاديان اسلوب للتعايش اليومي بين افراد الشعب الواحد ذي المعتقد الديني الواحد، وتمكنهم من التعايش الجامع.
لا يوجد اثنان على وجه الارض يفكران بنفس الطريقة في الاوقات الطبيعية، ويمكن ان تتطابق افكارهما في حالات الازمات والكوارث والمصائب، حيث يجتمعان على فكر واحد خارج القوالب الشخصية والانانية. فهل يمكن التغيير الجذري لأخلاق الشعوب بهدف تمكينها للتعايش السلمي؟ للإجابة على هذا السؤال يجب ان نعرف المتعلقات او الصور الفكرية التي تكيف القالب الشخصي وتطوعها، تلك المتعلقات التي يصيغها المجتمع في الفرد منذ الطفولة. البشر لا تتوافق بكل اشكال التحكم سواء ان كان ديموقراطيا او اوتوقراطيا، لأن كل تلك الاشكال تولد الصراع، والصراع يهيج ويستفز عنصر الانانية في النفس البشرية، بكل محتوياتها من حالات التملك والعصبية والتراثية، مما يزيد من الصراع وتتحول الى ازمة. اذن إذا لم نتغير لن نجد السلام على الارض.
هل يمكن التغيير عن طريق استخدام الشدة والقسوة والتسلط الديكتاتوري … قد يكون التغيير مجرد صورة سطحية، ولكن الواقع سيكون مغايراً وتظهر نتائجها على المدى المتوسط والبعيد … التغيير يجب ان يأتي من نفس الانسان، من ملاحظة الصور العقلية التي رسمها في مسيرة حياته وغلفها بأفكار ليحفظها في الذاكرة، تلك الأفكار التي تصيغ وتجسد اخلاقه، الاخلاق والسلوك والعادات، تتشكل بموجب تلك الافكار المستنبطة من صور الاحداث ومجريات الحياة. ان ملاحظة تلك الافكار ومراقبتها بدقة قد يؤدي الى تحويرها، ولكن التغيير يحتاج الى تأمل عميق لمعرفة من هو المراقب ومن هو صاحب الفكرة المخزونة في الذاكرة، والمشكلة هي ان الصراع بين الفكرة المخزونة والوعي المراقب في نفس الانسان يولد زمنا حاضرا لاستمرار الفكرة، كأن تقول ان فلاناً اساء لفلان في الماضي، على معيار الإساءة السائدة في ذلك الزمن، أي ان الإساءة لازالت حية، تعيش في ذاكرتك، ولم تتمكن كل تلك الأيام الطويلة ان تمحيها، فهي انتقلت من الماضي الى الحاضر، أي لها زمن، ولكن اذا تأملنا بعمق، ندرك بان المُراقب الان في عقلك، هو نفسه صاحب الفكرة التي خزنت تلك الفكرة اساساً في الماضي، حينها نتمكن من التغيير. فهل سيرقى عقولنا لهكذا إدراك؟
حين تتسلط الافكار المخزونة في العقول علينا وتوجهها، سيعطي الصلاحية للغير (صاحب الفكرة) على نفسك، اي ستنقاد من قبل تلك الافكار، والسؤال من هو صاحب تلك الافكار؟ انه حتماً لست انت! انه الادبيات والمعتقدات والمناهج والدروس وثقافة المجتمع والكتب التي الفها اخرون، والتي تربيت عليها وخزنتها في عقلك كفكر منذ الصغر، وهي مؤلفة من قبل الاخرين كما ذكرت وليست من قبلك، ولهذا سيكون قيادتك من قبل الاخرين بامتياز. اي ان الفرد مقود بصلاحيات الاخرين عليه، وهو شخصياً في الواقع مفتاح محول، ينفذ ما تم املاءه به من أفكار أصبحت معتقداً لديه، او صنم لا ارادة له ولا وجود، إلا إذا تأمل نفسه بهدف التغيير، التغيير الذي يأتي بادراك الشخص المراقب في ذهنك للفكرة المطلوب مراقبتها والمخزونة في فكرك، ومن ثم تطابقها أي ان كليهما واحدٌ، آنذاك تقتل زمن استمراريتها في العقل.
الدين وفر الامان للفرد لذلك رسخت الفكرة والمعتقد في عقل الانسان، واعطاه زمناً لديمومته ومعايشته له طوال حياته، ووحد الشعب الذي يدين به من خلال صلاحيته وقيادته للعقول التي امنت به وخزنته في ذاكرته كفكر …… وفي الوقت نفسه لم تتمكن الاديان من توحيد الشعوب المختلفة لان كل شعب مقود بدينه وينشأ الصراع بنتيجة اختلاف توجهات تلك الافكار، وكذلك الصراع بين مذاهب الدين الواحد، لذلك تقاتلت منذ الاف السنوات وتستمر تتقاتل ما دام هناك هذا الصراع ، اما التغيير فلن يأتي الا بتغيير التركيبة الفكرية للبشر بالقدرة على التأمل.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالجة ديون العراق والاقتصاد المنهار بيد عصا البنك الدولي ال ...
- الى متى محاربة ( الاٍرهاب ) !
- وجهة نظر في الاقتصاد النفطي العراقي
- الوعي هو السبيل الى الحرية والاستقلال!
- غياب الإرادة الدولية سينهي الحياة على الكوكب الأزرق!
- السلاح الإعلامي الأمريكي والغربي يستهدف عقولنا
- استدراك النفس في ميلودرامية الحياة والموت
- الليبراليون الغربيون دعاة حرب!
- جدلية الانسان والخالق
- الكاظمي امام تحدي الدولة العميقة
- تداعيات انسحاب أمريكا من أفغانستان والعراق
- الدستور العراقي في ضوء المعطيات والنتائج
- المعاناة في العلاقات الزوجية
- السعادة على طريقة ابو خضير
- متى تنال الخرفان حريتها؟
- الاعلام الحُر ليس حُراً/ الجزء الثاني
- الاعلام الحُر ليس حُراً
- تأملات في برمجة التصاميم البشرية
- الدستور والعدالة
- العراق بين سياسة أمريكا وعلة الواقع الكارثي


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رياض اسماعيل - هل يمكن التغيير بهدف التعايش السلمي؟