أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - النّقد البنّاء للسُلطة، يُعد لها دواءً شفايًا مِن الأمراض














المزيد.....

النّقد البنّاء للسُلطة، يُعد لها دواءً شفايًا مِن الأمراض


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6702 - 2020 / 10 / 13 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أن تنتَقِد الشّعوب طبقات السُلطة، ومَن يُمثّلها، أو يتكوّر داخِل عباءتها، هو أمرٌ طبيعيٌ جدًا، بل مُراد ويجب أن يُشجّع عليه، إن كانَت السُلطات حقًا تؤمِن إيمانًا مُطلقًا بأنّها قَد وُجِدَت مِن أجلِ تنظيمِ شؤون هذه الشّعوب، والتصدّي لكُلّ ما يتسبّب لها بالأذى، والدّفاع عنها عند المخاطر .

فلا أعتَقِد أنَّ هُناكَ شيء قادِر على أن يضعها -أي السُلطة- على خارِطة الآلام، والأوجاع الكثيفة لهذه الشّعوب، والأضرار الجسيمة التي طالَت شريحة واسِعة مِن هذه الشّعوب، وهذا هو واجبها وأهم مهامها، سوى صرخات الشّعوب ذاتها، الصادرة مِن حبالِها المعيشيّة التي لَم يعُد بينها وبين القَطع، سوى سنتمترات بسيطة . ومِن الإثباتات على أنّ السُلطة تتعامَل بعقليّة حديثة، تحتَرم وتجِل كُل ما تتقدّم بهِ الشّعوب في إطارِ المصلحة العامة، لا بعقليّة رجعيّة، عقليّة اللادولة/اللاسُلطة، تحتَكم لموروثات مضى عليها الزّمان، وبعثرها المكان ؛ هي أن توقِن بأنّهُ ليسَ بالضرورة أنّ كُل مَن ينتَقِد السُلطة، ينتقدها لأنّهُ ليسَ مِن تشكيلاتها، أو مِن دوائرها، ولا حتى لأنّهُ لَم تُتاح لهُ الفُرصة كي يرضعَ مِن أثدائها .

لذا، يجِب على السُلطة -أيّ سُلطةٍ كانت- أن توفّر الأجواء والظروف الانتقاديّة البنّاءة المُناسبة للشّعوب، وتفتَح صدورها لنَقدِ الشّعوب وشكّواها، قبَل أن تأخذها العظمَة عند سماعِ المديحِ والثّناء - وهُما في الغالبِ يركضان خارج مضمار الصدق، ويكونا يركضان في مضمار الحاجة - . وليس هذا فحسب، بل يقَع على عاتِق السُلطات أيضًا، أن تسمَح للشعوبِ بالمُشاركة الفاعِلة في كافّة المجالات، وعلى كُل الأصعدة ؛ لأنّها لولا هذه الشّعوب لما كانَت قَد تربّعَت على العرشِ السُلطويّ، وإن كانت السُلطة تسعى على الحِفاظ على عرشها، فيجب عليها أن تُحسّنَ مِن علاقتها مع شعوبها/رعاياها، وأنّ تُدرِك حقيقة مصيرها، شاءت أم أبت، وأنّهٌ مصيرٌ محكومٌ بهذه الشّعوب، أي أنّ مَن يقرّرهُ ؛ هي الشّعوب، ولا أحد سواها .

فعلى السُلطات أن تكُف عَن إشهارِ سيوفِ التسلُّط، الإستبداد، والإستعباد، وتكسّر كُلّ بنادق وهروات القمعيّة، وأن تتوقَّف عن طعنِ خاصِرَة الشّعوب بخنجرِها المسموم، والذي يُعرَف بخنجَرِ تكميمِ الأفواه، وهو أتعَس وأفظَع ما صنعتهُ السُلطات في مصانعها . وعليها، أن تُدرك - أيضًا- حاجتها لدخول مرحلة جديدة مِن حياتها، إن كانَت تطّمَح أكثر للبقاءِ على عرشِ السُلطة، وأن تُسارِع بتحطيمِ كُل الأقفال التي قفّلَت بها كُلّ قنوات الحِوار مع الشّعوب، والتي أدّت إلى الدّخول في أزمةِ عدَم الثّقة، التي تجُر كلا الطرفين إلى ما لا يُحمُد عقباه .

أخيرًا، يجِب على السُلطات أن تُدرِك، أنّ النقد، مناعة تتحصّن بها هي والشّعوب معًا ..



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنظمة البتردولار وقيادتها للتطببع
- -مصفوفات فاشِلة، وحكومة قمعيّة راحلة -
- -مَن منكُم قادِر على إعادة الثّقة للشباب في هذه البلاد -
- لا قيمة لطالبِ العلم الفقير في مؤسسات التعليم الرأسمالية -
- إيّاكُم ونبِذ الشباب الذين يختلفونَ في تفكيرهم عن تفكيرِ الم ...
- ديمقراطية مجهضة
- الإنفصاميّة والإنتخابات النيابية 1
- الدولة ما بينَ جُملتي -أنا الأمر- و - نحن الدولة-
- - تدّمير الثّقة، هو أخطر ما تعرّضت له هذه البلاد -
- - آيا صوفيا وتراشقات الرأي العربي 1 -
- هل العام على أعتاب نظام عالمي جديد ؟!
- - الكبار يقسونَ علينا في مُقارنات الحياة -
- موقِف وموقع الشّعب العربي إزاء قضاياه المصيريّة
- -هَل سيأخذنا قرار ضمّ الضفة إلى مزيد مِن التطبيع أم إلى حرب ...
- لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُست ...
- المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..
- - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -
- كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!
- الحرية والقيود الطوعية
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - النّقد البنّاء للسُلطة، يُعد لها دواءً شفايًا مِن الأمراض