أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رياض اسماعيل - غياب الإرادة الدولية سينهي الحياة على الكوكب الأزرق!















المزيد.....

غياب الإرادة الدولية سينهي الحياة على الكوكب الأزرق!


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 6986 - 2021 / 8 / 12 - 09:43
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


في أحدث تقرير للهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ، دعا الى الاستعداد للاحتباس الحراري، (بسبب تأخر الدول في الحد من انبعاثاتها من الوقود الاحفوري محذرين من مستقبل مروع مع ارتفاع درجات الحرارة). اعلم بأن اوقاتكم ثمينة، وتملون الكتابات الطويلة التي هي ديدني، لكنني سأكتب لعل ما اكتب سيحظى بقراءة انسان واحد والامل معقود لانتباهه ووعيه لما مدون بقليل من التأمل!
الانسان بحاجة الى فهم تصرف الطبيعة والبيئة تماما كما يحاول فهم نفسه بعمق، ويبدأ اولاً بتحليل دوائر خوارزميات الانسان، متعمقا في تأمل كل عنصر، في كل دائرة من دوائر الدوال الخاصة بفعالياته داخل الجسم وأساليب توفير الحماية لها (فسلجة الأعضاء، تعلمنا تحليل العضو بهدف معرفة وظائفه، ولا تعلمنا برمجة مديات المعايرة لإفرازاته، تلك المخزونة في ذاكرة خلايا النسيج العضوي)، كما لا نعلم بإدراك ووعي تام دوال فعالياته التي توفر له الحماية من الاخطار الخارجية (العقل ومكنوناته).
كذلك في الطبيعة اعداد هائلة من الخوارزميات، تُسَير فعالياتها وتوازنها لتعطي للمخلوقات عليها حياتاً. هل تأملت احدى دوال الأشجار على سبيل المثال! فالماء يجري بسبب فارق الارتفاع من الأعلى الى الأسفل، لكن للشجرة قدرة شفط هائلة، تسحب الماء من الأسفل الى الأعلى بعكس الجاذبية! وإذا اجتمعت كثرة من الأشجار، تكون لها قدرة اجمالية لشفط الماء من مسافات بعيدة عن الأشجار، واحداث اخاديد في التربة تحت الأرض، لسحب الماء من العروق (المياه الجوفية) بهدف التشبث لإبقائها حيةً. قدرة الطاقة الشمسية التي تصل الأرض في يوم واحد تعادل استهلاك الانسان من الطاقة على الأرض لأربعة أعوام! الانسان لم يهتم للتأمل في دوال ما خلقه الخالق بعمق، بقدر اهتمامه في وسائل تنمية الصناعة بهدف النمو الاقتصادي، ولم يعر في البداية، اية أهمية لمصادر الطاقة اللازمة للصناعة، حتى باتت في النهاية تهدد حياته على هذا الكوكب.. انا لا انكر دور الطاقة في احداث تغييرات إيجابية في حياة الانسان، ففي المائتين من السنين الماضية، شهدت الصناعة قفزات هائلة بسبب اكتشاف الفحم ثم النفط والغاز، نجمت عنها تطوير الآلات والمكائن وتعظيم الموارد والنمو والرخاء التي قضت على المجاعة، وتمدن الانسان خلال مسيرة التطور الصناعي الهائل، فحرر العبيد اللذين كانوا يستخدمون للزراعة والجدف في السفن، فحلت المكائن بديلا عنهم، ثم الغى نظام الرق، ثم الاقطاع، ثم زجت النساء في معترك العمل وحصلت على حقوقها اسوة بالرجال، واصبح النمو الاقتصادي هدفاً اساسياً في السياسة الاقتصادية، وحاول القضاء على العنصرية، وتوفر للإنسان من رغد العيش ما كان لا يحلم بها. تحسنت أحوال البشر بشكل عام في ضل هذا التطور الصناعي بسبب اكتشاف النفط، وإن زيادة استهلاك الطاقة هي مؤشر لازدهار الصناعة وللرخاء الاقتصادي.
لكننا فوجئنا على حين غرة، بفاجعة بيئية خطيرة وهو تمزق طبقة الأوزون، وتغيرات المناخ وضهور الكوارث البيئية والامراض الغريبة والاوبئة حتى باتت تهدد مستقبل البشر على هذا الكوكب.
