أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..














المزيد.....


البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6954 - 2021 / 7 / 10 - 20:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنّ ‏كُلّ ما يوقِف البلاد اليومَ على حافّة الهاوية، يجّعلكَ تُدرِك بأنَّ الأمرَ لَم يعُد يقتَصِر على سوء الأوضاع (السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية)، وإنّما امتدَّ إلى سوء التّفكير بالحُلول، التي لا تأخذ بعينِ الاعتبار تأثير جغرافية هذه البلاد على المنطقة، ولا حتى تُولي أهميّة لدورها -أي البلاد- الجيوسياسي الفعّال على مستوى الإقليم، والذي يُسرق في سبيل تدعيم نرجسيّة الحُكم المُعتمدة على "الأنا". فالبلادُ اليوم، قد أصبحَت تُعاني مِن تُخمة كبيرة في الحلول السيئة المُقدّمة والمطروحة مِن قبل مَن يسمّون أنفسهم "أرباب الرؤى الهارفردية" المُتربّعون على عرش مراكِز صُنع القرار، وكأنّهم لا يردونَ أن يتجرَّدوا مِن سكّينهم التي يضعونها على عُنقِ البلاد، منذ عقدينِ وأكثر.

وهذا ما اتّضحَ جليًّا في ومِن فكرَة تشكيلِ/ولادة اللجان الإصلاحيّة . فها هي اللجان الإصلاحيّة - التي الكثير من أعضائها- بحاجة إلى إصلاح- تولَد مِن رحمِ هذه المراكز التي أُشبعَت بكُلّ أشكال الجماع السياسيّ، دونَ أن يكونَ هُناك أطبّاء أصحاب اختصاص "توليد وإصلاح سياسي" يُشرفونَ على هذه الولادة، بل دون أن هُناك ولو كادِر طبّي بسيط، يُمكّن من تأمينِ كُل ما تحتاجه هذه الولادة مِن مُستلزمات، تؤكّد صحّة وسلامة ولادة الإصلاح المزّعوم، وإن وجِدت، فإنّك وبكُلّ تأكيد، لن تراها تقوم إلّا بشكليّات هذه الولادة.

ومِن هُنا، فإن أردنا أن نوقفَ النّزف الذي أصاب البلاد، والذي يرى البعض بأنّنا فقدنا السيطرة عليه، فمن المفروض علينا أن نقول الحقيقة حولَ ولادة مثل هذه اللجان، حتى لو كانت تجّمعنا علاقات طيّبة مع الكثير من أعضائها، حيث أنّ هذه الحقيقة تقول: في هذه اللجان، ليس هُناكَ من هو قادِر على وضع خُطّة سياسيّة وازنة، تهدف لعمل مشّروع سياسي فعلي، يُخرِج البلاد مِن مأزق مركزيّة السُلطة، وإنّني أرى، بأنّ الخُروج مِن هذا المأزق، سيجّعل الإصلاح حقيقيّ، وسيؤمن به كُلّ مواطنٍ قدّست جبينهُ من قبل تلال هذه البلاد، وحفِظت رائحة دماء أجداده الزكيّة في ذاكرة كُلّ ذرّة من ذرّات تُراب هذه البلاد ؛ وذلك لأنّ مركزيّة الحُكم تشكّل معضِلة في طريق الإصلاح، وهي العصا التي تُصبح سهلَة الكسر إن خرَجت مِن دواليب الإصلاح.

ليسَ هُناك بارِقة أمَل واحدة مِن كُل تلكَ اللجان الإصلاحيّة، التي تقول عنها كُلّ الآراء المؤمنة بها، بأنّها لجان لَم تُشكَّل إلّا من أجلِ أن تعمَل على إصلاحِ هذه البلاد مِن كُلّ عطبٍ أصابها، أو على أقلّ تقدير لتؤسِّس أعمدة متينة ورصينة لمفهومِ الإصلاح، وأنّها ما أتَت إلّا بعد أن وصلَ الجفاف إلى كُلّ أعضاء هذه البلاد.

لكن، مع مرور الأيّام، وزوال أكوام الغُبار المُتكدِّرة فوقَ ألسنَة الكثير مِن أعضاء هذه اللجان، نُصبِح أكثر تأكيدًا على حقيقة أنّ هذه اللجان، وبكُلّ من يُمثّلها، هي لجان تصّرف الآلاف من الدنانير وهي تتسوّق في أسواق الوقت المُنتَشرة في أصقاع البلاد، وتبّحَث عن كُل تلكَ الساعات الباهضة، كبيرة التّكلفة، والتي لا تتحرَّك بها العقارِب إلّا بقرار من زعيم اللجنة الأوحد، وهذا الزّعيم تشّهد لهُ الخيبات والمآسي الوطنية بأنه زعيم ومُحترِف في بيعِ الوهِم، ومُتفنِّن في التمتّرُس خلفَ الكثير مِن الجُدران.

