أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - مآلات التفاعلات المجتمعية














المزيد.....

مآلات التفاعلات المجتمعية


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 8 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنَّ التّفاعُلات المُجتمعيّة التي لا تطلُّ علينا مِن قُبورها إلّا عندما يتعلّق الأمر بما أُسمّيهِ أنا ب "الفزعة المُجتمعيّة اللحظيّة سريعة التآكُل" كهذه التي تنتَشِر بينَنا اليوم، جراء الانتخابات النيابيّة، هي تفاعُلات كانَت سببًا في ولادةِ مُجتمعات يصعُب أن تقفَ عند نواصي تفسيريّة لها، ولِدَت بخصائص وصِفات يصعُب على العقلِ البشريّ السوي أن يتقبّلها .

فعند التّفكيرِ والإنشغال في حاضرنا ومُستقبلنا كمُجتمعات تعيش في أوطانٍ يقوم على قيادتها وتسّييرِ أُمورها أشخاص لا منظومات مُتكامِلة، لا يعرفونَ عنها سوى ما يتناسَب ويتوافَق مع مصالحهم التي تُشيّد على أرضيّتها أبراجهم العاجيّة، وتُدّفَن في أعماقها كُلّ المعالم البارزة والمتنوّعة في شتّى المجالات ؛ يكون مِن المُدّقِع بالحُزن والبُؤس والألَم في محاولات البحِث عَن الخلاص للخروج مِن كمّ الأزمات المُتوالدة بتكاثُر، أنّ هذه التّفاعلات قَد ساهمَت بشكلٍ كبير في إبراز أُناسٍ ينخرطونَ في ساحةِ الصّراع السّياسي الذي يرتَدي رداءً مُجتمعيًا، وهُم لا يملكونَ أدنى مُقوّمات السياسية، فكانَت النتيجة ذات عواقِب وخيمة على مَن أخرجوهم، قبلَ أن تكونَ على الجميع، أي على المُجتمَع برمَّته . فبفضّل المُراهقة -إن لَم نُريد أن نقولَ عنها طفوليّة- السياسة الهشّة لهؤلاء، قَد أُدخلنا في أنفاقٍ مُظلِمة، لَن يكون لها نهاية، وإن كانَ لها نهاية فمِن المؤكّد بأنّهُ لَن يكون هناك ولو ضوء بسيط وخافِت عند تلكَ النهاية .

ودونَ العودة إلى التّاريخ القديم والذي مِن وجهة نظرٍ شخصيّة، أراهُ تاريخًا بعيدًا جدًا عن واقعنا الحاليّ، حتى لو كانَ هُناك أحداث مُتشابهة مع أحداثه ؛ فقَد يرى البَعض، أنّ التحوّلات الكبيرة التي ظهرَت على السّاحة المُجتمعيّة فيما يتعلَّق بالشّأنِ السياسيّ، منذ بداية القرنِ التاسِع عشَر، وبالتّحديد بعدَ عقدٍ واحد مِن الثورة الفرنسيّة، قَد خلّخلَت كُلّ المعايير التي كانت تنّبثِق منها الرؤى الجماعيّة، وجرّدتها مِن ثيابِ المصلحة العامّة التي يلتفّ عليها المُجتمَع بكُلّ أطيافهِ ومكوّناته، حيث أنّ التوافق المصلحيّ بين أطياف المُجتمع الواحد، كانَ يُبدّد كُلّ المصالِح الفرديّة التي يزّعمها فردًا، أو جماعةً مُكوّنة مِن عددٍ مِن الأفراد، شقَّت بنفسها عن الجسمِ المُجتمعيّ ككُل . وعلى الرّغم مِن أنّها كانت - أي الثورة الفرنسية- ثورة عارِمة اجتاحات كُل البلاد، وتوحّد تحت ظلّها كافة الشّعب بإختلافِ ألوانه وقواعده وايدولوجياته، وبُذرَت نتائجها في كافّة بقاع الأرض فيما بعد، وليس في فرنسا فحسب، إلّا أنّها وبعدَ خمودها، تُعتَبَر مِن الثورات التي تركَت دورًا كبيرًا وبارزًا للصبغة الفردانيّة، المُتمثّلة بالمسؤولية الضيّقة، التي انعكسَت على البُنية المُجتمعيّة السياسية في مُختلَف بلاد العالم . وفيما يتعلَّق بقراءتي لهذه الثورة هُناك ما لا يسَع المجال لذكرهِ هُنا ؛ تجنّبًا للخروج عَن فكرة المقال التي أودّ أن أُركّز عليها .

