أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..














المزيد.....

المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6545 - 2020 / 4 / 24 - 01:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باتََت دول العالم اليوم، مُشنغلةٌ بتداعيات وباء كورونا الذي يُسقطُها - صحيّا- واحدةً تلوَ الأخرى، وربّما سيسقطها إقتصادياً إن استمرَّ هذا الوباء بالتفشّي . وقد أضحَت المصالِح السياسيةُ الإقتصادية هي الجُندُ الأول في جيشِ السّيطرةِ على هذا الوباء، حيث رأينا قلّة قليلة مِن تكاتفُ الدول مع بعضها البعض، وفي ذاتِ الوقت رأينا دولاً تتخلّى عَن حُلفائها بسببِ تفشّي هذا الوباء بها، ورأينا ايضاً دولاً كانَت تزّعُم أنّها تتربّع على عرّشِ الدول صاحبة الولايةِ الإنسانية على مستوى العالم، وأنّها دول تسّعى دائما إلى الحفاظ على الروحِ البشريّة، لكن، سُرعانَ ما دُمّرت هذه الزّعامات، بعدَ أن إعترَضَت - هذه الدول- شاحنات مُمتلئة بالمعدّاتِ الطبيّة المُرسلةُ للدولِ التي إنهارَ نظامها الصحي بسببِ سُرعة تفشّي هذا الوباء، ومِن ثمَّ تبعها انسحاب الولايات المُتحدة مِن دعمها لهيئةِ الصّحةِ العالمية، وهي تُعتبَر الدّاعم الأول لهذه الهيئة .

لقَد أسقَطَت هذه الأزمةُ الوبائية القناعَ الذي كانَت ترتديهِ هذه الدول التي تمتلكُ سلاحاً لا يُطلقُ إلا الرّصاص الصّوتي، وقَد أُظهرَ وجّهها الحقيقي، ورُمِيت مزاعمها الكاذبة -أمامَ شعوب العالم جمّعاء- برصاصة الرحمة، ودفِنتّ في قبرٍ عميق، كتِبَ عل شاهدِه " توفّت دونَ أن يُنقذها قناعها الكاذِب " ...

لم تهمّني هذه الدول كثيراً، بقدرِ ما يهمّني تغنّيها بإنسانيتها الكاذبة، والتي كانَت تتسلّحُ بها أمام اللقاءات الصحفية، والنّشراتِ الإخبارية، وبينما هي خلف الكواليس وفي داخلِ المطابِخ السياسيّة العالميّة، كانَت أكثر فتّكاً وتمزيقاً لهذا العالم الضّعيف الهَش، وأكثر إستقواءً على الشّعوبِ المهمّشة التي تكالبَ عليها أعداء السلام والإنسانيّة . فمنذُ سنواتٍ ونحنُ نرى الشّعب الفلسطيني المُقاوم، وهو يتعرّضُ لحربِ إبادةٍ من الصهيونية القذِرة، ومِن مُغتصبي الأراضي، وأصحاب المشاريعِ الإستيطانيّة . فكَم شاهدنا بأمِّ أعيُننا الصواريخ وهي تُرمى على الأطفال والنّساء؟! وكَم ذرفَت أعيننا من الدموع وهي ترى الفسفور وهو يُصيبُ أعضاء إخوتنا الفلسطينين؟! وكَم جثوّنا على رُكبنا أمام الشّاشات ونحن نصرخُ بأعلى صوتنا على جرافةٍ وهي تهدمُ البيوت فوقَ رؤوس ساكنيها ؟! .. كلّ هذا قَد حدثَ أمامنا دونَ أن نرى تدخلاً من الدول التي تعتَبِرُ نفسها وصيّةً على الإنسانيّة، وأعتقِد بأنّ الدوَل التي تدخّلَت مدافعةً عن الفلسطينيين، لَم تستمِر بدفاعها بعدَ أن حصلَت على مصالحها المصّبو إليها ..