امام هذه الأزمة المناخية، أصبح لزاماً علينا ان نغير نمط حياتنا التي تعتمد على الوقود الكربوني طوال 200 عاما الماضية كمصدر اساسي للطاقة؟ ان اكتشاف النفط كوقود، غيرت حياة الانسان وجعله يبني حضارة راقية على هذا الكوكب ولايزال، لم يتوقع أحدا النتائج السلبية لهذا الاكتشاف على البيئة الا بعد فوات الاوان، واليوم نسأل أنفسنا هل يمكننا التغيير؟ او هل يتوجب علينا تغيير الوقود الكربوني كمصدر للطاقة؟ اليوم هناك مئات الملايين من الاطنان من ابخرة اكاسيد الكربون تنفث للفضاء، دون علمنا عن طبيعة الفضاء وخوارزميتها! أستطيع القول عبثنا كما تعبث الأطفال بحاجاتها دون إدراك!! انها أيها الناس، طبقة رفيعة من مركبات كيماوية تحيط بالكرة الأرضية تمنح لنا الحياة او تجعل الحياة على الارض ممكنا، لا نعرف اليوم ما حلت بتركيبتها الكيمياوية في ضل عبث 7 مليارات من البشر عليها دون ضابط، والتي في مجموعها تنفث بأكاسيد الكربون ومخلفات كيماوية تقدر طاقتها 400 مرة أكبر من القنبلة الذرية التي سقطت على هيروشيما، وبمعدل يومي! هذا هو السبب في تغير المناخ وتغير درجات الحرارة على الأرض، ردة فعل الطبيعة جاهدةً لاستعادة توازنها، لم يكن هذا التهديد موجودا في زمن الأجداد، نحن نعيش في عالم مختلف عما عاشه اجدادنا، التغيرات المناخية سببت في ضهور الأوبئة والكوارث والعقم. ان تغيير درجة حرارة الثلج(-4˚م) درجة واحد، كافية لتسييلها ماءاً!! كما يغير المناخ القدرة الهيدروليكية للبحيرات والانهار والمحيطات وتخلق حالة عدم توازن، فتتزايد سقوط الامطار وتنجم عنها الفيضانات، وتتطاير السحب الكثيفة وتسقط على حين غرة على الأرض وتأتي بكوارث مرعبة، حرارة الأرض في العراق سبب أساسي للتصحر. لذلك هجر الفلاح الى المدن للبقاء حياً (ناهيك عن هجرة الملايين لأسباب سياسية)، خسرنا أراض خضراء بسبب الهجرة التي تأتي بخلفية التغير المناخي. كل العواصف مختلفة اليوم، مكثفة جدا، أصبحت واجبات الحكومات من خلال دوائر البلديات ودوائر الزراعة في الأهمية القصوى، وأصبح ضرورياً زجها بالخبرات التي تعي بما تدور على الارض، تدهور البيئة هو الخطر الأول الذي يهدد حياة كافة المخلوقات على هذا الكوكب. وفي ضل غياب حكومات رشيدة واعية تمتلك الخبرة والتجربة والمعرفة، وجب على المجتمع الدولي النهوض بواجبات الوصاية على الدول الفاسدة، ووضع خطة بجدول زمني للدول الصناعية الكبرى، للتوجه الى بدائل الطاقة النظيفة البديلة، بهدف الحد من نفث اكاسيد الكربون والمخلفات النووية لبيئتنا، وإجبار دول العالم الثالث، على استخدام تقنيات معالجة العوادم ووضع معايير للحدود المسموحة بها، كذلك بالنسبة للمخلفات النووية ، وفي كافة الصناعات وبضمنها محطات توليد الطاقة الكهربائية، وردع المارقين بكل ما يتيح له القانون الدولي من وسائل....
سمعت من الصينيين ارقاماً مبشرة بالخير، في انتاج الطاقة الصديقة للبيئة (النظيفة)، تلك التي تولد من طاقة الرياح وضوء الشمس وحركات المد والجزر للبحار، والصين تنتج 35% من القدرة التوليدية النظيفة في العالم. إن تزايد اكاسيد الكربون تشكل معضلة بيئية كبيرة لمستقبل الانسان والمخلوقات على الأرض. ان اختفاء الاحياء المجهرية بسبب تصرفات البشر العبثية وغير الواعية، ومحاولاته للإثراء مهما كانت النتائج، سيخلق حالة عدم توازن في الطبيعة، وتظهر الجوائح واحدة تلو الأخرى لينهي الحياة على هذا الكوكب.. كما انه من الضروري أيضا، تزايد تمويل مشاريع وابحاث خزن الطاقة والعزل، فكلما تتزايد سعة خزن الطاقة للبطاريات وتحسينها بكلف قليلة، سيكون مؤشرا ايجابيا محفزاً للاستخدام البشري، وضوء اخضر للإنتاج الصديق للبيئة.
حياتنا في خطر، وأرى ان البيئة تستغيث، تحاول ان تعدل الموازين بشتى الطرق بسبب زيادة التلوث، نراها تذيب مخزونها من الجليد، وتنفث البخار فتزيد الامطار وتتلاعب في الضغوط بحسب برمجياتها، لتسبب الرياح والعواصف وهي كوارث لنا واستغاثة منها. ان زيادة الملوثات بسبب أفعال الانسان جعلت الكثير من البكتريا تنقرض وظهرت الفايروسات لتدافع عن الأرض من الانسان. فما فائدة الرخاء الاقتصادي والامن الغذائي الذي توصلنا اليه بوسيلة حمقاء تمحي وجودنا على الارض؟ كان الاجدر بنا التفكير لفهم البيئة بل الاجدر أولا ان نفهم أنفسنا! فما قيمة الثراء والغنى لولا الحياة!!!