إنّ تّحليل هذه اللجان والوقوف عند كُل مُعطى مِن مُعطياتها، وقراءة كُل شخصيّة من شخصيّاتها، لا يؤكّد إلّا على أنّ هذه اللجان لا قُدرة لها على التواصُل مع المواطنين، فهي تمتاز برعونةٍ لا تسّمح لها بأن تكُفّ عن رفعِ الأسوار العالية بينها وبين مَن أتَت لأجلها، حسب زعمها . وليس هذا لأن المواطنينَ دائمًا يقعون على طرف نقيض؛ بل لأن االلجان تفشل في مد جسورها إليهم_لأسباب تتعلق بأهداف التّشكيل_ وتتسع الفجوة مع الصمت، ثم تُترك العلاقة عرضة للتوتر المتزايد نتاج الاحتكاكات الإعلامية الهامشية . وهكذا تترجح كفة العداوات على كفة الوفاق والأرضية المشتركة.


وأخيرًا، أقول :

‏لا حاجةَ لنا لكُلّ لجانِ الإصلاح المُشكّلة لاعتبارت شخصيّة فقط، ولا أرى أنّني أُبالِغ إن قُلت، بأنّ هذه اللّجان، ما عادَت تهتمّ لوطن ولا لحال مواطنٍ تتقاذهُ الرّياح وهو يقِف على غصّنٍ طريّ.

فإنّ مسألة هذه اللّجان لَم ولن تتعدّى حدود البقاء الشّخصي، ومُحاولة تجّميل وجود البعض .

‏لَن أقول بأنَّ البلاد تضيع، بل سأقول بأن البلاد ضاعَت، وتخمَّر بها الضّياع، وعليّة القَوم، ما زالوا يتناحرونَ على مصالحهم، ويجولونَ في مساحات "الأنا" المُمتدّة على جُغرافيّة هذه البلاد .
لذا، وإلى آخر يومٍ في حياتنا، فإنّنا لن نُسامحهم، وسنسعى للنّيل منهُم، أيًّا كانت الأثمان.



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقَد هزمَنا تظاهرنا بالقوّة
- تحرّكات حماس .. إلى أين ستقودها ؟!
- أزمة الثقة في بعض أعضاء لجنة الإصلاح
- في فيينا ثمة مطابخ سياسيّة في بدايةِ تجّهيزها. فولوّا وجوهكم ...
- القضية الفلسطينية واستغلالها من قبل البعض
- وهم الوساطة العربية في الصراع مع إسرائيل
- عليكُم بقتلِ التشكيكِ والتخوين ..
- معركة الإعلام وتأثيرها الذي يفوق تأثير أي معركة أُخرى
- حقائق كُشفت بعد الأزمة التي مرّ بها - وما زالَ يمُرّ بها- ال ...
- أباطِرة الاقتصاد وإدارة الدولة
- دحلان والانتخابات الفلسطينية
- بكفي اعتماد على المنح والمُساعدات.. بكفي خلص
- مصيرُ البلاد في خطر ما لَم يتدخّل العُقلاء
- انقطاع الأوكسجين وقتلَ الوطن قبلَ المواطن
- تأطيرات فضفاضة لقضيّة حقوق المرأة
- التحرُّش الجنسيّ، وضُعف طُرقه العلاجيّة
- الآراء السياسية ما بين التمثيل الغربي والشرقي .
- ما من شيء يدفعنا للإحتفال بالمئوية الأولى
- قراءة أوليّة لتحرّكات دول المُصالحة الخليجيّة..
- الخوف من استدراجِ النقابة إلى حافة مجلِس النواب


المزيد.....




- 45 عاما في الأسر.. الإفراج عن أقدم أسير فلسطيني في السجون ال ...
- انقلاب طائرة في تورنتو أثناء هبوطها ونجاة ركابها
- مجزرة التضامن .. القبض على أبرز المتهمين بعد 12 عامًا من وقو ...
- مقتل -خط الصعيد الجديد- بعد اشتباكات ضارية مع الشرطة لمدة 3 ...
- بقاء الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط بالجنوب اللبناني: أي خيارا ...
- مصر تضع اللمسات الأخيرة على مقترح مضاد لخطة ترامب بشأن غزة.. ...
- حماس ستعيد جثث أربع رهائن الخميس قبل الإفراج عن ست أحياء الس ...
- القضاء المغربي يدين برلمانيا بغسل الأموال
- الأهم منذ مقبرة توت عنخ آمون.. مصر تعلن عن اكتشاف أثري كبير ...
- -بلومبيرغ- تتحدث عن -تحول مزلزل- في دبلوماسية واشنطن يعصف بز ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - البلاد تضيع واللجان تُشكَّل..