أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - الإنفصاميّة والإنتخابات النيابية 1














المزيد.....

الإنفصاميّة والإنتخابات النيابية 1


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكاد أجزِم بأنّ مِن أحَد أهَم الأسباب التي جعلتنا في ذيّل شعوبِ العالم -هذا إن قبلَ بنا الذيّل أصلًا-، هي الإنفصاميّة التي باتت نهجًا لا يتِم الإستغناء عنهُ، ولا القُبول بردّمه بحجارةِ العقلِ والإتّزان، ورميهِ برصاصاتِ التقديرِ والثّبات .


هذه الإنفصاميّة قَد أسّست قواعدها على أرضيّاتٍ هشّةٍ مُختلِفة . أرضيّات يراها البعض صخريّة يظهر الصّخر على وجّهها، ممّا يعني كما يرون، أنّه قَد تمّ تهيأتها بالشّكل المُناسِب، وحسب المواصفات والمعايير البنائيّة الوطنيّة، وما هذا إلا إفتراء وخِداع لا ينطلي على كُلّ عاقِلٍ يملِك ولو خلفيّة بسيطة عن البناء التقليدي، وليس البناء الوطني فحسب . بينما البعض الآخر يراها طينيّة تُرابيّة لا تصلُح لأن تكون أرض يُشيّد عليها بناء بيت وطني مُستقبلي . وأنا أميلُ لرؤية البعض الثاني، فهُم لا يأملون ولا يحلمونَ إلّا ببناء بيتٍ وطنيّ حقيقي، يضُمّ في أركانهِ مؤسسات لا تحتَضن أصحاب الأجندات والمصالِح الشخصيّة على حسابِ وطنٍ باتَ قريبًا مِن الإنهيار والدّمار، فما فائدة البيوت والمصالح الشخصيّة إن كانَ الوطن يسير على حافّة الإنهيار، ويلفِظ أنفاسه الأخيرة ما لَم يتِم الإهتام به والعمَل بإنتظام على إعادة أنفاسِه ..!!

