أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ازهر عبدالله طوالبه - تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة














المزيد.....

تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 9 - 16:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في ظلِّ انتشارِ الحوارات والنّقاشات ما بينَ مطالِبٍ لحُريّة المرأة، وما بينَ مقوِّض لمُطالبات الحُريّة هذه ؛ يظهَر على السّاحة مَن لا يُخرِج المرأة مِن دائرة الضحيّة، ويرفِض أن يراها كائنًا -بمفرده- قادِر على أن يتجاوز كُلّ تلكَ العقبات والعراقيل التي تواجههُ لوحدهِ دونَ توجيهٍ مِن أحد، أيًا كانَ هذا الأحد، ولا يُسقِط عليها، حقوقيًّا، إلّا ما يراهُ هو مُناسبًا لهُ قبل أن يكونَ مُناسبًا للمرأة بذاتها، بل يسعى إلى ما هو أشَدّ وأقسى من ذلك، إذ ويعكِف جاهدًا على أن يُلبسها ما لا يليق ‏بها، ويُزعزع قيمتها الذاتيّة قبلَ قيمتها المُجتمعيّة وتقديرهِ لها .

ولربّما، أرى بأنَّ مِن أبرَز الفئات والجماعات التي تأخُذ هذه المُطالبات إلى ما لا يُحمَد عُقباه، وتسير بها على شفا حُفرٍ على وشكِ الإنهيار ؛ هنّ وهُم ثُلّة من أؤلئكَ اللذين يُطالبونَ بحقوقِ المرأة، إذ أنَّهُم وبسببِ ضُعفِ بصيرتهم، والتشرُّخ الواضِح في ماهيتهِم، يُعتبروا سببًا رئيسيًا في إعاقةِ أيّ تقدُّمٍ لقضيَّة المرأة، وامتداداتها النضاليّة التي بدأت تلقى رواجًا كبيرًا بينَ الأوساط المُجتمعيّة، العربيّة بالذات، وهذا ما يُهمّنا على وجه التخصيص . ‏حيث أنّ هذه الإعاقة تكّمُن في محاولاتهم لحصرِ حقوق المرأة في أُطرٍ لا أرى بأنّها تصُب في المصلحَة الدائمة للمرأة، وأنّها قادِرة على أن تُحدِث انقلابًا كبيرًا في الأوساطِ التي تشتَعِل في قلبها هاته القضيّة، وإن صبَّت في مصلحتها، فالنتيجةُ، وبكُلّ تأكيد، لَن تتجاوز ولَن تكون بذلك التأثير البالِغ في حياة المرأة، إذ أنَّ هذه الأُطر تتمثّل في الجِنس والخروج مِن تحت إبط الرجُل الذي يُشكِّل هاجسًا كبيرًا لبعضهم .

إن ‏المُطالبة بحُريّة المرأة يجِب أن تتمثَّل بالشكلِ الأوّل في السّعي مِن أجل أن تكونَ المرأة مؤثرة في وعلى كُلّ الأصعدةِ والمجالات، لا سيّما تلكَ التي تُعتبَر مِن أهمِ المُرتكزات الرئيسيّة للحياة البشريّة، حيث أنّهُ مِن الواجب وقبل أيّ شيء، أن تأخذ هذه الدعوات أحقيّة المرأة في أن يُنظَر لها كشريكة ‏للرجُل في بناءِ المُجتمَع، وتكريسِ كُلّ الإهتمام ما بينَ الجنسينِ لصالحِ الجوانبِ الاقتصادية والثقافيّة والاجتماعيّة . مثل هذه الدعوات، ستفضي، حتمًا، إلى نتائج حميدة عند المُجتمعات، وبصرفِ النظر عن مرجعيّاتها، وستُسهم بشكلٍ كبير في تقبُّل المُجتمَع لحُريّة المرأة، ولو بالتدرُّج الجليّ، ‏وستدّفِن كُل تلكَ الدّعوات التي تتناول قضيّة حقوق المرأة مِن جانِب المُعاداة للرجُل، وتلكَ التي تُنزِل المرأة منزلَة النديّة للرجُل، والتي لا تؤدّي دورًا مُختلفًا عن دور تلكَ الغيمة التي تحجِب ضوء أشعّة الشّمس، وحِرمان الأرض مِن التنعُّم مِن هذه الإشراقات التي أنعمَ الله عليها بها . وبكُلّ تأكيد، هذه الدعوات تُحدث نزقًا ‏حقوقيًّا كبيرًا في الأوساط الداخليّة للمُطالبينَ بهذه الحقوق، دونَ أيّ تأثيرٍ خارجيّ، يتأتّى مِن ضغطٍ كبير لكُلّ مَن لا يستسيغ مثل هذه المُطالبات الحقوقيّة للمرأة .

وأخيرًا.. فممّا لا شكّ فيه، أنّ كُل تلكَ الدعوات التي تتناول قضيّة المرأة، حصرًا على أساس أنّها وقوف ضدّ الرجُل، ‏وليسَ في سبيلِ مُساعدَته والوقوف إلى جانبهِ، والسّكَن في حرمٍ واحِد، والعَيش في قلوب التوافقيّة والتشاركيّة الخالِصة مِن الشوائب المُجتمعيّة، والوصول إلى الإدراك التّام بأنّ الحاجة في هذه الحياة تقتَضي أنَ الكمالَ البشريّ والإنسانيّ لا يكونَ إلّا في حالة أن يرى كُلُّ من الذكَر والأُنثى أنّهما مُكمّلان لبعض، ما هي إلّا دعوات تعمَل مِن حيث لا تدّري على انكماش القضيّة، وترسِّخ لدى المُجتمَع ثقافة أنّ حُريّة المرأة لا تعني المُساواة بين الجنسينِ فحسب، بل هي عدواة صارِخة للرجُل .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرُّش الجنسيّ، وضُعف طُرقه العلاجيّة
- الآراء السياسية ما بين التمثيل الغربي والشرقي .
- ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى
- قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..
- الخوف من استدراجِ النقابة إلى حافة مجلِس النواب
- التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليس ...
- التطبيع وسقوط قُدسية العداء للصهيونية
- الأزمة الخليجية أشدّ فتكًا لما تبقى من الوحدة العربية
- أُغتيلَ وطن وصفي
- نتنياهو وسلسلة التطبيع
- غياب الإعلام ؛ صنع قدسة واشنطن بوست
- الوعي ينتَصر على الديمقراطية المُخادعة .
- مآلات التفاعلات المجتمعية
- السُلف المالية، تدّفع الأحزاب للمشاركة بالعُرس الوطني
- كيفَ سينتهي المطاف الانتخابي بحركة الإخوان ؟!
- العاطفة الدينيّة وتناقُضات العقلِ العربي
- النّقد البنّاء للسُلطة، يُعد لها دواءً شفايًا مِن الأمراض
- أنظمة البتردولار وقيادتها للتطببع
- -مصفوفات فاشِلة، وحكومة قمعيّة راحلة -
- -مَن منكُم قادِر على إعادة الثّقة للشباب في هذه البلاد -


المزيد.....




- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...
- الخارجية الروسية تحتفي بمرور 62 عاما على إنجاز فالنتينا تيري ...
- صفقة بيع “البدون” برعاية كويتية.. من الترحيل إلى الاتجار بال ...
- للمرة الأولى..امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني ...
- مخطوفات ما بعد ميرا.. مسلسل “الهروب مع الحبيب”
- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ازهر عبدالله طوالبه - تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة