|
النهضة لن تكون إلا بالتعليم
ازهر عبدالله طوالبه
الحوار المتمدن-العدد: 6365 - 2019 / 9 / 30 - 09:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في السنوات الأخير التي بدأنا نرى فيها التدخّل في القطاع التعليمي من قبل من لا تسّمح له ثقافته ولا مقوماته العلمية والفكرية في تحسين القطاع التعليمي، ضانّاً أنّه سيُحدث تطوراً كبيرا في هذا القطاع، وللأسف كانت هذه التدخلات بمثابةِ زلازل أحدثَ تصدّعات كبيرة في هذا القطاع، بل وصل الحال به الى الإنهيار الذي لم يستطع أحد أن يوقفهُ . فمنذ تلكَ التدخلات التي أفقدَت الثقة بالقطاع التعليمي، وجعلتهُ يُحمل على الأكتاف بعد أن سنّوا القوانين التي لا ترتقي بهذا القطاعِ الكبير، ونحن نعيش في إنقلاب القواعد التي كانت تحفظُ هيبة هذا القطاع فتارةً بقانون الكرتِ الأصفَر، وأخرى بالإلتحاقِ بهيئات تُشرفُ على حال التعليم وهي في حقيقة الأمر لا تصّلُح على الإشراف على بسطة توجد على قارعة الطرقات ...
يعيش المواطن الأردني- اليوم- حالة من الإنقلاب في مُجملِ حياتهِ بعد أن عاصر جميع الإنقلابات التي عاشتها الدولة الأردنية، فحالة المواطن من حالة الدولة وجميع مؤسّساتها . وهذه الإنقلابات تُلخص الحال الذي تمُر به الدولة الأردنية من تخبّطات سياسية وترهات إقتصادية، وضياعٍ في أهمّ القطاعات " التعليمية" ، فجعلتها دولة منكوبة منهوبة مسّروقة من قبل طبقة واحدة فقط، غير معنيّة بالطبقات الأخرى .
ولقد ركّزت الحكومات الأردنية على التعابير التي تُحرّك العواطفَ عند الشعب، وأصبحت تتغنّى بالمُصطلحات التي تزّرع الأمل في قلوبِ الأمّهات اللواتي دموعِ أعينهن تنهمرُ على حال أبنائهن، وزرعت سنابل من التفاؤل في عقول الشباب التي أرهِقَت بالتفكير بالهجرة بعد أن أصبحت عاجزة عن توفير المُستقبل لها في هذه البلاد . فتغنّى رئيس الوزراء الحالي " عمر الرزاز " بالنهضة وأطلقَ على حكومته " حكومة النهضة والتفاؤل " لكن ما أن بدأ المعلمين بالمُطالبة بحقوقهم المشّروعة والتي تسّعى لتأمين حياة سعيدة وزهيدة لهم، أصبحنا نرى تراجُعًا كبيراً في حكومة النهضة، وبدأنا نلمس إخفاقاتها التي لا تُبشّر خيراً لمستقبل الوطن والمواطن، وعلى ما يبدو بأنّ هذه الحكومة قد تناسَت النهضة الحقيقية بعد أن فشِلَت في تحسينِ دخول القطاع التعليمي وجميع قطاعات الدولة على وجه العموم، ونَسيَت بأنّ النهضة لا تكون إلا إن كانت هذه النهضة تهتمُ بالقطاع التعليمي، كما رأينا النهضة التي أحدثها مؤسس دولة سنغافورة، تلك الدولة عديمة الموارد والتي تُعتبَر من أفقرِ دول العالم، بعد أن أخرجتها ماليزيا من خارطتها، وإستطاع مؤسسها ان يجعلها دولة مُتقدمة، وجعلها على سلم الدول الأعلى في الدخل الفردي، حيث قال المؤسس : " إن نهضة سنغافورة قد قامت على ايدي المُعلمين الكفؤين، ونظام التعليم الراقي "، وقد جعل المعلم الأعلى دخلاً في سنغافورة . وهناك مثالا آخرا ألمانيا التي كرّمت المُعلم وأعطتهُ منزلة رفيعة، ويذكر بأنّ ميركل قد قالت للقضاه بعد أن طالبوا بمساواة رواتبهم مع المُعلمين : " لا أستطيع أن اساوي رواتبكم مع رواتب من علّمكم " ..
فهذه الحكومات قد إحترمَت شعوبها، وحافظت على ثقتها مع المواطن، وكرّسَت كل جهودها من اجل الوطن والمواطن، وعملت على تنظيم الحياة العامة على أسس مُتقدّمة وكان أهمّها إحترام التعليم ومن يُمثلهُ .
وبالطبع، إن قُمنا بدراسةِ حالة التقدم في هذه البُلدان، لوجدنا بأنّ هُناك أمرين مُهمّين قد ساهما في تطورِ هذه البلدانِ وتقدمها، ألا وهُما : الأمر الاول، وجود نظام حُكم مُتمكن من الحكمِ بحكوماتهِ وقدرة مسؤوليه على متابعة قضايا الوطن والمواطن فعلاً وليس قولاً . الأمر الثاني : وجود قوة شعبية قادرة على إيجاد شخصيات ذات كفاءة عالية، وتتمتع بالإيثار والنزاهة، لتُساهم بتحسين الوضع الإقتصادي والسياسي للوطن، وإبعاد الحمقى والمُتنطعين عن السلطةِ وقراراتها، وإبعاد من يسّرقونَ الشعب، ومن يموت الناس تحت سلطتهم القمعية من الفقر والجوع . بوجود هذان الأمرين يستطيع التعليم أن ينهضَ بالدولة نهضةً حقيقية، و أن لا يسّمح لتوافه الأمور بأن يُعرقلَ سير دولة بأكملها .
يا تُرى أينَ نحن عن هذه الدول، بعد أن رأينا مواردها القليلة التي تنهضُ بها تُساوي مواردنا ؟! وهل الموارد لها دور كبير بالنهضة؟! إن كان لا فلما لا ننهض نحن، وإن كان نعم، فكيف نهضت هذه الدول؟!
#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ما بين عُنق الزجاجة و -no comment - يُسّرَق الوطن
المزيد.....
-
بوتين يأمر بزيادة عدد أفراد الجيش الروسي إلى 1.5 مليون جندي
...
-
ولي عهد دبي يلتقي رئيس CNN: حريصون على منح قطاع الإعلام كافة
...
-
خبراء أمميون ينتقدون الدعم الغربي المتواصل لإسرائيل منذ اندل
...
-
المقاومة العراقية تعلن قصف هدف إسرائيلي في غور الأردن
-
ماذا وراء الجدل المثار حول مشروع قانون الإجراءات الجنائية ال
...
-
شاهد: حريق وانفجار في ضاحية هيوستن الأمريكية يجبر السكان على
...
-
فيضانات مدمرة في أوروبا الوسطى: مقتل 9 أشخاص على الأقل وإجلا
...
-
ترامب ينجو مما بدا أنها محاولة اغتيال ثانية والقبض على مشتبه
...
-
نتنياهو لمبعوث بايدن: لا يمكن إعادة السكان إلى الشمال دون تغ
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يحذر نظيره الإسرائيلي: الحرب على لبنان
...
المزيد.....
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
المزيد.....
|