أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - -لنَنجوا معًا ممّا نحنُ فيه مِن التّديّن الظّاهري-














المزيد.....

-لنَنجوا معًا ممّا نحنُ فيه مِن التّديّن الظّاهري-


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6988 - 2021 / 8 / 14 - 20:44
المحور: المجتمع المدني
    


لقد انحدرنا، وتأخرنا، وسقطنا، وتدهورنا، وتراجعنا، وتخلَّفنا، وركب ظهورَنا أسافلُنا، وسلخ أقفيتَنا مستبدونا، وتحكم في رقابِنا طغاتُنا عندما سمحنا لأشخاص معتلّي الصحة العقلية والنفسية أن يتحكموا فينا، دينًا وعلمًا وتعليمًا وتربية وثقافة وإعلاما."

‏فكلّ يومٍ يمرّ عليّ ونحنُ في هذه البِلاد، يؤكِّد لنا بأنّنا لا ولن نتوقّف عن الهُروب مِن حقيقتنا، وأنَّنا نترامى وراءَ أسوارٍ نظُنّها قويّة، تمكّننا من الإختباء وراءها دونما أيّ تكلفةٍ تذكَر.. كما ويُثبَت لنا بأنّنا نعشَق التغطّي بأغطيةٍ كثيرة، ونتفنَّن بغزّلِها كما نُحب، ويبقى مِن أهمّ تلكَ الأغطية، هو الغِطاء الدّيني، الذي يتغطّى بهِ الجميع دونما أن يعرِفوا عنهُ ولو أقلّ القَليل . هذا الغِطاء قَد باتَ محمولًا مِن قبلِ الجميع، يحمِلهُ كُلّ مَن يخشى المُجتمَع على حساب الله، ويرمي بهِ على عقّلهِ العاري مِن أيّ فكرةٍ دينيّة، المُجرَّد مِن كُلّ شيء يُفيد البشريّة . وعليه، فإنّهُ منِ الكذبِ المُدّقِع والفاحِشة الكبيرة، أن نقولَ بأنَّنا شعبٌ مُتديِّن ؛ فنحنُ على النّقيض مِن ذلك.

‏نحنُ نعشَق التديُّن الظاهري، نتشبَّث تجميلًا بالطّقوسِ الدينيّة، ونتفنَّن في ارتداءِ ما نُسميّها "ملابِس دينيّة"، ونتعالى على غيرنا مِن خلال قُدسيّةٍ هشّة نحصُل عليها زيفًا مِن خلالِ ما أسميناهُ لقبًا دينيًّا، ونتفاخَر بأنَّنا نُحي حفلاتنا على الطريقة الدينيّة..لكن، كُلّ هذا يدرج ‏في خانةِ الإهتمامِ بالمظهرِ والشّكلِ الخارجي، والتّقديسِ لكُلّ شيءٍ يُعطي ويعكس انطباع دينيّ بلا أو على حسابِ الجوهر الحقيقي للدّين، وإن كُنتَ حقًا تبحَث عمّا يؤكِّد لكَ ما ذكَرتُ هُنا، فما عليكَ إلّا أن تقومَ بقراءة حصيفة لتَعامُلاتنا اليوميّة مع بعضنا، وستكشِف زيفنا وكَذبنا.

‏مظاهرٌ خدّاعة، وتملُّق كبير يفوق تملُّق الأرض اليابِسة لسحابةٍ مليئة بالماء، وكُلّ هذا لا يمُت للدّينِ بأيّ صِلة، بل فيه أيّما إساءة للدّين، ويجّعلنا في عراكٍ عصريٍّ دائم، تسبَّب بهِ المُتاجرونَ بالدّين، حُكام السلاطين، وأرباب الانقياد وراء الشهوات والمنافع الشخصيّة، الذين يوظّفونَ الدينَ خدمةً للوصلِ لمُرادهم النرجسيّ .

زيفٌ وادّعاء للتديُّن، ومُتاجرةٌ بالدّين مِن قبلِ أصحاب اللّحى والعمائم البيضاء ومَن يعتلونَ المنابِر، ولقاءات مَع مَن ورثوا الدّين سمعةً فقط، وأوجدوا منابرهُم الخاصة، واعتلوها كما أرادوا، مُتسلّقينَ على أكتافِ أفرادِ المُجتمَع الذي يُقدّس الأشخاص وتفسيراتهم على حساب الدّين ونُصوصه الحقيقيّة، التي لا يقَع عليها نقصٌ ولا زيادة، ولا تُعيبها مرور الأيّام والأمان عليها.
ولكي ننّجوا ممّا نحنُ فيه، فلا بُدّ مِن إشعالِ فتيلِ ثورة فكريّة ودينيّة، تجتثّ كُلّ مَن يدّعي التديُّن، وكُل مَن يُتاجِر بالدّين، وكُلّ مَن أقنَع النّاس بأنّهُ مِن ضمِن الدُّعاة وكبارِ رجال الدّين لمُجرَّد أنّ والدهُ كانَ من ضمنِ المنظومة الدينيّة، ثورَة تُخلّصنا مِن المُنغلقينَ على أنفُسهم، الساكنينَ

نحنُ نقِف على شفاهِ حُفرٍ مُنهارَة..فهيّا لِننجوا معًا .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- :اللجنة الملكيّة، وتقبُّل الإختلاف في البلاد-
- النظام السوري وتشظّي الوحدة العربية
- -حول ملابسات الفهم الدّيني فيما يتعلَّق بحُريّة التعبير -
- صراع الثانوية العامة ما بين الشّعب و وزارة التربية
- البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..
- لقَد هزمَنا تظاهرنا بالقوّة
- تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن
- تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ازهر عبدالله طوالبه - -لنَنجوا معًا ممّا نحنُ فيه مِن التّديّن الظّاهري-