لا شكّ في أنّ هُناك تقلّبات اقتصادية، وتحوّلات سياسية كبيرة قَد طرأت على السّاحة المُجتمعيّة لمُجتمعاتنا، ولمُجتمعنا على وجهِ التحديد، أجبرَتهُ على أن يكونَ مّنساقًا لما يوفّر لهُ أدنى ما لا يتجاوز حدود حياتهِ اليوميّة . لكن، هذه التحوّلات، وتلكَ التقلُّبات، لَم تكُن لولا أنّهُ كانَ مُشبعًا بتوجّساتٍ كثيرة، عملَت السُلطات بكُلِّ جهودها على تقديمها لهُ بكؤوس النُخبة والمُثقّفينَ الذين لا يتوقّفونَ عن ضخّ الخِطاب السُلطويّ الذي يرمي بكُلّ أحمالهِ وأثقالهِ على كاهلِ المُجتمَع، فينتُج عن ذلكَ قبولًا شاسعًا لما سعَت لهُ السُلطة، دونما أيّ مقاومةٍ تُذكَر مِن قبل هذه المُجتمعات ولربّما هناكَ شواهِد كثيرة في التاريخ، على التحالُف الطبقيّ بين السُلطة وبينَ النخب المثقّفة، لحصرِ المُجتمعات في خاناتٍ ضيّقة، يصعُب الخروج منها دون التضّحية والتصدّي الدائم .


لنكُن ولو لمرّةٍ واحدة، مُجتمعات أقرَب إلى المصداقيّة والحقيقة أكثَر مِن الوهِم الذي نبّني طوابقه في عُُقولنا، ولنقِف عند ما تشبّثنا بهِ مِن أخطاء، وتعلّقنا بهِ، وجعلناهُ سلوكًا مُجتمعيًّا نحتَكِم لهُ دونَ التّفكير بما سيخلّفهُ لنا وعلينا مِن عواقِب لَن نتمكّن مِن الإفلات منها فيما هو قادم .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السُلف المالية، تدّفع الأحزاب للمشاركة بالعُرس الوطني
- كيفَ سينتهي المطاف الانتخابي بحركة الإخوان ؟!
- العاطفة الدينيّة وتناقُضات العقلِ العربي
- النّقد البنّاء للسُلطة، يُعد لها دواءً شفايًا مِن الأمراض
- أنظمة البتردولار وقيادتها للتطببع
- -مصفوفات فاشِلة، وحكومة قمعيّة راحلة -
- -مَن منكُم قادِر على إعادة الثّقة للشباب في هذه البلاد -
- لا قيمة لطالبِ العلم الفقير في مؤسسات التعليم الرأسمالية -
- إيّاكُم ونبِذ الشباب الذين يختلفونَ في تفكيرهم عن تفكيرِ الم ...
- ديمقراطية مجهضة
- الإنفصاميّة والإنتخابات النيابية 1
- الدولة ما بينَ جُملتي -أنا الأمر- و - نحن الدولة-
- - تدّمير الثّقة، هو أخطر ما تعرّضت له هذه البلاد -
- - آيا صوفيا وتراشقات الرأي العربي 1 -
- هل العام على أعتاب نظام عالمي جديد ؟!
- - الكبار يقسونَ علينا في مُقارنات الحياة -
- موقِف وموقع الشّعب العربي إزاء قضاياه المصيريّة
- -هَل سيأخذنا قرار ضمّ الضفة إلى مزيد مِن التطبيع أم إلى حرب ...
- لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُست ...
- المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - مآلات التفاعلات المجتمعية