لقَد عانى الشّعب الفلسطيني من الإعتداءات الصّهيونيّة المُتتالية، وعلى وجّهِ الخصوص، كانَ قَد فُرِضَ حصاراً -منذ أربعة عشر عاماً وما زالَ إلى الآن - على قطاعِ غزّة الذي يُقدّر عدد سُكانه بمليوني شَخص، وخُذلوا من أقربِ النّاس لهُم، ولَم تحسبهم المُنظمات العالميّة من البشر بعد أن تنازلَت عنّهم وتركتّهُم يواجهونَ وابل الرّصاص لوحدهم، ويتصدّونَ للقذائف بصدورهم العارية، فلَم نسّمَع عَن أيّ دورٍ قامَت به هذه المُنظمات تجاه هذا القِطاع الذي انتشرَ بهِ الوباء، وكانّها تحاول أن تُشير إلى أنّ هذا القِطاع، هو قطاعٌ عُزلَ عن العالم وسيبّقى معزولاً إلى أجلٍ غير مُسمّى، لكنّها لا تعلَم بأنّ العالم كلّه يعيش في هذا القِطاع .. لَن تُقدّمُ هذه المُنظمات شيئا للفلسطينيين، ما دامَت معركتّهم مع حكّام العالم " الصهيونية " ..

والمؤسفُ في الأمر، أن المُنظمات والدول الإنسانية التي تدّعي أنّها كرّسَت كُلّ جهودها لمواجهةِ هذا الوباء، قَد تغافلَت عن خبرٍ إتفاقِ تاريخي وقّع قبلَ يومين، بينَ اليمين الإسرائيلي بقيادةِ " نتنياهو" وحزب " أزرق ابيض" بقيادة " غاتتس"، يقرُّ بإحتلالِ الضّفة الغربية، والإعتراف بالدولة الإسرائيلية، حتى لو على حسابِ الشّعب الفلسطيني بأكمله ..

لا نُريد أن نكونَ من الشّامتين بالدول ذات الإنسانيّة الكاذبة، وهي تُعاني اليَوم مِن تفشّي وباء كورونا بها، وهي تقفُ عاجزةً أمام هذا الوباء، غير قادرة على إيجاد الحلول التي تُخفّف من وطأة التفشّي، ولكنّنا، أو لكنّني - شخصيّا- أرى بأنَّ السعادة تغمرني وأنا أُشاهد القناع وهو يسّقطُ عن هذه الدول الكاذبة، التي تركَت الصهوينيّة تيتّم الأطفال، وترمّل النّساء.. وأرجو من الجميع ألّا يُطلِقَ عليّ رصاصات الإتهام بأنّني أخلو مِن كُلّ معالمِ الإنسانيّة، وسأسّتبقُ الحديث في هذا الجانِب، وسأوجّهُ سؤالاً إلى كُل مَن سيتّهمني : أينِ كانَت هذه الإنسانية عَن أنهارِ الدماء التي سالَت بالشّوارع ؟! أينَ كانَت هذه الإنسانيّة عندما كانَت الجثث مطمورة بالرّكام ؟! أينَ كانَت هذه الدّماء عندما قُتلَ " الرنتيسي، وأحمد ياسين، والجوابرة، وغيرهم الكثير الكثير من أبناء هذا الشّعب المُناضل والمُقاتل " ..يا صديقي، يجِب عليكَ أن تعلَم أنّهُ عندما يتعلّق الأمر بهذا الشّعب ؛ لَن تكون هُناك مُنظّمة إنسانيّة تُدافعُ عنه ..

لو استطعتُ أن أشّكُرَ وأقبّل هذا الفيروس دونَ أن أُصابَ به، لفعلتُ ذلك دونَ تفكير ؛ وذلكَ لأنّه أسقطَ قِناع الإنسانيّة الكاذبة الذي حاول الشّعب الفلسطيني أن يُسقطهُ منذ فترةٍ طويلة ..



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -
- كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!
- الحرية والقيود الطوعية
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة
- الأمر العام بين التّإفه وعامّة الناس
- - أنا أثور اذا أنا موجود -
- شيطاني السياسي، ومصالح الدولتين في حرب الشمال السوري
- العربي خُلقَ لكي يكونَ عبدا وليسَ حُرًّا
- ما بين النقابة والحكومة معركة إنتصار الثقة
- دستور الشعب ودولة الفاسدين
- النهضة لن تكون إلا بالتعليم
- ما بين عُنق الزجاجة و -no comment - يُسّرَق الوطن


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..