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلاح الإعلامي الأمريكي والغربي يستهدف عقولنا
- استدراك النفس في ميلودرامية الحياة والموت
- الليبراليون الغربيون دعاة حرب!
- جدلية الانسان والخالق
- الكاظمي امام تحدي الدولة العميقة
- تداعيات انسحاب أمريكا من أفغانستان والعراق
- الدستور العراقي في ضوء المعطيات والنتائج
- المعاناة في العلاقات الزوجية
- السعادة على طريقة ابو خضير
- متى تنال الخرفان حريتها؟
- الاعلام الحُر ليس حُراً/ الجزء الثاني
- الاعلام الحُر ليس حُراً
- تأملات في برمجة التصاميم البشرية
- الدستور والعدالة
- العراق بين سياسة أمريكا وعلة الواقع الكارثي
- خاطرة قصيرة على التعليم في العراق
- في الاقتصاد العراقي وعلى هامش تأسيس شركة النفط الوطنية
- الخداع الفكري لرؤية الحقيقة
- متى يكون العقل سليماً معافى؟
- أثر البناء الفكري للإنسان على مستقبله/ الجزء الثاني


المزيد.....




- - هجوم ناري واستهداف مبان للجنود-..-حزب الله- ينشر ملخص عملي ...
- -بلومبرغ-: البيت الأبيض يدرس إمكانية حظر استيراد اليورانيوم ...
- انعقاد قمة المؤسسة الإنمائية الدولية في نيروبي بحضور القادة ...
- واشنطن: خمس وحدات إسرائيلية ارتكبت -انتهاكات- بالضفة الغربية ...
- السلطات الألمانية تدرس اتخاذ إجراءات عقب رفع شعار -الخلافة ه ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي ينتقد أردوغان بسبب موقفه من الحرب ع ...
- الأمير محمد بن سلمان يتحدث عن إنجاز حققته السعودية لأول مرة ...
- زاخاروفا تذكّر واشنطن بمنعها كييف من التفاوض مع روسيا
- الحوثيون: استهدفنا مدمرتين حربيتين أمريكيتين وسفينة بالبحر ا ...
- وفد من -حماس- يغادر القاهرة ليعود برد مكتوب على مقترح صفقة ا ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - محمد رياض اسماعيل - غياب الإرادة الدولية سينهي الحياة على الكوكب الأزرق!