أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..














المزيد.....

قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 20:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح أنّ الحُكم على المُصالحة الخليجيّة، وعن تطبيقِ ما تمخّضَ عنها، ما زالَ مُبكرًا، وبحاجة إلى تأنّي كبير، وسِعة صدِر توازي سِعة سُنبلَة القمح على حمّلها لحبّاتِ القمح بكثاقة، ومحاولة رصّها وعدم التّفريق بينها إلّا عند موعدِ حصادها . لكن، مِن جهةٍ أُخرى، يجِب علينا، ألّا نغفلَ عن القراءة السياسيّة الواعية المُتّزنة، والتي تبدأ مِن ألفِ الحدَث -أي حدَث سياسي- إلى يائه، حتى وإن كانَت أدواتها قاسية علينا، ونخافُ مِن نتائجها التي سنتوصّل إليها . وهُنا، يجب علينا أن نصِل إلى قناعة، بأنّ هذه القراءة، مهما تعرّضَت لكمّ هائل من العواصِف والزلازل السياسيّة، فإنّها لا ولَن تعرِف التخلّخُل والإهتزاز أبدا، وبأنّها قراءة دائمًا ما ترمي بنا بعيدًا عن حوافِ النّيران التي أجدّنا التّخيم عليها، كعرَب، والتي أصبحَت أكثر ما يُميّزنا بالقرنينِ الأخيرين .

فها هي أيّامٌ أربعة قد مرّت على انعقاد قمّة الخليج التي حملَت في قلبها مُصالحة بين الأشقّاء في دول الخليج، بعد ثلاثة سنوات ونِصف مِن المّخاصمة، ونحنُ كمواطنينَ عرَب، نهتمّ بأدقِ تفاصيلِ أُمّتنا، ونحلُم بأن نتوحّد تحتَ رايةٍ واحدة، في يومٍ ما، ما زلنا ننتظِر تطبيق ما توصّلَت إليهِ هذه المُصالحة مِن نتائج على أرضِ الواقِع، وحقيقةً، وبعيّدًا عن أيّ مُجاملةٍ سياسيّة، تُسكِن في جسدنا العربيّ الهزيل مزيدًا من السكاكينِ الحادّة، فلا بُدَّ لنا مِن أن نقول :

أنّهُ مِن الواضِح، بأنّه ثمّة دول تواجدَت في قمّة العُلا، يبدو عليها ومِن خلال تأخّر، بل تباطؤ تحرّكاتها لرأبِ الصّدع الذي تسبّبت بهِ الأزمة الخليجيّة، والذي سبقهُ تخفيضًا في الحضورِ الدبّلوماسي، أنّها دول ذات مساعٍ باهِتة في إطفاءِ نيرانِ الأزمة التي ألحقت الضّرر بالعرب ككُل، وليسَ فقط بأبناء الخليج العربيّ، وبأنّهُ ثمّة دول أُخرى، جاءت بكلامٍ معسول، دخلَ في قلبِ كُل مواطنٍ عربيّ، وأُغلِقَت عليهِ كُلّ أبواب القُلوب، ولَم يكُن السّبب، أنّه كانَ كلامًا معسولًا فقط، بل كانَ السّبب ؛ التّطبيق الماديّ الذي لُمِس، بعد أن انعكسَ على أرضِ الواقع . فهذه الدّول على عكسِ الدول المذكورة في الجانبِ الأوّل، أثبتت بأنّ الصُلحَ والإصلاح، ليسا حبرًا على ورَق، ولا ردّحًا مِن الكلامِ أمام القنوات الإخباريّة، ولا تغريدات ومناشير على مواقعِ التواصُل الإجتماعيّ، بل هُما ما يُبذل مِن جهودٍ مِن أجلِ دفّن كُلّ معالمِ الخصومة والكراهيّة والبغضاء، وبداية حُقبة جديدة، تسودها الأخوّة والإيخاء، ومُشاركة المصير العربيّ الواحد .

هذا الأمر، أي حضور الدّول ذات المساعي الباهِتة والمُتلوّنة في مواقفها، والمُتضاربة في سياساتها، هو ما كنتُ -حسب وجّهة نظري- أخشاه، وأضعُ لهُ حسابًا كبيرًا، حيث أنّني رأيتُ بأنّهَ إن كانَ ثمّة فشَل سيلحَق بهذه المُصالحة، أو شيء مِن قبيلِ الإشراف على قتلِها ببُطئ، فحتمًا، لَن يكونَ إلّا مِن داخلِ تلكَ الدّول، التي مِن خلالِ تخفيضِ حضورها الدبلوماسيّ، كانت قَد بعثَت رسائلًا ذات شيفرات معقّدة، يستدّعي فهما، جهدًا مُضنيًا، يبدء بالعودة إلى اليوم الأوّل للأزمة وينتهي باليوم الذي سبقَ عقد القمّة الخليجيّة ؛ لأنّ الجنينِ الشيطاني الذي كوّنَ في رحمِ هذه الدول، والذي كانَ الهدف مِن تكوينه ؛ إغواء الأنظمة السياسيّة العربيّة التي تُقيم شكليًّا خارج الجسدَ الخليجي، لكنّها ضمنيًّا هي تُقيم في كبده، وتتلقّى تعليماتها مِن زعامات الحُكم الخليجي، هو جنينٌ يُجيد الرّقصَ على الهواء، والتّجديفِ في قلبِ الصّحراء، والغناء في المقابِر، والعزف على أوتار التأزُّم والتشرّذُم العربيّ .

الخُلاصة : ما لَم تُسارِع تلكَ الدول التي خفّضَت حضورها الدّبلوماسي، بتبنّي النّهجِ الذي اتبعتّه السعوديّة، كمؤشّر يُدلِّل على بوادر الخير، مِن فتحِ الحدود ( الجويّة والبريّة) أمامَ أشقائها القطريّون، والسّماح للمحلّلينَ السعوديين مِن الظّهور على قناة الجزيرة، التي كانَ إغلاقها من ضمنِ المطالب الثلاثة عشر في عام 2017 ؛ فإنّها ستكون بمثابة عقبة تُعيق المُصالحة، وتقِف في وجهِ وحدَة مجلِس التعاون الخليجي، التي تُعتبَر مَن أهمّ مُرتكزات الوحدة العربيّة .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من استدراجِ النقابة إلى حافة مجلِس النواب
- التوافق الأيديولوجي بين بعض الأنظمة والجماعات الإسلامية، ليس ...
- التطبيع وسقوط قُدسية العداء للصهيونية
- الأزمة الخليجية أشدّ فتكًا لما تبقى من الوحدة العربية
- أُغتيلَ وطن وصفي
- نتنياهو وسلسلة التطبيع
- غياب الإعلام ؛ صنع قدسة واشنطن بوست
- الوعي ينتَصر على الديمقراطية المُخادعة .
- مآلات التفاعلات المجتمعية
- السُلف المالية، تدّفع الأحزاب للمشاركة بالعُرس الوطني
- كيفَ سينتهي المطاف الانتخابي بحركة الإخوان ؟!
- العاطفة الدينيّة وتناقُضات العقلِ العربي
- النّقد البنّاء للسُلطة، يُعد لها دواءً شفايًا مِن الأمراض
- أنظمة البتردولار وقيادتها للتطببع
- -مصفوفات فاشِلة، وحكومة قمعيّة راحلة -
- -مَن منكُم قادِر على إعادة الثّقة للشباب في هذه البلاد -
- لا قيمة لطالبِ العلم الفقير في مؤسسات التعليم الرأسمالية -
- إيّاكُم ونبِذ الشباب الذين يختلفونَ في تفكيرهم عن تفكيرِ الم ...
- ديمقراطية مجهضة
- الإنفصاميّة والإنتخابات النيابية 1


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..