إنّ مِن أحد أوجه الإنفصاميّة التي لا يستطيع أن يُخبّئ ملامحها أيّ قناع مهما كانَ ثمنهُ، والتي رغمَ مرور أكثَر مِن أربع عُقود على ولادتها، إلّا أنّها إلى الآن ما زالت تتمتّع بروحِ المُراهقة التي لا ترى ما هو أفضَل مِنها، بل وكما يراها أصحابها أنّها تِرياق ديمُقراطي يُحقَن مرّةً واحدة في كُلّ أربع سنوات .. يُعرف هذا الوجه بتجاعيدهِ المُتناثرة، بوجه الإنتخابات النيابيّة الذي يتجسّد بهِ كُل ما يعنيه الإنفصام مِن معنى . ففي الوقت الذي يتِم به شتِم وسَب المجالِس النيابيّة بمَن يمثّلها، وتحميل كُل ما وقع على البلاد مِن فساد لأعضاء المجلس التشريعي والرقابي لإلتزامِهم الصّمت أمام منظومات سياسيّة فاشِلة وضعَت سيف السُلطة المُطلقة على رقابِ الجميع ؛ لأنّهُ كما يقول أحد الأعضاء " إحنا - يقصد مجلس النواب- عبارة عن ديكور " . وفي الوقت الذي باتَ يسّمَع، بل يرى المواطن كُل الأدوات التي تخنِق المؤسسة التشريعة والرقابيّة في ظلّ سيطرَة بعض الأجهزة الأمنيّة على الإجراءات الديمقراطيّة - كما يدّعون- واختيارها لأكثَر مِن ثُلثي أعضاء المجلِس، وفي الوقتِ الذي يتربّع على عرش المجلس شخِص واحد لأكثر مِن فترتين، يؤمِن ومِن خلال أقوالهِ تحت قبّة مجلس الشّعب، بأنّ المجلِس لا يُمثّل الشّعب، وتجسّد هذا بآخر أقوالِه " مِش شُغلَك يا مواطِن "، وفي الوقت الذي تُسَنُّ بهِ قوانين تحت بيت الشّعب لمُحاربة الشّعب بخُبزهِ وأرضِه، وفي الوقت الذي توقّع بهِ اتفاقيات تدمّر بهِ وتُضعَف الوحدة الوطنيّة، وتُعدَم على مرا العالم أجمَع كُل صلة تربِط الشّعب بالسُلطة ...بينما يتِم هذا كُلّه، ترى ذات الشّعب يُرحّب ويُهلّل للإجراءات الإنتخابيّة المُقبلة، مُسارعًا بتكريسِ كُلّ جهودهِ مِن أجلِ إنجاح هذه العمليّة تحت حُجج واهِنة جدًا، كأن يتذرّع أحدهم بإمكانيّة التّعديلِ والإصلاح، وللأسف، أنّ هذه الحُجّة قَد أكلَ وشرب عليها الزّمن، وانقرضَت منذ زمنٍ بعيد، فلا إصلاح بتغيرِ الوجوه وإبقاء المنظومة على ما هي عليه . وما يُغضِب أكثر، هو مَن جرّد المجلِس التشريعي والرّقابي مِن ثوبه الحقيقي، وألبسهُ الثّوب الخدماتي المُطرّز بخيطِ المُحاصصة والأحقيّة العشائريّة والمناطقيّة . فقَد أصبحَت العمليّة الإنتخابيّة الديمقراطيّة اليوم، لا تُقاس بما يملكه المُترشّح مِن قُدرات وكفاءات تؤهّلهُ لهذه المسؤوليّة، بقدرِ ما أصبحَت تُقاس على مجالات أضيَق بكثير، يخجَل أبناء الصّفوف الإبتدائيّة مِن العملِ بهذه المقاييس، كأن تُحصى الأصوات في " الفرع، العشيرة، الحي، المنطقة ..إلى ما لا نهاية" وحصر المُنافسة بين هذه المساحات الضيّقة فقط .

وختامًا، لا بدّ مِن كسرِ حالةِ الإنفصام التي سكنتّنا وجعلتّنا نقّبع في مؤخّرة العالم، ولا بُدَّ مِن صحوة حقيقيّة تضعنا على بدايةِ طريق النّهوض، وذلك مِن خلال إعادة حساباتنا في المُشاركة بالإنتخابات المُقبلة، فالمُمارسات القمعيّة بحقّنا جميعًا، والتّضييق على حُريّاتنا، ومُحاولات كسرِ الإرادة الشعبيّة، وكُل مَن يُمثّلها، والإعتداءات الصّارِخة التي مورِست مؤخرًا .. أعتقِد أنّ جُل هذه الأمور تدّفعنا إلى الإيمان المُطلَق بأنّ الإنتخابات في ظلّ قانونها الحالي، وتحكّم بعض الجهات المتنفّذة بها، لَم تعُد ذات أهميّة بالنسبةِ لنا - أي كمواطنين-، إضافة إلى إيماننا المُجدّد بأنّ ما دامَت المنظومة تحتَكِم لنهِج فاسد، فإنّ المجالِس التي ستأتي أسوأ مِن الراحلة ...



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة ما بينَ جُملتي -أنا الأمر- و - نحن الدولة-
- - تدّمير الثّقة، هو أخطر ما تعرّضت له هذه البلاد -
- - آيا صوفيا وتراشقات الرأي العربي 1 -
- هل العام على أعتاب نظام عالمي جديد ؟!
- - الكبار يقسونَ علينا في مُقارنات الحياة -
- موقِف وموقع الشّعب العربي إزاء قضاياه المصيريّة
- -هَل سيأخذنا قرار ضمّ الضفة إلى مزيد مِن التطبيع أم إلى حرب ...
- لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُست ...
- المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..
- - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -
- كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!
- الحرية والقيود الطوعية
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - الإنفصاميّة والإنتخابات النيابية 1